سلسلة: هذه هي السلفيَّة فاعرفوها (العدد السادس): السلفيَّة هي الفِرقة الناجية

إنسانة ما

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
28 سبتمبر 2011
المشاركات
1,913
نقاط التفاعل
123
النقاط
79
محل الإقامة
تبسة
الجنس
أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

حرصا منا على نشـر العقيدة السليمة عقيـدة التـوحـيد الخـالص نضع بين أيديكم هذه السلسلـة المباركة بإذن الله: التـعريـف بالـسلفية وتـصحيح المفـاهيم الخاطئة حـولها
والتـي تهـدف إلـى التـعريف بالمـنهج السـلفي وإزالـة كل الشـبهات حول السـلفية.
والله المـوفق
__________________________

العـدد السـادس: " السلفية هي الفرقة الناجية "

994472v9j970mrxj.gif


الفِـــــرْقـَــــة النَّاجِيَة

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا ومن سيّئاتِ أعمالنا، من يهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمّدًا عبدُه ورسولُه.

﴿يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
[الأحزاب: 71].

أمّا بعد: فإنّ أصدقَ الحديثِ كلامُ الله وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة وكلَّ بدعةٍ ضلالة وكلّ ضلالةٍ في النار.

أيها الإخوة! أسأل الله تعالى أن يكون اجتماعنا هذا لوجهه وللتعاون على البر والتقوى، ولمحبة الحق والوصول إليه، وندعو كما عَلَّمنا رسول الله (( اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَة أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُون، اِهْدِنَا فِيمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الحِق إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم )) ، ثمَّ أيها الإخوة! أعتذر مما قيل في المقدِّمة؛ فإنَّني لا يَصدُق عَلَيَّ أني بذلت نفسي ومالي في سبيل الله، -ونستغفر الله ونتوب إليه- ، وَأَتذكر مرَّة أنَّ أحد العلماء المصريين أثنى على الشيخ ابن باز ثناءً يستحقه، واعترض على هذا الثناء الشيخ ابنُ حميد -رحمه الله- وقال: أنت أثنيت على الشيخ في وجهه وما كان ينبغي؛ فقد قَصَمْتَ ظهر الشيخ، فقال الشيخ معلقاً وكان مختنقا بالبكاء: "واللهِ إنِّي يعلم الله لا أُحِبُّ المدحَ ظاهرًا ولا باطنًا".

وصدق الشيخ، وهذا من تواضعه، ونسأل الله ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ـ أن يجعلنا وإيَّاكم من المتواضعين لله، الصَّادقين المخلصين في تواضعهم، وأن يُجَنِّبَنَا وإيَّاكم الرِّياء وحب السُّمعة، إنَّ ربنا لسميع الدُّعاء.

