- الصدام مع السلطة ودور بعض الشخصيات في الأزمة
- الحياة في ألمانيا والتأثر بالغرب
- قصة الهروب من الإقامة الجبرية
- الانفتاح على السلطة وزيارة الجزائر
- تبني مبدأ المصالحة ومشروع الحزب الجديد
سامي كليب
رابح كبير
- الحياة في ألمانيا والتأثر بالغرب
- قصة الهروب من الإقامة الجبرية
- الانفتاح على السلطة وزيارة الجزائر
- تبني مبدأ المصالحة ومشروع الحزب الجديد
سامي كليب: مرحبا بكم أعزائي المشاهدين إلى حلقة جديدة من برنامج زيارة خاصة. حين وصلت إلى هذه المنطقة الألمانية الجميلة والهادئة كنت أتساءل عما إذا كانت الطبيعة هي التي غيرت فكر ومبادئ وربما أسلوب رابح كبير الرئيس السابق للهيئة التنفيذية للجبهة الإسلامية في الخارج؟ أم أنه عقد صفقة سرية مع نظام الرئيس عبد العزيز بو تفليقة؟ معه نكمل حديث الذكريات في حلقة ثانية وأخيرة من زيارة خاصة.
رابح كبير: طالما لم يُفتح المجال لعمل سياسي جاد وفعلي فالجزائر تبقى في أزمة. الآن شوف بأن سواء الانتخابات التشريعية التي مرت أو الانتخابات المحلية المقبلة ففي النهاية مجرد ديكور لم يقنع الجزائريين بل المقاطعة تزداد بكل مرة، فإذاً لا بد من العودة إلى حياة سياسية وحياة نيابية حقيقية تتنافس فيها الناس على أفكار مش على ضغوطات.
رابح كبير: طالما لم يُفتح المجال لعمل سياسي جاد وفعلي فالجزائر تبقى في أزمة. الآن شوف بأن سواء الانتخابات التشريعية التي مرت أو الانتخابات المحلية المقبلة ففي النهاية مجرد ديكور لم يقنع الجزائريين بل المقاطعة تزداد بكل مرة، فإذاً لا بد من العودة إلى حياة سياسية وحياة نيابية حقيقية تتنافس فيها الناس على أفكار مش على ضغوطات.
الصدام مع السلطة ودور بعض الشخصيات في الأزمة
سامي كليب: حين وصلت لعند رابح كبير الرئيس السابق للهيئة التنفيذية للجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية المحظورة بغية تصوير هذه الحلقة الثانية معه كان يستعد للذهاب إلى المسجد القريب لصلاة الجمعة. تذكرت مساجد العاصمة الجزائرية من القبة إلى باب الواد وغيرها حين كان شيخا الجبهة عباسي مدني وعلي بلحاج وخصوصا علي بلحاج يلهبان حماسة مناصريهم ويؤججان قلق السلطة والمؤسسة العسكرية. كنا مجموعة من الصحفيين نغطي تلك الأحداث في بداية التسعينيات ونشعر كما يشعر الجميع بأن الانفجار قادم، وبالفعل انفجر الوضع وغرقت الجزائر بحمامات الدم والمذابح وسيقت كل التهم ضد الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي حُلت بقرار من السلطة وقررت السلطة وقف الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية بعد فوز الجبهة. اليوم صار كل ذاك التاريخ خلف رابح كبير وصار المسجد هنا للصلاة والتحادث مع بعض المسلمين العرب أو الألمان وليس للسياسة. ولكن ماذا عن ذكريات الانتخابات تلك التي كان ناشطا فيها وتوقع آنذاك فوز الجبهة بنسبة 75% من الأصوات؟
رابح كبير: الاحتمال كان مطروحا أنه ممكن السلطة ما يعجبها الوضع لكن احتمال أنها تسوي انقلاب بتلك الطريقة الفجة لم يكن مطروحا. لكن خليني أقول كان عندي شعور خاص لي أنني لم أكن رغم أننا فزنا بالانتخابات فلم أكن أتوقع أنه الآن والله إحنا الآن يعني رح نحكم الجزائر، هذا كان شعورا داخليا ما أدري ما الذي.. ربما إلهام رباني، فما كان عندي هذا الإحساس. يعني عادة الحزب اللي يفوز يتوقع يوجد وزراة ويوجد حكومة لكن الأمر هذا بالنسبة لي كان غير مطروح لكن أن يقع انقلاب بتلك الطريقة كذلك لم يكن أمرا مطروحا، كان متوقع أن يكون فيه أخذ ورد في نقاش ربما يطلبون منا تنازلات معينة.
