معلومــــات عن شخصيات اسلامية تاريخية وثقافية غيرت حياة المسلمين

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

adnene

:: عضو منتسِب ::
إنضم
27 مارس 2008
المشاركات
21
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
العمر
38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين



سنتحدث في هذا الموضوع عن شخصيات اسلامية كانت او غربية لها اثر في عالمنا الاسلامي والعالم اجمع ...

ويشرفني ان ابدأ اول شخصية هو شخصية رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم


 
محمــــــد(صلى الله عليه وسلم)


إتفق النسابة العرب على أن نسب النبي هو : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ( وهو شيبه وقيل شيبة الحمد ) بن هاشم ( وهو عمرو ) بن عبد مناف ( وهو المغيرة ) بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ( وهو قريش ومعناها الذي قرّش أي جمع أجزاء القبيلة ) بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
اشتهر أن الرسول كان يقف في نسبه عند عدنان إلا أن بعض النسابين يتابع واصلاً النسب إلى آدم أبو البشر : عدنان بن أد بن أدد بن هميسع ( زند ) بن نابت ( أو نبت ) بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم بن تارح ( وهوآزر ) بن ناحور ابن أشرع ( شاروخ ) بن أرغو أبن فالغ بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لامك ابن متوشلخ بن أخنوخ ( وهو إدريس ) بن يرد بن مهلائيل بن قنين ( قينان ) بن أنوش بن شيث بن آدم . أما أمه فهي أمنة بنت وهب بن زهرة بن كلاب بن مره وهى من أفضل نساء قريش نسباً وموضعاً. فهو عربي قرشي تعرف أسرته بالأسرة الهاشمية نسبة إلى جده هاشم بن عبد مناف وكانت من أعظم أسر العرب وذات مكانة عالية.
نشأته-صلى الله عليه وسلم:-
نشأ محمد بشعب بني هاشم بمكة يتيماً فقد مات والده عبد الله قبل ولادته بقليل ، واختار له جده أسم محمد وهذا الاسم لم يكن معروفاً في العرب .
وقيل في تسميته أنه كان جمع من سادة مكة يقومون برحلة فالتقوا بحبر من أحبار اليهود وسألهم من أين أنتم ، فأجابوا أنهم من مكة ، فأخبرهم أنه في مكة يخرج نبي يقال له محمد ، فعقد كل واحد منهم أن يسمي أبنه محمداً عسى أن يكون ذلك النبي . وقد كانت العادة عند العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم إبعاداً لهم عن أمراض الحواضر، و لتقوى أجسامهم ، و تشتد أعصابهم ، و يتقنوا اللسان العربي في مهدهم ، فقدم نساء من بني سعد إلى مكة ولم يكن يرغبن في اليتيم محمد حتى أخذته امرأة تسمى حليمة السعدية عندما لم تجد غيره وكان فاتحة خير عليها وعلى عائلتها كما تخبر هي . و قد عاش في بني سعد حتى سن الرابعة من مولده حتى حدث بما يعرف بـ حادثة شق الصدر فخشيت عليه حليمة بعد هذه الواقعة حتى ردته إلى أمه التي طمأنتها بألا تخاف عليه ، ولما بلغ ست سنين قررت أمنة أن تزور قبر زوجها فخرجت من مكة إلى المدينة المنورة مع ولدها اليتيم محمد و خادمتها و بينما هي راجعة إذ لحقها المرض في أوائل الطريق حتى ماتت ، وانتقل محمد ليعيش مع جده عبد المطلب يتيم الأب والأم ، و كانت مشاعر الحنو لدى عبد المطلب تربو نحو حفيده اليتيم ، ولما بلغ محمد ثماني سنوات توفى جده عبدا لمطلب بمكة و رأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبو طالب شقيق أبيه والذي قام بحق أبن أخيه على أكمل وجه ، و كان محمد في بداية شبابه يرعى غنماً رعاها في بني سعد ، و في مكة لأهلها على قراريط ثم انتقل إلى عمل التجارة حين شب .
كان يلقب بالصادق الأمين حتى أن أعداء رسول الإسلام كانوا يضعون أماناتهم عند رسول الإسلام .
-من أسمائه:
*محمد:رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم
-من صفة الحمد هو الذي يحمد على أفعاله ثم يحمد ثم يحمد فلا يحمد مرة واحدة ولكنه يحمد مرات ومرات ومرات من جمال أفعاله فصار محمداً
*أحمد:
صفة تفضيل المقصود بها أحمد الحامدين لأنه ما حمد الله أحد كمحمد
*الماحي:
الذى يمحو الله به الكفر فبعده اختفت عبادة الأصنام من جزيرة العرب
*الحاشر:
يحشر الناس خلفه يوم القيامة فأول من يتقدم الناس يوم القيامة هو رسول الإسلام و هو أول من يشفع يوم القيامة و أول من تقبل شفاعته و أول من تفتح له أبواب الجنة و أول إنسان يدخل الجنة
*العاقب:
هو النبي الذي لا نبي بعده
زواجه بخديجة:-
أول زواج لرسول الله محمد بن عبد الله كان بـ خديجة بنت خويلد , امرأة تاجرة ذات شرف و مال ، تستأجر الرجال في مالها ، و تضاربهم بشيء تجعله لهم ، و كانت قريش قوماً تجاراً ، فلما بلغها عن محمد بن عبد الله ما بلغها من صدق حديثه ، بعثت إليه واستأجرته ، وكانت تعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار ، و لما رجع إلى مكة بتجارتها و رأت في مالها من الأمانة والبركة ما لم تر قبل هذا ، وجدت ضالتها المنشودة . و كان الرؤساء و السادات يحرصون على زواجها فترفض ، فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها فذهبت تفاتحه أن يتزوج خديجة فرضي بذلك ، و تم الزواج و كان سنها آن ذاك أربعين سنة وهو في الخامسة والعشرين ، و هي أول امرأة تزوجها و لم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت و كل أولاده منها سوى إبراهيم و مات البنين كلهم في صغرهم ، أما البنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن و هاجرن ، إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته سوى فاطمة الزهراء فقد ماتت بعده بستة أشهر من وفاته .
-النبوة والعهد المكي:-
كان الشرك و عبادة الأصنام أكبر مظهر من مظاهر دين أهل الجاهلية من قريش و الجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد حيث كانوا يعبدونها ويعكفون عليها و يلتجئون إليها و يستغيثون في الشدائد ويدعونها لحاجتهم معتقدين أنها تحقق لهم ما يريدون بالإضافة إلى انتشار الرذائل مثل الزنا و شرب الخمر ، كما أن الجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد كانت مجموعة من القبائل المتناحرة و المتباغضة يأكل القوى فيهم الضعيف .
المسيحية واليهودية كانتا موجودتان أيضا في شبه الجزيرة العربية ومن أشهر رموزها بحيرا الراهب وغيره.
-غار حراء:-
لما قارب النبي محمد سن الأربعين كانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينه و بين قومه ، و حبب إليه الخلاء ، فكان يذهب إلى غار حراء في جبل النور على بعد نحو ميلين من مكة فيقيم فيه شهر رمضان و يقضى وقته في العبادة و التفكر والتأمل فيما حوله من مشاهد الكون و فيما وراءها من قدرة مبدعة ، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك ، و لكن ليس لديه طريق واضح ، ولا منهج محدد ولا طريق قاصد يطمئن إليه و يرضاه و كان اختياره لهذه العزلة تدبير الله له ، و ليكون انقطاعه عن شواغل الأرض و ضَجَّة الحياة و هموم الناس التي تشغل الحياة ، وكانت نقطة تحول واستعداد لما ينتظره من الأمر العظيم ، لحمل الأمانة الكبرى و تغيير وجه الأرض ، و تعديل مسار التاريخ ‏.‏‏.‏‏.‏ قدّر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات ، ينطلق في هذه العزلة شهراً من الزمان يتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون ، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله‏ .
-جبريل يتنزل بالوحي:-
نزل الوحي لأول مرّة على رسول الله محمد وهو في غار حراء ، حيث جاء جبريل ، فقال ‏:‏ أقرأ ‏:‏ قال ‏:‏ ‏(‏ ما أنا بقارئ - أي لا أعرف القراءة ‏) ‏، قال ‏:‏ ‏ ( ‏فأخذني فغظني حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلني ، فقال ‏:‏ أقرأ، قلت‏ :‏ مـا أنـا بقـارئ ، قـال ‏:‏ فأخذني فغظني الثانية حتى بلـغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال‏ :‏ أقرأ ، فقلت‏ :‏ ما أنا بقارئ ، فأخذني فغظني الثالثة ، ثـم أرسلـني ، فقال : (( أقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * أقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم )) .سورة العلق ‏: 1 - 5 ، فأدرك رسول الإسلام أن عليه أن يعيد وراء جبريل هذه الكلمات ، ورجع بها رسول الإسلام يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد ، فقال ‏:‏ ‏( ‏زَمِّلُونى زملونى ‏) ‏، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة ‏:‏ ‏(‏ما لي‏؟‏‏)‏ فأخبرها الخبر ، ‏ ( ‏لقد خشيت على نفسي ‏ )‏، فقالت خديجة‏ :‏ كلا ، و الله ما يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، و تحمل الكل ، و تكسب المعدوم ، و تقرى الضيف ، و تعين على نوائب الحق ، فانطلقت به خديجة إلى أبن عمها ورقة بن نوفل و كان حبراً عالماً قد تنصر في الجاهلية ، و كان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، و كان شيخًا كبيراً فأخبره خبر ما رأي ، فقال له ورقة‏ :‏ هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى . و قد جاءه جبريل مرة أخرى جالس على كرسي بين السماء و الأرض ، ففر منه رعباً حتى هوى إلى الأرض‏ ،‏ فذهب إلى خديجة فقال ‏:‏ ‏[ ‏دثروني ، دثروني ‏] ، وصبوا على ماءً بارداً‏ ‏، فنزلت ‏:‏ (( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ‏ )) .المدثر : 1 - 5‏ ، وهذه الآيات هي بداية رسالته ثم بدأ الوحي ينزل ويتابع لمدة ثلاثة وعشرون عاماً حتى وفاته .
 