ثم أيها الإخوة! عنوان الكلمة في هذا اللقاء ما سمعتموه الحديث عن الفرقة الناجية جهودها العامة والخاصة وأصولها وعقائدها، وحينما نذكر الفرقة الناجية أو الطائفة المنصورة أو أهل الحديث أو الغرباء أو أهل السنة والجماعة هذه كلٌّها تُطلَق على جماعة واحدة هي جماعة الحق المُتَّبِعَة لكتاب الله وسنة رسول الله وسيأتي الكلام عليها، وإذا قلنا هذا؛ فإبعادًا لِلَّبس ولما يشيعه بعض النَّاس المتسرعين ويرجمون بالغيب ما يقولونه: أنَّنا نقصد بأهل الحديث أو الطائفة المنصورة جماعة في مكان مُعَيَّن، فنبرأ إلى الله من هذا القول، وأنا قد كتبت قبل سنوات كثيرة (( مكانة أهل الحديث )) وأدخلت فيهم في الدَّرجة الأولى أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ وعلماء هذا البلد وأهل الحديث في الهند وأنصار السُنَّة في السُّودان ومصر وفي شرق آسيا وفي كلِّ مكان، كلُّ من تَنْطَبِقُ عليه هذه الصِّفات يدخل في الفِرقة الناجية أو الطائفة المنصورة أو أهل الحديث الذين صَحَّت عقائدُهم؛ فلا يَعبُدُونُ إلاَّ الله، ولا يَدْعُونَ إلاَّ الله، ولا يَستَغِيثُون إلاَّ بالله، ولا يلجؤون في الشَّدائد والكروب إلاَّ إلى الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - ، ويعرفون الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - بأسمائه الحسنى وصفاته العُليَا؛ كما وردت في كتاب الله وفي سنة رسول الله وكما دان بذلك السَّلف الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ ،ودُوِّنت عقائدهم في الدَّواوين الكثيرة المبثوثة الآن بين أيديكم؛ نقصد هؤلاء جميعًا، كلُّ من يَصدُق عليه الالتزام بكتاب الله وسُنة الرَّسول ومنهج السَّلف الصالح عقيدةً وشريعةً وعبادة؛ فإنَّنا نعني هؤلاء بهذه الكلمة الفِرقة النَّاجية، إذا قلنا فيهم: إنَّهم أهلُ الحديث فهم كذلك؛ لأنَّهم يتعبَّدُون الله بالحديث في عقائدِهم وفي عباداتِهم، في الوقت الذي يرفض فيه أهل البدع اعتقاد ما دَلَّت عليه أحاديثُ رسول الله سواءً تعلَّق بصفات الله أو تعلَّق بأمر من الأمور الغيبيَّة كعذاب القبر، وفتنة القبر، والصِّراط، والميزان، وما شاكل ذلك، أو نزول عيسى، أو خروج المسيح الدَّجال، أو ما شاكل ذلك، يردُّون نصوص السنة بحجة أنها أخبار آحاد لا تفيد إلا الظن فلا تصلح لأن يبنى عليها الاعتقاد لا فيما يتعلق بالله ولا فيما يتعلق بالأمور الغيبية التي أشرنا إليها!

فهؤلاء يخالفون هذه الفِرَق الضَّالة في هذه القضايا، ويؤمنون بكلِّ ما صَحَّ عن رسول الله وثَبَت عنه سواءً في ميدان العبادة، أو في ميدان العقيدة، أو في الأمور الغيبيَّة، أو في أشراط السَّاعة، أو ما شاكل ذلك؛ فإذا قلنا: الطائفة الناجية، أو الطائفة المنصورة، أو أهل السُنة، أو أهل الحديث؛ فهم جماعة واحدة، هذا منهجهم وعلى رأسهم علماء هذا البلد، وعلى رأس هذه المناهج وهو منهج واحد المنهج المدروس المقرَّر في هذه الجامعات؛ المنهج السَّلفي القائم على أنواع التوحيد على الوجه الصحيح المُستَمَد من كتاب الله ومن سُنة الرَّسول ...

وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

محاضرة مفرغة
للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي
حفظه الله تعالى

 
الفِـــــرْقـَــــة النَّاجِيَة


قال الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - معرفاً أهل السنة - : [هم من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه اعتقاداً وقولاً ، وسموا بذلك لتمسكهم بالسنُّة ولاجتماعهم عليها ] ( مجموع فتاوى الشيخ العثيمين 4/260 )

و قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : [ و السُّنَّة هي : الطريق المسلوك ، فيشمل ذلك التسمك بما كان عليه هو و خلفاؤه الراشدون من الاعتقادات و الأعمال و الأقوال ، و هذه هي السَّنَّة الكاملة ، ولهذا كان السلف قديماً لا
يطلقون اسم " السنة " إلا على ما يشمل ذلك كله، و روي معنى ذلك عن الحسن و الأوزاعي و الفضيل بن عياض ] ( جامع العلوم و الحكم 1/263)

و قال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله :[ قولهم فلان على السنة و من أهل السنة ، أي هو موافق للتنزيل و الأثر في الفعل و القول ، لأن السنة لا تكون مع مخالفة الله ومخالفة رسوله ] ( الحجة في بيان المحجة 2/384)

