التفاعل
0
الجوائز
6
- تاريخ التسجيل
- 12 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 151
- آخر نشاط
ماذا يقرأ الرؤساء؟
إذا أردتم الإطلاع على مفهومي للسياسة الخارجية فاقرؤوا كتاب «ناتان شارانسكي» فإنه سيساعدكم على فهم الكثير من القرارات التي اتُّخذت والتي قد تُتخذ)، هكذا عبر «جورج بوش» الابن عن إعجابه بكتاب «قضية الديمقراطية» للمنشق السوفييتي السابق ووزير شؤون يهود الشتات الإسرائيلي «ناتان شارانسكي» الذي استقال من حكومة شارون عام 2005 احتجاجا على قرار الخروج من غزة، ليتخذ الرئيس الأميركي من هذا الكتاب منهاج عمل ويوصي كل مستشاريه وأصدقائه .
ومن حوله بقراءته، حتى ان «شارانسكي» نفسه فوجئ عندما دخل مكتب «غوندوليزا رايس» ووجد كتابه على طاولتها فقالت له: «قد تتساءل لماذا أقرأ هذا الكتاب؟ لقد قضى الرئيس إجازة الأسبوع في قراءته، ويجب عليّ أن أعرف كيف يفكر الرئيس»!
ومن هذا الكتاب ربما استوحت وزيرة الخارجية الأميركية إجابتها عندما سئلت عن الفوضى التي قد تحدثها تدخلات الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط فقالت: «إن الوضع الحالي ليس مستقراً، وإن الفوضى التي تفرزها عملية التحول الديمقراطي في البداية هي فوضى خلاقة ربما تنتج في النهاية وضعا أفضل مما تعيشه المنطقة حالياً»!
<ATARGET="_blank"HREF="http://ad.ae.doubleclick.net/click%3Bh=v8/3752/3/0/%2a/l%3B204220098%3B0-0%3B0%3B28931203%3B4307-300/250%3B26932633/26950490/1%3B%3B%7Esscs%3D%3fhttp://www.arabianbusiness.com/jobs"><IMGSRC="http://www.itp.net/banners/blank.gif" alt="" BORDER=0> <ahref="http://ad.ae.doubleclick.net/jump/ab_ar/arabic/politics-economics/533231;artid=533231;sz=300x250;tile=11;ord=1223422899?"target="_blank"><imgsrc="http://ad.ae.doubleclick.net/ad/ab_ar/arabic/politics-economics/533231;artid=533231;sz=300x250;tile=11;ord=1223422899?"width="300" height="250" border="0" alt="">
وأي فوضى أكبر من هذه التي نشاهدها في منطقة الشرق الأوسط والمناطق التي ينتشر فيها الجنود الأميركيون بدعوى نشر «الديمقراطية» التي لا تعني شيئا للبطون الجائعة في تلك الدول التي غيرت الولايات المتحدة أنظمتها بالقوة لتذيقها نعيم «الفوضى الخلاقة» التي تتحدث عنها وزيرة خارجيتها؟
ولكن كيف يفكر الرئيس الأميركي وفقا لنظرية المنشق السوفييتي والوزير الإسرائيلي السابق؟ وكيف طبقت الولايات المتحدة نظرية وزيرة خارجيتها بشكل مباشر في أفغانستان والعراق.
وكيف أوكلت إلى حلفائها هذه المهمة في فلسطين ولبنان، وكيف تعمل على تعميم نظريتها وتطبيقها في دول أخرى كثيرة، مستخدمة لتحقيق ذلك الفتن الطائفية والدينية والمذهبية والعرقية وكل الوسائل التي تصب في مجرى تنفيذ سياستها القائمة على نشر الديمقراطية، وأي ديمقراطية هذه التي تسعى إلى نشرها وبأي وسيلة؟
يقسِّم «شارانسكي» دول العالم إلى ما يطلق عليها «مجتمعات حرة» و«مجتمعات الخوف» ويقترح للتفريق بينها اجتياز ما يسميه اختبار «ساحة المدينة» فالبلد الذي يسمح لأي مواطن بالتعبير عن آرائه دون خوف في ساحة المدينة هو «المجتمع الحر» والبلد الذي لا يسمح بذلك هو «مجتمع الخوف».
مجتمعات الخوف التي يتحدث عنها «شارانسكي» تشمل كل الدول العربية وإيران وباكستان وكوريا الشمالية، ويقرر «شارانسكي» أن نشر الديمقراطية والحرية في مجتمعات الخوف هذه ليس مجرد ضرورة أخلاقية تفرضها مبادئ إنسانية، ولكنه أمر ضروري لحماية أمن المجتمعات الحرة من خطر المشاكل التي ستصدِّرها لها وعلى رأسها الإرهاب.
