لن أتزوج الطبيبة:

بنت سطيف

:: عضو مُشارك ::
إنضم
4 ماي 2016
المشاركات
136
نقاط التفاعل
361
النقاط
13
لن أتزوج الطبيبة:
- البنت طبيبة .. وجميلة .. ومن عائلة .. وأخلاقها زي الفل...لم ترفضها؟
- أفضل أن أتزوج هندية أو صينية ولا ( إني أتزوج ) بنت عمي الطبيبة ؟؟
- لم ياصديق .. لم يامغفل ..؟؟
- لأنها تعمل في المستشفى .؟؟
- والمستشفى يا "ـــــــــــــــــ" هو مسرح أو كباريه أو ** ــــــــــــــ ؟
- ترفضها لمجرد أنها تحمل فضيحة (طبيبة) !!!
- تمعض وجهه و تغير و كأنني نطقت بكلمة مشينة......وبدأ بإلقاء محاظرة عن وجوب ملازمة المرأه لبيتها و عدم اختلاطها بالرجال وووو....
- ألستم تركضون ببناتكم وأمهاتكم وأخواتكم للمستشفى عند بوادر أي عارض ؟
إنها المهنة الإنسانية الشريفة.. وفي مجتمعنا آلاف الطبيبات العفيفات المحتشمات)..(جديرات بالإحترام والتقدير)..
أتعجب من نظرتك للطبيبة وكأنها نزعت دينها وعفافها!!!
( كيف تريد طبيبة تعالج محارمك وأنت تحتقر تلك التي تعبت وسهرت سنين من عمرها حتى تجدها في المستشفى بإنتظار مرضى بنات المسلمين )؟
- يا أخي شوف المستشفيات الخاصة مثلا:
أول ما تدخل المستشفى يحطوا لك بنت متبرجة عليها سطل مكياج في وجهها – كنوع من الدعاية اللامباشرة للمستشفى-
- الطبيبة لم تفرط في دينها ولا في عفتها وشرفها بل طلبت العلم وسهرت وكافحت بحجابها وأخلاقها وخرجت من بيتها ليلاً ونهاراً في سبيل المهنة الشريفة في وقت ترضى لمحارمك الخروج بأنصاف الليالي والعوده فجرا على حفلة رقص وغناء وأفراح, الطبيبة يحدث أن تختلط بالرجال وتتحدث معهم وهي مجبرة على ذلك فكيف بك تترك, أخواتك ونسائك في الأسواق يتمشين بين الباعة ولم تتحرك غيرتك الساكنة ونبذت هذه الطبيبة واحتقرتها وهي التي تؤدي عملها في حشمة وأدب؟؟؟
- الطبيبات مجرد «عاهرات» تلقين تعليما جيدا!!!
قالها وانصرف بسيارته بعيدا عني تحاشيا منه لمزيد من النقاش حول الأمر....
******************
كان ذلك صديقي"معصوم" من أيام الدراسة ... شاب ثلاثيني لعوب ....كل يوم يشرب ويلهو ويصرف على الفتيات اللواتي يسهر معهن ..
لم تجد والدته – كعادة كل النساء الشرقيات- بدّا من القيام بتزويجه عسى أن يهديه الله ....!!!
لم تجد أمامها أحلى ولا أجمل ولا أنضج من ابنة عمه الطبيبة ( قمر ) والتي لا يحلم هو ولا ألف من شاكلته بأن يمروا بجانبها ..
قامت الأم بخطبة الفتاة....ووافق أهل الفتاة على طلبها كعادة كل الأسر الشرقية التي ترفض تزويج بناتها لمن لايعرفونه ..."ابن عمها أولى فيها من الغريب" ...
**************
رفضها بحجة أنه نما إلى علمه أنها تعمل في المستشفى وأنها في مكان مختلط..!! وعلى الفور تم فسخ الخطوبة ..
المشكلة أن هذا "الجاهل" ( تلقى تعليمه في الخارج ) متعلم ومثقف حسب معايير الفتيات اللواتي يخالطهن والعائلات الثرية التي ينتمي هو إلى إحداها ..!
لا أدري لماذا شعرت لحظتها بحاجتنا الملحة الى ** ينظف البلد من التخلف المعشش في أدمغة يصعب علاجها إلا بالقهر ..!
ولا أدري حينها لم جال بنفسي هذا الخاطر "هل لابد أن نمر بتجربة تاريخية مؤلمة حتى نحترم المرأة وبالأخص الطبيبة ؟
حتى نعيد لها الإحترام الذي منحه لها الله والرسول صلى الله عليه وسلم .. وسلبه منها الجهل والعصبيه الغبية ؟؟