رابح كبير: الاحتمال كان مطروحا أنه ممكن السلطة ما يعجبها الوضع لكن احتمال أنها تسوي انقلاب بتلك الطريقة الفجة لم يكن مطروحا. لكن خليني أقول كان عندي شعور خاص لي أنني لم أكن رغم أننا فزنا بالانتخابات فلم أكن أتوقع أنه الآن والله إحنا الآن يعني رح نحكم الجزائر، هذا كان شعورا داخليا ما أدري ما الذي.. ربما إلهام رباني، فما كان عندي هذا الإحساس. يعني عادة الحزب اللي يفوز يتوقع يوجد وزراة ويوجد حكومة لكن الأمر هذا بالنسبة لي كان غير مطروح لكن أن يقع انقلاب بتلك الطريقة كذلك لم يكن أمرا مطروحا، كان متوقع أن يكون فيه أخذ ورد في نقاش ربما يطلبون منا تنازلات معينة.
سامي كليب
: كانت بدأت الاتصالات مع بعض ضباط المؤسسة العسكرية؟
رابح كبير: هو لا، الاتصالات مع الضباط العسكرية لم تقع، الاتصال الوحيد مع العسكري في ذلك الوقت كان اتصال بين حشاني وبين وزير الدفاع بالتلفون بحضوري أنا شخصيا، وكان رد فعل وزير الدفاع خالد نزار سيئا يعني، قبيل الانتخابات على أساس أن أظن حشاني يتكلم في مسألة أنه يعني لازم ندخل انتخابات حرة أو شيء من هذا القبيل وأن.. فالرجل قال له ينبغي أن تفرحوا أننا ما معنا الحزب طالما أنكم تنشطون هذا كثير عليكم، بطريقة فجة، فهذه المرة الوحيدة اللي لاحظت مثل هذا الاتصال وشو وقع فيه.
سامي كليب
سامي كليب
: طيب سيد رابح كبير كان من ينظر إلى قيادات الجبهة الإسلامية يشعر أنه في بعض القيادات مهادنة في بعض القيادات الأخرى دبلوماسية، في بعض الآخر متطير إذا صح التعبير يعني دم حامي جدا، يعني من كان يشاهد وأنا كنت موجودا في عين المكان يعني حين نحضر مثلا خطابات الشيخ علي بلحاج كنا نقول إنه ستقع المشكلة غدا يعني أنه هو يصعّد والمؤسسة العسكرية تصعّد في وجهه. كنتم داخل الجبهة مثلا تعرضون هذه الأمور للنقاشات مثلا تطلبون أن تخفف اللهجة مثلا لكي لا يخاف من هم في السلطة لكي لا تخاف المؤسسة العسكرية لكي لا يخاف الغرب لكي لا يخاف جزء من الشعب الجزائري مثلا، كانت تحصل نقاشات داخلية؟
رابح كبير: باستمرار وبقوة.
سامي كليب
سامي كليب
: مثلا اذكر لي واحدة.
رابح كبير: نعم أذكر لك. وإن بالنسبة للشيخ علي بلحاج الشيخ علي بلحاج في كثير من الأحيان كان يتكلم كداعية وليس كسياسي لأن هذه مش..
سامي كليب
سامي كليب
(مقاطعا): ولكن كان يتكلم باسم الجبهة.