ويحذر من فكرة التعايش مع الأنظمة الديكتاتورية بدعوى أن الإطاحة بها قد تؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار، حيث يرى أن هذه السياسة تؤدي فقط إلى إطالة عمر هذه الأنظمة والسماح لها بمواصلة قمع شعوبها، موضحاً أن الضغوط على هذه الدول لاحترام حقوق الإنسان سيكون المدخل الرئيسي لإضعافها وانهيارها.
لكنّ نظرية الديمقراطية هذه التي يتحدث عنها «شارانسكي» تنكسر عندما يقول إنه في مجتمعات الخوف لا يمكن الاعتماد على نتائج الانتخابات فقط أو حتى الآراء التي يعبر عنها المواطنون لوسائل الإعلام الغربية، حيث إن الأنظمة تتحكم في مصائر الشعوب، سواء من النواحي الاقتصادية أو السياسية، لذلك يرى أن الحل هو أن يتدخل المجتمع الدولي من أجل إقامة المؤسسات الديمقراطية أولاً وترسيخ مبادئ الحرية ثم إقامة الانتخابات.
في إطار هذه النظرية التي آمن بها «جورج بوش» الابن إيماناً كاملاً، بل واعتبر (هذا النوع من التفكير جزءاً من الحمض النووي لرئاسته) وفق تعبيره، يصبح ما حققته الولايات المتحدة الأميركية خلال فترتي ولايته نجاحا منقطع النظير بحسابات نظرية «الفوضى الخلاقة» التي عبرت عنها وزيرة خارجيته، حيث استُخدِم شعار «نشر الديمقراطية» لغزو المناطق التي تم احتلالها وتغيير أنظمة الحكم فيها.
واستُخدِمت الطائفية والمذهبية بامتياز لتفتيت هذه الدول ونشر الفوضى فيها، ولكن هل من مصلحة الولايات المتحدة أن تنشر الديمقراطية في هذه الدول بكامل حسن النية الذي تحاول أن تقنعنا بأنها تتحدث به؟
لا تحتاج الإجابة على ذلك إلى ذكاء خارق أو فهم من ذلك النوع الذي يدعيه محللونا السياسيون، فقد ثبت بالتجربة أن الديمقراطية الخالصة سوف تأتي إلى قمة هرم تلك الدول بتوجهات تسميها الولايات المتحدة «أصولية» وجماعات تطلق عليها «إرهابية». وخير مثال تجربتا الجزائر وفلسطين اللتان أُجهضتا.
ورغم كثرة الشواهد والأمثلة تبقى الحالة العراقية هي النموذج الأمثل والأوضح الذي سيتم تعميمه على بقية الدول، بعد اكتمال خطة نشر «الديمقراطية» وفق مفهوم «شارانسكي» الذي تبنته الإدارة الأميركية الحالية، ولا نستطيع أن نتنبأ بما ستفعله الإدارات القادمة إذا ثبت نجاحه - وفق مفهومها - على المدى البعيد.
هذا ما فعله الرئيس الأميركي بالعالم بعد أن قرأ كتاب «قضية الديمقراطية» للمنشق الروسي والوزير الإسرائيلي السابق «شارانسكي» فماذا كان سيحل بالعالم لو أنه قرأ كتاب «الجحيم» للشاعر الإيطالي «دانتي»؟
هل نجحت أميركا في تحقيق أهدافها بمنطقة الشرق الأوسط والمناطق الأخرى التي شنت فيها حروبا أم فشلت؟ سؤال ربما يجدر بنا النظر فيه بمزيد من التمعن بعد أن ننحي جانبا تلك الأصوات العالية التي نسمعها في فضائياتنا العربية التي يدلي بدلوه فيها كل من أسعفه الحظ فوجد خطا هاتفيا شاغرا ليملي نظرياته على مشاهديها، ناهيك عن آراء المحللين السياسيين الذين أصبحوا يفوقون مشاهدي هذه القنوات عددا.
من ينظر إلى العالم قبل مجيء الإدارة الأميركية الحالية إلى البيت الأبيض، وإلى صورة هذا العالم وهي توشك أن تغادره يجد الكثير الذي يمكن الحديث عنه باستفاضة، فهل أصبح العالم عجينة يشكلها صانع القرار الأميركي وفق ما يريد أم أن هناك لاعبين جددا قد دخلوا الساحة ليفسدوا على اللاعب الذي ظن نفسه وحيدا في الساحة؟
لعلنا بحاجة إلى معرفة ما يقرأ الرؤساء لنعرف كيف يفكرون، لكن المشكلة هي الوسيلة التي يمكن أن نعرف من خلالها ما يقرؤون، والمهم هو معرفة ما إذا كانوا يقرؤون فعلا، والأهم هو ما إذا كانوا يفهمون ما يقرؤون.
