هذا سؤال محير ، ومصدر الحيرة يتمثل في الأساس الذي يقدّر عليه الخبراء عدد السكان الذين يمكن للأرض أن تحتملهم إقامة كاملة ، وهو سؤال مهم، تحتاج إلى إجابته الدراسات الإجتماعية و السكانية و البيئية . وقد حاول الإقتصادي الشهير توماس مالتوس ، في عام 1798، أن يعطينا إجابة ، فاتخذ من وفرة الطعام أساسا لمحاولته ، وقال إن النمو غير المحكوم لعدد سكان الأرض سوف يفوق قدرة البشر على إنتاج طعامهم ، و إن ذلك يؤدي إلى مجاعة ، وها نحن نرى نبؤة مالتوس تتحقق جزئيا ، وفي أماكن متفرقة من العالم . بالرغم من ذلك ، فإن التوجهات المعاصرة لتقدير العدد الذي تطيقه الأرض من البشر ، ترى أن الطعام وحده ليس كافيا ، وتضيف إليه عوامل أخرى، مثل المياه و الطاقة . ويقول أصحاب هذه التوجهات إن مستوى الطعام يختلف من موقع لآخر ، وإذا افترضنا أن كل سكان الأرض لا تحتمل إلا بضعة ملايين من البشر الشرهين ، أما إذا اكتفى سكان الأرض بمستوى الطعام المتوافر لفقراء بنغلاديش ، فإن التقدير يزيد خمسة أضعاف.