نغشات زوجية - خاص للمتزوجين..
الحلقة الحادية عشرة:
مساء خيرات ورضا من رب السماوات
وبسم الله نبدأ مرحلة ثانية من سلسلتنا نغشات زوجية، وأهدي هذه المرحلة لزوجي الحبيب لمساعدته ودعمه وتوجيهه وتفهمه نظرا لاشتراكنا في نفس الرسالة والغاية بفضل الله..
سنتطرق اليوم بأمر الله تعالى لصمت الرجل وثرثرة المرأة، حقيقة الأمر الذي يعتبر من أهم منغصات الحياة الزوجية، وقد شاع خصوصا في السنوات الأخيرة أن الرجل قليل الكلام والمرأة ثرثارة لا تتوقف، بينما معجزة الكلام هبة ربانية للنساء والرجال..
تعالوا نتعرف معا على:
+ أسباب صمت الرجل، وكلام المرأة..
+ متى يتكلم الرجل ولماذا؟ ونفس الشيء بالنسبة للمرأة..
+ ماهي الطرق الفعالة بقوة الله لطرد هذا المنغص من الحياة الزوجية، ويتفهم كل منهما الآخر..
+ صمام الأمان والضمانات الحقيقية لنفسية سوية بقوة الله..
............................
لنتفق أولا أن الطباع ليست مقياس ومعيار واحد ثابت سواء عند الرجال أو النساء، تختلف الشخصيات وطباعها وتعاملاتها حسب البيئة والتربية وتعامل المرء نفسه مع معطيات ذاته وقدراته التي حباه الله بها وعيوبه وفطرته..
هناك من الرجال من يتكلم أكثر من المرأة بكثير وهناك أيضا من النساء من يشتكي زوجها من الصمت، وهذا أمر رأيته في أسر كثيرة والله المستعان...
نحن اليوم لن نتطرق إلى هذين النوعين، سنحلل بعون الله الرجل الصامت في بيته والمرأة الثرثارة في بيتها... في الحياة الزوجية فقط... من خلال قصة قصيرة واقعية لنرصد الخلل..
وصل الزوج من العمل مرهقا جدا، لقد تكلم كثيرا ليثبت وجهة نظره تارة وليشرح عمله الهندسي لرئيسه تارة أخرى، ويبذل مجهودا ليتفوق في عمله بالكلام والعمل لتحسين مستواه المادي الذي هو تعبير ضمني منه عن حبه لأسرته ولزوجته بلا شك..
سألته الزوجة ماذا به، فلم يجبها لأن طاقة الكلام نفذت، يحتاج عصيرا باردا يروي عطشه ويسقي عروقه طاقة ونشاطا... لكنه لا يقوى على التعبير، ارتمى على الكنبة القريبة منه، ثم شرد في جريدة قريبة يهرب منها من السؤال الملح لدرجة الغيظ: ما بك؟؟
الزوجة قلقة عليه وتسأله حبا واهتماما، وهو يحتاج لقليل من الراحة بادئ الأمر حتى يتكلم من جديد...
لكن السؤال الملح أسكته بقية اليوم، ارتاح قليلا ثم قام إلى المطبخ صنع لنفسه مشروبا، ثم عاد إلى الجريدة يقلب صفحاتها وهو يفكر في الديون المتراكمة عليه والتي اقترب سدادها...
أيناقش الأمر مع زوجته لعلها تطرح عليه حلا مناسبا؟ لالالا ستقول لي قلت لك لا تستدين وأنت لا تسمع كلامي لا تسمع سوى كلام أصدقائك... هكذا حدث نفسه، ثم حصر كلماته داخله...
كل هذا والزوجة تعد العشاء وهي تغلي في المطبخ، لا تفهم شيئا، صمته يقتلها وأكثر ما يحيرها هو ضحكه وثرثرته مع الناس ومع أصحابه...
ماذا؟ هل كرهها؟ هل لم يعد يحبها؟ هل كلامها يزعجه؟ هل اهتمامها يخنقه؟ هل سؤالها جريمة؟؟؟
وساوس وساوس وساوس....
ماذا هناك؟ ماذا يجري؟
في الحلقة القادمة بأمر الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح