نظرية المؤامرة قد انتهت صلاحيتها يا نظام الجزائري

lionalgerien

:: عضو مُتميز ::
إنضم
25 فيفري 2008
المشاركات
788
نقاط التفاعل
5
النقاط
17
1315787292.jpg
من الملاحظ أن الثورة الشبابية التي دعي إليها الشارع الجزائري عبر العديد من أندية التواصل الاجتماعي، و التي أراد لها أن تنطلق يوم 17 سبتمبر 2011، جعلت النظام الجزائري يفقد أعصابه، ويستنفر زبانيته عبر كل المواقع، آملا في العثور عن أية قشة ، مهما كانت واهية، لعلها تخلصه من المصير المنظور الذي سبقته إليه كل الطواغيت.

فبعد اتهامه للمملكة المغربية و فرنسا، عبر منابره المضللة، بتحريض الشباب الجزائري على الانتفاضة، عن طريق إنشاء بعض الصفحات على مواقع الفايسبوك و غيرها، حسدا من عند أنفسهم، و سعيا إلى الإطاحة بالنظام الجزائري الديمقراطي، الحر و المخلص لمبادئ ثورة التحرير العظيمة، فإنه يطلع علينا، بعد 24 ساعة من ذلك، وعلى نفس منابر العهر، باتهام مبطن لثوار ليبيا، مفاده أن مركز التحريض على الثورة في الجزائر ، يوجد في بنغازي، ويديره أحد اليهود، في إشارة مبطنة إلى أن المخابرات الإسرائيلية تقف هي أيضا وراء القضية.

هكذا انطلقت الحملات المسعورة لزبانية النظام،لتخويف الشعب الجزائري و بث روح الفرقة بين صفوفه، مدعية تارة بأن الجار الغربي التوسعي، مدعوما من طرف فرنسا الاستعمارية يتربصون بنا الدوائر لإخراجنا من الجنة التي بناها لها الجنرالات، و يسعون لهدمها فوق رؤوسنا، وتارة أخرى يتهم الثوار اللبيبين بالسعي وراء إشعال الفتنة في الجزائر انتقاما منه على حياده المزعوم، و الذي تنفيه كل الوقائع و الحجج.

الطرف الوحيد الذي يبقى مغيبا في هذه المعادلة، كما هو الحال في جميع المعادلات هو الشعب الجزائري طبعا. إنه قاصر في نظر النظام، وربما يعتبره سفيها، لا يجوز له أن يتصرف بمفرده، ولا حتى أن يفكر في أبسط أمور حياته. و هكذا كان حال الشعب و لا زال، منذ رحيل فرنسا من الجزائر: فرض عليه نظام شمولي دكتاتوري منذ أول يوم للاستقلال، دون أن يستشار في ذلك. مورس عليه الحجر يوم حاول أن يختار ممثليه خارج قوائم العصابة التي تسلطت على البلاد و العباد مند فجر الإنعتاق من المستعمر. أما اليوم، فلا زال الاحتيال على هذا الشعب، و استحماره و الحط من قدره قائما و مستمرا، إذ في الوقت الذي تعرف فيه كل العواصم العربية حراكا لشعوبها، تختلف حدته، حقيقة، حسب اختلاف درجة التسلط و الفساد و الجبروت لأنظمتها، نرى أن النظام الجزائري لا زال يراهن على نظرية المؤامرة، لتخدير الشباب و إيهامه بأن ما يجري خارج حدود الجزائر، من ثورات ، لا يعني الجزائر و لا يمكن أن يقاس فيه بها أو عليها.

النظام يدعي بأن الجزائر ليست فيها من المسببات ما يمكن أن يدفع إلى الحراك الذي عرفته تونس و مصر، و لا إلى الذي تعرفه ليبيا و سوريا و اليمن و غيرها، و لا ندري ماهية تلك المسببات التي تنتفي في الجزائر، هل هي القمع أم التسلط ؟ هل هي المحسوبية أم الرشوة ؟ هل هي السرقة أم الاستغلال ؟ هل هي تزوير الانتخابات أم قرصنة الإرادات ؟ هل هي قمع الحريات أم اغتصاب الحقوق ؟

كل الأنظمة التي سقطت، و التي هي في طريق السقوط، استعملت نفس الإدعاءات و نفس الحجج، و ركبت نفس النظرية، غير أن ذلك لم يفيدها في شيء ، لأن الشعوب قد وصلت لدرجة من الوعي يصعب معه استحمارها، والعالم صار قرية صغيرة لا يحجب فيه شيء و لا يستتر.

إن الشعوب العربية اليوم تطالب بأن تضع بين يديها زمام أمورها، وهي مصممة على أن تفرض كلمتها، و أن تباشر الإصلاح بإرادتها، و بالطريقة و السرعة التي ترضيها. لن يفلح طبعا أي نظام في الوقوف في وجه هذا التيار العارم، مهما بلغت قوته و غطرسته. هذه الشعوب قد أدركت اليوم، بأن عدوها الأول لا يكمن خارج حدودها، إنه الفقر و الجهل و التفرقة و الاستغلال و الاستعباد و القرصنة لحقوقها و لكرامتها. إنها تطالب بالانتقال السلمي للسلطة، وتحييد رموز الأنظمة الفاسدة و محاسبتهم عما اقترفوه من آثام في حق الوطن و المواطنين.

أما الشعب الجزائري فلن يكون استثناءا كي تنطلي عليه "نظرية المؤامرة"، فلا المملكة المغربية، ولا فرنسا و لا ثوار لبيا، يشكلون بالنسبة إليه أعداء، لأن أعداءه الحقيقيين موجودون داخل الوطن، كما هو الحال بالنسبة لكل الشعوب المنتفضة، و ما على النظام إلا أن يختار بين تسليم السلطة للشعب أو أن تنتزع منه السلطة من طرف الشعب.


الجزائر تايمز / جمال أحمد
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top