****************
مرت شهور على الحادثة, وتزوج صديقي معصوم من فتاة متواضعة الجمال, لم تكمل تعليمها الثانوي, طبعا أصبحت تلك عادة عند الشباب الذي جرب شتى أنواع النساء,لدرجة أنك تجد الشاب أحيانا بقمة بالسوء, تافها و لعوبا, وإذا أراد الزواج
بحث عن قطة مغمّضة لاتعرف من الدنيا ولا التكنولوجيا ولا الحياة شيئا يذكر!!!
لذلك يقال :"من أشد أنواع الظلم الاجتماعي هو بحث الأهل عن زوجة صالحةلإبنهم السيء" ....
هاهي الأيام تمر, وصديقي معصوم يستعد ليكون أبا, فزوجته حبلى وقريبا يزدان البيت بطفل تملأ ضحكاته وصرخاته أجواء المكان....
لكن ترى ماذا يخبئ له القدر؟؟؟
******************
كانت الساعة تشير الى السابعة من صباح ذلك اليوم المشهود, عندما استيقظت على صوت صراخ وعويل نساء الجيران, والتي علمت فيما بعد أنها تعود لجارتنا أم معصوم...
أسرعت الى الباب الخارجي لألقي نظرة وأعرف ماحدث لجيراننا, فاذا بي أجد الشارع مكتظا بالناس والمارة وسيارات الشرطة تطوق المكان ...
سألت أحد المتجمهرين لأستوضح منه الخبر فقال :
- صديقك معصوم أطلق النار على طبيب قام بتوليد زوجته البارحة...
وقع علي الخبر كالصاعقة لم أتوقع أن يصل الأمر الى هذا الحد...وعادت بي الذاكرة الى الوراء فقد تذكرت حينها الخاطر الذي مر بي أثناء نقاشي مع صديقي معصوم " هل لابد أن نمر بتجربة تاريخية مؤلمة حتى نحترم المرأة وبالأخص الطبيبة ؟"
***************
انتشر الخبر انتشار النار في الهشيم,حيث نشرت صحيفة "العالم الثالث" مقالا عن الأمر جاء فيه:
" برر مطلق النار على طبيب النساء والولادة بالمستشفى ظهر اليوم بأن سبب هجومه على الطبيب كونه قام بإجراء عملية الولاده لزوجته ، وأن المستشفى **يفترض** أن تكون به طبيبة للنساء والولاده !!
وفي التفاصيل وفقاً لموقع سبق، أن الجاني قدم للطبيب داخل عيادته وأستدعاه, وقال له أريد أن أقدم لك الشكر والعرفان, على ما قمت به تجاه زوجتي, التي قمت بتوليدها، وقام بإستدراجه الى حديقة المستشفى, التي كانت تعج حينها بالأطفال، وقام بإطلاق الرصاص عليه ولاذ بالفرار، فيما تم نقل الطبيب للعناية المركزة حيث استقرت الرصاصة بكتفه.
هذا وقد تم القبض على الجاني بعدما لاذ بالفرار بعد واقعة إطلاق النار .
و بين المتحدث الإعلامي ‏‏أنه تم إسعاف الطبيب حيث تبين أنه تعرض إلى طلق ناري في الذراع الأيسر حيث اخترقت الرئة ‏وصولا إلى استقرارها في الكتف....
قرأت المقال وأنا لا أزال في حالة من الحيرة والذهول, ثم تتبعت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن الحادثة, الأمر الذي أطلق العنان لتعليقاتالمتابعين في العالم العربي, والتي كان معظمها يطالب بضرورة وجود الطبيبات في مستشفياتنا...
- هل انقرضت طبيبات النساء في العالم حتى يجلب لنا الذكور؟
- لماذا الرجال يعالجون نساءنا, هل نحن في أوروبا ؟
- نريد امرأة في قسم الاشعة
- نريد امرأة في قسم التوليد
- نريد امراة في الطوارئ
تعليقات أخرى ذمت تصرف الرجل وقامت بشن هجومات شرسة ...
- ليته تركها حتى يموت الجنين و ينقطع نسل هذا الحيوان أو يأخذها لطبيب بيطري يناسبه..
- الضرورات تبيح المحضورات قاتل الله الجهل والجهلاء...
- هل تعلم أيها الجاهل أن العمليات القيصيرة يجريها أطباء جراحين يعني عدد الطبيبات شيئ لا يذكر .....
وحتى لا أتهم بالمبالغة فإن نظرة عابرة إلى ردود الفعل في وسائل التواصل على هذه الجريمة البشعة تبين وجود قدر لا بأس به من التعاطف مع صديقي معصوم والتأييد له، ومن المتعاطفين من ذهب به التعاطف إلى اعتباره بطلا عظيما وقدوة للغيورين!
فكانت تعليقاتهم كالآتي:
- بالنسبة له كرجل أخذ حقه واستعاد شرفه من الطبيب...
- الدكتور يستاهل !!
- خلوا العلم لكم وحدكم واتركونا في جهالتنا إذا كنتم ممن يرضون الكشف على عورات نسائهم فمبارك لكم هذا التحضر وهنئتم عيشا في الدنيا وفي الآخرة ...!!!!
- غيرتنا خير لنا من تفتحكم وتحضركم والواضح أن الغيرة قد نزعت من قلوبكم..
ليرد آخر على تلك التعليقات قائلا:
- داووا مرضاكم بالمسدسات. ------- المُجرِم الأخطر هو ذلك الذي بَرَّرَ الجريمة وقال: "يستاهل الدكتور".

