- إنضم
- 28 جانفي 2008
- المشاركات
- 3,616
- نقاط التفاعل
- 18
- النقاط
- 157
- الجنس
- ذكر
أعراض الصحابة يا أمة الإسلام !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
- إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , و أشهد ألا إله إلا الله و حده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله
أما بعد : إن " الصورة المشرقة لهذا الإسلام الجميل هي التي تولى خاتم رسل الله تربية أصحابه عليها , و إعدادهم ليخلفوه في دعوة الإنسانية إليها , و لم يودع صلى الله عليه وسلم هذه الدنيا و يغمض بصره و راء سجف عائشة أم المؤمنين المطلَ على مسجده الشريف ليلتحق بالرفيق الأعلى , إلا بعد أن أقر عينيه الكريمتين باجتماع الصفوة المختارة منهم صفوفا كالبنيان المرصوص , مسلمين أنفسهم و قلوبهم لله عز وجل في عبادته و طاعته .. وفي مثل لمح البصر - بعد فاجعة الإسلام و المسلمين بفراق أكرم خلق الله على الله – لمَ هؤلاء البررة الأخيار شعثهم في جزيرتهم المباركة ووحدوا صفوفهم العامة للجهاد , كما وحدوا في أيام احتضار الرسول صلى الله عليه و سلم صفوفهم للصلاة , فسارت رايات أبي بكر متوجهة إلى العراق و الشام حاملة أمانات الرسالة المحمدية إلى أمم الأرض أدناها فأدناها , فتردَدت أصداء دعوة " حي على الفلاح " , وكان هؤلاء للشعوب التي اتصلوا بها معلمين و دعاة و أصحاب رسالة من الله ورسوله
- ومضت قافلة الإسلام في طريقها ترعاها عين الله التي لا تنام , فواصلت كتائب الدعوة المحمدية سيرها إلى واد النيل و منها إلى شمال إفريقية , وهكذا عرفت أمم المشرق و أمم المغرب هذا الإسلام من سيرة الصحابة و عدلهم و رفقهم و حزمهم و استقامتهم على طرق الحق الذي قامت به السماوات و الأرض " (1) فهل بعد هذا يطيب عيش المؤمن من غير رد للجميل و شكر لنعم الجليل , و كيف يركن غيور للراحة و الدعة وواجب كهذا ينتظره فاللهم سترك !!
ألا فليعلم كل من جهل هذا أو تجاهله أن المسؤولية عند الله كبيرة !! كيف لا و جيوش الظالمين تكتسح أعراض الصحابه و معاول المجرمين تنخر تاريخهم الشريف , و أمة الإسلام تنظر بلا حراك , فاللهم رحماك
- قال ابن القيم – رحمه الله – في مقدمة " النونية 35 " :
( و كفى بالعبد عمى وخذلانا أن يرى عساكر الإيمان و جنود السنة و القرآن و قد لبسوا للحرب لأمته , و أعدوا له عدته , و أخذوا مصافهم ووقفوا مواقفهم , وقد حمي الوطيس , ودارت رحى الحرب , واشتدَ القتال , و تنادت الأقران : نزال نزال , وهو في الملجإ و المغارات و المدَخل مع الخوالف كمين , و إذا ساعد القدر قعد فوق التلَ مع الناظرين .. )
- نعم يقعد مع القاعدين , و ينظر مع الناظرين - و أنَى له الخوض في جهاد الشرفاء - الذين عرفوا فضائل ما يجاهدون عليه و خاضوا في معارك الشرف و الأمانة , أرادوا أن يخففوا عن رقابهم ثقل الواجب وهم موقنون أن ما يقومون به لا يساوي شيئا أمام عظيم جميل الصحب الكرام فالله المستعان
- قال العلامة محب الدين الخطيب – رحمه الله - : ( و لو أن كل مسلم على وجه الأرض دعا لهم بالرحمة و الرضا و عظيم المثوبة آناء الليل و أطراف النهار على ما أحسنوا به إلى المسلمين من هذا العمل العظيم لما وفيناهم ما في أعناقنا من منة لهم سيتولى الله عنا حسن مكافأتهم عليها )
" المنتقى 7 "