رابح كبير: طبعا هذه الإشكالية، فأنا أذكر حتى الشيخ علي بلحاج حتى مرة وأنا في ألمانيا اتصل بي تليفون فيقول لي الأخ رابح أنا تعرف أنا في السياسة خاطيني أنا مش تاع سياسة تاع دين وبالتالي لازم أقول أمر إذا مقتنع فيه فقهيا هكذا أقوله بهذه الصورة، قال لي أنت شخص سياسي وتعرف كيف، يعني هذا حتى أعطيك صورة فقط عن الخلفية تاع الشخص كيف يحس حاله، فأذكر خاصة المرحلة التي سيرناها أنا والشيخ عبد القادر حشاني وبعض الأخوة اللي كانوا معنا في المكتب الوطني في ذلك الوقت وبقية الشيوخ كانوا في السجن كانوا مسجونين يعني فترة تحضير الانتخابات التشريعية اللي فزنا فيها فأذكر كانوا بعض الأخوان محسوبين مثلا على الشيخ علي بلحاج ويسووا خطب جمعة نارية بحيث فيها كلام يعني غير معقول تجاه السلطة وإلى تجاه رموز السلطة، فإحنا كنا ننادي شخصا نكلمه يتعهد أن خلاص وبعدين نبعث رسالة للشيخ علي بلحاج على أساس أن يتدخل ولكن بعد يمكن الجمعة الجاية ما يتكلم اللي بعدها يعود يرجع لنفس الخطاب، فيعني في الظاهر نحس بأنه في ازدواجية في الواقع يعني.
سامي كليب
سامي كليب
: طيب حضرتك ابن مجاهد والوالد كان أيضا بجيش التحرير الشعبي الجزائري، كنت تنظر إلى المؤسسة العسكرية كمؤسسة محايدة أم أنها عدوة الجبهة الإسلامية للإنقاذ؟
رابح كبير: والله خليني أقول إكمالا للسؤال الأول قبل هذا أذكر شيئا يعني ربما مهما هو أنه بعد فوزنا في الانتخابات بعد يعني خروج نتائج المرحلة الأولى على أساس في مرحلة ثانية للانتخابات، فأذكر التقينا واجتمعنا في المكتب الوطني وكلفنا الشيخ حشاني على أن يساوي ندوة صحفية..
سامي كليب
سامي كليب
: يهدئ الأمور.
رابح كبير: يهدئ الأمور. فتكلم كلاما طيبا والإعلام تناقله تناقلا جيدا على أساس أنه يعني تهدئة فجاءنا توبيخ من الشيوخ في السجن أذكر في ذلك الوقت..
سامي كليب
سامي كليب
(مقاطعا): من الشيخين عباسي مدني وعلي بلحاج؟
رابح كبير: من الشيخين ومن كل الأخوان اللي كانوا معهم فقالوا شو حسبتم حالكم أنتم حسبتم حالكم خلاص تراكم في الحكم وصرتم تقدمون تنازلات؟ لا تنازلات ولا هم يحزنون فقط تهدئة، يعني هذه فقط للتاريخ حتى تعرف.. وطبيعي أن يكون في بعض الأخوان متشددين بطبعهم وبعض الأخوان غير متشددين ولكن التوجه والهدف في النهاية هو واحد يعني. لو سمحت السؤال اللي بعده؟
سامي كليب
سامي كليب
: بس على ما يبدو تستمر في التعرض للتوبيخ حتى اليوم من بعض الشيوخ.
رابح كبير: هذه طبيعة الحال يعني مو ممكن ترضي كل الناس، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أدراك من هو ما أرضى الناس جميعا ورب العالمين الذي خلقنا.
سامي كليب
سامي كليب
: طيب حضرتك ابن مجاهد ووالدك كان طبعا عضوا في جيش التحرير الشعبي وساهم في استقلال الجزائر وفي الثورة، كنت تنظر للمؤسسة العسكرية مؤسسة عدوة للجبهة الإسلامية؟
رابح كبير: لا أبدا شخصيا لم أكن أنظر هذه النظرة، صحيح نشهد بأن والدي مجاهد وبقي في جيش التحرير حتى سنة 1971 وشارك حتى الحرب ضد الإسرائيليين في مصر.
سامي كليب
سامي كليب
: آه والله!
رابح كبير: الجيش الذي انتدبه الجزائر كان والدي واحدا منهم.
سامي كليب
سامي كليب
: على ما يبدو اللواء خالد نزار كان مسؤولا عن.. صحيح؟
رابح كبير: والله ما أذكر في ذلك الوقت كانت قديمة وخالد نزار لم يكن.. ولكن هذه وأنا كنت صغيرا كذلك. فإذاً هذه الصورة. أنا نفس الشيء أنا ساويت الخدمة في الجيش الجزائري وأعرف الجيش الجزائري من الداخل.
سامي كليب
سامي كليب
: وعندك صورة جميلة.
رابح كبير: سويت الخدمة وبالتالي بالنسبة للجيش الجزائري هو نفسه صورة الشعب الجزائري فيه المسلم فيه غير.. يعني الملتزم أقصد كلهم مسلمون لكن في الملتزم في الأقل التزاما في الأكثر التزاما.
سامي كليب
سامي كليب
: أسماء كثيرة ظهرت في سماء الجزائر وسياستها وأمنها خلال ما عُرف بالعشرية الحمراء أو بعقد الدماء حين غرقت البلاد بقتال أبنائها وصار الذبح وقطع الرؤوس ودك الأعناق وقطع الأرزاق لغة التحاور الوحيدة في الجزائر. ظهرت أسماء كثيرة حملت أو حُمّلت مسؤولية قمع الإسلاميين سياسيا أولا وسياسيا وعسكريا ثانيا. سألت رابح كبير عن بعض هذه الأسماء وفي مقدمها اللواء المتقاعد خالد نزار الذي كان وزيرا للدفاع ويقال إنه كان صاحب الكلمة الفصل.
رابح كبير: ما في شك أن اللواء خالد نزار كان له دور سيء جدا لأنه كان في إمكانه وهو على رأس وزارة الدفاع أن يقوم بحوار أن يطلب من هذا الحزب اللي فاز واللي ينظر إليه على أنه مخيف أن يقدم تنازلات أن يعطي يأخذ ويعطي ولكن هو أقدم على خطوة أدخلت الجزائر في المجهول وبالتالي له مسؤولية على الأحداث مسؤولية كبرى ومسؤولية أولية.
سامي كليب
سامي كليب
: طيب أنا لو كنت مكانه واستمعت إلى خطابات الشيخ علي بلحاج كنت خفت.
رابح كبير: لو كنت مكانه واستمعت إلى خطب علي بلحاج ينبغي أن تكون في مستوى المسؤولية فأنت عندئذ في مستوى هرم سلطة وبالتالي ينبغي أن تسمع إلى قول الآخرين ينبغي أن تناقش القيادة.
سامي كليب
سامي كليب
: التقيت به حضرتك؟
رابح كبير: لا، ما التقيت فيه.
سامي كليب
سامي كليب
: نهائيا؟
رابح كبير: أبدا. فاللي التقينا فيه على سبيل المثال كان شو اسمه اللي كان وزير الداخلية..
سامي كليب
سامي كليب
: العربي بلخير.
رابح كبير: العربي بلخير، فالتقينا فيه مرات متعددة على أساس أنه يعني لما كان في الرئاسة ولما كان في وزير الدفاع يعني فكنت دائما أتكلم أنا وإياه..
سامي كليب
سامي كليب
(مقاطعا): كيف كان معكم العربي بلخير، اللقاءات كيف كانت؟
رابح كبير: اللقاءات، كان لقاء وديا ونتناقش ويأخذ ويعطي.
سامي كليب
سامي كليب
: كان قابلا بدوركم؟
رابح كبير: يبدو ذلك.
