فارس المنابر...الذي توفي ساجدا قبل صلاة الجمعة

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

المتوكل

:: عضو منتسِب ::
إنضم
24 أوت 2008
المشاركات
97
نقاط التفاعل
2
النقاط
3
بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ عبد الحميد كشك



حياته وعلمه
وُلد عبد الحميد كشك في شبراخيت بمحافظة البحيرة في العاشر من مارس لعام 1923 م ، وحفظ القرآن وهو دون العاشرة من عمره ، ثم التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية ، وفي السنة الثانية ثانوي حصل على تقدير 100% . وكذلك في الشهادة الثانوية الأزهرية وكان ترتيبه الأول على الجمهورية ، ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر. وكان الأول على الكلية طوال سنوات الدراسة ، وكان أثناء الدراسة الجامعية يقوم مقام الأساتذة بشرح المواد الدراسية في محاضرات عامة للطلاب بتكليف من أساتذته الذين كان الكثير منهم يعرض مادته العلمية عليه قبل شرحها للطلاب ، خاصة علوم النحو والصرف .

عُين عبد الحميد كشك معيداً بكلية أصول الدين عام 1957 م ، ولكنه لم يقم إلا بإعطاء محاضرة واحدة للطلاب بعدها رغب عن مهنة التدريس في الجامعة ، حيث كانت روحه معلقة بالمنابر التي كان يرتقيها من سن 12 سنة ، ولا ينسى فضيلته تلك الخطبة التي ارتقى فيها منبر المسجد في قريته في هذه السن الصغيرة عندما تغيب خطيب المسجد ، وكيف كان شجاعاً فوق مستوى عمره الصغير ، وكيف طالب بالمساواة والتراحم بين الناس ، بل وكيف طالب بالدواء والكساء لأبناء القرية ، الأمر الذي أثار انتباه الناس إليه والتفافهم حوله .

بعد تخرجه في كلية أصول الدين ، حصل على إجازة التدريس بامتياز ، ومثل الأزهر الشريف في عيد العلم عام 1961 م ، ثم عمل إماماً وخطيباً بمسجد الطحان بمنطقة الشرابية بالقاهرة . ثم انتقل إلى مسجد منوفي بالشرابية أيضاً ، وفي عام 1962م تولى الإمامة والخطابة بمسجد عين الحياة ، بشارع مصر والسودان بمنظقة حدائق القبة بالقاهرة. ذلك المسجد الذي ظل يخطب فيه قرابة عشرين عاماً .. هي عمر الشيخ على منبره إلى أن اعتُقل في عام 1981 م وتم منعه نهائياً من الدعوة والخطابة إلى أن توفي وهو ساجد يصلي .

امتحانه بالسجن
اعتقل عام 1965م وظل بالمعتقل لمدة عامين ونصف ، تنقل خلالها بين معتقلات طرة وأبو زعبل والقلعة والسجن الحربي .

كما اعتقل عام 1981 م وكان هجوم السادات عليه في خطاب 5 سبتمبر 1981 م هجوماً مراً ، وقد لقي كشك خلال هذه الإعتقالات عذاباً رهيباً ترك آثاره على كل جسده .

في رحاب التفسير
ترك عبدالحميد كشك 108 كتاب تناول كافة مناهج العمل والتربية الإسلامية ، وكان في كل هذه الكتابات ميسراً لعلوم القرآن والسنة ، مراعياً لمصالح الناس وفِقهِ واقعهم بذكاء وعمق وبصيرة . كما توج جهوده العلمية بمؤلفه الضخم في عشرة مجلدات "في رحاب التفسير" الذي قام فيه بتفسير القرآن الكريم كاملاً ، وهو تفسير يعرض للجوانب الدعوية في القرآن الكريم .

جديرُ بالذكر أن عبد الحميد كشك كان مبصراً إلى أن صار عمره ثلاثة عشر عاماً ففقد إحدى عينيه ، وفي سن السابعة عشرة ، فقد العين الأخرى ، وكان كثيراً ما يقول عن نفسه ، كما كان يقول ابن عباس :

إن يأخذِ الله من عينيّ نورهما ففي فؤادي وعقلي عنهما نور
ُ
وفاته
كان خاتمة حياة كشك خاتمة حسنة ، فقد توضأ في بيته لصلاة الجمعة وكعادته ، كان يتنفل بركعات قبل الذهاب إلى المسجد ، فدخل الصلاة وصلى ركعة ، وفي الركعة الثانية ، سجد السجدة الأولى ورفع منها ثم سجد السجدة الثانية وفيها توفي

رحم الله الشيخ وجزاه عنا خير الجزاء فقد كانت خاتمته سجودا لله وهذا من فضل الله عليه .



ا
 
مشكووووووووووووور
وجزاك الله خيرا
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top