الفقر الداخلي والخارجي

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

nanin85

:: عضو مُتميز ::
أحباب اللمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممّا أعجبني
أتى الحكيم بودا الى أحد القرى وكانت تلك الأيام جميلة وجليلة حيث الحكمة والرحمة والمحبة تغمر البشر وتنوّر العتمة ... القرية لم تصعد الى أعالي الجبال ولكنها لمست قمة الوَعي والمعرفة، وها هو أحد العارفين أتى ليشارك الأهالي بنعمة الخالق الى الخلق وماذا حدث؟...
لقد طلب رئيس الوزراء من جلالة الملك أن يزور هذا الحكيم المستنير... علينا أن نستقبله ونرحب به، وان لم يذهب الملك فستكون اهانة للشعب وللحاكم نفسه وهذا تحقير لنا كأمة يحكمها ملك لا يكرِّم الأحرار وأصحاب الأسرار والأنوار... وانفصل الملك وردّ عليه بنزوة حمقاء وفكرة عمياء وانقلب رأساً على عقب وصبّ عليه كل الغضب قائلاً: "هل أنت مجنون! أنا الملك اذهب لإستقبال الفقير!!" من الذي يستقبل من؟ عليه أن يأتي الى داري وأنا صاحب الدار والقرار..."
وبكى الوزير وطلب من الملك أن يقبل استقالته وقال له... "يا صاحب الجلالة... ليس من الحقّ أن أخدم العتمة وأنا بحاجة الى النور... أنت حاكم الجهل وهو خادم الحكمة... "تعجّب الملك، وما هذا الوزير الاّ اليد اليمنى للحكم وللشعب ولا أحد يقوى على خسارة هذه التقوى وهذه القوّة، وماذا قال له الملك؟... هل أنت مجنون!! تستقيل من منصبك لأجل مسألة تافهة... ومن هو هذا الشحاد؟ أنه متسوّل وعابر سبيل... وأنا الملك والحاكم بأمري "وردّ عليه الوزير بكل لطف وإحترام قائلاً... "لا خيار عندي الاّ أن تذهب الى هذا الحكيم سيراً على أقدامك وتنحنى لهذا المقام أو هذه هي استقالتي ولا مفر من هذا القرار..."
وتعجب الملك واحتار وسأل نفسه ورأى الجواب في قلب الشعب وسار خلف الفقراء وسمعهم يرددون علنا... "من هو الملك؟ ومن هو الفقير؟ ومن هو الغني؟ الحكيم بودا كان ملكاً على الأرض وعلى البشر ولكنه اليوم أصبح عبداً وخادماً وحاكماً وعليماً وحكيماً على العالم أجمع... من أنت أيها الملك لترى الدنيا وتنكر الاخرة؟ ان عطر الحكيم هو من الله ونوره من الله وحكمته ورحمته وعدله من الله، أما أنت فلا تعرف الله فمن هو الملك؟ مملكة الحكماء والعلماء والأنبياء أوسع وأنور من جميع ممتلكات الدنيا وأهلها... اعرف نفسك أيها الملك قبل أن تحكم على غيرك"... وتعجّب الملك من هذه الانتفاخة وهذا التمرّد وسار معهم الى هذا المتسوّل الساكن في قلوب الأحباب ومرتبته أعلى من أي مرتبة دنيوية وما أن وصل اليه حتى انحنى الى هذا الفقير النوراني... الى هذا السرّ الموجود على وجهه وشعر بالذنب وبالاستنفار وقال له "ايها الفقير... أنت الغني وأنت صاحب العرش والبيت الترابي وأنت الحي مع الحي وأنا الميّت مع الأموات..."...

نظر اليه المرشد وقال له... "انني ذاهب اليك... أنا الفقير على بابك" واعترف الملك بأن الفقير هو الملك بالروح والملك المستكبر هو الفقير بالدنيا وبالآخرة...

والحكمة من القصة أننا نستطيع أن نشتري العالم الخارجي وكل ما نراه لأنّ المال يشتري الإنسان، ولكن اذا لم أحصل على أي إختبار داخلي سأكون سلعة في يد صاحب الدنيا... الجسد قنديل والساكن هو النور الساجد في هذا الجسد... ان لم أشعل هذا النور وأحياً هذه الشعلة فسأكون كالأسهم النارية التي تزعج البشر والشجر والطير والحجر... وهذا هو الفقر الداخلي والخارجي...
 
...........................................................
 
ولله قصة رائعة كصاحبتها شكرا لكي
.
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما [] رقصت على جثث الأسود كلابا
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها
[] تبقى الاسود أسودا والكلاب كلابا
وتقبلي تحيات اخوكي وصديقكي
بائع الورد

 
كاين لي المال فوق راسو والعلم تحت رجليه وكاين لي العلم فوق راسو والمال تحت رجليه
 
كلام رائع
أبيت شعر أدل من كتاب مجلد
شكرا ننتضر المزيد أخوك الخبير
 
كلام رائع
أبيات شعر أدل من كتاب مجلد
شكرا ننتضر المزيد أخوك الخبير
icon10.gif
 
مشكورين على المرور كلاّ من الاخوة أهراس ، بائع الورد ، الخبير
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top Bottom