مظاهرات 11 ديسمبر بوابة التضحية و الاشراق

إلياس

👑 TOP5 ✍️
أوفياء اللمة
مظاهرات 11 ديسمبر بوابة التضحية والإشراق.

مقدمة:
تعد مظاهرات 11 ديسمبر 1960 واحدة من أبرز المحطات في تاريخ الجزائر، حيث تمثل حلقة هامة في مسار الثورة الجزائرية ضد الاستدمار الفرنسي. كانت هذه المظاهرات جزءً من حركة المقاومة الشعبية التي خرجت من رحم معاناة الشعب الجزائري في كل المدن الجزائرية، وذلك في سياق التصعيد الثوري بعد اندلاع حرب التحرير في 1954. وتعتبر حدثًا هامًا في تاريخ الجزائر، حيث تعكس الروح الوطنية والاعتزاز بالتاريخ النضالي للشعب الجزائري. هذه المظاهرات كانت محطة فارقة في مسيرة الثورة الجزائرية ضد الاستدمار الفرنسي، وأظهرت وحدة الشعب الجزائري وتلاحمه حول قضية الاستقلال، والتأكيد على فاعلية المظاهرات كسلاح قوي ومهم ضد المستدمر الفرنسي الغاشم. يقول المجاهد يوسف بن خدة:"إن هذه المظاهرات كانت عاملا حاسما في تعجيل سير المفاوضات".
و نحن نستقبل ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 نتذكر الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن تتحرر الجزائر من قيد الاستدمار الفرنسي، و نترحم على أرواحهم الطاهرة، و نعمل بوصيتهم الخالدة.. ونتذكر تصريح القائد كريم بلقاسم فور بدء المظاهرات بالجزائر العاصمة عندما صرح قائلا:"أنه حان الوقت لكي تدوي صرخة بلكور في مانهاتان (نيويورك-الامم المتحدة)". رحم الله الشهداء الأبرار و اسكنهم فسيح جناته.
- بداية مظاهرات 11 ديسمبر 1960:
بداية المظاهرات كان يوم الجمعة 9 ديسمبر 1960 بمدينة عين تموشنت عند وصول ديغول إلى المطار على متن طائرة "كرافيل" ثم انتقل إلى مدينة عين تموشنت على الساعة 11 و46 د بواسطة مروحية مرفوقا بالسيد"جوكس" وزير الدولة المكلف بالشؤون الجزائرية، والعميد ألي رئيس اركان الجيش الفرنسي.. هذه الزيارة هي ال8 من نوعها إلى الجزائر، وكانت تندرج في إطار تنفيذ مشروعه الجديد المتمثل في” الجزائر جزائرية”. وللتذكير فقضية الجزائر كانت حيز الدراسة من طرف هيئة الأمم المتحدة منذ ال1960.12.05. بعد مصافحة ديغول ل "أورسيرو"عمدة بلدية عين تموشنت ألقى"ديغول" كلمة قصيرة أدلي بها على فحوى زيارته إلى عين تموشنت. كانت كلمته تذاع بواسطة مكبر الصوت. لم يرض كلامه الفرنسيين الموجودين في الساحة المحاذية لمقر البلدية، و لم يعجبهم تصريحه، و بدؤوا يصرخون ويشتمون ديغول وسياسته المنتهجة. كذلك التموشنتيون الذين كانوا في الساحة لم يفوتوا الفرصة للتعبير عن مشاعرهم و بكل شدة عن حقهم في الحرية والاستقلال. فبدأوا بقول شعارات يطالبون فيها بالحرية و استقلال الوطن. وفي هذه اللحظة ولأول مرة يرفع العلم الوطني في عين تموشنت وشعارات مثل "الجزائر جزائرية" و"الجزائر مسلمة". تلت ذلك مناوشات عنيفة بين الطرفين، ثم اعتقالات بالجملة للمتظاهرين.