-الدعوة:-
كانت الدعوة في بدء أمرها سرية لمدة ثلاث سنوات ، حيث إن قومه كانوا جفاة لا دين لهم إلا عبادة الأصنام و الأوثان ، و لا أخلاق لهم إلا الأخذ بالعزة ، و لا سبيل لهم في حل المشاكل إلا السيف ، و ممن سبق إلى الإسلام أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ، وأبن عمه علي بن أبي طالب و كان صبياً يعيش في كفالة الرسول ، ومولاه زيد بن حارثة ، و صديقه الحميم أبو بكر الصديق‏ .‏ أسلم هؤلاء في أول يوم الدعوة‏ .‏ ولما تكونت جماعة من المؤمنين تقوم على الأخوة و التعاون، و تتحمل عبء تبليغ الرسالة و تمكينها من مقامها، نزل الوحي يكلف رسول الإسلام محمد بن عبد الله، بإعلان الدعوة.
-الإضطهادات:-
أعمل المشركون الأساليب شيئاً فشيئاً لإحباط الدعوة بعد ظهورها في بداية السنة الرابعة من النبوة ، و من هذه الأساليب السخرية و التحقير ، و الاستهزاء و التكذيب و التضحيك‏ ، إثارة الشبهات و تكثيف الدعايات الكاذبة .‏ و قالوا عن الرسول:‏ أنه مصاب بنوع من الجنون ، و أحياناً قالوا‏ :‏ إن له جناً أو شيطاناً يتنزل عليه كما ينزل الجن و الشياطين على الكهان ‏, وقالوا شاعر ، وقالوا ساحر ، و كانوا يعملون للحيلولة بين الناس و بين سماعهم القرآن ، و معظم شبهتهم كانت تدور حول توحيد الله ، ثم رسالته ، ثم بعث الأموات و نشرهم وحشرهم يوم القيامة و قد رد القرآن على كل شبهة من شبهاتهم حول التوحيد ، و لكنهم لما رأوا أن هذه الأساليب لم تجد نفعاً في إحباط الدعوة الإسلامية استشاروا فيما بينهم ، فقرروا القيام بتعذيب المسلمين و فتنتهم عن دينهم ، فأخذ كل رئيس يعذب من دان من قبيلته بالإسلام ، و تصدوا لمن يدخل الإسلام بالأذى والنكال ، حتى أنهم تطاولوا على رسول الإسلام و ضربوه ورجموه بالحجارة في مرات عديدة ووضعوا الأشواك في طريقه ، إلا أن كل ذلك كان لا يزيد النبي و أصحابه إلا قوة و إيماناً ، و مما زاد الأمر سوءاً أن زوجته خديجة و عمه أبو طالب يموتان في عام واحد و سمى هذا العام بعام الحزن و كان ذلك في عام 619 م . واستمرت الدعوة ثلاث سنوات سراً .
-الإسراء والمعراج:-
في عام 620 م و بينما النبي يمـر بهذه المرحلة، و أخذت الدعوة تشق طريقاً بين النجاح و الاضطهـاد، و بـدأت نجـوم الأمل تلمح في آفاق بعيدة، وقع حادث الإسراء و المعـراج‏, حيث أسرى برسول الإسلام بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس راكباً على البُرَاق، بصحبة جبريل، فنزل هناك، و صلى بالأنبياء إماماً، و ربط البراق بحلقة باب المسجد‏. ثم عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء فاستفتح له جبريل ففتح له، فرأي هنالك آدم أبا البشر، فسلم عليه، فرحب به و رد عليه السلام، و أقر بنبوته، ثم قابل في كل سماء نبي مثل يحيى بن زكريا و عيسى بن مريم، يوسف، إدريس, هارون موسى, إبراهيم ثم عرج به إلى الله الجبّار جل جلاله، و فرض الصلوات الخمس‏ في هذه الليلة و قد خففت إلى خمس صلوات بعد إن كانت خمسين صلاة.
-الهجرة:-
أصبحت الحياة في مكة غاية في الصعوبة و على درجة عالية من الخطورة حيث وصل الأمر أن هناك عدة محاولات لاغتيال الرسول الإسلام فبدأ يعرض نفسه في المواسم إذا كانت على قبائل العرب يدعوهم إلى الله ويخبرهم أنه نبي مرسل ويسألهم أن يصدقوه و يمنعوه حتى يبين لهم الله ما بعثه به حتى سنة 11 من النبوة في موسم الحج وجدت الدعوة الإسلامية بذوراً صالحة، و كانوا ستة نفر من شباب يثرب و كان من سعادة أهل يثرب أنهم كانوا يسمعون من حلفائهم من يهود المدينة، إذا كان بينهم شيء، أن نبياً من الأنبياء مبعوث في هذا الزمان سيخرج، فنتبعه، ونقتلكم معه. وعد الشباب رسول الإسلام بإبلاغ رسالته في قومهم‏‏ وكان من جراء ذلك أن جاء في الموسم التالي موسم الحج سنة 12 من النبوة، يوليو سنة 621م اثنا عشر رجلاً، التقى هؤلاء بالنبي عند العقبة فبايعوه بيعة عرفت ببيعة العقبة الأولى. و في موسم الحج في السنة الثالثة عشرة من النبوة يونيو سنة 622م حضر لأداء مناسك الحج بضع و سبعون نفساً من المسلمين من أهل المدينة، فلما قدموا مكة جرت بينهم و بين النبي اتصالات سرية أدت إلى اتفاق الفريقين على أن يجتمعوا في الشعب الذي عند العقبة و أن يتم الاجتماع في سرية تامة في ظلام الليل‏ و قد وقع الاتفاق على هجرة رسول الإسلام وأصحابه إلى المدينة المنورة و عرف ذلك الاتفاق ببيعة العقبة الثانية. و بذلك يكون الإسلام قد نجح في تأسيس وطن له, و أذن رسول الإسلام للمسلمين بالهجرة إلى هذا الوطن‏ و بدأ المسلمون يهاجرون و هم يعرفون كل ذلك، و أخذ المشركون يحولون بينهم و بين خروجهم, فخرجوا حتى لمْ يبق بِمكة, ِإلا رسول الإسلام و أَبو بكرٍ و علي بن أبى طالب, همّ المشرِكون سيدنا محمد أَن يقتلوه، وَ اجتمعوا عِند بابه، فخرج من بينِ أَيديهِم لم يره منهم أَحد، وترك علي ليؤدي الأَمانات التي عنده، ثمَّ يلْحق بِه.
و ذهب رسول الله إِلى دارِ أَبِي بكرٍ ، و كان أَبو بكرٍ قد جهز راحلتين للسفر، فأَعطاها رسول الله عبد الله بن أريقط، على أَنْ يوافيهِما في غارِ ثورٍ بعد ثلاث ليالٍ، وانطلق رسول الله و أَبو بكرٍ إِلَى الغار، وَ أَعمى الله المشرِكين عنهما، و في يومِ الاثنين العاشر من شهر ربيع الأول سنة 622م دخل رسول الإسلام المدينة ضحى، فخرج الأَنصار إِليه و حيوه بتحية النبوة.
-العهد المدني:
*بناء مجتمع جديد
أول خطوة خطاها رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم هي بناء المسجد النبوي، كماأن رسول الله بجانب قيامه ببناء المسجد‏, قام بعمل آخر من أروع ما أثره التاريخ، و هو عمل المؤاخاة بين المهاجرين و الأنصار، و معنى هذا الإخاء أن تذوب عصبيات الجاهلية، و تسقط فوارق النسب و اللون و الوطن، فلا يكون أساس الولاء و البراءة إلا الإسلام ‏و استطاع بفضلها إيجاد وحدة إسلامية شاملة‏ و بهذه الحكمة و بهذا التدبير أرسى رسول الله قواعد مجتمع جديد، وكان النبي يتعهد هم بالتعليم و التربية، و تزكية النفوس، و الحث على مكارم الأخلاق، و يؤدبهم بآداب الود و الإخاء و المجد و الشرف و العبادة و الطاعة‏.
*معاهدة مع اليهود:-
كان أقرب من يجاور المدينة من غير المسلمين هم اليهود و هم و إن كانوا يبطنون العداوة للمسلمين، لكن لم يكونوا أظهروا أية مقاومة أو خصومة بعد، فعقد معهم رسول الله معاهدة قرر لهم فيها النصح و الخير، و ترك لهم فيها مطلق الحرية في الدين و المال، و لم يتجه إلى سياسة الإبعاد أو المصادرة و الخصام‏ و ذلك من أجل توفير الأمن و السلام و السعادة و الخير للبشرية جمعاء، مع تنظيم المنطقة في وفاق واحد.
 