إذا أردتم الإطلاع على مفهومي للسياسة الخارجية فاقرؤوا كتاب «ناتان شارانسكي» فإنه سيساعدكم على فهم الكثير من القرارات التي اتُّخذت والتي قد تُتخذ)، هكذا عبر «جورج بوش» الابن عن إعجابه بكتاب «قضية الديمقراطية» للمنشق السوفييتي السابق ووزير شؤون يهود الشتات الإسرائيلي «ناتان شارانسكي» الذي استقال من حكومة شارون عام 2005 احتجاجا على قرار الخروج من غزة، ليتخذ الرئيس الأميركي من هذا الكتاب منهاج عمل ويوصي كل مستشاريه وأصدقائه .
ومن حوله بقراءته، حتى ان «شارانسكي» نفسه فوجئ عندما دخل مكتب «غوندوليزا رايس» ووجد كتابه على طاولتها فقالت له: «قد تتساءل لماذا أقرأ هذا الكتاب؟ لقد قضى الرئيس إجازة الأسبوع في قراءته، ويجب عليّ أن أعرف كيف يفكر الرئيس»!
ومن هذا الكتاب ربما استوحت وزيرة الخارجية الأميركية إجابتها عندما سئلت عن الفوضى التي قد تحدثها تدخلات الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط فقالت: «إن الوضع الحالي ليس مستقراً، وإن الفوضى التي تفرزها عملية التحول الديمقراطي في البداية هي فوضى خلاقة ربما تنتج في النهاية وضعا أفضل مما تعيشه المنطقة حالياً»!
<ATARGET="_blank"HREF="http://ad.ae.doubleclick.net/click%3Bh=v8/3752/3/0/%2a/l%3B204220098%3B0-0%3B0%3B28931203%3B4307-300/250%3B26932633/26950490/1%3B%3B%7Esscs%3D%3fhttp://www.arabianbusiness.com/jobs"><IMGSRC="http://www.itp.net/banners/blank.gif" alt="" BORDER=0> <ahref="http://ad.ae.doubleclick.net/jump/ab_ar/arabic/politics-economics/533231;artid=533231;sz=300x250;tile=11;ord=1223422899?"target="_blank"><imgsrc="http://ad.ae.doubleclick.net/ad/ab_ar/arabic/politics-economics/533231;artid=533231;sz=300x250;tile=11;ord=1223422899?"width="300" height="250" border="0" alt=""> وأي فوضى أكبر من هذه التي نشاهدها في منطقة الشرق الأوسط والمناطق التي ينتشر فيها الجنود الأميركيون بدعوى نشر «الديمقراطية» التي لا تعني شيئا للبطون الجائعة في تلك الدول التي غيرت الولايات المتحدة أنظمتها بالقوة لتذيقها نعيم «الفوضى الخلاقة» التي تتحدث عنها وزيرة خارجيتها؟
ولكن كيف يفكر الرئيس الأميركي وفقا لنظرية المنشق السوفييتي والوزير الإسرائيلي السابق؟ وكيف طبقت الولايات المتحدة نظرية وزيرة خارجيتها بشكل مباشر في أفغانستان والعراق.
وكيف أوكلت إلى حلفائها هذه المهمة في فلسطين ولبنان، وكيف تعمل على تعميم نظريتها وتطبيقها في دول أخرى كثيرة، مستخدمة لتحقيق ذلك الفتن الطائفية والدينية والمذهبية والعرقية وكل الوسائل التي تصب في مجرى تنفيذ سياستها القائمة على نشر الديمقراطية، وأي ديمقراطية هذه التي تسعى إلى نشرها وبأي وسيلة؟
يقسِّم «شارانسكي» دول العالم إلى ما يطلق عليها «مجتمعات حرة» و«مجتمعات الخوف» ويقترح للتفريق بينها اجتياز ما يسميه اختبار «ساحة المدينة» فالبلد الذي يسمح لأي مواطن بالتعبير عن آرائه دون خوف في ساحة المدينة هو «المجتمع الحر» والبلد الذي لا يسمح بذلك هو «مجتمع الخوف».
مجتمعات الخوف التي يتحدث عنها «شارانسكي» تشمل كل الدول العربية وإيران وباكستان وكوريا الشمالية، ويقرر «شارانسكي» أن نشر الديمقراطية والحرية في مجتمعات الخوف هذه ليس مجرد ضرورة أخلاقية تفرضها مبادئ إنسانية، ولكنه أمر ضروري لحماية أمن المجتمعات الحرة من خطر المشاكل التي ستصدِّرها لها وعلى رأسها الإرهاب.
