إن لم تبكي فلا أدري متى تبكي ’’ قصة ذكرها ابن الجوزي’’

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

sniper88

:: عضو مُشارك ::
إنضم
6 سبتمبر 2008
المشاركات
408
نقاط التفاعل
1
النقاط
7
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

أورد ابنُ الجوزي في صفة الصّفوة وابنُ النـّحاس عن رجل من الصّالحين اسمه أبو قدامة الشامي ..
وكان رجلاً قد حبـّب إليه الجهاد والغزو في سبيل الله ، فلا يسمع بغزوة في سبيل الله ولا بقتال بين المسلمين والكفار إلا وسارع وقاتل مع المسلمين فيه ، فجلس مرّة في الحرم المدني فسأله سائل فقال :
يا أبا قدامة أنت رجل قد حبـّب إليك الجهاد والغزو في سبيل الله فحدثنا بأعجب ما رأيت من أمر الجهاد والغزو
فقال أبو قدامة : إنـّي محدثكم عن ذلك :
خرجت مرة مع أصحاب لي لقتال الصليبيين على بعض الثغور ( والثغور هي مراكز عسكرية تجعل على حدود البلاد الإسلامية لصدّ الكفار عنها ) فمررت في طريقي بمدينة الرقـّة ( مدينةٍ في العراق على نهر الفرات ) واشتريت منها جملاً أحمل عليه سلاحي ، ووعظت النـّاس في مساجدها وحثثتهم على الجهاد والإنفاق في سبيل الله ، فلما جنّ عليّ الليل اكتريت منزلاً أبيت فيه ، فلمـّا ذهب بعض الليل فإذا بالباب يطرق عليّ ، فلما فتحت الباب فإذا بامرأة متحصنة قد تلفعت بجلبابها ،
فقلت : ما تريدين ؟
قالت : أنت أبو قدامة ؟
قلت : نعم ،
قالت : أنت الذي جمعت المال اليوم للثغور ؟
قلت : نعم ، فدفعت إلي رقعة وخرقة مشدودة وانصرفت باكية ،
فنظرت إلى الرّقعة فإذا فيها : إنـّك دعوتنا إلى الجهاد ولا قدرة لي على ذلك فقطعت أحسن ما فيَّ وهما ضفيرتاي وأنفذتهما إليك لتجعلهما قيد فرسك لعل الله يرى شعري قيد فرسك في سبيله فيغفر لي ،
قال أبو قدامة : فعجبت والله من حرصها وبذلها ، وشدّة شوقها إلى المغفرة والجنـّة .
فلمـّا أصبحنا خرجتُ أنا وأصحابي من الرّقـّة ، فلمـّا بلغنا حصن مسلمة بن عبد الملك فإذا بفارس يصيح وراءنا وينادي يقول : يا أبا قدامة يا أبا قدامة ، قف عليَّ يرحمك الله ،
قال أبو قدامة : فقلت لأصحابي : تقدموا عنـّي وأنا أنظر خبر هذا الفارس ، فلمـّا رجعت إليه ، بدأني بالكلام وقال : الحمد لله الذي لم يحرمني صحبتك ولم يردّني خائباً ،
فقلت له ما تريد : قال أريد الخروج معكم للقتال .
فقلت له : أسفر عن وجهك أنظر إليك فإن كنت كبيراً يلزمك القتال قبلتك ، وإن كنت صغيراً لا يلزمك الجهاد رددتك .
فقال : فكشف اللثام عن وجهه فإذا بوجه مثل القمر وإذا هو غلام عمره سبع عشرة سنة
فقلت له : يا بني ؟ عندك والد ؟ قال : أبي قد قتله الصليبيون وأنا خارج أقاتل الذين قتلوا أبي .
قلت : أعندك والدة ؟
قال : نعم ، قلت : ارجع إلى أمك فأحسن صحبتها فإن الجنـّة تحت قدمها
فقال : أما تعرف أمـّي ؟ قلت : لا ،
قال : أمـّي هي صاحبة الوديعة ، قلت : أي وديعة ؟
قال : هي صاحبة الشـّكال ، قلت : أي شكال ؟
قال : سبحان الله ما أسرع ما نسيت !! أما تذكر المرأة التي أتتك البارحة وأعطتك الكيس والشـّكال ؟؟
قلت : بلى ، قال : هي أمـّي ، أمرتني أن أخرج إلى الجهاد ، وأقسمت عليَّ أن لا أرجع ..
وإنـّها قالت لي : يا بني إذا لقيت الكفار فلا تولـّهم الدّبر ، وهَب نفسك لله واطلب مجاورة الله ، ومساكنة أبيك وأخوالك في الجنـّة ، فإذا رزقك الله الشهادة فاشفع فيَّ
ثمّ ضمتني إلى صدرها ، ورفعت رأسها إلى السماء ، وقالت : إلهي وسيدي ومولاي ، هذا ولدي ، وريحانةُ قلبي ، وثمرةُ فؤادي ، سلـّمته إليك فقربه من أبيه ..
سألتك بالله ألاّ تحرمني الغزو معك في سبيل الله ، أنا إن شاء الله الشـّهيد ابن الشـّهيد ، فإني حافظ لكتاب الله ، عارف بالفروسية والرّمي ، فلا تحقرَنِّي لصغر سنـّي ..
قال أبو قدامة : فلمـّا سمعت ذلك منه أخذته معنا ، فوالله ما رأينا أنشط منه ، إن ركبنا فهو أسرعنا ، وإن نزلنا فهو أنشطنا ، وهو في كل أحواله لا يفتر لسانه عن ذكر الله تعالى أبداً ...
ثمّ إنّ الغلام رأى في منامه :

