الأسباب المعينة على طلب العلم

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

colla

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
7 أوت 2006
المشاركات
1,357
نقاط التفاعل
7
النقاط
37
العمر
37
الأسباب المعينة على طلب العلم
أولاً : التقـــــــــــــوى :

قال الله عزوجل : ( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفّر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم ) الأنفال 29 ، وهذه الآية فيها ثلاث فوائد مهمة :

الفائدة الأولى : ( يجعل لكم فرقانا ) أي يجعل لكم ما تُفرّقون به بين الحق والباطل ، وبين الضار والنافع ، وهذا يدخل فيه العلم بحيث يفتح الله على الإنسان من العلوم ما لايفتح لغيره ، فإن التقوى يحصل بها زيادة الهدى ، وزيادة العلم ، وزيادة الحفظ ، ولهذا يذكر عن الشافعي رحمه الله أنه قال :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نـــــــــور ونور الله لا يؤتاه عاصـــــي

ولاشك أن الإنسان كلما ازداد علماً ازداد معرفة وفرقاناً بين الحق والباطل ، والضار والنافع ، وكذلك يدخل فيه ما يفتح الله على الإنسان من الفهم ، لأن التقوى سبب لقوة الفهم ، وقوة الفهم يحصل بها زيادة العلم ، فإنك ترى الرجلين يحفظان آية من كتاب الله يستطيع أحدهما أن يستخرج منها ثلاثة أحكام ، ويستطيع الآخر أن يستخرج أكثر من هذا بحسب ما أتاه الله من الفهم .
فالتقوى سبب لزيادة الفهم ، ويدخل في ذلك أيضا الفراسة أن الله يعطي المتقي فراسة يميز بها حتى بين الناس ؛ فبمجرد ما يرى الإنسان يعرف أنه كاذب أو صادق ، أو بر أو فاجر حتى أنه ربما يحكم على الشخص وهو لم يعاشره ولم يعرف عنه شيئا بسبب ما أعطاه الله من الفراسة .


ثانيا : المثابرة والاستمرار على طلب العلم :

يتعين على طالب العلم أن يبذل الجهد في إدراك العلم والصبر عليه ، وأن يحتفظ به بعد تحصيله ، فإن العلم لا ينال براحة الجسم ، فيسلك المتعلم جميع الطرق الموصلة إلى العلم وهو مثاب على ذلك ؛ لما ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من سلك طريقا يلتمس به علما سهّل الله له طريقاً إلى الجنّة " ، فليثابر طالب العلم ويجتهد ويسهر الليالي ويدع كل ما يصرفه أو يشغله عن طلب العلم.

وقد حدثني شيخنا المثابر عبدالرحمن السعدي - رحمه الله - أنه ذُكر عن الكسائي إمام أهل الكوفة في النحو أنه طلب علم النحو فلم يتمكن ، وفي يوم من الأيام وجد نملةً تحمل طعاما لها وتصعد به إلى الجدار وكلما صعدت سقطت ، ولكنها ثابرت حتى تخلصت من هذه العقبة وصعدت الجدار ، فقال الكسائي : هذه النملة ثابرت حتى وصلت الغاية ، فثابر حتى صار إماماً في النحو .

ولهذا ينبغي لنا أيها الطلبة أن نثابر ولا نيأس ، فإن اليأس معناه سد باب الخير ، وينبغي لنا ألا نتشاءم بل نتفاءل وأن نعد أنفسنا خيراً .

ثالثا : الحفــــــــــــــــــظ :

فيجب على طالب العلم الحرص على المذاكرة وضبط ما تعلمه إما بحفظه في صدره ، أو كتابته فإن الإنسان عرضة للنسيان فإذا لم يحرص على المراجعة وتكرر ما تعلمه فإن ذلك يضيع منه وينساه وقد قيل :
العلم صيد والكتابة قيــــــــده قيّد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة وتتركها بين الخلائق طالقة

رابعا : ملازمة العلمـــــــــــــاء :
يجب على طالب العلم أن يستعين بالله عزوجل ، ثم بأهل العلم ، ويستعين بما كتبوا في كتبهم ، لأن الاقتصار على مجرد القراءة والمطالعة يحتاج إلى وقت طويل بخلاف من جلس إلى عالم يبين له ويشرح له وينير له الطريق ، وأنا لا أقول إنه لا يدرك العلم إلا بالتلقي من المشايخ ، فقد يدرك الإنسان بالقراءة والمطالعة ، لكن الغالب أنه إذا ما أكب إكبابا تاما ليلا ونهارا ورُزق الفهم فإنه قد يخطئ كثيرا ولهذا يقال : ( من كان دليله كتابه فخطئه أكثر من صوابه ) ، ولكن هذا ليس على الإطلاق في الحقيقة .

وأنا أنصح طالب العلم أيضا ألا يتلقف من كل شيخ في فن واحد ، مثل أن يتعلم الفقه من أكثر من شيخ ، لأن العلماء يختلفون في طريقة استدلالهم من الكتاب والسنة ، ويختلفون في آرائهم أيضا ، فأنت تجعل لك عالما تتلقى علمه في الفقه أو البلاغة وهكذا ، أي تتلقى العلم في فن واحد من شيخ واحد ، وإذا كان الشيخ عنده أكثر من فن فتلتزم معه
.

أخطاء يجب الحذر منها

أولا : الحسد
ثانيا : الإفتاء بغير علم
ثالثا : الكبر
رابعا : التعصب للمذاهب والآراء
خامسا : التصدر قبل التأهل
سادسا : سوء الظن
 
مشكور على الموضوع وفينفس الوقت نصيحة الله يكون في عون المسلمين
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top