وبين أولئك وأولئك ,حار فكري وضاقت بي أنفاسي, وأصابني الصداع, من ازدواجية هذا المجتمع..حينها كتبت مداخلتي التي قطعت تدفق طوفان التعليقات بالآتي:
- مرة ضد عمل المرأة !
- مرة ضد الزواج من الطبيبات !
- مرة ضد وجود إمرأة في مناوبة ليلة!
***
- ومرة نريد إمرأة في قسم الاشعة !!
- نريد إمرأة في الطوارئ!!
- نريد إمراة في المناوبة الليلة!!

الذين يطالبون بضرورة وجود الطبيبة هم أنفسهم يرفضون أن تدرس بناتهم أو أخواتهم في المجال الصحي أو أن يعملن في المناوبات والمستشفيات !!!

من يوفق بين هذه العبارات؟
الغيرة والديوثة وعمل المرأة والحلال والحرام...؟
/
/
/

حتى في الإسلام الأول في عهد النبي عليه الصلاة والسلام كانت المرأة تعمل فمثلا هذه الصحابية رفيدة فتح لها الرسول مستشفى في إحدى الخيام وممن عالجتهم كان الصحابي الجليل سعد بن معاذ لقد كان بإمكان الرسول أن يعلم رجلا ويجعله هو يعالج؟! مثل آخر الصحابية هند بنت عتبة أقرضها الخليفة عمر بن الخطاب مالا لتعمل في التجارة ! فهل كانت ستتاجر مع نساء؟؟! إنه يعلم أنها كانت ستعمل مع رجال ولو كان الأمر حراما لمنعها ثم إن عمر رضي الله عنه وكل أمر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأسواق لامرأة إسمها الشفاء!
قرأنا عدة فتاوي تمنع المرأه من الخروج
و الأن نقرأ ( مواقف صحيحة ) لنساء زمن الرسول عليه الصلاة و السلام
فأيهما أحق بالاتباع .. !!

من كتابي "مبروك نت مصاب بالفصام" مجموعة قصصية
 
مجتمع غريب
شيطان يبحث عن ملاك هكذا كنت لأعنون ما أكتب عن هاته الحالات
ربما سيتزوج تلك القطة مغمضة العينين و سيجعلها تدفع ثمن نزواته العابرة لكن هناك عدالة ربانية ستقتص منه لا محال
ماذا أقول وماذا لا أقول هكذا أسأل نفسي وأجيبني حتما لا ينفع أي قول في مجتمعي
أنت رائعة بأسلوبك متابعة لك ِ باذن الله
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top