..من منا لم يسمع بهذا المثل الشائع .....إن أسوأ ورطة نقع فيها هي أن يستحوذ علينا أي شيء جداً .. جداً....
حتى الفرح حينما يستحوذ علينا جداً .... جداً .. فإنه يهزنا بما يشبه الحزن .. إننا من فرط خوفنا على هذا الفرح .. ومن فرط لهفتنا على أن يطول .. ومن فرط ذعرنا من أن ينتهي .. نفرح بحزن ..نفرح بخوف .. نفرح و الدموع تترقرق في أعيننا....
و الحب جداً .. جداً ..هو حب مر غيور ملتهب أعمى يرهق صاحبه لدرجة أنه ينقلب إلى كراهية و عداوة ...إنه حب طعمه مالح لاسع ....إن فيه نفوراً و بغضاً بقدر ما فيه من حب ... إنه لعنة.....
والثراء جداً.....جداً .. هو فقر مدقع في نفس الوقت .. فقر في الحواس ...
فحواس الغني جدا...تتلبد.. وتكسل.. .. ليس لديه ما يحرك مشاعره ..وكل شيء بين يديه ..
والجوع جداً.....جداً.. يقتل حتى الإحساس بالجوع.... وينتهي بموت الحواس.. وبشبع الفناء
والشيخوخة جداً ....جداً.. تؤدي إلى انحلال العقل ..والعودة بالتفكير إلى سذاجة الطفولة وهذيانها
والاستهتار جداً...جداً.. يؤدي إلى التوبة.. والرهبنة... والإغراق في اللذة يؤدي إلى النفور من اللذة .. والارتداد إلى الدين والزهد..
وجداً.....جداً ..هي الجرس الذي يدق لتنقلب الصفات على رأسها ....البركات تصبح لعنات ...و السيئات تصبح حسنات...
والسعادة ليست في أن يكون لديك الكثير جدا....فالقليل الذي تحبه يسعدك أكثر من الكثير الذي لا تحبه ..فالقليل يحرك الشهية بينما الكثير يميتها..وبلا شهية لا وجود للسعادة..
وفي النهاية أحب أن أقول أن (الشعور برضاء الله عز وجل هو قمة السعادة).