سامي كليب
سامي كليب
: طيب اللواء الراحل إسماعيل العماري؟
رابح كبير: والله إسماعيل العماري أنا التقيت فيه مرة واحدة، مرة واحدة جاء كمبلغ لما أنا سُجنت في الجزائر وبعدها مريت عن طريق المحكمة، المحكمة أعطت إخلاء سبيل مضيت بيان فقالوا إن هذا بيان تحريض لما جاوزوني على المحكمة قالت لا هذا مو تحريض ولا يحزنون هذا قام بدوره كمسؤول حزب في ذلك الوقت، فبعدها رحت البيت بقيت أعتقد ليلة واحدة، في اليوم الثاني جاء الجيش الجزائري بقوات رهيبة أعتقد حوالي 15 سيارة كان هشام في ذلك الوقت صغيرا في عمر خمس سنوات فخاف ودخل في أشجار التفاح كذا اختفى أصيب بالهلع.
سامي كليب
سامي كليب
: هشام هو واحد من أبناء رابح كبير، وأبناؤه الذين كبروا ولا يزالون يتعلمون في ألمانيا يتميزون بتفوق واضح في الدراسة وكبيرهم يدرس الطب. وقبل أن أكمل مع الرئيس السابق للهيئة التنفيذية للجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية أسئلتي هذه عن دور بعض القيادات السياسية والعسكرية في الأزمة الجزائرية سألت ابنه هشام عن شعوره حين جاءت الشرطة لاعتقال والده.
هشام كبير/ ابن رابح كبير: أنا كنت في خارج البيت ربما كنت ألعب مع واحد من أصدقائي من تاع المدرسة، ولما رجعت على البيت كان منظرا عجيبا، ربما 15 سيارة تاع العسكر كان هناك أمام البيت ومسلحين بسلاح ثقيل وكان عمري سبع سنوات ربما خفت ويعني لم أر كيف اعتقلوه، أنا أول شيء خفت على نفسي فهربت للحقول كان هناك حقول تفاح والشيء الوحيد الذي أتذكره كنت أبكي ورحت اختفيت هناك في هذا المكان حتى ما يعتقلوني أنا كمان ويعني أتذكر فقط طيور الفلامنكو كانت هناك ولكن لا أتذكر لما اعتقلوه بالضبط.
سامي كليب
سامي كليب
: هل تؤيد مشروعه الإسلامي؟
هشام كبير: نعم، أظن أني أؤيد مشاريعه الإسلامية كلها 100%.
سامي كليب
سامي كليب
: شو السبب؟
هشام كبير: لأني أنا أعرفه كوالد ودائما كان ممكن يقنع الإنسان أن هذا المشروع الطريق الوحيد للبلاد الإسلامية أن نطور أنفسنا والبلدان الإسلامية تصبح متطورة مثل البلدان الغربية لكن بأصول إسلامية وعربية أصيلة.
الحياة في ألمانيا والتأثر بالغرب
سامي كليب
: رابح كبير يشرف بنفسه على تعليم أبنائه خصوصا أن له خبرة طويلة في الرياضيات والفيزياء واللغة وهو نفسه تعلم اللغة الألمانية مذ جاء للعيش لاجئا في ألمانيا هربا من السجن والحكم بالإعدام وحصل مع أبنائه على الجنسية الألمانية. وهنا قرب منزله الجميل في الحي الهادئ في منطقة ألمانية تبعد حوالي ربع ساعة بالسيارة عن مدينة بون، سألته عن كيفية التوفيق في حياته بين جنسية علمانية وأخرى إسلامية؟ كم سنة صار لك في هذا المنزل؟
رابح كبير: والله هذا صار الآن تسع سنوات.
سامي كليب
سامي كليب
: تسع سنوات! طيب شو علمتك ألمانيا؟ الغربة شو علمتك يعني؟ هل رابح كبير اليوم غير رابح كبير الذي وصل قبل عدة سنوات إلى هنا؟
رابح كبير: بكل تأكيد، يعني خاصة من الناحية السياسية والفكرية أحس بأني الآن نضجت كثيرا يعني عند خروجي كان عمري حوالي 36 سنة والآن 51 سنة فرق كبير، ثم الاحتكاك بالغرب عموما بألمانيا وبغير ألمانيا بالغرب، وأنا أول ما كان مرة كنت في محكمة لسبب من الأسباب وكانت القاضية امرأة، تغيرت أفكاري 100% يعني حقيقة أول مرة أشوف امرأة وحقيقة قاضية قاضية يعني وكنت..
