::محطات ثقافية:: تاريخ الجزائر+شخصيات جزائرية

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

zinou4elima

:: عضو مُتميز ::
إنضم
8 أوت 2006
المشاركات
774
نقاط التفاعل
13
النقاط
37


ما قبل التاريخ
كما تبينه البقايا المكتشفة في تـيغنيف بالغرب الجزائري, يعود تواجد الإنسان بالجزائر إلى حوالي 500.000 سنة في حين أرخت الرسوم الصخرية المتواجدة بالطاسيلي إلى 5.000 سنة قبل الميلاد. وقد أطلقت على السكان الأصليين للجزائر عدة أسماء أشهرها "النوميديون".



الحقبات القرطاجية، الرومانية و المملكات النوميدية
1250 ق.م
وصول القرطاجيين، تأسيس هيبون (عنابة) و أوتيك

510 ق.م
معاهدة بين روما و قرطاجة، روما تعترف بالسيطرة التجارية لقرطاجة على غرب البحر الأبيض المتوسط

348-306 ق.م
المعاهدات التجارية الرومانية-القرطاجية

264-146 ق.م
الحروب البونية(264-241،218-201،149-146)

القرنين الثالث و الثاني قبل الميلاد
المملكات النوميدية لـسيفاكس، ماسنيسا و يوغرطة

111-105 ق.م الحروب اليوغرطية بين يوغرطة، ملك نوميديا و الرومانيين

46 ق.م
نوميديا تصبح ملحقة رومانية

1 إلى 429 م
الشمال الإفريقي يلحق بروما

429 إلى 430 م
الاحتلال الوندالي

533 إلى 646 م
الإحتلال البيزنطي لشمال إفريقيا



الحكم الإسلامي


647 وصول العرب: غزوة عقبة بن نافع

767-909
المملكة الرستمية

908-972
المملكة الفاطمية

972-1148 حكم الزيريين

1007-1052 حكم الحماديين

1052-1147
حكم المرابطين

1121-1235
حكم الموحدين

1235-1556
حكم الزيانيين



السيطرة العثمانية


1518 دخول الجزائر تحت حماية السلطان العثماني لمقاومة تهديدات الغزو الإسبانية
1534-1587
حكم البايات (23 بايا يتوالون على الحكم)

1587-1659
حكم الباشوات (40 باشا يتوالون على الحكم)

1659-1671
حكم الآغوات (04 آغوات يتوالون على الحكم)

1671-1710
حكم الدايباشات (11 دايا يتوالون على الحكم)
الجزائر تقاوم الهجمات الفرنسية و الإنجليزية(1678،1680،1682
،1688)

1710-1830
حكم الدايات (18 دايا يتوالون على الحكم)



الاستعمار الفرنسي


14 يونيو 1830 القوات الفرنسية تقوم بعملية إنزال على شاطئ سيدي فرج

5 يوليو 1830
توقيع اتفاقية الاستسلام من طرف داي الجزائر

1830-1840 المقاومة السياسية لحمدان بن عثمان خوجة

1830-1840
مقاومة أحمد باي بالشرق الجزائري

1832-1847
ثورة الأمير عبد القادر حيث تعترف فرنسا بسلطته على الوسط و الشرق الجزائري الذيْن يمثلان ميلاد الدولة الجزائرية.

26 نوفمبر 1836
توقيع اتفاقية ديميشال بين الأمير عبد القادر و فرنسا

3 مايو 1837
توقيع اتفاقية التافنة بين الأمير عبد القادر و الجنرال بيجو

1846
مقاومة بن ناصر بن شهرة بالوسط و الجنوب الشرقي الجزائريين

1845-1850
مقاومة واحات الزعاطشة و الزيبان بقيادة الشيخ بوزيان

1851-1860
مقاومة الشريف بودغلة و فاطمة نسومر بجرجرة و القبائل

1864-1884
مقاومة أولاد سيدي الشيخ

1871-1872
مقاومة الحاج محمد المقراني

1877-1912
مقاومة التوارق بالهقار و الشيخ حمود بن مختار

1912
تأسيس حركة الشبيبة الجزائرية بقيادة الأمير خالد
تأسيس جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا بالجزائر