- قال القنوجي البخاري - رحمه الله - في " الدين الخالص 3 / 353 " :
( ومن هنا علم أن حقهم على رقاب الأمة عظيم جدا يجب لحاظه كل وقت في كل زمان و ما يتذكر إلا ألوا الألباب )
- وسبب التقصير في هذا الواجب :هو أن من جهل فضل الفاضل لم يتحرك لنصرته و الذب عن عرضه ,فلو استحضر العبد أن الذين نعنيهم هم :( الذين اختارهم الله عز و جل له - يقصد النبي صلى الله عليه وسلم - و جعلهم وزراءه و أصهاره و أنصاره الذين نعتهم الله عز وجل في كتابه بأحسن النعت و وصفهم بأجمل الوصف ,آمنوا بالله وبرسوله و صدقوا الإيمان بالعمل, صبروا مع النبي صلى الله عليه و سلم في كل شدة آثروا الذل في الله عزوجل على العز في غير الله ,و آثروا الجوع في الله عزوجل على الشبع في غير الله ,عادوا في الله القريب و البعيد و هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و فارقوا الآباء و الأبناء و الأهل و العشائر و تركوا الأموال و الديار و خرجوا فقراء ,كل ذلك محبة منهم لله تبارك و تعالى و لرسوله صلى الله عليه و سلم كان الله عز وجل و رسوله صلى الله عليه و سلم آثر عندهم من جميع من ذكرناه بإيمان صادق و عقول مؤيدة و أنفس كريمة و رأي سديد و صبر جميل, قد ضمن الله عزوجل لهم في كتابه أنه لا يخزيهم و أنه يتم لهم نورهم يوم القيامة و يغفر لهم و أخبر أنه قد رضي عنهم و رضوا عنه و أنه أعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهارخالدين فيها أبدا {رضي الله عنهم و رضوا عنه,أولئك حزب الله ,ألا إن حزب الله هم المفلحون}) (2)
- فيتوجب على العاقل أن يعرف طرق فضائلهم و سبل مناقبهم حتى يعرف عظمة من ينتسب إليهم وجرم ما قيل فيهم
- قال الإمام ابن الأثير – رحمه الله - : ( فإذا جهلهم الإنسان كان بغيرهم أشد جهلا و أعظم إنكارا , فينبغي أن يعرفوا بأنسابهم و أحوالهم )
" أسد الغابة 1 / 11 "
قال الحافظ ابن عبد البر – رحمه الله – في " الإستيعاب 46 " :
( واجب الوقوف على أسمائهم و البحث عن سيرهم و أحوالهم ليهتدى بهديهم , فهم خير من سُلك سبيله و اقتدى به .. و لا خلاف علمته بين العلماء أن الوقوف على معرفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من أوكد علم الخاصة و أرفع علم الخبر و به ساد أهل السير و ما أظن أهل دين من الأديان إلا و علماؤهم معتنون بمعرفة أصحاب أنبيائهم لأنهم الواسطة بين النبي و بين أمته )
وعلى هذا كان سلف هذه الأمة وساداتها , فقد صرحوا بهذا و أعلنوه مدويا في الآفاق , أن السنة المحتومة تقرر أن معرفة فضائل الصحابة من أبرز علامات أهل السنة
- قال الإمام اللالكائي رحمه الله في" شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة" :
( سياق ما روي أن معرفة فضائل الصحابة من السنة ) ثم ذكر :
- قال أبو جعفر – رحمه الله - :
( من جهل فضل أبي بكر و عمر فقد جهل السنة ) 2324
- قال عبد الله : ( حب أبي بكر و عمر و معرفة فضلهما من السنة ) 2319
بل لا يكفي معرفة الفضل فحسب , بل حتى ينشر ما علمه من مناقبهم بين الناس و هذا ما يغفل عنه الكثير الكثير مع أنه مقرر في عقائد أهل السنة وهاك بعضها :
- قال الإمام ابن أبي زمنين المالكي - رحمه الله – في " أصول السنة 263 " :
( ومن قول أهل السنة أن يعتقد المرء المحبة لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و أن ينشر محاسنهم و فضائلهم و يمسك عن الخوض فيما دار بينهم )
- قال الحافظ الأصبهاني- رحمه الله - في " الحجة في بيان المحجة 2 / 393 " :
( فصل في الحث على حب الصحابة رضوان الله عليهم و نسمي محاسنهم و الترحم عليهم و الإستغفار لهم و الكف عن مساوئهم )
- قال الإمام اللالكائي رحمه الله في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة" :
( سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في الحث على حب الصحابة و ذكر محاسنهم و الترحم عليهم و الإستغفار لهم و الكف عن مساوئهم )
- قال أبو عمرو الداني – رحمه الله – في " الرسالة الوافية 166 " :
( ومن قولهم أن يحسن القول في السادات الكرام أصحاب محمد عليه السلام و أن تذكر فضائلهم و تنشر محاسنهم و يمسك عما سوى ذلك مما شجر بينهم )
- قال ابن أبي زيد القيرواني – رحمه الله – في " الجامع 147 " :
( و الكف عن ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا بخير ما يذكرون به , فإنهم أحق الناس أن تنشر محاسنهم و يلتمس لهم أفضل المخارج و يظن بهم أحسن المذاهب )
فتأملوا - رحمكم الله – في قولهم : ( ونشر محاسنهم ) هل تراهم نطقوا به من محض أفكارهم ومن غير سبب أو أنهم قرروه حتى يبقى في صفحات الكتب كلا و ألف لا , بل ما قرروه يعتبر عند من عقل عن الله من أعظم العدة في حرب الرافضة الأنجاس بل هو منجنيق الموت الأحمر الذي تصعد به أرواحهم العفنة .
- فأي ظلم هذا ؟؟ تنشر المطاعن في الصحب الكرام بين الأمة و محاسنهم لا تعرف إلا في صفحات الكتب ألا فليعتبر من كان معتبرا و ليبك على أعراض الصحابة من كان باكيا .
فمن منا يعلم الناس فضائل الصحابة و يحببهم للخلق و يعلم أهله فضلهم و عظيم مكانتهم
- قال الإمام مالك – رحمه الله - : ( كان السلف يعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر كما يعلمونهم السورة من القرآن ) " اللالكائي 2325 "
- نعم هكذا كانوا وعلى هذا عاشوا , أوفياء لآبائهم لم يتنكروا لفضلهم عليهم فالله المستعان
- فعلى العبد المؤمن أن يستشعر عظمة ما يعتقده في الصحابة الكرام فهذا- والله- من أفضل العبادات و أجل القربات و لعلنا أوتينا من هذا الباب , لأننا لو عظمنا هذه العقيدة و علمنا يقينا أنها أفضل عند الله من كثير من العبادات لقمنا في ذلك ولم نقعد ,
- قال شعيب بن حرب : قلت لعبد الملك بن مغول : أوصني قال : " أوصيك بحب الشيخين أبي بكر و عمر قال : أوصني : قال : " أوصيك بحب الشيخين أبي بكر و عمر " قلت : إن الله أعطى من ذلك خيرا كثيرا قال : " أي لكع , و الله إني لأرجو لك على حبهما ما أرجو لك على التوحيد ) " اللالكائي 2338 "
- رحمه الله - ما أعظمه من إمام صادع بالحق , أبان عظمة العقيدة في الصحابة ووضح ذلك جليا
- قال ابن عباس – رضي الله عنهما - لميمون بن مهران : ( يا ميمون لا تسب السلف و ادخل الجنة بسلام ) " اللالكائي 2355 "
- يا سلام !! لا تسب الصحابة - فقط – وادخل جنات عدن بسلام , فعظموا ما أنتم عليه يا أهل السنة كما عظمه أسلافكم
- قال طلحة بن مصرف : " الشاك في أبي بكر كالشاك في السنة "
" اللالكائي 4 / 1337 "
- و تأملوا في هذه القصة العظيمة التي تظهر عظمة العقيدة السلفية
- قال يحيى بن عون : دخلت مع سحنون على ابن القصارو هو مريض فقال :
( ما هذا القلق ؟ قال له : الموت و القدوم على الله , قال له سحنون : ألست مصدقا بالرسل و البعث و الحساب و الجنة و النار , و أن أفضل هذه الأمة أبو بكر ثم عمر , و القرآن كلام الله غير مخلوق و أن الله يرى يوم القيامة و أنه على العرش استوى و لا تخرج على الأئمة بالسيف و إن جاروا ؟ قال : إي والله , فقال : مت إذا شئت , مت إذا شئت )
" سير أعلام النبلاء 12 / 67 "
- نعم مت إذا شئت و أنت موقن أن الله لا يخزيك بهذه العقيدة يا عبد الله
- قال مالك بن أنس: ( من لزم السنة، وسلم منه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مات كان مع النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين، وإن قصَّر في العمل. )
(إرشاد الساري ص 248).
الله أكبر !!! مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين !! و إن قصر في العمل ! كل هذا بمجرد الاعتقاد السليم في الصحب الكرام
- عن الزهري قال: سألت سعيد بن المسيب عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي:
( اسمع يا زهري، من مات محبا لابي بكر وعمر وعثمان وعلي، وشهد للعشرة بالجنة، وترحم على معاوية، كان حقا على الله أن لا يناقشه الحساب ) (3)
- سبحان الله أهذا كله تعظيم لجناب الصحابة ؟؟ أين نحن و أين هي قلوبنا , و كأنها ليست منا و كأن الخطاب يقصد به غيرنا
- وهاك يا من رمت الخير العاجل و أحببت كل صحابي فاضل , نفحات سلفية و آثار ربانية , تحرك همم الأبرار و تقطع رؤوس الرافضة الفجار, فدونك كنوز الكلمات فتمعنها بأمعن نظرات :
- قال تعالى : {محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار و عد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة و أجرا عظيما }
- قال قتادة – رحمه الله - : ( مثل أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم في الإنجيل مكتوب أنه سيخرج من أمة محمد صلى الله عليه و سلم قوم ينبتون نباتا كالزرع يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ) " البحر المحيط 8 / 101 "
- قال الشافعي – رحمه الله - : ( و قد أثنى الله على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في القرآن و التوراة و الإنجيل و سبق لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه و سلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم فرحمهم الله وهناهم بما آتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين و الشهداء و الصالحين )
" مناقب الشافعي 1 / 442 بواسطة محقق – الإستيعاب – "
- قال الحافظ ابن عبد البر – رحمه الله – في " الإستيعاب 36 " :
( فهذه صفة من بادر إلى تصديقه و الإيمان به و آزره و نصره و لصق به و صحبه )
- قال الله تعالى : { قل الحمد لله و سلام على عباده الذين اصطفى }
قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : ( أصحاب محمد اصطفاهم الله لنبيه )
" جامع البيان 27060 "
- قال سفيان الثوري – رحمه الله - : ( نزلت في أصحاب محمد خاصة )
" الدر المنثور 5 / 211 "
- قال صلى الله عليه و سلم : ( المهاجرون و الأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا و الآخرة ) " الصحيحة 1036 "
- و قال صلى الله عليه و سلم : ( للمهاجرين منابر من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة , قد أمنوا من الفزع ) " الصحيحة 3584 "