*غزوة بدر:-

كانت قريش تعتزم و تفكر في القيام بنفسها للقضاء على المسلمين، و خاصة على النبي ‏.‏
و لم يكن هذا مجرد وهم أو خيال، فقد تأكد لدى رسول الله من مكائد قريش و إرادتها على الشر، في هذه الظروف الخطيرة التي كانت تهدد كيان المسلمين بالمدينة، أنزل الله تعالى الإذن بالقتال للمسلمين و لم يفرضه عليهم، فورد في القرآن‏:
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير سورة الحج:39
و كان الإذن مقتصراً على قتال قريش، ثم تطور فيما بعد مع تغير الظروف حتى وصل إلى مرحلة الوجوب، في رمضان من السنة الثانية للهجرة خرج المسلمون بقيادة رسول الله ليعترضوا قافلة لقريش يقودها أبو سفيان، و لكن أبا سفيان غَيّرَ طريقه إلى الساحل و استنفر أهل مكة، فخرجوا لمحاربة المسلمين و التقى الجمعان في غزوة بدر في 17 رمضان سنة اثنتين للهجرة. و أنتصر جيش المسلمين رغم قلة عددهم و عدتهم فقد كانوا ثلاثمائة و سبعة عشر و كان المشركون أكثر من ألف و أثمرت نتائج النصر ثماراً كثيرة، فقد ارتفعت معنويات المسلمين و علت مكانتهم عند القبائل التي لم تسلم بعد، و اهتزت قريش في أعماقها و خسرت كبار أعمدة الكفر، و أخذت تعد للثأر و الانتقام. و بينما كان المجتمع المسلم ينمو و يجتذب إليه بقية قبائل المدينة و من حولها، كان مشركوا مكة يعدون العدة لموقعة تالية. و خلال سنة تحققت للمسلمين في المدينة عوامل أمن خارجية و داخلية.
*غزوة أحد:-
اهتزت قريش بعد غزوة بدر في أعماقها و خسرت بعض من كبار رجالها، و أخذت تعد للثأر و الانتقام و في 15 شوال من سنة 3 للهجرة خرجت قريش بثلاثة آلاف مقاتل و مائتي فارس للانتقام من المسلمين و بلغ الخبر رسول الله فخرج بالمسلمين إلى أحد و في الطريق نكص رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول و ثلاثمائة من أتباعه و عادوا إلى المدينة و تابع المسلمون سيرهم إلى أحد و نزلوا في موقع بين جبل أحد و جبل صغير و وضع الرسول الرماة على جبل عينين و أمرهم أن لا يغادروا مواقعهم حتى يأمرهم بذلك مهما كانت نتيجة المعركة، و بدأت المعركة فحاول فرسان المشركين بقيادة خالد بن الوليد اختراق صفوف المسلمين من ميسرتهم فصدهم الرماة، و قتل عشرة من حملة لواء المشركين، و سقط لواؤهم و دب الذعر في صفوفهم و بدؤوا في الهرب، و تبعهم بعض المسلمين فاضطربت صفوفهم، و رأى الرماة هرب المشركين فظنوا أن المعركة حسمت لصالح المسلمين فترك معظمهم مواقعهم، و نزلوا يتعقبون المشركين و يجمعون الغنائم و لم يلتفتوا لتحذيرات قائدهم، و استغل خالد بن الوليد هذه الحال فتغيرت موازين المعركة، و انسحب رسول الله بمجموعة من الصحابة الذين التفوا حوله إلى قسم من جبل أحد وحاول المشركون الوصول إليه ففشلوا ويئسوا من تحقيق نتيجة أفضل فأوقفوا القتال.
-قتال اليهود:-
*غزوة بني قينقاع:-
كان رسول الله حريصاً كل الحرص على تنفيذ ما جاء في المعاهدة التي عقدها مع اليهود عن دخوله المدينة، و لم يخالف حرفاً واحداً من نصوصها‏ و لكن اليهود أخذوا في طريق الدس و المؤامرة و التحريش و إثارة القلق و الاضطراب في صفوف المسلمين‏ و قد كانت لهم خطط شتي في هذا السبيل‏.‏ فكانوا يبثون الدعايات الكاذبة، و لما رأوا أن الله قد نصر المؤمنين نصراً مؤزراً في ميدان بدر، و أنهم قد صارت لهم عزة وشوكة وهيبة في قلوب القاصي و الداني‏ اشتد طغيانهم، و توسعوا في تحرشاتهم و استفزازاتهم، فكانوا يثيرون الشغب، و يتعرضون بالسخرية، و يواجهون بالأذى كل من ورد سوقهم من المسلمين حتى أخذوا يتعرضون بنسائهم ‏روي ابن هشام عن أبي عون‏:‏ أن امرأة من العرب قدمت بجَلَبٍ لها، فباعته في سوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فَعَمَد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ـ وهي غافلة ـ فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ـ وكان يهودياً ـ فشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع‏.
و حينئذ عِيلَ صبر رسول الله ، وسار بجنود الله إلى بني قينقاع في 2هـ، و لما رأوه تحصنوا في حصونهم، فحاصرهم أشد الحصار و دام الحصار خمس عشرة ليلة فنزلوا على حكم رسول الله في رقابهم و أموالهم و نسائهم و ذريتهم، فأمر بهم فكتفوا‏ و أمرهم أن يخرجوا من المدينة و لا يجاوروه بها، فخرجوا إلى أذْرُعَات الشام، فقل أن لبثوا فيها حتى هلك أكثرهم‏.‏
*غزوة خيبر:-
أهل خيبر من اليهود هم الذين حزبوا الأحزاب ضد المسلمين، ثم أخذوا في الاتصالات بالمنافقين وكانوا هم أنفسهم يتهيئون للقتال، فألقوا المسلمين بإجراءاتهم هذه في محن متواصلة، حتى وضعوا خطة لاغتيال رسول الله ، في 7 هـ‏ وإزاء ذلك اضطر المسلمون إلى بعوث متواصلة، وإلى الفتك برأس هؤلاء المتآمرين، واتجه رسول الله بالجيش الأسلامى نحو خبير حتى اختار لمعسكره منزلاً، أما اليهود فإنهم لما رأوا الجيش وفروا إلى مدينتهم تحصنوا في حصونهم، وكان من الطبيعي أن يستعدوا للقتال‏ وفتح المسلمون هذه الحصون وهزموا اليهود هزيمة منكرة وسبي رسول الله صفية بنت حيي بن أخطب ، التي أسلمت بعد ذلك وتزوجها رسول الله
-فتح مكة:-
كان رسول الله قد عقد صلحاً فى 628م مع المشركين لمدة 10 سنوات سمى بصلح الحديبية وفى السنوات الأولى للصلح دخل الناس بالآلاف في الإسلام إلا أن المشركين قد نقضوا هذه المعاهدة بعد سنتين فقط من عقدها وقاموا بقتل عدد من المسلمين داخل الحرم المكي وقد أستطاع واحد من المسلمين الذين نجوا من المذبحة أن يصل إلى رسول الله له ويخبره بما حدث دون أن تدرى قريش بذلك ولا شك أن ما فعلت قريش وحلفاؤها كان غدرا ونقضا صريحاً للميثاق، ولذلك سرعان ما أحست قريش بغدرها، وخافت وشعرت بعواقبه الوخيمة، وقررت أن تبعث قائدها أبو سفيان ممثلاً لها ليقوم بتجديد الصلح‏ وخرج أبو سفيان حسب ما قررته قريش ثم خرج حتى أتي رسول الله فكلمه، فلم يرد عليه شيئاً، فرفض رسول الإسلام ذلك وأمر بتجهيز الجيش والتحرك نحو مكة ولعشر خلون من شهر رمضان المبارك 8 هـ سنة 630م، غادر رسول الله المدينة متجهاً إلى مكة، في عشرة ألاف من الصحابة، وخرج أبو سفيان مرة أخرى على رسول الله يتوسل إليه و يخبره أنه مستعد لتسليم مكة من غير قتال ففرح رسول الله لذلك وعرض على أبو سفيان الإسلام فأسلم وتحركت كل كتيبة من الجيش الإسلامي على الطريق التي كلفت الدخول منها‏.‏ ودخل رسول الله له الحرم المكي وكسر الأصنام ثم دخل الكعبة وصلى داخلها وعفا عن جميع المشركين وعندما رؤوا منه ذلك دخل جميعهم في الإسلام