قال ابن مسعود رضي الله عنه [ إنما الجماعة ما وافق الحق و إن كنت وحدك ] ( رواه البيهقي و اللالكائي )
و قيل يا رسول الله ! أيُّ الناس خير ؟! فقال ( أنا ؛ و الذين معي ؛ ثم الذين على الأثر ، ثم الذين على الأثر ) ثم كأنه رفض من بقي ( رواه الإمام أحمد وهو حديث صحيح ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنها ستكون فتنة )
فقالوا كيف لنا يا رسول الله ؟! قال ( ترجعون إلى أمركم الأول ) ( رواه الطبراني وهو حديث صحيح ) و قد تواتر قول النبي صلى الله عليه وسلم : [ تفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، - فيسأل النبي صلى الله عليه وسلم من هي يا رسول الله ؟! فيقول : ( الجماعة ) أو ( هم الذين على ما أنا عليه اليوم أنا و أصحابي ) ]

قال ابن تيمية :[ ولهذا وصف الفرقة الناجية بأنها أهل السنة و الجماعة .. و أما الفرق الباقية فإنهم أهل الشذوذ و التفرق و البدع و الأهواء ، ..فإن أهل الحق و السنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وبهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية : أهل الحديث و السنة ، الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلموهم أعلم الناس بأقواله و أحواله و أعظمهم تمييزاً بين صحيحها و سقيمها و أئمتهم فقهاء فيها و أهل معرفة بمعانيها واتباعاً لها تصديقاً وعملاً وحباً و موالاة لمن والاها ومعادة لمن عاداها ] (بتصرف من الفتاوى 3/346 )

و قد اتفقت كلمة أهل العلم على أن أهل الحديث هم الطائفة المنصورة وهم السلف الصالح وهم أهل السنة و الجماعة ، قال ابن المديني [ هم أصحاب الحديث و الذين يتعاهدون الرسول صلى الله عليه وسلم ويذبون عن العلم ]
رواه الترمذي ، و قال ابن المبارك [ هم عندي أصحاب الحديث] ، وقال الإمام أحمد [ إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم ] و تواتر هذا التفسير عند العلماء كابن حبان و الآجري و البغدادي و الحاكم و النووي وابن
قتيبة و البغوي و غيرهم كثير كثير يصعب حصرهم .
وحتى تكون منهم يجب أن تلتزم بجميع خصالهم وتعتقد عقيدتهم، قال الإمام البربهاري : [ ولا يحل لرجل مسلم أن يقول فلان صاحب سنة حتى يعلم أنه اجتمعت فيه خصال السنة ، و لا يقال له صاحب سنة حتى تجتمع فيه السنة كلها ] ( شرح السنة 128 )
 
الفِـــــرْقـَــــة النَّاجِيَة

خصائص الفرقة الناجية

ما هي أبرز خصائص الفرقة الناجية ؟ وهل النقص من هذه الخصائص يخرج الإنسان من الفرقة الناجية ؟.

الحمد لله
أبرز الخصائص للفرقة الناجية هي التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملة هذه الأمور الأربعة تجد الفرقة الناجية بارزة فيها :

ففي العقيدة تجدها متمسكة بما دل علبه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , من التوحيد الخالص في ألوهية الله , وربوبيته , وأسمائه وصفاته .

وفي العبادات تجد هذه الفرقة متميزة في تمسكها التام وتطبيقها لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم , في العبادات في أجناسها , وصفاتها وأقدارها وأزمنتها وأمكنتها وأسبابها , فلا تجد عندهم ابتداعاً في دين الله , بل هم متأدبون غاية الأدب مع الله ورسوله لا يتقدمون بين يدي الله ورسوله في إدخال شيء من العبادات لم يأذن به الله .

وفي الأخلاق تجدهم كذلك متميزين عن غيرهم بحسن الأخلاق كمحبة الخير للمسلمين , وانشراح الصدر , وطلاقة الوجه , وحسن المنطق والكرم, والشجاعة إلى غير ذلك من مكارم الأخلاق ومحاسنها .

وفي المعاملات تجدهم يعاملون الناس بالصدق , والبيان اللذين أشار إليهما النبي صلى الله عليه وسلم, في قوله : ( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما , وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما ).

