رد: الرائد من سلة الفوائد
وكان من وسائل الإغراء ذلكم السم الزعاف والشر المستطير، ألا وهو (الدخان)، الذي ما ازدادت الأمة الإسلامية بعد دخوله إليها إلا ذلا وتراجعا وانحطاطا في أكثر أفرادها، وللأسف صار له نفوذ وشهرة حتى أصبح مألوفا لدى الكثيرين، ولا ينكره إلا المخلصين، وأخذ المغرورون يتعاطون في جلساتهم ومنتدياتهم وكأنه أطيب الطيبات، فسلب عقول البشر فضعوا لسلطانه وأذعنوا لهيمنته، وتجاهلوا حكم الشريعة فيه وتغافلوا أضراره الكثيرة التي لا ينكرها إلا جاهل، ولئن كان الخمرة هي أم الخبائث فإن الدخان في عصرنا هو أبو الخبائث، وأضراره أكثر من أن تحصر، ولكن خذ باختصار ضرره على المال بطريقة حسابية:
المال الذي يكسبه التاجر من بيع الدخان محرم، وهو سحت في الدنيا والآخرة، وإليك هذا المثال لترى كم يضيع المدخنين من أموال هم في أمس الحاجة لها:
إذا فرضنا أن شخصا يشرب عشرين سيجارة يوميا كمتوسط للمدخنين، فإنه في الشهر يستهلك (20 سيجارة × 30 يوما =600 سيجارة شهريا) أي: 30 علبة وقيمتها 180 ريالا يصرفها شهريا على الدخان، فهذه ميزانية متكاملة لأجل هذا الوباء، وفي السنة يستهلك 180 ريال × 12 شهرا = 2160 ريالا يصرفها سنويا دون مبالاة بضياع الأموال، ولو طلب منه أن يتبرع بريال واحد لصالح مشروع خيري ادعى الفقر والحاجة!!
إذا كان هذا المبلغ في سنة واحدة، فكم المبلغ الذي يصرفه منذ بداية تعاطيه للدخان وهو شاب إلى أن يكون شيخا كبيرا؟!! لنفرض أنه بدأ التدخين وعمره خمسة عشر عاما، فكم يكون قد استهلك من الأموال إذا بلغ سن الستين عاما؟
2160 × 45 سنة = 97200 ريال في العمر، هذا المتوسط، فكيف بمن يدخن 40 سيجارة أو أكثر فيستهلك 194400 ريالا (مائة وأربعة وتسعون ألفا وأربعمائة ريال) ولو صرفها فيما ينفعه وأسرته لكان خيرا له، وسيحاسبه الله عن هذا المبلغ الذي أضاعه، قيل لابن عباس رضي الله عنه: رجل مات وترك مائة ألف درهم قال ابن عباس: لكن هي ما تركته.
هذا في حق من خلفها لأولاده فكيف بمن ضيعها وأتلفها ولم ينفع نفسه ولا أولاده فإن حسابه عسير.
التدخين أبو الخبائث
لا شك أن الصراع قائم بين الحق والباطل مادامت السموات والأرض، ولا يزال النزاع محتدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لذلك لم يفتأ أعداء الله يكيدون للإسلام منذ بزوغ شمسه لطفئوا نوره، ويزهقوا روحه، ولكن تصدى لهم الصادقون من عباد الله، فدحروهم وشتتوا جمعهم ومزقوا وحدتهم، ولما أقل نجم هؤلاء الصادقين ضعفت الهمم وخارت العزائم عند الكثيرين إلا من رحم الله، فوجد أعداء الله الفرصة سانحة ليعيدوا الكرة، فغزوا بلاد الإسلام لا بالحد ولا الحديد، وإنما بالتسلل إلى الفكر وإفساده عن طريق إغراء المسلمين بشهوات الدنيا، وفعلا صار لهم ما يريدون وتحقق وعد إبليس بإغواء المسلمين إلا العباد الصادقين، حيث قال الله على لسان إبليس: [FONT="]}فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ[FONT="]{[/FONT] [ص: 82-83].[/FONT]
وكان من وسائل الإغراء ذلكم السم الزعاف والشر المستطير، ألا وهو (الدخان)، الذي ما ازدادت الأمة الإسلامية بعد دخوله إليها إلا ذلا وتراجعا وانحطاطا في أكثر أفرادها، وللأسف صار له نفوذ وشهرة حتى أصبح مألوفا لدى الكثيرين، ولا ينكره إلا المخلصين، وأخذ المغرورون يتعاطون في جلساتهم ومنتدياتهم وكأنه أطيب الطيبات، فسلب عقول البشر فضعوا لسلطانه وأذعنوا لهيمنته، وتجاهلوا حكم الشريعة فيه وتغافلوا أضراره الكثيرة التي لا ينكرها إلا جاهل، ولئن كان الخمرة هي أم الخبائث فإن الدخان في عصرنا هو أبو الخبائث، وأضراره أكثر من أن تحصر، ولكن خذ باختصار ضرره على المال بطريقة حسابية:
المال الذي يكسبه التاجر من بيع الدخان محرم، وهو سحت في الدنيا والآخرة، وإليك هذا المثال لترى كم يضيع المدخنين من أموال هم في أمس الحاجة لها:
إذا فرضنا أن شخصا يشرب عشرين سيجارة يوميا كمتوسط للمدخنين، فإنه في الشهر يستهلك (20 سيجارة × 30 يوما =600 سيجارة شهريا) أي: 30 علبة وقيمتها 180 ريالا يصرفها شهريا على الدخان، فهذه ميزانية متكاملة لأجل هذا الوباء، وفي السنة يستهلك 180 ريال × 12 شهرا = 2160 ريالا يصرفها سنويا دون مبالاة بضياع الأموال، ولو طلب منه أن يتبرع بريال واحد لصالح مشروع خيري ادعى الفقر والحاجة!!
إذا كان هذا المبلغ في سنة واحدة، فكم المبلغ الذي يصرفه منذ بداية تعاطيه للدخان وهو شاب إلى أن يكون شيخا كبيرا؟!! لنفرض أنه بدأ التدخين وعمره خمسة عشر عاما، فكم يكون قد استهلك من الأموال إذا بلغ سن الستين عاما؟
2160 × 45 سنة = 97200 ريال في العمر، هذا المتوسط، فكيف بمن يدخن 40 سيجارة أو أكثر فيستهلك 194400 ريالا (مائة وأربعة وتسعون ألفا وأربعمائة ريال) ولو صرفها فيما ينفعه وأسرته لكان خيرا له، وسيحاسبه الله عن هذا المبلغ الذي أضاعه، قيل لابن عباس رضي الله عنه: رجل مات وترك مائة ألف درهم قال ابن عباس: لكن هي ما تركته.
هذا في حق من خلفها لأولاده فكيف بمن ضيعها وأتلفها ولم ينفع نفسه ولا أولاده فإن حسابه عسير.