مارس 1926
تأسيس نجم شمال إفريقيا بقيادة أحمد مصالي الحاج

1927
تأسيس جمعية الطلبة المسلمين الشمال إفريقيين بباريس

5 مايو 1931
تأسيس جمعية العلماء المسلمين من طرف الشيخ عبد الحميد بن باديس

مارس 1937
تأسيس حزب الشعب الجزائري من طرف الحاج أحمد مصالي بالجزائر.

1943
بيان الشعب الجزائري يعرض على الحلفاء من طرف فرحات عباس حيث ينادي بالمساواة بين المسلمين و الأوربيين

8 مايو 1945
مجازر سطيف، قالمة و خراطة، 45.000 قتيل

1946
فرحات عباس يؤسس الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري . الحاج أحمد مصالي الحاج يؤسس حركة انتصار الحريات الديمقراطية

1947
الحاج أحمد مصالي الحاج يأسس المنظمة الخاصة

الفاتح نوفمبر 1954
اندلاع الثورة الجزائرية

20 أغسطس 1956
مؤتمر الصومام، استحداث المجلس الوطني للثورة الجزائرية و اللجنة التنظيمية التنفيذية

20 سبتمبر 1957
القضية الجزائرية تسجل في جدول أعمال جمعية الأمم المتحدة

19 سبتمبر 1958
تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة تحت رئاسة فرحات عباس

09 أغسطس 1961
يوسف بن خدة يترأس الحكومة الجزائرية المؤقتة

18 مارس 1962
توقيع اتفاقيات إفيان

19 مارس 1962
إعلان توقيف القتال

أبريل 1962
تنصيب الهيئة التنفيذية المؤقتة ببومرداس

01 يوليو 1962 استفتاء حول استقلال الجزائر(99.7 % ينتخبون لصالح الاستقلال)

05 يوليو 1962
الإعلان عن استقلال الجزائر




الجزائر المستقلة
20 سبتمبر1962 انتخاب أول برلمان تأسيسي

25 سبتمبر 1962
الإعلان عن الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

29 سبتمبر 1962
تنصيب أول حكومة جزائرية

08 أكتوبر 1962
انخراط الجزائر في هيأة الأمم المتحدة

08 مايو 1963
الاستفتاء و المصادقة على مشروع أول دستور جزائري .

15 سبتمبر 1963
انتخاب أحمد بن بلة رئيسا للجمهورية الجزائرية

أبريل 1964
المصادقة على ميثاق الجزائر

19 يونيو 1965
التصحيح الثوري، استحداث مجلس الثورة تحت رئاسة هواري بومدين

07 مايو 1966
تأميم المناجم

05 فبراير 1967
تنظيم أول انتخابات محلية

مايو 1967
جلاء القوات الفرنسية عن قاعدتي رقان و بشار

1 فبراير 1968
جلاء القوات الفرنسية عن مرسى الكبير

24 فبراير 1971
تأميم المحروقات

27 يونيو 1976
الاستفتاء حول مشروع الميثاق الوطني

19 نوفمبر 1976
الاستفتاء و المصادقة على مشروع ثاني دستور جزائري

10 ديسمبر 1976
انتخاب هواري بومدين رئيسا للجمهورية الجزائرية

27 ديسمبر 1978
وفاة الرئيس هواري بومدين

07 فبراير 1979
انتخاب الشاذلي بن جديد رئيسا للجمهورية الجزائرية

13 يناير 1983
إعادة انتخاب الرئيس الشاذلي بن جديد رئيسا للجمهورية الجزائرية

05 أكتوبر 1988
مظاهرات في العديد من المدن الجزائرية

03 نوفمبر 1988
استفتاء حول المراجعة الدستورية

22 ديسمبر 1988
إعادة انتخاب الرئيس الشاذلي بن جديد رئيسا للجمهورية الجزائرية

23 فبراير 1989
اعتماد ثالث دستور جزائري عن طريق الاستفتاء

12 يونيو 1990
تنظيم انتخابات محلية، فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ

26 ديسمبر 1991
تنظيم انتخابات تشريعية، فوز الجبهة الإسلامية في الدور الأول

04 يناير 1992
حل المجلس الشعبي الوطني

12 يناير 1992
إيقاف المسار الانتخابي و استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد

14 يناير 1992
استحداث المجلس الأعلى للدولة برئاسة محمد بوضياف

02 فبراير 1992
إعلان حالة الطوارئ

02 فبراير 1992
استحداث المجلس الاستشاري الوطني

29 يونيو 1992
اغتيال الرئيس محمد بوضياف

02 يوليو 1992
علي كافي يترأس المجلس الأعلى للدولة

30 يناير 1994
نهاية عهدة المجلس الأعلى للدولة، اليمين زروال يعين رئيسا للدولة

18 مايو 1994
استحداث المجلس الوطني الانتقالي

16 نوفمبر 1995
اليمين زروال ينتخب رئيسا للجمهورية

18 نوفمبر 1996
الاستفتاء و المصادقة على مشروع رابع دستور جزائري

05 يونيو 1997
تنظيم انتخابات تشريعية تعددية

23 أكتوبر 1997
تنظيم انتخابات محلية تعددية

11 سبتمبر 1998
رئيس الجمهورية اليمين زروال يعلن عن تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة

15 أبريل 1999 عبد العزيز بوتفليقة ينتخب رئيسا للجمهورية

16 سبتمبر1999
المصادقة على قانون الوئام المدني عبر استفتاء وطني.

10 أبريل 2002
دسترة تمازيغت كلغة وطنية.

30 مايو 2002
تنظيم انتخابات تشريعية تعددية ، فوز حزب التحرير الوطني

10 أكتوبر 2002
تنظيم انتخابات محلية، فوز حزب التحرير الوطني

08 أبريل 2004
إعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة

29 سبتمبر 2005
المصادقة على ميثاق السلم و المصالحة الوطنية عبر استفتاء وطني


 


شخصيات جزائرية


الأمير عبد القادر الجزائري :
مؤسسة الدولة الجزائرية

مولده :

هو الشيخ عبد القادر ابن الأمير محيي الدين الحسني، يتصل نسبه بالإمام الحسين بن علي ولد في 23 من رجب عام 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر بالجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران، خرج مع والده لأداء فريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز ، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من الشقاق بين الزعماء و باقي الشعب، وبحث أهالي وعلماء "وهران" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ/ نوفمبر 1832م.

تعليــــمه:

تلقى الامير عبد القادر مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطوطاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".

دولة الأمير عبد القادر :