والنقص من هذه الخصائص لا يخرج الإنسان عن كونه من الفرقة الناجية لكن لكل درجات مما عملوا , والنقص
في جانب التوحيد ربما يخرجه عن الفرقة الناجية مثل الإخلال بالإخلاص, وكذلك في البدع ربما يأتي ببدع تخرجه عن كونه من الفرقة الناجية .

أما في مسألة الأخلاق والمعاملات فلا يخرج الإخلال بهما من هذه الفرقة وإن كان ذلك ينقص مرتبته .

وقد نحتاج إلى تفصيل في مسألة الأخلاق فإن من أهم ما يكون من الأخلاق اجتماع الكلمة, والاتفاق على الحق الذي أوصانا به الله تعالى في قوله : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) الشورى/13.

وأخبر أن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً أن محمداً صلى الله عليه وسلم , برئ منهم فقال الله عز وجل : (
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ) الأنعام/159. فاتفاق الكلمة وائتلاف القلوب من أبرز خصائص الفرقة الناجية - أهل السنة والجماعة - فهم إذا حصل بينهم خلاف ناشئ عن الاجتهاد في الأمور الاجتهادية لا يحمل بعضهم على بعض حقداً , ولا عداوة , ولا بغضاء بل يعتقدون أنهم إخوة حتى وإن حصل بينهم هذا الخلاف , حتى إن الواحد منهم ليصلي خلف من يرى أنه ليس على وضوء ويرى الإمام أنه على وضوء , مثل أن الواحد منهم يصلي خلف شخص أكل لحم إبل , وهذا الإمام يرى أنه لا ينقض الوضوء , والمأموم يرى أنه ينقض الوضوء فيرى أن الصلاة خلف ذلك الإمام صحيحة , وإن كان هو لو صلاها بنفسه لرأى أن صلاته غير صحيحة , كل هذا لأنهم يرون أن الخلاف الناشئ عن اجتهاد فيما يسوغ فيه الاجتهاد ليس في الحقيقة بخلاف , لأن كل واحد من المختلفين قد تبع ما يجب عليه اتباعه من الدليل الذي لا يجوز له العدول عنه , فهم يرون أن أخاهم إذا خالفهم في عمل ما اتباعاً للدليل هو في الحقيقة قد وافقهم, لأنهم هم يدعون إلى اتباع الدليل أينما كان, فإذا خالفهم موافقة لدليل عنده فهو في الحقيقة قد وافقهم ، لأنه تمشي على ما يدعون إليه ويهدون إليه من تحكيم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يخفى على كثير من أهل العلم ما حصل من الخلاف بين الصحابة في مثل هذه الأمور, حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعنف أحداً منهم , فإنه عليه الصلاة والسلام لما رجع من غزوة الأحزاب وجاءه جبريل وأشار إليه أن يخرج إلى بني قريظة الذين نقضوا العهد فندب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال : لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة ) . فخرجوا من المدينة إلى بني قريظة وأرهقتهم صلاة العصر فمنهم من أخر صلاة العصر حتى وصل إلى بني قريظة بعد خروج الوقت لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة ). ومنهم من صلى الصلاة في وقتها , وقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد منا المبادرة إلى الخروج ولم يرد منا أن نؤخر الصلاة عن وقتها - وهؤلاء هم المصيبون - ولكن مع ذلك لم يعنّف النبي صلى الله عليه وسلم أحداً من الطائفتين , ولم يحمل كل واحد على الآخر عداوة أو بغضاء بسبب اختلافهم في فهم هذا النص ، لذا أرى أنه من الواجب على المسلمين الذين ينتسبون إلى السنة أن يكونوا أمة واحدة , وأن لا يحصل بينهم تحزب هذا إلى طائفة والآخر إلى طائفة أخرى والثالث إلى طائفة ثالثة وهكذا بحيث يتناحرون فيما بينهم بأسنة الألسن , ويتعادون ويتباغضون من أجل اختلاف يسوغ فيه الاجتهاد , ولا حاجة إلى أن أخص كل طائفة بعينها , ولكن العاقل يفهم ويتبين له الأمر.