سامي كليب
سامي كليب
(مقاطعا): وقبلت بوجودها يعني؟
رابح كبير: لا والأمر كانت القضية بيني وبين وزارة الداخلية.
سامي كليب
سامي كليب
: في ألمانيا.
رابح كبير: إيه. فالقاضية سمعتهم كلاما لم يخطر على بالي يعني بهدلتهم مثل ما تقول وكان الحكم لصالحي، قلت سبحان الله.
سامي كليب
سامي كليب
: صرت أكثر ميلا للديمقراطية في ألمانيا؟
رابح كبير: تأكيدا تأكيدا، لأني كذلك تعلمت وفقهت أن الديمقراطية هي في النهاية Mechanism، أما الخلفية الفكرية فهذه كل واحد عنده خلفيته الفكرية.
سامي كليب
سامي كليب
: يعني لا بد أن اللي بيعرفك قد يسأل السؤال أن حضرتك اليوم حامل جنسيتين ألمانية وجزائرية، يعني حامل جنسية دولة علمانية ودولة عمليا مسلمة. تشعر هنا أنك علماني؟ يعني تقبل أن تكون علمانيا مثلا؟
"
بالنسبة للغرب العلمانية أفضل من شيء ثان لأن العلمانية على الأقل تسمح لك بأداء واجباتك الدينية بكل حرية
"رابح كبير: والله بالنسبة للغرب العلمانية أفضل من شيء ثاني لأن العلمانية على الأقل تسمح لك بأداء واجباتك الدينية بكل حرية ممارسة دينك بكل حرية وبعد ذلك لك كامل الحقوق.
سامي كليب
بالنسبة للغرب العلمانية أفضل من شيء ثان لأن العلمانية على الأقل تسمح لك بأداء واجباتك الدينية بكل حرية
"رابح كبير: والله بالنسبة للغرب العلمانية أفضل من شيء ثاني لأن العلمانية على الأقل تسمح لك بأداء واجباتك الدينية بكل حرية ممارسة دينك بكل حرية وبعد ذلك لك كامل الحقوق.
سامي كليب
: يعني تقبل أن توصف بالعلماني في ألمانيا؟
رابح كبير: لا، كشخص ما ممكن تغير جلدك كشخص ما ممكن تقول أنا علماني ولكن أنا..
سامي كليب
سامي كليب
(مقاطعا): ولكن حامل باسبورت دولة علمانية؟
رابح كبير: إيه أنا ملتزم بالديمقراطية الألمانية طالما أنا واحد من مواطنيها الآن، لكن كشخص صعب أن أقول أنا علماني.
سامي كليب
سامي كليب
: علام ندمت في عملك في الجزائر بعد أن تعرفت على الغرب على الديمقراطية على حياة ربما مريحة أكثر هادئة أكثر؟
رابح كبير: والله ندمت على أننا لم نعمل على أن تمشي بلادنا على الأقل في خطى التقدم مثل هذه الدول، فما زال الأمر يتدحرج والخطى تمشي في نفس الإطار فللأسف هذا الندم الكبير، فأنا أول ما خرجت هنا وشفت هالتطور، قلت سبحان الله كم من مسؤولين كبار سبقوني إلى هذه الدول ويرون هذا التطور، يعني ألا يضيق صدرهم أن يقولوا ليش ما نعمل نفس الشيء ليش ما نحاول على الأقل؟
سامي كليب
سامي كليب
: طيب سيد رابح كبير يعني لا شك أن الحياة في الغربة فيها حزن فيها فرح فيها ألم فيها رغبة بالعودة وعدم القدرة على العودة. كيف كنت تعبر عن كل ذلك، هل كنت مثلا تكتب وجدانيات هل تبكي مثلا في ليلة معينة هل يعود يعني الإنسان إلى ضعفه في هذه اللحظات؟
رابح كبير: يعني لا أتذكر أني بكيت يوما من أجل هذا الموضوع ولكن كنت في البداية كل مرة أقول بعد ستة أشهر يمكن نعود أقول للأولاد، بعد شوية صار بعد عام بعد شوي صار بعد عامين وهكذا.