قصراً يتلألأ أنواراً ، لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وإذا شُرفاته من الدرّ والياقوت والجوهر ، وأبوابه من ذهب ، وإذا ستور مرخية على شرفاته ، وإذا جوار ٍ يرفعن السّتور ، وجوههنّ كالأقمار ، قالت له إحداهنّ :
تقدم يرحمك الله فإذا في أعلى القصر غرفة من الذهب الأحمر عليها سرير من الزبرجد الأخضر ، قوائمه من الفضة البيضاء ، عليه جارية وجهها كأنـّه الشـّمس ، لولا أنّ الله ثبـّت عليّ بصري لذهب وذهب عقلي من حسن الغرفة وبهاء الجارية ..
فلما رأتني الجارية قالت : مرحباً بوليّ الله وحبيبه .. أنا لك وأنت لي
فلما اقتربتُ منها قالت : لم يأن الأوان بعد .

وفي اليوم الثاني جالت الأبطال ، ورميت النـّبال ، وجرّدت السّيوف ، وتكسّرت الجماجم ، وتطايرت الأيدي والأرجل ..
واشتدّ علينا القتال حتى اشتغل كلٌ بنفسه ،
ثمّ انتهت المعركة فبحثتُ عن الغلام فسمعتُ صوتا ينادي ( عمـّي أبو قدامة)
فالتفتّ ُ إلى مصدر الصوت فإذا الجسد جسد الغلام
وإذا الرماح قد تسابقت إليه ، والخيلُ قد وطئت عليه
فمزقت اللحمان ، وأدمت اللسان
وفرّقت الأعضاء ، وكسّرت العظام ..
وإذا هو يتيم ملقى في الصحراء
قال أبو قدامة : فأقبلت إليه ، وانطرحت بين يديه ، وصرخت : ها أنا أبو قدامة .. ها أنا أبو قدامة ..
فقال : الحمد لله الذي أحياني إلى أن أوصي إليك ، فاسمع وصيتي
قال أبو قدامة : فبكيت والله على محاسنه وجماله ، ورحمةً بأمـّه ، وأخذت طرف ثوبي أمسح الدّم عن وجهه
فقال : تمسح الدّم عن وجهي بثوبك !! بل امسح الدّم بثوبي لا بثوبك ، فثوبي أحقّ بالوسخ من ثوبك ..
قال أبو قدامة : فبكيت والله ولم أحر جواباً ..
فقال : يا عم ، أقسمت عليك إذا أنا مت أن ترجع إلى الرّقة ، ثمّ تبشـّر أمـّي بأن الله قد تقبـّل هديتها إليه ، وأن ولدها قد قتل في سبيل الله مقبلاً غير مدبر ، وأن الله إن كتبني في الشهداء فإنـّي سأوصل سلامها إلى أبي وأخوالي في الجنـّة ، ..
ثمّ قال : يا عم إني أخاف ألاّ تصدّق أمـّي كلامك فخذ معك بعض ثيابي التي فيها الدّم ، فإن أمي إذا رأتها صدقت أني مقتول ، وأن الموعد الجنـّة إن شاء الله ..
يا عم : إنك إذا أتيت إلى بيتنا ستجد أختاً لي صغيرة عمرها تسع سنوات .. ما دخلت المنزل إلا استبشرت وفرحت ، ولا خرجت إلا بكت وحزنت ، وقد فجعت بمقتل أبي عام أول وفجعت بمقتلي اليوم ، وإنها قالت لي عندما رأت علي ثياب السفر :
يا أخي لا تبطئ علينا وعجل الرجوع إلينا ، فإذا رأيتها فطيب صدرها بكلمات ..
ثمّ تحامل الغلام على نفسه وقال : يا عمّ صدقت الرؤيا وربّ الكعبة ، والله إني لأرى المرضية الآن عند رأسي وأشم ريحها ..ثمّ انتفض وشهق شهقتين ، ثمّ مات


كنت أقرء أحد المواضيع فوجدت فيه هذه القصة
 
يعطيك الصحة وجعلها الله تعالى في ميزان حسناتك ان شاء الله..
 
لله درهم من رجال ونساء باعوا الدنيا ليشتروا سلعة الله الا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله الجنة ، بارك الله فيكم و نولكم مبتغاكم

http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=2958

في هذا الرابط تجد القصة كاملة بورك فيكم

 
شكرا لكن يا أخواتي على مروركن

وشكرا لكي يا أخيتي على الرابط
 
¤¤¤¤¤¤¤بارك الله فيكم¤¤¤¤¤¤¤
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤​
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top