فأرى أنه يجب على أهل السنة والجماعة أن يتحدوا حتى وإن اختلفوا فيما يختلفون فيه فيما تقتضيه النصوص حسب أفهامهم فإن هذا أمر فيه سعة ولله الحمد , والمهم ائتلاف القلوب واتحاد الكلمة ولا ريب أن أعداء المسلمين يحبون من المسلمين أن يتفرقوا سواء كانوا أعداءً يصرحون بالعداوة , أو أعداء يتظاهرون بالولاية للمسلمين أو للإسلام وهم ليسوا كذلك,
فالواجب أن نتميز بهذه الميزة التي هي ميزة للطائفة الناجية وهي الاتفاق على كلمة واحدة.

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ج/1 ص 38-41.
 
الفِـــــرْقـَــــة النَّاجِيَة

خصائص الفرقة الناجية

قــال العلامة الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله تعالى :

"هذا وكم من آيات كريمات قد جاءت بذكر صفاتهم :

1 ـ ومنها قول الله تبارك وتعالى {
ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدا من ربهم وأولئك هم المفلحون } [البقرة : 2- 5] وبدون شك أن أهل الحديث الذين هم أهله رواية ودراية هم أئمة أهل التقوى وسادة المفلحين .


2ـ ومنها قول الله عز وجل {
ومن يطع الله والرسول مع الذين أنعم الله عليهم من والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } [ النساء : 69] من غير شك أن الطائفة الناجية أهل الحديث هم ورثة الأنبياء ومنهم الصديقون والشهداء وهم أئمة الصالحين .


3 ـ ومنهم قول الله عز وجل {
إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ، أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم} [الأنفال آية : 2-4].
.
ومن غير تردد أن لأهل الحديث من هذه الصفات الخمس أعلاها وأكملها وأزكاها.


4 ـ ومنها قول الحق تبارك وتعالى {
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعتكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ، التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين} .ولا شك ولا ريب أن أهل الحديث الذين هم أهله في كل عصر وبادية ومصر هم أئمة الموصوفين بهذه الصفات الحميدة والنعوت الجليلة من سورة التوبة .


5 ـ ومنها قوله عز وجل {
قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ، والذين هم عن اللغو معرضون ، والذين هم للزكاة فاعلون ، والذين هم لفروجهم حافظون ، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غيـر ملومين ، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ، والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ، والذين هم على صلواتهم يحافظون ، أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون} [المؤمنون :1-11].
ولا شك أيضا أن أهل الحديث هم أئمة الموصوفين بما ذكر في مطلع سورة المؤمنون.


6 ـ ومنها قول الله سبحانه {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ،والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ، والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما ، إنها ساءت مستقرا ومقاما ، والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ، والذين لا يدعون مع الله إله آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ، يضاعف لها العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب و آمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ، ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا ، والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما ، والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا ، والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ، أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما ، خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما } [الفرقان : 76].
وإن من المعلوم بالضرورة أن أهل الحديث هم أحق من وصف بتلك الصفات الحسنة المبدوءة بصفة الصبر والسكينة والوقار والمختومة بكمال النصح للنفس وللغير الذي تجلى في خالص الدعاء ودوامه .


7ـ ومنها قول الله تبارك وتعالى { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين ءامنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما } [الفتح : 29].. وحقا إن أصحاب رسول الله عليه وعلى آله وسلم الموصوفين بما ذكر في هاتين الآيتين هم أئمة أصحاب الحديث وأشياخهم الأوائل وكل من أتى بعدهم من المحدثين فهو عنهم ناقل ومن علومهم مستفيد إذ هم أول الوارثين لميراث النبي [ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ] .
وكفى كل محدث شرفا وفضلا أن أئمته أصحاب النبي الكريم وإن بعد العهد وتعددت القرون وكل من أتى بعدهم فهو وراث منهم .
وكم من حديث شريف علا سنده وصح متنه قد جاء بذكر أوصاف أولياء الله وعلى رأسهم أصحاب الحديث الذين إذا ذكرت الطائفة المنصورة فهم أئمتهم وما ذلك إلا لأن أهل العناية بالحديث رواية ودراية هم المبرزون في العناية بالقرآن وعلومه وعلى العموم هم المبرزون في علوم الشريعة والعاملون بها والحافظون لنصوصها والناشرون لها والذابون عنها . ومن تلكم الأحاديث الواردة بذكر صفات المؤمنين عموما وأهل الحديث خصوصا:

1ـ ما ثبت في الصحاح والمسانيد والسنن ومنها :
ما جاء في سنن أبي داود وغيره من حديث أبي عامر بن عبد الله بن لحي قال : حججنا مع معاوية [ رضي الله عنه ] فلما قدمنا مكة صلينا الظهر بمكة ثم قام فقال :" إن رسول الله [ صلى الله عليه وعلى آله وسلم] قال : " ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار ، وواحدة في الجنة وهي الجماعة وإنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكَلِبُ لصاحبه لا يبقى منه عرقا ولا مفصلا إلا دخله " .ففي هذا الحديث إخبار من النبي [ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ] عن الفرق الهالكة وخطرها وسبب هلاكها وسوء عاقبتها .
وعن الفرقة الناجية الطائفة المنصورة التي أطلق عليها وصف الجماعة المتمسكة بالحق علما وعملا ودعوة وجهادا وإن قل عددهم كما قال ابن مسعود [ رضي الله عنه ] :
" إنما الجماعة ما وافق كتاب الله وإن كنت وحدك " .
2ـ وما جاء في السنن وغيرها بألفاظ متقاربة من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة رضي الله عنهم عن النبي [ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ] أنه قال:
" افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قالوا ما هي يا رسول الله : قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " . قلت فقد دل هذا الحديث على ما دل عليه الذي قبله من الإخبار عن الفرق الهالكة من هذه الأمة ومن الأمم التي قبلها وذلك بسبب التفرق في الدين واتباع الهوى ، والإخبار عن الفرقة الناجية ووصفها بالتمسك بالذي كان عليه [ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ] وأصحابه، وعليه فمن كان من أهل التمسك بذلك في أي عصر وفي أي مكان فهو فرد من أفراد الطائفة الناجية المنصورة أهل الحديث والأثر والفقه في الدين.


3ـ كما جاء وصفهم بالمحبة فيما بينهم والتراحم والتعاطف كذلك إذ جاء في المسند وغيره من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي [ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ] قال :
" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " بخلاف أصحاب البدع والأهواء فإنهم ليسوا كذلك بسبب اختلافهم فيما بينهم ومخالفتهم للحق الذي عليه أهل السنة بالفهم الصحيح ، بلا جدال أن لأصحاب الحديث الدرجة الأولى في هذا المقام الرفيع والصفات المجيدة .


4ـ وما ثبت في المسند والسنن أن النبي [ صلى الله عليه وعلى آله وسلم] قال :
" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ،وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار " . ولا شك أن هذه الصفات لا تتوفر صدقا إلا في قلوب الطائفة الناجية المنصورة وفي مقدمتهم أهل الحديث رواية ودراية وعلما وعملا .


5ـ وما جاء في موطأ الإمام مالك من حديث عمر بن الخطاب [ رضي الله عنه ] قال: قال : رسول الله [ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ]
" إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله عز وجل ، قالوا يا رسول الله تخبرنا بهم ؟ قال : هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها ، والله إن وجوههم لنور ، وإنهم لعلى نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية: { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } " .
قلت : ولا ريب أن لأصحاب الحديث من هذه العالية في الدار الآخرة أعلاها إزاء ما قاموا به من حفظ دين الله ونشره وذلك من خلال العناية بالثقلين العظيمين كتاب الله عز وجل والسنة الغراء التي أفنوا أعمارهم في الرحلة في جمعها وقضاء الأوقات في تدوينها وإملائها على الغير كل بالقدر الذي استطاع أن يحرزه فسالت أودية بقدرها رجاء ثواب الله وخشية عقابه وتأسيا بالرسل الكرام والأنبياء العظام وكل عالم رباني من الأنام وحفظا لميراث النبي [ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ] للعمل به وتبليغه من لا غنى لهم عنه طرفة عين .