سامي كليب
سامي كليب
: لم يعد بعد شهر أو شهرين وإنما بعد حوالي عقد ونصف العقد من الزمن، وقبل هروبه من الإقامة الجبرية في ظروف سيكشفها لنا للمرة الأولى بعد قليل كان رابح كبير القيادي السابق في الجبهة الإسلامية للإنقاذ خاضعا لتحقيقات عديدة ومجبرا على التوقيع على سجلات الشرطة في كل تحرك، فهذه مثلا قصته مع اللواء الراحل إسماعيل العماري الذي تعرف عليه أثناء اعتقاله بحضور ابنته وكانت عيناها لم تتفتح تماما بعد على الحياة.
رابح كبير: البنت تقول لي أبي عسكر وفي عسكري يطلبك، فخرجت قلت سبحان الله الأمس كنت في المحكمة شو يريد عندي؟! فلقيت رجلا برتبة نقيب فقال لي والله الجماعة يحتاجوك، قلت له مين الجماعة خبرني مين؟ قال وزارة الدفاع والدولة لا بد تروح معنا، قلت ما امبارح كنت عندكم، فقال لي صحيح والله نفس الشيء قلت لهم نفس الكلام ولكن أنا ما عندي أنا مكلف عبد مأمور ليس لي إلا أن أحضرك، طيب ما دام الأمر كذلك خلاص. فأخذوني إلى ثكنة للدرك الوطني في بو زريعة فنفس الشيء لقيت بأن الضابط هناك يعني ودي وكان في رمضان وجاب لنا فطورا وصلينا وما شاء الله وانتظرنا، فقال انتظر حتى يجي شخص مسؤول قال لي أنا ما عندي.. فبعدها جاء رجل في لباس مدني فقدم نفسه قال لي أنا العقيد إسماعيل، ذاك الوقت كان عقيدا.
سامي كليب
سامي كليب
: إسماعيل العماري.
رابح كبير: إيه. قلت له طيب أنت العقيد إسماعيل من أين أنت؟ قال لي الجماعة يقولون بأنك لازم تروح إلى القل، قلت له أولا مين الجماعة يعني تكلمني شخص مدني؟ قال لي أنا العقيد إسماعيل من وزارة الدفاع ويعني لما أقول الجماعة يعني وزارة الدفاع، قلت له هذا يعني تبليغ ولا مناقشة؟ قال لي تبليغ، قلت خلاص سمعت إذاً الأمر انتهى. فكان اللقاء وديا يعني فهو كان بدأ الكلام بأول عبارة قال كيف الأحوال يا شيخ شو رأيكم؟ قلت له والله نحن بخير لولا أنتم، يعني بهذا التعليق مجاملة يعني نكتة.
سامي كليب
سامي كليب
: طيب شو حقيقة ما قيل إنه أرسل من يغتالك فيما بعد؟ أعتقد أن الكلام صدر عن الشيخ علي بلحاج؟
رابح كبير: لا لا، هالكلام قاله على ما أعتقد ضابط سابق في المخابرات كان يشتغل هون العقيد سمراوي هذا ويدعي أنه كان مع إسماعيل العماري ونشر في صورة في الجزيرة عبر الجزيرة نشر صورة في بون على أساس أنهم جاؤوا لهذا الغرض، لكن أنا بالنسبة إلي إعلان الكلام في ذلك الوقت اللي كان فيه حوار وكان فيه هدنة وكان فيه.. يعني محاولة لتعطيل هذا.. وبالتالي حتى ولو حصل فقلت أنا مسامح، المسامح كريم.