 
-وفاته:-
في صفر سنة11هـ أصابته الحمى واتقدت الحرارة، حتى إنهم كانوا يجدون سَوْرَتَها فوق العِصَابة التي تعصب بها رأسه‏.‏ وقد صلى رسول الله بالناس وهو مريض 11 يوماً وثقل برسول الله المرض، وطلب من زوجاته أن يمرض في بيت عائشة فانتقل إلى بيت عائشة يمشي بين الفضل بن عباس وعلى بن أبي طالب، عاصباً رأسه، وقبل يوم من الوفاة أعتق رسول الله غلمانه، وتصدق بستة أو سبعة دنانير كانت عنده، ووهب للمسلمين أسلحته، وطفق الوجع يشتد ويزيد، وقد ظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حتى كان يقول‏:‏ ‏(‏يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَرِي من ذلك السم‏‏‏. وبدأ الاحتضار فأسندته عائشة إليها، وهو يقول‏:‏ ‏(‏مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى.‏ اللهم، الرفيق الأعلى‏)‏‏.‏ كرر رسول الله الكلمة الأخيرة ثلاثاً، ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلى‏.‏ إنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏ وقع هذا الحادث حين اشتدت الضحى من يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ، وقد تم له ثلاث وستون سنة وزادت أربعة أيام‏.‏
-الصحابة:-
• أبو بكر الصديق
• عمر بن الخطاب
• عثمان بن عفان
• علي بن أبي طالب
• خالد بن الوليد
• عمرو بن العاص
• عمار بن ياسر
• بلال بن رباح
• أبي بن كعب
• سعد بن أبي وقاص
• سعد بن معاذ
• عبد الله بن عمر بن الخطاب
• عبد الرحمن بن عوف
• الزبير بن العوام
• طلحة بن عبيدا لله
• سعيد بن زيد
-زوجات الرسول:-
-السيدة خديجة بنت خويلد
-السيدة سوده بنت زمعة
-السيدة عائشة بنت أبى بكر
-السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب
-السيدة زينب بنت خزيمة
-السيدة أم سلمه ( هند بنت أمية )
-حياة محمد في سطور:-
1 - القرن السادس م:
545 م.مولد عبد الله والد النبي محمد.
571م. مولد النبي محمد بن عبد الله نبي الإسلام في عام الفيل عندما هاجم أبرهة الحبشي حاكم اليمن مكة المكرمة ثم هزم.
577م.النبي يزور المدينة مع أمه حيث ماتت . 580 م. موت عبد المطلب جد الرسول .
583 م. رحلة النبي للشام في صحبة عمه أبي طالب حيث قابل الراهب بحيرى بالبصرة الذي تنبأ بنبوته .
586م. حرب الفجار شارك محمد بها .
591 م. النبي محمد ينضم لحلف الفضول لنصرة الضعفاء .
594 م . النبي محمد يعمل عند السيدة خديجة ويقود قافلة تجارتها للشام ويعود .
595م .النبي محمد يتزوج السيدة خديجة
2- القرن السابع م :
605 م. النبي محمد يضع الحجر الأسود بالكعبة نيابة عن قريش.
610 م .أول نزول الوحي(القرآن) علي النبي بغار جبل حراء . وابتعاثه رسولا من عند الله .
613 م. الرسول يدعو الناس للإسلام عند جبل سارة.
614م . الرسول يدعو بني هاشم للإسلام.
615م. تعذيب قريش للمسلمين بمكة وهجرة بعضهم للحبشة الهجرة الأولي.
616 م. الهجرة الثانية للمسلمين إلي الحبشة.
617 م.قريش تقاطع وتحاصر الرسول وبني هاشم في شعب خارج مكة.
619م . رفع الحصار ووفاة أبي طالب والسيدة خديجة زوجة الرسول . وسمي العام بعام الأحزان .
620 م . رحلة الرسول للطائف . ورحلة الإسراء والمعراج.
621م. بيعة العقبة الأولي
622م. بيعة العقبة الثانية . وهجرة الرسول والمسلمين ليثرب .
624 م . موقعة بدر انتصر فيها المسلمون. وترحيل يهود بني القينقاع من المدينة المنورة .
625م. موقعة أحد واستشهاد 70 مسلما عند بئر مني وترحيل يهود بني النظير من المدينة المنورة.
626م. غزوة بني المصطلق .
626م . معركة الخندق . وترحيل يهود بني قريظة من المدينة المنورة.
627م. هدنة الحديبية بين الرسول وقريش. غزوة خيبر . رسائل الرسول لملوك العالم يدعوهم للإسلام .
629م.حجة الرسول لمكة . غزوة مؤتة ضد الرومان.
630 م .فتح مكة .
631 م . غزوة تبوك . عام الوفود .
632م . حجة الوداع. ووفاة الرسول . اختيار أبي بكر خليفة رسول الله . وابتعاث أسامة بجيشه للشام.
 
