- إنضم
- 19 ديسمبر 2007
- المشاركات
- 4,385
- نقاط التفاعل
- 17
- النقاط
- 157
- العمر
- 37
بسم الله الرحمن الرحيم
ان من طبيعة الحياة الدنيا، الهموم و الغموم التي تصيب الانسان فيها، في دار الأدواء والشدة و الضنك، ولهذا كان مما تميزت الجنة به عن الدنيا أنه ليس فيها هم و لاغم: ( لا يَمَسُّههُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَـا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ). – الحجر:48-
وأهلها لا تتكدر خوطرهم و لا بكلمة: ( لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيماً* إلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً). – الواقعة: 25_26 –
و طبيعة الحياة الدنيا المعاناة و المقاساة التي يواجهها الإنسان في ظروفه المختلفة و احواله المتنوعة، كما دل عليه قول الحق تعالى: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ). – البلد:4 -. فهو حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل، مغموم في الحال.
وهنا تلخيصا للإمام ابن القيم رحمه الله ذكر فيه خسمة عشر نوعا من الدواء يذهب الله بها الهم والحزن، وهي:
الاولى: توحيد الربوبيه.
الثانيه: توحيد الإلية.
الثالث: التوحيد العلمي الاعتقادي" وهو توحيد الأسماء والصفات".
الرابع: تنزيه الرب تعالى عن أن يظلم عبده، او يأخذه بلا سبب من العبد يوجب ذلك.
الخامس: اعتراف العبد بأنه هو الظالم.
السادس: التوسل الى الرب تعالى بأحب الأشياء وهو أسماؤه و صفاته، ومن أجمعها لمعاني الاسماء والصفات: الحي القيوم.
السابع: الاستعانه به وحده.
الثامن: إقرار العبد له بالرجاء.
التاسع: تحقيق التوكل عليه، و التفويض إليه و الاعتراف له بأن ناصيته في يده، يصرفه كيف يشاء، وانه ماض فيه حكمه، عدل فيه قضاؤه.
العاشر: ان يرتع قلبه في رياض القرآن، و يتعزى به عن كل مصيبة، و يستشفي به من أدواء صدره، فيكون جلاء حزنه، و شفاء همه و غمه.
الحادي عشر: الاستغفار.
الثاني عشر: التوبه.
الثالث عشر: الجهاد.
الرابع عشر: الصلاة: البراءة من الحول والقوة و تفويضهما إلى من هما بيده.
الأطعمة التي تذهب الهم
فقد روى البخاري رحمه الله عن عائشة – رضي الله عنها- أنها كانت تأمر بالتلبين للمريض و للمحزون على الهالك و كانت تقول: إني سمعت رسول الله – ص- يقول : " إن التلبينة تجم فؤاد المريض و تذهب ببعض الحزن".
و روى رحمه الله أيضا عن عائشة زوج النبي –ص- أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلا اهلها و خاصتها أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها، ثم قالت: كلن منها فإني سمعت رسول الله-ص- يقول:" التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن".
والتلبينة: هي حساء يعمل من دقيق، او نخالة و يجعل فيه عسل، وسميت تلبينة لشبهها باللبن، وهي تطبخ من الشعير مطحونا.
ومعنى مجمة: أي تريح و تنشط و تزيل الهم.
و روى احمد رحمه الله عن عائشة قالت: كان رسول الله-ص- إذا قيل له: إن فلانا وجع لا يطعم الطعام قال:" عليكم بالتلبينة فحسوه إياها فوالذي نفسي بيده إنها لتغسل بطن أحدكم كما يغسل أحدكم وجهه بالماء من الوسخ".
و ان استغرب بعض الناس هذا الامر فهو حق ما دام ثبت من طريق الوحي عن المعصوم- ص-، والله خلق الأطعمة وهو أعلم بخصائصها و بالتالي فإن حساء الشعير المذكور هو من الأغذيه المفرحه، والله أعلم.
أما عن طريقة طبخه لمريض الجسد ومحزون القلب فيقول ابن حجر – رحمه الله-: و لعل اللائق بالمريض ماء الشعير إذا طبخ صحيحا و بالحزين ماؤه إذا طبخ مطحونا… والله أعلم.
نسأل الله تعالى أن يعافينا من الهموم، وأن يفرج عنا الكروب و يزيل عنا الغموم، إنه هو السميع المجيب وهو الحي القيوم.