انقسمت الساحة السياسية الجزائرية إلى ثلاثة مجموعات رئيسية :
1- المعمّرون المناهضون لسياسة ديغول وهم الذين قاموا بمظاهرات يوم 9 ديسمبر 1960 في عين تيموشنت ضد زيارة الجنرال ديغول محاولين إحباط برنامجه المبني على سياسة ” الجزائر جزائرية” وحاملين لواء “الجزائر فرنسية”.
2- أنصار “الديغولية” من الفرنسيين والجزائريين المقتنعين بسياسته من البورجوازيين و بعض البرلمانيين. خرجت هذه المجموعة في مظاهرات لمساندة مشروع ديغول بإيعاز من حكومة باريس يوم 10 ديسمبر 1960 بغرض إفشال مشاريع المعمرين المناهضين لسياسة ديغول في الجزائر، شعارهم “الجزائر جزائرية”.
3- التيار الوطني تمثله الجماهير الشعبية التي دخلت حلبة الصراع بقوة كتعبير عن رفضها للمشروعين الأولين في مظاهرات يوم 11 ديسمبر 1960، عبرت خلالها عن تمسكها بقيادة الثورة و المتمثلة في جبهة التحرير الوطني، و المتمسكة باستقلال الجزائر. كان شعارهم ” الجزائر عربية مسلمة” - ” الجزائر مستقلة”.
انطلاق مظاهرات 11 ديسمير 1960:
خرج الجزائريون يوم الأحد 11 ديسمبر 1960 في مظاهرة سلمية لتأكيد مبدأ تقرير المصير للشعب الجزائري ضد سياسة الجنرال شارل ديغول الرامية إلى الإبقاء على الجزائر جزء من فرنسا في إطار فكرة الجزائر جزائرية من جهة، وضد موقف المعمرين الفرنسيين الذين ما زالوا يحلمون بفكرة الجزائر فرنسية. انطلقت المظاهرات بالعاصمة في حي بلكور (شارع بلوزداد حاليا) لتتوسع إلى أحياء كل من المدنية ، باب الوادي، الحراش ، بئر مراد رايس ، القبة ، بئر خادم ، ديار السعادة ، القصبة، وادي قريش، كمــــــا عرفت كذلـــــــك ساحـــــة الورشــــــات ( أول ماي حاليا ) وشـــــوارع مــــيشلي ( ديدوش مراد حاليا ) كثافة شعبية متماسكة مجندة وراء العلم الوطني و شعارات تطالب بالاستقلال و حياة جبهة التحرير الوطني. وسرعان ما ظهر التنظيم المحكم في هذه المظاهرات إذ عينت لجنة تنظيمية في كل حي، لتمتد إلى المدن الجزائرية الأخرى في الأيام اللاحقة. في كل من تيبازة وشرشال في 12 ديسمبر، سيدي بلعباس و قسنطينة في 13 ديسمبر، و عنابة في 16 ديسمبر. و كان الشبان الجزائريون يتصلون بالصحافيين الذين جاءوا لتغطية الحدث طالبين منهم نقل صورة تبين حقيقة ما يجري في الجزائر وهم يهتفون “نريد الحرية- نريد الاستقلال”.
- من أسباب المظاهرات:
- إصرار شارل ديغول على أن الجزائر جزءٌ من فرنسا، وهذا كان مرفوضاً من الشعب الجزائري رفضاً قطعياً.
- حرص الحكومة الفرنسية، وديغول على تشجيع الجزائريين الفرنسيين على تأييد السياسة الفرنسيّة، والترحيب بها، والإصرار على وجودها في الجزائر.
- رفض جبهة التحرير الوطنيّ الجزائري لسياسات فرنسا، التي أدت إلى تحويل العديد من الجزائريين إلى مواطنين فرنسيين من أجل كسب تأييدهم.
- رفض المعمرين و التيار الوطني للزيارة التي قام بها ديغول إلى مدينة عين تشمونت، ليعلن منها استمرار الانتداب الفرنسيّ على الجزائر.
- المطالبة بوحدة الأراضي الجزائريّة كدولةٍ عربيةٍ مسلمة.