ويحذر من فكرة التعايش مع الأنظمة الديكتاتورية بدعوى أن الإطاحة بها قد تؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار، حيث يرى أن هذه السياسة تؤدي فقط إلى إطالة عمر هذه الأنظمة والسماح لها بمواصلة قمع شعوبها، موضحاً أن الضغوط على هذه الدول لاحترام حقوق الإنسان سيكون المدخل الرئيسي لإضعافها وانهيارها.
لكنّ نظرية الديمقراطية هذه التي يتحدث عنها «شارانسكي» تنكسر عندما يقول إنه في مجتمعات الخوف لا يمكن الاعتماد على نتائج الانتخابات فقط أو حتى الآراء التي يعبر عنها المواطنون لوسائل الإعلام الغربية، حيث إن الأنظمة تتحكم في مصائر الشعوب، سواء من النواحي الاقتصادية أو السياسية، لذلك يرى أن الحل هو أن يتدخل المجتمع الدولي من أجل إقامة المؤسسات الديمقراطية أولاً وترسيخ مبادئ الحرية ثم إقامة الانتخابات.
في إطار هذه النظرية التي آمن بها «جورج بوش» الابن إيماناً كاملاً، بل واعتبر (هذا النوع من التفكير جزءاً من الحمض النووي لرئاسته) وفق تعبيره، يصبح ما حققته الولايات المتحدة الأميركية خلال فترتي ولايته نجاحا منقطع النظير بحسابات نظرية «الفوضى الخلاقة» التي عبرت عنها وزيرة خارجيته، حيث استُخدِم شعار «نشر الديمقراطية» لغزو المناطق التي تم احتلالها وتغيير أنظمة الحكم فيها.
واستُخدِمت الطائفية والمذهبية بامتياز لتفتيت هذه الدول ونشر الفوضى فيها، ولكن هل من مصلحة الولايات المتحدة أن تنشر الديمقراطية في هذه الدول بكامل حسن النية الذي تحاول أن تقنعنا بأنها تتحدث به؟
لا تحتاج الإجابة على ذلك إلى ذكاء خارق أو فهم من ذلك النوع الذي يدعيه محللونا السياسيون، فقد ثبت بالتجربة أن الديمقراطية الخالصة سوف تأتي إلى قمة هرم تلك الدول بتوجهات تسميها الولايات المتحدة «أصولية» وجماعات تطلق عليها «إرهابية». وخير مثال تجربتا الجزائر وفلسطين اللتان أُجهضتا.
ورغم كثرة الشواهد والأمثلة تبقى الحالة العراقية هي النموذج الأمثل والأوضح الذي سيتم تعميمه على بقية الدول، بعد اكتمال خطة نشر «الديمقراطية» وفق مفهوم «شارانسكي» الذي تبنته الإدارة الأميركية الحالية، ولا نستطيع أن نتنبأ بما ستفعله الإدارات القادمة إذا ثبت نجاحه - وفق مفهومها - على المدى البعيد.
هذا ما فعله الرئيس الأميركي بالعالم بعد أن قرأ كتاب «قضية الديمقراطية» للمنشق الروسي والوزير الإسرائيلي السابق «شارانسكي» فماذا كان سيحل بالعالم لو أنه قرأ كتاب «الجحيم» للشاعر الإيطالي «دانتي»؟
هل نجحت أميركا في تحقيق أهدافها بمنطقة الشرق الأوسط والمناطق الأخرى التي شنت فيها حروبا أم فشلت؟ سؤال ربما يجدر بنا النظر فيه بمزيد من التمعن بعد أن ننحي جانبا تلك الأصوات العالية التي نسمعها في فضائياتنا العربية التي يدلي بدلوه فيها كل من أسعفه الحظ فوجد خطا هاتفيا شاغرا ليملي نظرياته على مشاهديها، ناهيك عن آراء المحللين السياسيين الذين أصبحوا يفوقون مشاهدي هذه القنوات عددا.
من ينظر إلى العالم قبل مجيء الإدارة الأميركية الحالية إلى البيت الأبيض، وإلى صورة هذا العالم وهي توشك أن تغادره يجد الكثير الذي يمكن الحديث عنه باستفاضة، فهل أصبح العالم عجينة يشكلها صانع القرار الأميركي وفق ما يريد أم أن هناك لاعبين جددا قد دخلوا الساحة ليفسدوا على اللاعب الذي ظن نفسه وحيدا في الساحة؟
لعلنا بحاجة إلى معرفة ما يقرأ الرؤساء لنعرف كيف يفكرون، لكن المشكلة هي الوسيلة التي يمكن أن نعرف من خلالها ما يقرؤون، والمهم هو معرفة ما إذا كانوا يقرؤون فعلا، والأهم هو ما إذا كانوا يفهمون ما يقرؤون.