ابوبكر الصديـــــق

أبو بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التميمي القرشي. أمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر التميمي. ولد سنة 51 ق.هـ (573م) . صحابي ممن رافقوا محمدا منذ بداية الدعوة، وكان من أوائل من أسلم من أهل قريش. وهو والد عائشة بنت أبي بكر زوجة الرسول، وأم المؤمنين. وهو كذلك أول الخلفاء الراشدين عند المسلمين.
سمي بالصديق لأنه صدق النبي في خبر الإسراء, وقيل لأنه كان يصدق النبي في كل خبر يأتيه من السماء. كان يدعى بالعتيق; لأن النبي قال له: "يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار". كان سيدا من سادات قريش وغنيا من كبار موسريهم, وكان ممن حرموا الخمر على أنفسهم في الجاهلية. كان له في عصر النبوة مواقف كبيرة، فشهد الحروب واحتمل الشدائد وبذل الأموال ، وكان رفيق النبي في هجرته إلى المدينة، وإليه عهد النبي بالناس حين اشتد به المرض. بويع بالخلافة يوم وفاة النبي سنة 11 للهجرة. حارب المرتدين والممتنعين عن أداء الزكاة وأقام دعائم الإسلام. افتتحت في أيامه بلاد الشام وقسم كبير من العراق. توفي ليلة الثلاثاء لثمان خلون من جمادى الآخرة وهو ابن ثلاث وستين سنة, وكانت مدة خلافته سنتان وثلاثة أشهر ونصف.
قاد حروب الردّة بعد وفاه النبي صلى الله على اله وسلم محمد.

مولده:-
ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر. قالت عائشة رضي الله عنها: تذاكر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر ميلادهما عندي، فكان النبي- صلى الله عليه وسلم- أكبر . (((عبدا لله هلال الزهراني)))

مناقبه ومشاهده:-
لأبي بكر الصديق فضائل كثيرة لا تحصى، وأذكر بعضا منها وتُراجع في مضانها، حيث أُلفت كتب كثيرة في ذلك. فقد صحب النبي- صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة، وكان من السابقين إلى الإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم ، واستمر معه طول إقامته بمكة، ورافقه في هجرته، وأوى معه في الغار، وشهد معه المشاهد كلها إلى أن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت الراية معه يوم تبوك، وحج في الناس في حياة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سنة تسع، واستقر خليفة في الأرض بعده عليه الصلاة والسلام. أنزل الله فيه قرآنا يتلى،وهو قوله تعالى: ( إِذْ أخْرَجَهُ الذين كَفَرُوا ثاَنِيَ اثنينِ إذْ هُمَا في الغار إذْ يَقولُ لِصَـاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إنَّ اللهَ مَعَـنَا)(1). وهذه من أعـظم مناقبه، فإن المراد بالذي كان معه وصاحبه في الغار أبو بكر بلا نزاع(2)، وهذه منقبة عظيمة لم يشركه فيها أحد. وقد قال الرسول- صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر أيضا: "لا تحزن إن الله معنا"، كما في قصة هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم- عندما رأى أبوبكر سراقة فقال له: "هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله"، فقال: "لا تحزن، إن الله معنا"(3). وأخرج البخاري من حديث أنس، عن أبي بكر : (ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما)(4) ، وذكر الحديث. وقد أوجب علي حد الفرية على من فضله على أبي بكر (5). ومنها: أنه أحد العشرة المبشرين بالجنة ، بل هو أولهم بشارة بها، أخرجه البخاري من حديث أبي موسى الأشعري الطويل، حيث أذن لأبي بكر ٍ، وبشَّـرَهُ بالجنة(6). وفضائل أبي بكر كثيرة معلومة، ذكَرْتُ بعضا منها للتمثيل وليس للاستقصاء، وشهرته مع فضائله تغني عن استقصاء ذلك،
أسلم أبو بكر مبكراً حتى قيل أنه أول من أسلم، ولما أظهر إسلامه دعا إلى الله- عز وجل- وبذل في سبيل الدعوة إلى الإسلام ومناصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم كل غالٍ ورخيص، حيث جعل كل إمكانيته في خدمة الدعوة ومناصرة الإسلام وإنقاذ المسلمين. وكان أبو بكر رجلاً مقصوداً من قومه محبباً لديهم سهلاً، وكان أعلم قريش بقريش، وكان يمارس التجارة، واشتهر بأخلاقه العالية، يقصده الناس لغير ما أمر، لما اشتهر به من رجاحة العقل والعلم،والبعـد عن سفاسف الأمور، وحسن المجالسة، فجعل يدعوا إلى الله- عز وجل- من وثق به من قومه ممن يدخل عليه من قريش، فأسلم بدعوته نفر كبير، وافتدى بماله نفر كثير، فممن أسلم بدعوته: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبد الله، وأبو عبيده وأبو سلمة ابن عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم، وعثمان بن مظعون وخلق. واشترى كثيراً من المستضعـفين وأعتقهم لله، منهم: بلال بن رباح وغيره. وجعل إمكانياته تحت تصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودافع عنه بنفسه وماله، ولما اعْـتُدِيَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، دافع عنه وصد قريش منه قائلاً: "أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبيانات من ربكم". ولما أذِنَ الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة، أعلن أبو بكر حالة الاستنفار في بيته فأصبح بيته في حال طوارئ شاملة للتجهيز للرحلة ولِمراقبة حركة قريش ورد فعلهم ولحماية الرسول صلى الله عليه وسلم، وتقديمه نفسه وأهله دونه. وكان له موقف مشهور من حادثة الإسراء والمعراج، حيث صدق به دون نقاش فأنزل الله تعالى فيه مدحاً في القرآن: ( والذي جاء بالصدق وصدّق به)، وقد لازم أبو بكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حله وتر حاله، وحضر جميع غزواته، وكان حارسه الشخصي في غرفة عمليات بدر . وبلغ من العلم والفضل والتقوى ما رجح به على الأمة جمعاء فقد كان تالياً لكتاب الله عز وجل، عارفاً بمعانيه مدركاً لدلالته، ومن ذلك أنه كان يفتي في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وفي مجلسه، ولما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا جاء نصر الله والفتح ) بكى أبو بكر، ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده ) بكى أبو بكر لمعرفته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرهم بدنو أجله، وقدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة بالمسلمين عند مرضه، وكان الصحابة يعرفون فضله لا ينازعه أحد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولأبي بكر مواقف ثبات في الإسلام تنشق منها الأرض وتخر لها الجبال، فقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطربت المدينة وزلزلت بأهلها وأظلم عليهم نهارها وهاج الناس وماجوا وافتقدوا أنفسهم حتى إنهم لينكرون موته صلى الله عليه وسلم ويستبعدون وقوعه، لكن أبا بكر كان أعلمهم بالله وأفهمهم لدينه وأثبتهم في المحن والشدائد، فقد توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكشف عن وجهه وقبّله وحزن عليه حزناً شديداً، ثم توجه إلى المنبر يعلن للمسلمين حقيقة البشر وحقيقة الموت وحقيقة الإسلام وأن دين الله عز وجل باق والبشر يموتون، يتلو عليهم كتاب الله ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) ويفسر لهم هذا المفهوم بخطبة (من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت) بهذه الروح العالية والفهم الثاقب والثبات المتناهي يعيد للصحابة عقولهم وللتائهين صوابهم ولما اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعده لمناقشة أمر الخلافة توجه أبو بكر إليهم وأجرى عليهم من علمه وفقهه وحواره الجاد ما زاح به خطراً يهدد كيان الأمة ووحدتها دعوة لله وحفظاً لدينه وأمته وعباده ولما أجمع المسلمون عليه خليفة لرسولهم صلى الله عليه وسلم معترفين بمكانته وفضله وعلمه جهّز رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وحل عنهم معضلة مكان دفنه، وتوجه إلى الجيش المرابط في ضواحي المدينة – وقد انخرط عقد الإسلام وأصبحت مدينة الإسلام والسلام مهددة من جميع جهاتها من دعة الفتنة والمستغلين للأحداث، لكن أبا بكر كان رابط الجأش ثابت الجنان ينزل الأمور منازلها دون تغيير أو تبديل ، لقد وقف موقفاً شجاعاً ضمن إمكانيات قليلة لا تقر القواميس العسكرية.
وفاته:-
توفي أبو بكر على الحالة المرضية سنة 13 للهجرة وهو ابن 63 سنة بنفس عمر الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم وصلى عليه عمر ابن الخطاب .(14) ويذكر كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه، أن أبا بكر توفي نتيجة لسم وضعه اليهود في طعام أهدي إليه وأنه قد علم ذلك من الطبيب الحارث بن كلدة الذي أخبره أن الطعام الذي تناولاه مسموم وأنهما لن يعيشا أكثر من عام.