- رد فعل السلطة الفرنسية:
تعاملت السلطات الفرنسية بقسوة ووحشبة شديدة مع المتظاهرين، فقامت بقمع هذه المظاهرات بوحشية مما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء الجزائريين. إذ قابل الجيش الفرنسي الجموع الجزائرية بالدبابات و المدافع و الرشاشات و أمطروهم بنيران القنابل، و أطلقوا عليهم الرصاص. كما قامت الشرطة الفرنسية بالمداهمات الليلية لاختطاف الجزائريين من منازلهم، و الإغارة على المواطنين وهم يوارون شهداءهم (كما هو الحال في مقبرة القطار سيدي امحمد ) مما زاد في عدد القتلى بالإضافة إلى سلسلة الاعتقالات التي مست عدد كبير من الجزائريين.
إليكم هذه القصة الحقيقية التي يرويها الدكتور أحمد عصماني أستاذ التاريخ بجامعة البليدة ، في حديث مع "أصوات مغاربية" عن أول شهيدة من شهداء مظاهرات 11 ديسمبر ببلكور. قال: صباح يوم 11 ديسمبر من عام 1960 كانت أعداد كبيرة من المتظاهرين في حي بلكور بوسط الجزائر العاصمة، تهتف بالحرية والاستقلال، كانت تقطن أسرة "صليحة وتيقي" التي قررت الانضمام إلى المتظاهرين. لم يكن سنها يتجاوز 12 عاما، تسللت بين صفوفهم وافتكت من أحدهم الراية الجزائرية التي لوحت بها عاليا، وهي تهتف بشعار تحيا الجزائر". واصلت الطفلة صليحة التقدم بين صفوف المتظاهرين إلى أن وجدت نفسها في المقدمة حيث "حملها أحد الشباب على كتفيه لترفع العلم الجزائري الذي كانت تلوح به عاليا" يضيف عصماني، وهو "المشهد الذي لم يرق للمعمرين والشرطة الفرنسية التي كانت تقابل المتظاهرين بالهراوات". وبينما كانت "صليحة وتيقي" تلوح بالعلم الجزائري عمد أحد أفراد الشرطة الفرنسية إلى إطلاق النار عليها فأرداها قتيلة"، لتكون بذلك "أول من سقط في تلك المظاهرات".
- من نتائج المظاهرات:
1- على المستوى الوطني:
- ارتقاء أزيد من 800 شهيد عبر كامل التراب الوطني، وأكثر من 1000 جريح، وأكثر من 1400 جزائري معتقل من شيوخ وشباب ونساء وأطفال.
- أكدت مظاهرات 11 ديسمبر على الوجه الحقيقي البشع والاجرامي للاستدمار الفرنسي وفظاعته أمام العالم.
- التعبير عن تلاحم الشعب الجزائري وتماسكه وتجنيده وراء مبادئ جبهة التحرير الوطني. والتأكيد على تمثيل جبهة التحرير الوطني للجزائريين، وأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب، ولها حق التفاوض والتكلم باسم الشعب الجزائري.
- ترسيخ مبدأ الوحدة الشعبية والوحدة الترابية عند كل الجزائريين.
- انتشار الثورة وتوسعها وانتقالها من القرى والأرياف والجبال إلى المدن والحواضر الجزائرية.
- القضاء على سياسة ديغول المتمثلة في فكرة الجزائر جزائرية وفكرة المعمرين القائلين بأن الجزائر فرنسية.
2- على المستوى الدولي:
برهنت مظاهرات 11 ديسمبر على مساندة مطلقة لجبهة التحرير الوطني، واقتنعت هيئة الأمم المتحدة بإدراج ملف القضية الجزائرية في جدول أعمالها وصوتت اللجنة السياسية للجمعية العامة لصالح القضية الجزائرية ورفضت المبررات الفرنسية الداعية إلى تضليل الرأي العام العالمي.
