الرائد من سلة الفوائد

رد: الرائد من سلة الفوائد

التدخين أبو الخبائث

لا شك أن الصراع قائم بين الحق والباطل مادامت السموات والأرض، ولا يزال النزاع محتدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لذلك لم يفتأ أعداء الله يكيدون للإسلام منذ بزوغ شمسه لطفئوا نوره، ويزهقوا روحه، ولكن تصدى لهم الصادقون من عباد الله، فدحروهم وشتتوا جمعهم ومزقوا وحدتهم، ولما أقل نجم هؤلاء الصادقين ضعفت الهمم وخارت العزائم عند الكثيرين إلا من رحم الله، فوجد أعداء الله الفرصة سانحة ليعيدوا الكرة، فغزوا بلاد الإسلام لا بالحد ولا الحديد، وإنما بالتسلل إلى الفكر وإفساده عن طريق إغراء المسلمين بشهوات الدنيا، وفعلا صار لهم ما يريدون وتحقق وعد إبليس بإغواء المسلمين إلا العباد الصادقين، حيث قال الله على لسان إبليس: [FONT=&quot]}فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ[FONT=&quot]{[/FONT] [ص: 82-83].[/FONT]


وكان من وسائل الإغراء ذلكم السم الزعاف والشر المستطير، ألا وهو (الدخان)، الذي ما ازدادت الأمة الإسلامية بعد دخوله إليها إلا ذلا وتراجعا وانحطاطا في أكثر أفرادها، وللأسف صار له نفوذ وشهرة حتى أصبح مألوفا لدى الكثيرين، ولا ينكره إلا المخلصين، وأخذ المغرورون يتعاطون في جلساتهم ومنتدياتهم وكأنه أطيب الطيبات، فسلب عقول البشر فضعوا لسلطانه وأذعنوا لهيمنته، وتجاهلوا حكم الشريعة فيه وتغافلوا أضراره الكثيرة التي لا ينكرها إلا جاهل، ولئن كان الخمرة هي أم الخبائث فإن الدخان في عصرنا هو أبو الخبائث، وأضراره أكثر من أن تحصر، ولكن خذ باختصار ضرره على المال بطريقة حسابية:


المال الذي يكسبه التاجر من بيع الدخان محرم، وهو سحت في الدنيا والآخرة، وإليك هذا المثال لترى كم يضيع المدخنين من أموال هم في أمس الحاجة لها:


إذا فرضنا أن شخصا يشرب عشرين سيجارة يوميا كمتوسط للمدخنين، فإنه في الشهر يستهلك (20 سيجارة × 30 يوما =600 سيجارة شهريا) أي: 30 علبة وقيمتها 180 ريالا يصرفها شهريا على الدخان، فهذه ميزانية متكاملة لأجل هذا الوباء، وفي السنة يستهلك 180 ريال × 12 شهرا = 2160 ريالا يصرفها سنويا دون مبالاة بضياع الأموال، ولو طلب منه أن يتبرع بريال واحد لصالح مشروع خيري ادعى الفقر والحاجة!!


إذا كان هذا المبلغ في سنة واحدة، فكم المبلغ الذي يصرفه منذ بداية تعاطيه للدخان وهو شاب إلى أن يكون شيخا كبيرا؟!! لنفرض أنه بدأ التدخين وعمره خمسة عشر عاما، فكم يكون قد استهلك من الأموال إذا بلغ سن الستين عاما؟


2160 × 45 سنة = 97200 ريال في العمر، هذا المتوسط، فكيف بمن يدخن 40 سيجارة أو أكثر فيستهلك 194400 ريالا (مائة وأربعة وتسعون ألفا وأربعمائة ريال) ولو صرفها فيما ينفعه وأسرته لكان خيرا له، وسيحاسبه الله عن هذا المبلغ الذي أضاعه، قيل لابن عباس رضي الله عنه: رجل مات وترك مائة ألف درهم قال ابن عباس: لكن هي ما تركته.


هذا في حق من خلفها لأولاده فكيف بمن ضيعها وأتلفها ولم ينفع نفسه ولا أولاده فإن حسابه عسير.
 
رد: الرائد من سلة الفوائد

الرسول صلى الله عليه وسلم كأنك تراه

1- «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا، ليس بالطويل البائن ولا القصير» [متفق عليه].
2- «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض مليح الوجه» [رواه مسلم].
3- «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعا، عريض ما بين المنكبين، كث اللحية، تعلوه حمرة، جمتة إلى شحمة أذنيه، لقد رأيته في حلة حمراء، ما رأيت أحسن منه» [رواه البخاري].
(مربوعا: ليس بالطويل ولا القصير)، (كث اللحية: كثير الشعر)، (جمته: شعره).
4- «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس واليدين والقدمين، حسن الوجه، لم أر قبله ولا بعده مثله» [رواه البخاري].
5- «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه مثل الشمس والقمر، وكان مستديرا» [رواه مسلم].
6- «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه، حتى كأن وجهه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك» [متفق عليه].
7- «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسما، وكنت إذا نظرت إليه قلت: أكحل العينين وليس بأكحل» [حديث حسن رواه الترمذي].
8- «وعن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا قط ضاحكا، حتى أرى منه لهواته، إنما كان ضحكه التبسم» [رواه البخاري].
(لهواته: أقصى حلقه).
9- وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضيحان، فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر، وعليه حلة حمراء، فإذا هو عندي أحسن من القمر» [أخرجه الذهبي].
(إضحيان: مضيئة مقمرة).
10- «وما أحسن من قال في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم:
وأبيض يستسقى الغمام وجهه




ثمال اليتامى عصمة للأرامل





هذا الشعر من كلام أبي طالب، أنشده ابن عمر وغيره، لما أصاب المسلمين قحط، فدعا لهم الرسول قائلا: «اللهم اسقنا» فنزل المطر. [رواه البخاري].
(ثمال: مطعم، عصمة: مانع من ظلمهم).
والمعنى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم المنعوت بالبياض يسأله الناس أن يتوجه إلى الله بوجهه الكريم ودعائه أن ينزل عليهم المطر وذلك في حال حياته صلى الله عليه وسلم أما بعد مماته فلا.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top