سامي كليب
سامي كليب
: تعرضت للاغتيال؟
رابح كبير: كانت محاولات.
سامي كليب
سامي كليب
: هنا في ألمانيا؟
رابح كبير: يعني كم من مرة نحس بأنه في شخص يتابعني بالسيارة خاصة مرة كان في ضغوطات كبيرة فأنا كنت أنا والزوجة بالليل وكانت سيارة تتابعنا بشكل فكل ما ندخل سواء في طريق صغير كبير يتبع فتخوفت، فأسرعت شوية وتوقفت عند البوليس محرس شرطة وأخذت حديث مباشر مع الشرطة فطبعا هم انصرفوا، وبعدها البوليس الألماني اتصل وقال لا بد من حماية شخصية لأن المعلومات مؤكدة أنك معرض لاغتيال.
سامي كليب
سامي كليب
: وبقيت الحماية الشخصية عليك حتى فترة قريبة.
رابح كبير: الحماية الشخصية يا سيدي بقيت سنة كاملة بحيث لا أخرج إلى أي مكان إلا وفي سيارة قبلي وسيارة خلفي ولا أمشي حتى في الطريق في أي مكان حتى للطبيب إلا وفي عسكر معي مسلحين بسلاح واضح مو بسلاح يعني كلاشنكوف يعني لإخافة الآخر يعني وكانت دورية راجلة أمام البيت إلى آخره.
سامي كليب
سامي كليب
: طيب فلنكمل بعض الأسماء لو سمحت ولو بشكل سريع، السيد أحمد الغزيلي ماذا كان دوره؟
رابح كبير: سيد أحمد الغزيلي التقيت فيه كم من مرة كذلك لما كان رئيس حكومة، يبدو لي أنه يعني مخادع.
سامي كليب
سامي كليب
: الشاذلي بن جديد الرئيس السابق؟
رابح كبير: والله الشاذلي بن جديد أنا شخصيا لم ألتق به مباشرة، كل مرة نحاول نلتقي به وكان العربي بلخير يمنعنا من اللقاء بدعوى أنه كلفه بأن نأخذ ما يريد. لكن مع ذلك يعني أكن للرجل احتراما وتعاطفا.
سامي كليب
سامي كليب
: لأنه يقال إنه هو الذي في الواقع..
رابح كبير: فتح المجال للديمقراطية السياسية بشكل أو بآخر.
سامي كليب
سامي كليب
: ويقال عقد صفقة مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ.
رابح كبير: هذا غير صحيح في معلوماتي.
سامي كليب
سامي كليب
: طيب مولود حمروش رئيس الحكومة السابق؟
رابح كبير: مولود حمروش رجل أحترمه ليس أكثر يعني، أنا لم ألتق به شخصيا.
سامي كليب
سامي كليب
: كان متعاطفا معكم؟
رابح كبير: عادي، ما تقدر تقول متعاطف ما تقدر تقول خصم يعني، عادي.
سامي كليب
سامي كليب
: كان صادقا معكم أم مخادعا كما تصف السيد أحمد الغزيلي؟
رابح كبير: هو حمروش ما يلام عليه، تلام عليه حكومته على كل حال، لأن القانون اللي كان سطره كان قانون مخاط على جبهة التحرير في ذلك الوقت بغرض تقزيم وتحجيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ وهذا خلاف سياسي في النهاية هو كان ينتمي إلى جهة معينة يريد أن يستغل الأوراق التي في يده.
[فاصل إعلاني]
قصة الهروب من الإقامة الجبرية
قصة الهروب من الإقامة الجبرية
سامي كليب
: لم يدم الكر والفر بين رابح كبير ورجال الأمن في بلاده طويلا فهو نجح في الهروب من الإقامة الجبرية التي وضع فيها بينما الكثير من شيوخ وقيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ كانوا قد رُميوا في المعتقلات والسجون. هرب أم هُرّب؟ السؤال بقي غامضا وهذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها رابح كبير بعض التفاصيل.