- اتساع دائرة التضامن مع الشعب الجزائري عبر العالم خاصة في العالم العربي وحتى في فرنسا نفسها، خرجت الجماهير الشعبية في مظاهرات تأييد ، كان لها تأثير على شعوب العالم ودخلت فرنسا في نفق من الصراعات الداخلية وتعرضت إلى عزلة دولية بضغط من الشعوب العالمية، الأمر الذي أجبر شارل ديغول على الدخول في مفاوضات مع جبهة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري، وهو الأمل الوحيد لإنقاذ فرنسا من الانهيار الكلي في الجزائر. في 20 ديسمبر 1960 تمت المصادقة على اللائحة الأفرو-آسيوية التي تشرف و تراقب مهمة "تقرير المصير" في الجزائر فكانت النتيجة بالأغلبية لصالح القضية الجزائرية بـ 63 صوتا ضد 27 مع امتناع 8 أصوات. حينها أيقن الاستدمار الفرنسي انه قد خسر الحرب نهائيا وما عليه إلا التسليم بالأمر.
قال السيد يوسف بن خدة متحدثا عنمظاهرات 11 ديسمبر 1960:"الدعم الجماهيري الذي تجلى في الانتفاضات الشعبية العارمة التي جرت في 11 ديسمبر 1960 في الجزائر العاصمة وفي بعض المدن الكبرى والتي كانت منعرجا حاسما في تاريخ معركتنا المسلحة وفي سير المفاوضات، لقد أظهرت هذه الانتفاضات روح الكفاح والقدرات النضالية التي ظلت مرتفعة لدى الجماهير رغم الإرهاب البوليسي والعسكري، وأقنعت بالتالي ديغول بأن كل محاولة ترمي إلى فرض حل عسكري ستبقى دون جدوى، كما كانت هذه الانتفاضات عاملا حاسما في تعجيل سير المفاوضات".
وصرح السيد فرحات عباس رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة قائلا عن المظاهرات:"... هذه الثلاثة أيام العظيمة كانت أبلغ من قول كل خطيب، وصداها أوسع من صدى المعارك التي خاضها المجاهدون في الجبال، قرر فيها الشعب الجزائري أن يعيش حرا أو يموت".
وتوجه الرئيس فرحات عباس يوم 16 ديسمبر 1960 إلى الشعب الجزائري، بنداء أشاد فيه ببسالة الشعب وتمسكه بالاستقلال الوطني وإفشاله للسياسة الاستدمارية والجرائم المرتكبة ضد المدنيين العزل ، وهذا مقتطف من ندائه إلــى الشــعب الجــزائــري:
أيها الشعب الجزائري إنك لم تبخل أبدا بتضحياتك، إنك قدمت ثمنا باهضا لاستقلالك، وإن الكفاح الذي تقوم به لم تعد فيه وحدك بل شعوب الأرض كلها تتبع باهتمام وانتباه كفاحنا الذي أصبح رمزا للشجاعة والبطولة. إن استقلال الجزائر يتأكد كل يوم أكثر في عالم الواقع، وإن الانتصار أمر لا ريب فيه.
يــحــيــا الـــشــــعـــب
تحيا الجمهورية الجزائرية
تــحيا الجزائري مستقــــلة
- تأثير أحداث 11 ديسمبر 1960 على الأدب الجزائري:
أحداث 11 ديسمبر في الجزائر، كان لها تأثيرات عميقة على الأدب الجزائري بشكل عام، والشعر الجزائري بشكل خاص، استلهم العديد من الأدباء والشعراء الجزائريين من هذه المظاهرات كتاباتهم لتجسيد مشاعر المقاومة والتحدي في وجه الاحتلال الفرنسي. لقد شكلت هذه المظاهرات مصدر إلهام للشعراء الذين استخدموا الكلمة كأداة للتعبير عن واقع الجزائر وتطلعات شعبها نحو الاستقلال. كانت المظاهرات مصدر إلهام للعديد من الكتاب والشعراء الذين وثقوا هذه اللحظات المأساوية والشجاعة في أعمالهم.