6ـ وما جاء في صحيح مسلم وغيره من حديث ثوبان [ رضي الله عنه ] أن النبي [ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ] قال
" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " فإن هذا الحديث قد فسره الأئمة المعتبرون والمقتدى بهم بأن المراد بالطائفة المذكورة فيه هم أهل الحديث في كل مكان وزمن ومن هؤلاء الأئمة الذين بينوا أن المراد بالطائفة الناجية المنصورة أهل الحديث :
عبد الله بن المبارك، ويزيد بن هارون الواسطي، وعلي بن المديني، وأحمد بن محمد ابن حنبل، والبخاري والترمذي ، وابن جرير الطبري، وابن أبي عاصم، وابن بطة العكبري، والحاكم، واللالكائي، والبغدادي ، وأبو الفضل وغيرهم كثير تراجع لمعرفة أسمائهم ونصوصهم وتصريحاتهم في هذا الموضوع كتبهم وكتب أهل العلم الذين دونوا تاريخ حياتهم العلمية والدعوية والجهادية [ رحمهم الله ] جميعا .

وأما الإمامان شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام ابن القيم الجوزية فإنهما قد أشادا في مواضع كثيرة من مؤلفاتهما بأهل الحديث وأنهم هم الطائفة الناجية المنصورة كما ذكر ذلك الإمام بن تيمية في العقيدة الواسطية وغيرها من مؤلفاته ،وابن القيم الجوزية في نونيته المشهورة بنونية بن القيم وغيرها من مؤلفاته ، التي ما هي إلا انتصار لأهل الحديث والأثر الطائفة الناجية المنصورة ، ورد قوي على كل من خالفهم من أهل الأهواء والبدع الذين لا يحترمون الحق ولا يحبون أهله بل هم على العكس من ذلك وعلامتهم الوقيعة في أهل الأثر قرر ذلك علماء السلف [رحمهم الله] والله أعلم .

كما أن من صفات أهل الأهواء والبدع بغض أهل الحديث كما قال أحمد القطان :ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث وإذا ابتدع الرجل ينزع حلاوة الحديث من قلبه . فاللهم سلم سلم .

كتبه : الشيخ زيد بن محمد المدخـلي
المصدر : كتاب : الأجوبة السديدة للأسئلة الرشيدة
 
الفِـــــرْقـَــــة النَّاجِيَة

كثرت الطوائف، والفرق التي تزعـم أنها هي
الطائفة المنصورة، واشتبه على كثير من الناس الأمر، فماذا نفعل، خاصة أن هناك فرق تنتسب للإسلام كالصوفية والسلفية ونحو ذلك من الفرق، فكيف نميز بارك الله فيكم؟

الجواب:

ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة -وهم أتباع موسى- ، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة -وهم التابعون لعيسى عليه السلام-، قال: وستفترق هذه الأمة -يعني أمة محمد عليه الصلاة والسلام- على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، فقيل: من هي الفرقة الناجية؟ قال: الجماعة) وفي لفظ: (ما أنا عليه وأصحابي) هذه الفرقة الناجية الذين اجتمعوا على الحق الذي جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- واستقاموا عليه، وساروا على نهج الرسول -صلى الله عليه وسلم- ونهج أصحابه، هم أهل السنة والجماعة، وهم أهل الحديث الشريف السلفيون الذي تابعوا السلف الصالح وساروا على نهجهم بالعمل بالقرآن والسنة، وكل فرقة تخالفهم هي متوعدة بالنار، فعليك أيتها المرأة السائلة أن تنظري في كل فرقة تدعي أنها فرقة ناجية تنظري في أعمالها، فإن كانت أعمالها مطابقة للشرع فهي من الفرق الناجية، وإلا فلا، والمقصود أن الميزان هو القرآن العظيم والسنة المطهرة في حق كل فرقة، فمن كانت أعماله كل فرقة كانت أعمالها وأقولها تسير على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فهذه داخلة في الفرقة الناجية، ومن كان بخلاف ذلك كالجهمية والمعتزلة والرافضة والمرجئة وغير ذلك وغالب الصوفية الذين يتساهلون ويبتدعون في الدين ما لم يأذن به الله، فهؤلاء كلهم داخلون في الفرق التي توعدها الرسول بالنار حتى يتوبوا مما يخالف الشرع، كل فرقة عندها شيء يخالف الشرع المطهر فعليها أن تتوب منه، وترجع إلى الصواب، إلى الحق الذي جاء به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وبهذا تنجو من الوعيد، أما إذا بقت على البدع التي أحدثها في الدين ولم تستقم على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها داخلة في الفرق المتوعدة، وليست كلها في النار، وليست كلها كافرة، إنما المتوعد منها، فقد يكون من هو كافر لفعله شيئاً من الكفر، وقد يكون فيها من هو ليس بكافر ولكنه متوعد بالنار بسبب ما ابتدعه في الدين وشرعه في الدين مما لم يأذن به الله سبحانه وتعالى.
من موقع الشيخ ابن باز رحمه الله
 