وقد بادر الأمير عبد القادر بإعداد جيشه، ونزول الميدان ليحقق انتصارات متلاحقة على الفرنسيين، وسعى في ذات الوقت إلى التأليف بين القبائل وفض النزاعات بينها، وقد كانت بطولته في المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في موقعة "خنق النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه، وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!». و كان الأمير قد انشأ عاصمة متنقلة كأي عاصمة أوربية متطورة أنداك سميت (الزمالة)
وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير قي قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي. ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "معسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "بيجو"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تافنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م. وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجيب السلطان لتهديدهم في أول الأمر ، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين يضربون طنجة وموغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى طرد الأمير عبد القادر، بل ويتعهد للفرنسيين بالقبض عليه، و كان على الأمير أن يبدأ في تجسيد سياسة جديد في حركته، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل، واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات، ولكن فرنسا دعمت قواتها بسرعة، فلجأ مرة ثانية إلى بلاد المغرب، وكانت المفاجأة أن سلطان المغرب وجه قواته لمحاربة الأمير، والحق أن هذا الأمر لم يكن مفاجأة كاملة فقد تعهد السلطان لفرنسا بذلك، ومن ناحية أخرى ورد في بعض الكتابات أن بعض القبائل المغربية راودت الأمير عبد القادر أن تسانده لإزالة السلطان القائم ومبايعته سلطانًا بالمغرب، وعلى الرغم من انتصار الأمير عبد القادر على الجيش المغربي، إلا أن المشكلة الرئيسية أمام الأمير هي الحصول على سلاح لجيشه، ومن ثم أرسل لكل من بريطانيا وأمريكا يطلب المساندة والمدد بالسلاح في مقابل إعطائهم مساحة من سواحل الجزائر: كقواعد عسكرية أو لاستثمارها، وبمثل ذلك تقدم للعرش الإسباني ولكنه لم يتلقَ أي إجابة، وأمام هذا الوضع اضطر في النهاية إلى التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" على الاستسلام على أن يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من اتباعه، وتلقى وعدًا زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م، ورحل على ظهر إحدى البوارج الفرنسية، وإذا بالأمير يجد نفسه بعد ثلاثة أيام في ميناء طولون ثم إلى إحدى السجون الحربية الفرنسية، وهكذا انتهت دولة الأمير عبد القادر، وقد خاض الأمير خلال هذه الفترة من حياته حوالي 40 معركة مع الفرنسيين والقبائل المتمردة والسلطان المغربي.
ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية. توقف في استانبول حيث السلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856 م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.
وفي عام 1276هـ/1860 م تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من المسيحيين، إذ استضافهم في منازله. لجأ إليه فردينان ديليسبس لإقناع العثمانيين بمشروع قناة السويس.

وفاتــــــه

وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300هـ/ 24 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عامًا، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق. و بعد استقلال الجزائر نقلت جثمانه إلى الجزائر عام 1975





 


الإمام عبد الحميد بن باديس :
رائد الإصلاح في الجزائر

"أما الجزائر فهي وطني الخاص الذي تربطني بأهله روابط من الماضي والحاضر والمستقبل بوجه خاص وتفرض عليّ فك الروابط لأجله ? كجزء منه ? فروضاً خاصة, وأنا أشعر بأن كل مقوماتي الشخصية مستمدة منه مباشرة, فأرى من الواجب أن تكون خدماتي أول ما تتصل بشيء تتصل به مباشرة. وكما أنني كلما أردت أن أعمل عملاً وجدتني في حاجة إليه: إلى رجاله وإلى ماله وإلى حاله وإلى آلامه وإلى آماله, كذلك أجدني أعمل إذا عملت قد خدمت بعملي ناحية أو أكثر مما كنت في حاجة إليه. هكذا هذا الاتصال المباشر أجده بيني وبين وطني الخاص في كل حال, وفي جميع الأحوال, وأحسب أن كل ابن وطن لا بد أن يجد نفسه مع وطنه الخاص في مثل هذه المباشرة وهذا الاتصال".

هذا الكلام كتبه في صحيفة "الشهاب" الجزائرية قبل سنوات من رحيله المفكر والمناضل عبد الحميد بن باديس, الذي كان ولا يزال يعتبر إلى اليوم واحداً من الآباء المؤسسين لعروبة الجزائر ونزعتها الاسلامية, أي لتلك الهوية الجزائرية التي ساعدت الجزائريين على الوقوف معاً في وجه الاستعمار الفرنسي الذي كان همه الأساسي في الجزائر أن يطمس هوية السكان في عملية "فرنسة" ندر أن كان لها مثيل في تاريخ علاقة الاستعمار الفرنسي بالدول والبلدان المستعمرة.

ومن هنا, فان ابن باديس يعتبر واحداً من السدود المنيعة التي وقفت, في هذا المجال, في وجه السياسة الفرنسية. وهو لئن كان قد ابتعد عن العنف? في كفاحه ضد الفرنسيين مؤثراً أن يكون نضاله نضالاً فكرياً يرتبط بنوعية الشعب الجزائري على هويته الإسلامية والعربية, فان قيادات الثورة الجزائرية التي اندلعت بشكل جدي, بعد نحو خمسة عشر عاماً من رحيله كانوا ينسبون انفسهم, في غالبيتهم العظمى, من تلاميذه وحوارييه.