وكانت كتاباتهم علامة فارقة في الأدب الجزائري، حيث غذيت كتاباتهم الأدبية بالصور الرمزية والشهادات الحية للثوار والمجتمع الجزائري الذي كان يواصل المقاومة ضد الاستدمار الفرنسي. كانت الكتابات مليئًة بكلمات ومعاني الاحتجاج على الاستدمار الفرنسي، وفيها دعوة إلى الحرية والانعتاق من الهيمنة الاستدمارية. كان الكاتب الجزائري يسعى لتمجيد النضال الشعبي ويشجع على مقاومة الظلم. وبعد احداث 11 ديسمبر أصبح الأدب الجزائري عموما يعبر بشكل أوضح عن البحث عن الهوية الوطنية. فالكتاب الجزائريون بدأوا في التأكيد على القيم الثقافية والوطنية التي كانوا يناضلون من أجلها. و تناول العديد من الكتاب معاناة الشعب الجزائري أثناء الحقبة الاستدمارية، بما في ذلك الانفجارات الاجتماعية والسياسية، وشهدت فترة ما بعد 11 ديسمبر 1960 تصاعدًا في إنتاج الشعر الوطني المقاوم، حيث استخدم الأدباء و الشعراء كلماتهم كوسيلة للتعبير عن الأمل والصمود. وقاموا بتسليط الضوء على معاناة الشعب الجزائري وآماله في الاستقلال. ولم يكن الأدب الجزائري في هذه الفترة وثيقة تاريخية فقط، بل كان مليئًا بالرمزية التي تعبر عن الصراع الداخلي للشعب الجزائري، عن المقاومة التي كانت تتخذ طابعًا عاطفيًا وشعبيًا حماسيا كانت روايات الكتاب تعرض نضال الجزائريين في مواجهة الاحتلال الفرنسي، وسلطت الضوء على تضحيات الشعب الجزائري الجسام والتي أسهمت في بناء هوية جديدة بعد الاستقلال مبنية على التضحية والوحدة والتضامن.
- الخاتمة:
لا تزال مظاهرات 11 ديسمبر 1960 تُمثّل للأجيال محطة فخر واعتزاز في التاريخ النضالي من أجل التحرّر من نير الاستدمار الغاشم، ومنبع إشعاع يُنير دربها وتستلهم منها الدروس والعبر لمواجهة التحديات. فالدعم الجماهيري الذي تجلى في الانتفاضات الشعبية العارمة التي جرت في 11 ديسمبر 1960 في الجزائر العاصمة وفي العديد من المدن الجزائرية الكبرى كانت منعرجا حاسما في تاريخ معركتنا المسلحة لنيل الحرية، وفي سير المفاوضات، لقد أظهرت هذه الانتفاضات روح الكفاح والقدرات النضالية التي ظلت مرتفعة لدى الجزائريين ضد الغطرسة الفرنسية والقمع البوليسي والعسكري، وأقنعت بالتالي ديغول بأن كل محاولة ترمي إلى فرض حل عسكري ستبقى دون جدوى، كما كانت هذه الانتفاضات عاملا أساسيا في تعجيل سير المفاوضات". كما قال السيد بن خدة، وأثبتت تلك الهبّات الشعبية بمختلف أرجاء الوطن إصرارها على افتكاك ما أخذ منها ظُلما وعدوانا، ونجحت في كسر شوكة المستعمر، وكذّبت أسطورته "الجزائر فرنسية" بعدما أثبتت للجنرال ديغول وللمعمرين الفرنسيين أن الجزائر لم تكُن يوما فرنسية ولن تكون أبدا تابعة لفرنسا. وبرهنت هذه المظاهرات على أن الشعب الجزائري، لم يعد يحتمل التعسف والغدر وقد أكد الشعب الجزائري في كل مناسبة على تأييده ودعمه المطلق لثورته، التي كانت تستمد قوتها من الشعب، من خلال عمليات التجنيد الغير محدود.
للبحث مراجع.
بقلم: الأستاذ بدرالدين ناجي
 
العودة
Top Bottom