 
عمر الخطـــــاب


عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدين

و أول من نودي بلقب أمير المؤمنين فكان الصحابة ينادونه أبو بكر الصديق بخليفة رسول الله وبعد تولي عمر الخلافة نودي عمر بخليفة خليفة رسول الله فأتفق الصحابة على تغيير الاسم إلى أمير المؤمنين ، كان من أصحاب محمد بن عبد الله رسول الإسلام صلي الله عليه و سلم، اسمه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي. وفي كعب يجتمع نسبه مع نسب محمد بن عبد الله رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم. أمه حنتمة بنت هشام المخزومية أخت أبي جهل. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهادهم. أول من عمل بالتقويم الهجري.
لقبه الفاروق. وكنيته أبو حفص، وقد لقب بالفاروق لأنه كان يفرق بين الحق والباطل

-الهجرة إلى المدينة:-
كان إسلام عمر بن الخطاب في ذي الحجة من السنة السادسة للدعوة، وهو ابن ست وعشرين سنة، وقد أسلم بعد نحو أربعين رجلاً، ودخل عمر في الإسلام بالحمية التي كان يحاربه بها من قبل، فكان حريصًا على أن يذيع نبأ إسلامه في قريش كلها، وزادت قريش في حربها وعدائها لمحمد وأصحابه؛ حتى بدأ المسلمون يهاجرون إلى المدينة فرارًا بدينهم من أذى المشركين، وكانوا يهاجرون إليها خفية، فلما أراد عمر الهجرة تقلد سيفه، ومضى إلى الكعبة فطاف بالبيت سبعًا، ثم أتى المقام فصلى، ثم نادا في جموع المشركين: "من أراد أن يثكل أمه أو ييتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي".
وفي المدينة آخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بينه وبين "عتبان بن مالك" وقيل: "معاذ بن عفراء"، وكان لحياته فيها وجه آخر لم يألفه في مكة، وبدأت تظهر جوانب عديدة ونواح جديدة، من شخصية عمر، وأصبح له دور بارز في الحياة العامة في المدينة.
-خلافة أبو بكر:-
تمت البيعة لأبى بكر، ونجح المسلمون: الأنصار والمهاجرون في أول امتحان لهم بعد وفاة الرسول ، لقد احترموا مبدأ الشورى، وتمسكوا بالمبادئ الإسلامية، فقادوا سفينتهم إلى شاطئ الأمان. وها هو ذا خليفتهم يقف بينهم ليعلن عن منهجه، فبعد أن حمد الله وأثنى عليه، قال: "أيها الناس، إني قد وليت عليكم ولستُ بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني (ردوني عن الإساءة)، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوى عندي حتى آخذ له حقه، والقوى ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق إن شاء الله تعالى، لا يدع أحد منكم الجهاد، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله" كان الإسلام في عهد النبي قد بدأ ينتشر بعد السنة السادسة للهجرة، وبعد هزيمة هوازن وثقيف بدأت الوفود تَرِد إلى الرسول معلنة إسلامها، وكان ذلك في العام التاسع!
-خلافته:-
الاختيار: رحم الله أبا بكر، لقد قال فيه عمر يوم أن بويع بالخلافة: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده. ولقد كان عمر قريبًا من أبى بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأي والمشورة، فهو الصاحب وهو المشير. وعندما مرض أبو بكر راح يفكر فيمن يعهد إليه بأمر المسلمين، هناك العشرة المبشرون بالجنة، الذين مات الرسول ( وهو عنهم راضٍ. وهناك أهل بدر، وكلهم أخيار أبرار، فمن ذلك الذي يختاره للخلافة من بعده ؟ إن الظروف التي تمر بها البلاد لا تسمح بالفرقة والشقاق؛ فهناك على الحدود تدور معارك رهيبة بين المسلمين والفرس، وبين المسلمين والروم. والجيوش في ميدان القتال تحتاج إلى مدد وعون متصل من عاصمة الخلافة، ولا يكون ذلك إلا في جو من الاستقرار! إن الجيوش في أمسِّ الحاجة إلى التأييد بالرأي، والإمداد بالسلاح، والعون بالمال والرجال، والموت يقترب، ولا وقت للانتظار، وعمر هو من هو عدلا ورحمة وحزمًا وزهدًا وورعًا، فكان عمر بن الخطاب. فلِمَ لا يختاره أبو بكر والأمة تحتاج إلى مثل عمر؟! ولم تكن الأمة قد عرفت عدل عمر كما عرفته فيما بعد، من أجل ذلك سارع الصديق -رضي الله عنه- باستشارة أولى الرأي من الصحابة في عمر، فما وجد فيهم من يرفض مبايعته، وكتب عثمان -رضي الله عنه- كتاب العهد، فقرئ على المسلمين، فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا. إنه رجل الملمات والأزمات، لقد كان إسلامه فتحًا، وكانت هجرته نصرًا، فلتكن إمارته رحمة، ولقد كانت؛ قام الفاروق عمر بالأمر خير قيام وأتمه، وكان أول من سمى بأمير المؤمنين.

-عمر كخليفة للمسلمين:-
كان "عمر بن الخطاب" نموذجًا فريدًا للحاكم الذي يستشعر مسئوليته أمام الله وأمام الأمة، فقد كان مثالا نادرًا للزهد والورع، والتواضع والإحساس بثقل التبعة وخطورة مسئولية الحكم، حتى إنه كان يخرج ليلا يتفقد أحوال المسلمين، ويلتمس حاجات رعيته التي استودعه الله أمانتها، وله في ذلك قصص عجيبة وأخبار طريفة، من ذلك ما روي أنه بينما كان يعس بالمدينة إذا بخيمة يصدر منها أنين امرأة، فلما اقترب رأى رجلا قاعدًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن خبره، فعلم أنه جاء من البادية، وأن امرأته جاءها المخاض وليس عندها أحد، فانطلق عمر إلى بيته فقال لامرأته "أم كلثوم" ـ هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ فقالت: وما هو؟ قال: امرأة غريبة تمخض وليس عندها أحد ـ قالت نعم إن شئت فانطلقت معه، وحملت إليها ما تحتاجه من سمن وحبوب وطعام، فدخلت على المرأة، وراح عمر يوقد النار حتى انبعث الدخان من لحيته، والرجل ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت المرأة نادت أم كلثوم عمر يا أمير المؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل أخذ يتراجع وقد أخذته الهيبة والدهشة، فسكن عمر من روعه وحمل الطعام إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل، ثم قام ووضع شيئًا من الطعام بين يدي الرجل وهو يقول له: كل ويحك فإنك قد سهرت الليل!
وكان عمر عفيفًا مترفعًا عن أموال المسلمين، حتى إنه جعل نفقته ونفقة عياله كل يوم درهمين، في الوقت الذي كان يأتيه الخراج لا يدري له عدا فيفرقه على المسلمين، ولا يبقي لنفسه منه شيئا.
وكان يقول: أنزلت مال الله مني منزلة مال اليتيم، فإن استغنيت عففت عنه، وإن افتقرت أكلت بالمعروف.
وخرج يومًا حتى أتى المنبر، وكان قد اشتكى ألمًا في بطنه فوصف له العسل، وكان في بيت المال آنية منه، فقال يستأذن الرعية: إن أذنتم لي فيها أخذتها، وإلا فإنها علي حرام، فأذنوا له فيها.