ولئن كان عبد الحميد بن باديس جزائري الهوية والهوى, فإنه يعود في جذوره العائلية الى اسرة المعز بن باديس الصنهاجي مؤسس الدولة الصنهاجية في القيراون بتونس. والحال ان علاقة ابن باديس نفسه بتونس, لن تكون علاقة عابرة, اذ من المعروف أنه تلقى دروسه في جامعة الزيتونة في تونس العاصمة وتكوّن فكره هناك, وهو أمر افردت له الباحثة اللبنانية د. وداد القاضي دراسة كاملة تتناول "اثر التجربة الزيتونية في فكر عبد الحميد بن باديس وعمله", القت الباحثة اجزاء منها خلال الاحتفال الذي جرى في تونس اواخر 1979 لمناسبة ذكرى مرور 13 قرناً على تأسيس الزيتونة. ومن هنا فان ابن باديس يعتبر جزائرياً ولكن تونسياً ايضاً. ولد عبد الحميد بن باديس في 1887 بمدينة قسنطينة الجزائرية, التي تلقى فيها? دروسه الابتدائية وقواعد الدراسة الدينية, ومن هناك اتجه الى تونس حيث كانت سنوات دراسته الغنية في "الزيتونة". وفي 1912 قام ابن باديس برحلة الى الحجاز حيث التقى بعدد من علماء الدين المسلمين المناضلين الذين كانت السلطات الفرنسية قد ابعدتهم فاختاروا الاقامة في المدينة المنورة, ولقد عرض عليه اولئك العلماء ان ينضم اليهم فيقيم مثلهم في الديار الحجازية, ولكنه رفض قائلاً: نحن لا نهاجر. نحن حراس الاسلام والعربية والقومية في ارض الوطن.

وحين عاد الى الجزائر شرع ابن باديس في ممارسة الوعظ الديني, لكنه خلف ذلك كان قد حدد لنفسه مهمة واضحة وصعبة في الوقت نفسه, خلاصتها اعادة الجزائر الى العروبة والإسلام والقومية. وكان يرى ان افضل سبيل الى ذلك هو تكوين الرجال اكثر مما هو تاليف الكتب. وهكذا حول الوعظ الديني الى وعظ وطني واخذ يجمع من حوله عشرات الشبان الذين جعلوا منه استاذهم ورائدهم, وكانوا النواة التي كوّن منها في 1931 "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" التي كانت النبع الأساسي لكل التحرك الثوري الجزائري بعد ذلك.

وبالنسبة الى ابن باديس, كان من الواضح ان ايمانه بتكوين الرجال يقتضي عملاً يومياً متابعاً للأحداث ولمقتضيات الحال, ومن هنا كان اهتمامه بالصحافة كبيراً, لأنه رأى ان الصحيفة أقدر من الكتاب ومن أي شيء آخر على الوصول والفعل في العقول, وهكذا أصدر تباعاً العديد من الصحف والمجلات ومن بينها "المنتقد", "الشهاب", "الصراط", "السنة المحمدية", وكان عبر مجلاته وبالتعاون مع تلامذته يقود حملات عنيفة ليس ضد السلطات الفرنسية وحدها بل كذلك ضد المتعاونين معها, ولا سيما في اوساط رجال الدين الرسميين وحلقات المتصوفة التي كان يحدث لها ان تضع نفسها في خدمة الفرنسيين. ومن هنا كانت السلطات لا تتوقف عن ملاحقته واقفال صحفه واحدة بعد أخرى.

بقي ان نذكر ان عبد الحميد بن باديس رحل عن عالمنا يوم 16 نيسان (ابريل) 1940, في وقت كان ما زرعه في عقول النخبة الجزائرية قد بدأ يثمر, بحيث تحول في نهاية الأمر إلى تلك الثورة التي قلبت كل المعادلات في الشمال الإفريقي.




 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top