منقول بتصرف و ايجاز عن كتاب علاج الهموم للشيخ محمد صالح المنجد:1 (76):
ان من طبيعة الحياة الدنيا، الهموم و الغموم التي تصيب الانسان فيها، في دار الأدواء والشدة و الضنك، ولهذا كان مما تميزت الجنة به عن الدنيا أنه ليس فيها هم و لاغم: ( لا يَمَسُّههُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَـا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ). – الحجر:48-
وأهلها لا تتكدر خوطرهم و لا بكلمة: ( لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيماً* إلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً). – الواقعة: 25_26 –
و طبيعة الحياة الدنيا المعاناة و المقاساة التي يواجهها الإنسان في ظروفه المختلفة و احواله المتنوعة، كما دل عليه قول الحق تعالى: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ). – البلد:4 -. فهو حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل، مغموم في الحال.
وهنا تلخيصا للإمام ابن القيم رحمه الله ذكر فيه خسمة عشر نوعا من الدواء يذهب الله بها الهم والحزن، وهي:
الاولى: توحيد الربوبيه.
الثانيه: توحيد الإلية.
الثالث: التوحيد العلمي الاعتقادي" وهو توحيد الأسماء والصفات".
الرابع: تنزيه الرب تعالى عن أن يظلم عبده، او يأخذه بلا سبب من العبد يوجب ذلك.
الخامس: اعتراف العبد بأنه هو الظالم.
السادس: التوسل الى الرب تعالى بأحب الأشياء وهو أسماؤه و صفاته، ومن أجمعها لمعاني الاسماء والصفات: الحي القيوم.
السابع: الاستعانه به وحده.
الثامن: إقرار العبد له بالرجاء.
التاسع: تحقيق التوكل عليه، و التفويض إليه و الاعتراف له بأن ناصيته في يده، يصرفه كيف يشاء، وانه ماض فيه حكمه، عدل فيه قضاؤه.
العاشر: ان يرتع قلبه في رياض القرآن، و يتعزى به عن كل مصيبة، و يستشفي به من أدواء صدره، فيكون جلاء حزنه، و شفاء همه و غمه.
الحادي عشر: الاستغفار.
الثاني عشر: التوبه.
الثالث عشر: الجهاد.
الرابع عشر: الصلاة: البراءة من الحول والقوة و تفويضهما إلى من هما بيده.
الأطعمة التي تذهب الهم
فقد روى البخاري رحمه الله عن عائشة – رضي الله عنها- أنها كانت تأمر بالتلبين للمريض و للمحزون على الهالك و كانت تقول: إني سمعت رسول الله – ص- يقول : " إن التلبينة تجم فؤاد المريض و تذهب ببعض الحزن".
و روى رحمه الله أيضا عن عائشة زوج النبي –ص- أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلا اهلها و خاصتها أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها، ثم قالت: كلن منها فإني سمعت رسول الله-ص- يقول:" التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن".
والتلبينة: هي حساء يعمل من دقيق، او نخالة و يجعل فيه عسل، وسميت تلبينة لشبهها باللبن، وهي تطبخ من الشعير مطحونا.
ومعنى مجمة: أي تريح و تنشط و تزيل الهم.
و روى احمد رحمه الله عن عائشة قالت: كان رسول الله-ص- إذا قيل له: إن فلانا وجع لا يطعم الطعام قال:" عليكم بالتلبينة فحسوه إياها فوالذي نفسي بيده إنها لتغسل بطن أحدكم كما يغسل أحدكم وجهه بالماء من الوسخ".
و ان استغرب بعض الناس هذا الامر فهو حق ما دام ثبت من طريق الوحي عن المعصوم- ص-، والله خلق الأطعمة وهو أعلم بخصائصها و بالتالي فإن حساء الشعير المذكور هو من الأغذيه المفرحه، والله أعلم.
أما عن طريقة طبخه لمريض الجسد ومحزون القلب فيقول ابن حجر – رحمه الله-: و لعل اللائق بالمريض ماء الشعير إذا طبخ صحيحا و بالحزين ماؤه إذا طبخ مطحونا… والله أعلم.
نسأل الله تعالى أن يعافينا من الهموم، وأن يفرج عنا الكروب و يزيل عنا الغموم، إنه هو السميع المجيب وهو الحي القيوم.
منقول بتصرف و ايجاز عن كتاب علاج الهموم للشيخ محمد صالح المنجد:1 (76):