-إنجازات عمر الإدارية والحضارية:-
وقد اتسم عهد الفاروق عمر بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، لعل من أهمها أنه أول من اتخذ الهجرة مبدأ للتاريخ الإسلامي، كما أنه أول من دون الدواوين، وهو أول من اتخذ بيت المال، وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان يطلق عليه "تمصير الأمصار"، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في عهده، فأدخل فيه دار "العباس بن عبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة، كما أنه أول من قنن الجزية على أهل الذمة، فأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال، وجعلها ثمانية وأربعين درهمًا على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر درهمًا على الفقراء.
هذا حسب المنظور السني أما الشيعة فيجدون عليه الكثير من الأمور كتقدم الخليفة الشرعي بعد رسول الله وهو علي بن أبي طالب حسب عقيدتهم ، وغلظته ،و استبداده ، وفتحه لبلاد فارس التي ينحدر ويرجع لها الشيعة(أو ما يسمون بالروافض) واعتدائه على بيت رسول الله ولا يرون فيه تلك الشخصية المرموقة الرائعة العفيفة كما عند أهل السنة ...فتحت في عهده بلاد الشام و العراق و فارس و مصر و برقة و طرابلس الغرب وأذربيجان و نهاوند و جرجان. و بنيت في عهده البصرة والكوفة. وكان عمر أوّل من أخرج اليهود من الجزيرة العربية إلى الشام.
-أولاده:-
*أنجب اثني عشر ولدا، ستة من الذكور هم:-
-عبدا لله
-عبد الرحمن
-زيد
-عبيد الله
-عاصم
-عياض،
*وست من الإناث وهن:-
-حفصة
-رقية
-فاطمة
-صفية
-زينب
-وأم الوليد.
-مماته:-
وعاش عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله -عز وجل-، فقد صعد المنبر ذات يوم، فخطب قائلاً: إن في جنات عدن قصرًا له خمسمائة باب، على كل باب خمسة آلاف من الحور العين، لا يدخله لا نبي، ثم التفت إلى قبر رسول الله ( وقال: هنيئًا لك يا صاحب القبر، ثم قال: أو صديق، ثم التفت إلى قبر أبي بكر-رضي الله عنه-، وقال: هنيئًا لك يا أبا بكر، ثم قال: أو شهيد، وأقبل على نفسه يقول: وأنى لك الشهادة يا عمر؟! ثم قال: إن الذي أخرجني من مكة إلى المدينة قادر على أن يسوق إليَّ الشهادة. واستجاب الله دعوته، وحقق له ما كان يتمناه، فعندما خرج إلى صلاة الفجر يوم الأربعاء (26) من ذي الحجة سنة (23هـ) تربص به أبو لؤلؤة المجوسي، وهو في الصلاة وانتظر حتى سجد، ثم طعنه بخنجر كان معه، ثم طعن اثني عشر رجلا مات منهم ستة رجال، ثم طعن المجوسي نفسه فمات. وأوصى الفاروق أن يكمل الصلاة عبد الرحمن بن عوف وبعد الصلاة حمل المسلمون عمرًا إلى داره، وقبل أن يموت اختار ستة من الصحابة؛ ليكون أحدهم خليفة على أن لا يمر ثلاثة أيام إلا وقد اختاروا من بينهم خليفة للمسلمين، ثم مات الفاروق، ودفن إلى جانب الصديق أبي بكر، وفي رحاب قبر المصطفى.

 
عثمان بن العفان عثمان بن عفان

(23 - 35 هـ/ 643- 655م ).

تلقب بأمير المؤمنين.و ثالث الخلفاء الراشدين، هو أحد العشرة المبشرون بالجنة عند أهل السنة و الجماعة،و من السابقين إلى الإسلام . كنيته ذو النورين.
نسبه:-
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب‏ بن فهر بن مالك بن النضر.‏ يلتقي نسبه مع الرسول في الجد الرابع من جهة أبيه‏‏‏.‏ عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فهو قرشي أموي يجتمع هو والنبي في عبد مناف، أمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس, ولد بمكة, كان غنيا شريفا في الجاهلية.وكان أنسب قريش لقريش، و أعلم قريش بما كان فيها من خير وشر، وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمور لعلمه، وتجاربه، وحسن مجالسته، وكان شديد الحياء، ومن كبار التجار كبير الجاه زكي النفس لم يقترف فاحشة قط لا في جاهلية ولا في إسلام ويلقب ذا النورين لأنه تزوج بنتي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يحبه جدا وقال فيه (احيي أمتي عثمان) وقال(لقد رأيت أنى أعطيت المقاليد والموازين فإما المقاليد فهي المفاتيح فوضعت ووضعت الأمة فرجحت بها ثم جيء بأبي بكر فوز فوزن بها ثم جيء بعمر فوزن فوزن بها ثم جيء بعثمان فوزن فوزن بها).
إسلامه:-
أسلم عثمان في أول الإسلام قبل دخول محمد رسول اللَّه دار الأرقم، وكانت سنِّه قد تجاوزت الثلاثين، دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام فأسلم، ولما عرض أبو بكر عليه الإسلام قال له
و كان عثمان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة, تزوج عثمان رقية بنت رسول الله محمد صلى اللَّه عليه وسلم وهاجرت معه إلى الحبشة وأيضاً هاجرت معه إلى المدينة وكان يقال‏:‏ أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وعثمان ثم إنها مرضت وماتت سنة 2هـ أثناء غزوة بدر فحزن عليها حزنً شديداً فزوجة الرسول من أختها أم كلثوم لذلك لقب بذي نورين لأنة تزوج من بنتي رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم.وكان رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه، ودماثة أخلاقه، وحسن عشرته، وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين، وبشره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة، وأخبره بأنه سيموت شهيدًا‏واستخلفه رسول اللَّه على المدينة في غزوته إلى ذات الرقاع وإلى غطفان، وكان محبوبًا من قريش، وكان حليمًا، رقيق العواطف، كثير الإحسان‏.‏ وكانت العلاقة بينة وبين أبي بكر وعمر وعليّ على أحسن ما يرام، ولم يكن من الخطباء، وكان أعلم الصحابة بالمناسك، حافظًا للقرآن..
عثمان و جيش العسرة:-
يقال لغزوة تبوك غزوة العُسرة، مأخوذة من قوله تعالى‏:‏ ِ ‏ لَقَد تَّابَ الله على النبي وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة
ندب رسول اللَّه الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة، وحثهم على النفقة والحملان، فجاءوا بصدقات كثيرة فجهَّز عثمان ثلث الجيش جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا‏.‏ قال ابن إسحاق‏:‏ أنفق عثمان في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها‏.‏ وقيل‏:‏ جاء عثمان بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول اللَّه فقبلها في حجر وهو يقول‏:‏ ‏‏ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم‏‏‏.‏ وقال رسول اللَّه‏:‏ ‏‏من جهز جيش العُسرة فله الجنة.‏‏
تولية الخلافة:-
ولي عثمان الخلافة وعمره 68 عامًا ،وقد تولى الخلافة بعد استشهاد عمر بن الخطاب، وفي اختياره للخلافة قصة تعرف بقصة الشورى وهي أنه لما طعن عمر بن الخطاب دعا ستة أشخاص من الصحابة وهم: علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام و طلحة بن عبيد الله ليختاروا من بينهم خليفة وذهب المدعوون إلى لقاء عمر إلا طلحة بن عبيد الله فقد كان في سفر وقال اختاروا خليفة من بينكم في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصا على وحدة المسلميـن ، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على اختيار عثمان وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة ( 23 هـ ) ، فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين. ومن أهم إعمال عثمان فتح مرو و تركيا وتوسيع الدولة الإسلامية وتوسعة المسجد النبوي وجمع القران الكريم في مصحف مكتوب برسمه إلى الوقت الحالي.
إنجازاته:-
فتحت في أيام خلافة عثمان الإسكندرية ثم أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص. وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطئ الإسلامية من هجمات البيزنطيين. كان من أهم إنجازاته كتابة القرآن الكريم الذي كان قد بدء بجمعه في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
مقتله:-
حدثت في الفترة الأخيرة من خلافته رضي الله عنه فتنة ظهرت خيوطها على يد عبد الله بن سبأ، فنقم بعض الناس عليه . فجاءت الوفود من مصر والكوفة والبصرة وحاصروا دار الخليفة عثمان ومنعوا عنه الماء، والخروج إلى الصلاة حتى يتنازل عن الخلافة. فلم يقبل ولم يكن بالمدينة جيش أو شرطة لضبط النظام.وكان علي بن أبي طالب وابناه الحسن والحسين واقفين عند الباب لحماية عثمان لكن القاتل دخل من الخلف واقتحموا عليه داره وهو يقرأ القرآن، فقتلوه وكان ذلك في شهر ذي الحجة سنة 35هـ فسقطت أول قطرة من دمه على قول الله تعالى (فسيكفيهم الله).