الفِـــــرْقـَــــة النَّاجِيَة

يقول السائل : من هي الفرقة الناجية المنصورة في هذا العصر وماهي صفاتها وسماتها ؟

ج : الفرقة الناجية المنصورة في هذا العصر أو في غيرها إلى قيام الساعة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال : افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " ،هنا سئلوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - من هي هذه الواحة الناجية ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " ، هذه هي الجماعة الناجية ، قال سبحانه وتعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100) أتباع المهاجرين والأنصار هذا سبب للهداية ولرضوان الله ولدخول الجنة ، قال تعالى لما ذكر المهاجرين والأنصار في سورة الحشر قال : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10)
من صفات هذه الفرقة :

أولاً : أنها تتمسك على ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ،
ثانياً : تصبر على الحق ولا تلتفت إلى أقوال المخالفين ولا تأخذها بالله لومه لائم .

المصــــدر
المكتبة الشاملة :: من مقالات صاحب المعالي
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء
حفظه الل
ه
 
يُرفع للفائـدة

جعلنا الله وإياكم من هذه الفِرقة

 
حياك الله أخية اللهم بارك نقل ماتع سلمت يمينك جعلنا الله هذه الفرقة ياغالية ومااعجبني في نقلك هو نقلك عن الثقات ياغالية لا عن المجاهيل وهذا ماوقع فيه معظم الناس في هذا الوقت والله المستعان نسأل الله العافية واصلي وصلك الله بطاعته.
 
حياك الله أخية اللهم بارك نقل ماتع سلمت يمينك جعلنا الله هذه الفرقة ياغالية ومااعجبني في نقلك هو نقلك عن الثقات ياغالية لا عن المجاهيل وهذا ماوقع فيه معظم الناس في هذا الوقت والله المستعان نسأل الله العافية واصلي وصلك الله بطاعته.

وحياكِ وبياكِ أختي
جزاكِ الله خيرًا على مروركِ الطيِّب ونسأل الله الثبات لنا وللجميع

 
حفظ الله كل مشايخ أهل السنة الذابين عنها و الداعين اليها.
جزى الله خيرا الأخت على السلسلة المباركة والنافعة باذن الله.
وفق الله الجميع الى ما فيه رضاه.
 
بارك الله فيك
قال سفيان الثوري رحمه الله:استوصوا باهل السنة خيرا فانهم اقل الناس وارحم الناس بالناس
اختاه بارك الله في مجهوداتك ورزقك الثبات
 
بارك الله فيك

حفظ الله كل مشايخ أهل السنة الذابين عنها و الداعين اليها.
جزى الله خيرا الأخت على السلسلة المباركة والنافعة باذن الله.
وفق الله الجميع الى ما فيه رضاه.

بارك الله فيك
قال سفيان الثوري رحمه الله:استوصوا باهل السنة خيرا فانهم اقل الناس وارحم الناس بالناس
اختاه بارك الله في مجهوداتك ورزقك الثبات

جزاكم الله خيرًا جميعًا على مروركم
ثبتنا الله وإياكم

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top