 
علي بن أبي طالب


علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي

لقبه أمير المؤمنين كنيته أبو الحسن أبو تراب و حيدر ، ولد سنة 600م في مكة، وتربى فى بيت رسول الإسلام محمد (صلى الله عليه واله وسلم)الذي آخاه ثم زوجه ابنته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين. هو رابع الخلفاء الراشدين عند أهل السنة و الجماعة و أول الأئمة عند الشيعة. اتفق المسلمون على فضله و عرف بالعلم و الحلم والشجاعة والكرم. هو أول من آمن و صلي مع رسول الله (صلي الله عليه واله و سلم). يوجد كثير من فضائله عند أهل السنة في صحاح الستة و كتب الحديث النبوي الشريف غيرها.
أمه:-
أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وكانت من رسول الله {ص} بمنزلة الأم، ربته في حجرها وكانت من السابقات إلى الإيمان وهاجرت معه إلى المدينة، وكفنها النبي {ص} بقميصه ليدرأ به عنها هوام الأرض وتوسد في قبرها لتؤمن بذلك ضغطة القبر.
أبوه:-
أبوه هو أبي طالب واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب واسم عبدا لمطلب شيبة الحمد وكنيته أبو الحارث وكان ولد أبي طالب طالبا ولاعقب له وعقليا وجعفر وعليا كل واحد أسن من الآخر بعشر سنين

ألقابه:-
منها : أمير المؤمنين ، و أبو الحسنين ، و أبو الريحانتين ، و يعسوب المؤمنين ، و أبو تراب ، و مبيد الشرك والمشركين، و قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، و ولي أمر المؤمنين ، وزوج البتول ، وأبو السبطين ، وأمير البررةِ ، وقاتل الفجرة ، وصاحب اللواء ، وسيد العرب ، و خاصف النعل ، والشاهد ، وباب مدينة العلم ، وغرة المهاجرين ، وصفوة الهاشميين ، والكرار غير الفرار ، وأبو الأرامل ، والأيتام ، وهازم الأحزاب ، وقاصم الأصلاب ، قتال الألوف، ومذل الأعداء ، ومعز الأولياء، وأخطب الخطباء ، و قدوة أهل الكساء أبو الشهداء، و أشهر أهل البطحاء ، و مثكل أمهات الكفرة، ومفلق هامات الفجرة ، ومميت البدعة ومحيي السنة، وموضع العجب ، وليث الغابة، والخليفة الأمين ، و العروِة الوثقى ، وابن عم المصطفى صلى الله عليه وعلى اّله و أصحابه أجمعين ، و غيث الورى، ومصباح الدجى ، و الضرغام ، والهاشمي المكي المدني الأبطحي الطالبي ، وهذا قليل من كثير كرم الله وجهه
نشأته:-
ولد في 13 رجب في الكعبة المشرفة ، وهو ابن عم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله وسلم)رسول الإسلام وصهره على ابنته فاطمة ووالد الحسن والحسين ، أمه فاطمة بنت أسد وهي هاشمية .
هو أول من صدق محمدا رسول الله(صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) في دعواه مع أم المؤمنين السيدة خديجة وهو ابن عشر سنين. كفله محمد(صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) قبل أن الرسالة لأن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب كثير العيال.
شهد علي المعارك كلها مع محمد(صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) إلا تبوك حيث استخلفه محمد (صلى الله عليه وسلم)على المدينة. كان في غزوة أحد قائد ميمنة المسلمين وثبت فيها وأصيب بست عشرة ضربة. وفي غزوة الخندق، قتل عمرو بن ود العامري. و قد فتح خيبر . وكان كاتب صلح الحديبية وهو الذي أبى أن يمحو جملة "رسول الله" من الوثيقة التي طالب بها سهيل بن عمرو مفاوض قريش.هو من كُتَّاب الوحي، ورويّ له عن محمد (صلى الله عليه وسلم) أحاديث كثيرة.
عندما هاجر محمد(صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) مع أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى المدينة المنورة، أمره محمد (صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم) أن يجلس في فراشه حتى لا يعرف أهل قريش بمغادرته إلى المدينة من مكة حيث اتفق المشركون على اختيار من كل قبيلة فارس ليضربوا ضربة رجل واحد ويتوزع دم محمد على القبائل ولا يستطيع بنو هاشم المطالبة به وبالتالي كان موقف علي من نومه في فراش الرسول(صلى الله عليه وآله وصبحه وسلم) دلالة على شجاعته وجرأته وحبه للرسول(صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم).
فضائله وعلومه:-
قال الإمام أحمد بن حنبل: (ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبة) من الفضائل ما جاء لعليّ بن أبي طالب (ذكر في نظم درر السمطين: ص 80، والسيوطي في تاريخ الخلفاء: ص 168 مع فرق يسير والبد خشي في نزل الأبرار.)
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم وصحبة) في المسجد، وقد أطاف به أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) فسلّم، فوقف قرب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المسجد، وجعل النبي ينظر في وجوه أصحابه، أيّهم يوسع له، وكان أبو بكر عن يمين رسول الله فزحزح له عن مجلسه، وقال له: ها هنا يا أبا الحسن، فجلس بينه وبين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال أنس: فعرفت السرور في وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبة) ثم قال: يا أبا بكر إنّما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل). ذكر في المناقب للخوارزمي، الفصل التاسع عشر: ص 212.
زوجاته:-
فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبدا لله (صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم)اللقب: الزهراء الكنية: أم الأئمة اسم الأب: محمد(صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) اسم الأم: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها الولادة: 20 جمادى الاخرة عام 5 بعد البعثة الشهادة: 3 جمادى الاخرة عام 11 هـ
وفاته:-
قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في 21 من رمضان سنة 40 للهجرة بعد ضربة بالسيف وهو في حالة السجود عند صلاة الفجر في مسجد الكوفة صبيحة اليوم التاسع عشر من شهر رمضان ، قتله عبدا لرحمن بن ملجم، و كان عمر علي 56 سنة، . و كانت مدة خلافته خمس سنوات و ثلاثة أشهر ومدة إمامته 30 سنة. و تولى غسله و تجهيزه أبناءه الحسن بن علي و الحسين بن علي و قد دفن في النجف.أقواله:-

أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه، والعلم مخزون عند أهله قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه.
و من شعر الإمام علي:
أشدد حيازيمك للموت فأن الموت لاقيك **** ولا تجـزع من الـمـوت إذا حـل بواديـك
فأن الدرع و البيضة يوم الروع تكفيــك **** كما أضحكك الدهر كذاك الدهـر يبكيك
 
أرجوا ان يعجبكم الموضوع

أدعوا لنا في شهر تقبل فيها دعوة الداعي


 
merci.gif
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top