معنى كلمة (أحبّك في الله)!

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

نقلت هذا الكلام من الواتس آب والذي نشر قبل مدة للأخ الفاضل محمد مرابط-حفظه الله وزاده من فضله- أثر فيّ مضمونه! كيف لا وقد عايشناه ورأينا أكثره! والذي جعلني أتأكد من صحة نسبته (أي الكلام) لأبي معاذ هو، كثرت نشر إخواننا لهذا الكلام دون ما إنكار ، والأمر الثاني وجود نفس الكتابة التي ميز الله بها الأخ الكريم.
قال - وفقه الله تعالى-:


أحبّك في الله!
كلمة عرف جلالتها من عرف معناها! فقد عهدنا اليوم سماعها، لكن للأسف أكثر من يقولها لا يعرف حقيقتها.
كنت قبل زمن بعيد أستشكل قول الشيخ الفوزان حفظه الله عندما كان ينصح بعدم الاكثار من ترداداها، لكن سرعان ما توصلت إلى مضامين كلامه الذي لا يصدر إلا من متمرّس في علوم الشريعة ومجرّب في هذه الدنيا الدنيّة.
تأكدت من مغزى كلامه يوم أن رأيت بعيني فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي يبكي بتأثر كبير بعدما قال له أحد الجلوس: يا شيخ أحبك في الله.
نعم! اطمأنّت نفسي لكلامه يوم أن رأيت آثار الجهل بمعاني المحبة في الله ظاهرة في حياتنا الأخوية، إنها حقيقة والله: أفضلنا من يقولها ولا يدرك معانيها.
اعلم - أرشدك الله لمرضاته- أن الرجل الذي يجلس في الصف الأوّل وتراه ملازما للرواتب وقراءة القرآن وأنت لا تعرفه ولا تعرف حتى اسمه! هو أحق بأن تقول له أحبك في الله من ذلك الصاحب والصديق الذي تقولها له ليل نهار وهو لا يستحقها.
نعم لا يستحقها -والله- لأن حبك له هو حبّ طبيعي جبلت عليه، وهذا سرّ خفي يغفل عنه الكثير: لقد أحببت هيئته، أحببت حسن كلامه، أحببت مواقفه، أحببت فيه الوفاء، أحببت حديثه ونفسه المرحة!! أما أنك أحببته لطاعة الله وبعده عن معصية الخالق فهذا والله شيء عزيز جدا، ويصعب التفريق بين هذا الحب الذي وردت فيه نصوص اقشعرت منها جلود الذين آمنوا وبين ما اسلفنا ذكره من الحب الطبيعي، والذي هو في عرف العوام من نوع (نشتيك)!
أخي الفاضل: تريد أن تعرف الحقيقة؟! انتبه وانظر إلى الغابرين ممن كنت تحبهم في الله كيف انقلبت العلاقة والصلة إلى قطيعة وتهاجر بمجرد أن أساء الواحد منكم إلى الآخر؟! فكيف طارت أوراق ذلكم الحب في الله؟ للأسف فالجواب الصادق: لم يكن أصلا!
هل تعلم أيها العزيز: أن الحب في الله لا يزيد بالإحسان ولا ينقص بالإساءة؟! هل تعلم أخي الموفق أن الرجل مهما أعطاك وأحسن إليك ووقف بجنبك فحبك له هو حب طبيعيّ وتفضيلك له عن غيره هو وفاء منك يقع حتى من الكافر؟ هل تعلم أخي الكريم أن من أحببته لله حقا فهو كذلك حتى لو سبّك وطعن فيك وأخذ مالك؟
هذا نص واحد يظهر عظمة ما نستهين به: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إنّ الله تعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلّهم في ظلّي يوم لا ظلّ إلاّ ظلّ ،
يقول ابن تيمية رحمه الله :"فقوله :أين المتحابون بجلال الله ؟ تنبيه على ما في قلوبهم من إجلال الله و تعظيمه مع التحاب فيه ، و بذلك يكونون حافظين لحدوده، دون الذين لا يحفظون حدوده لضعف الإيمان في قلوبهم".
يا إخواني الأفاضل: أنبّه على هذه الحقيقة حتى لا تختلط علينا الحقائق، وحتى نأتي البيوت من أبوابها، فقد أخطأنا كثيرا في هذه المفاهيم الشرعية و التي ترتب عليها خلط كبير في علاقتنا مع الناس.
فاعرفوا معنى الحب في الله ولا يكون هذا إلاّ بمراجعة كلام الأئمة وقبل هذا نصوص الشريعة، وبعد ذلك ستجد في نفسك تعظيما لهذه الكلمة، وستعرف وقتها أن مستحقيها أقل من القليل. نسأل الله أن يبصرنا بعيوبنا وأن يسلك بنا مسالك الهداية والرشاد.
وفق الله الجميع
أبو معاذ محمد مرابط.
إنتهى كلامه .

عن نفسي أتكلم (صاحب الموضوع المنقول عنه، الأخ سفيان):
تعلمت من مشايخنا -وبخاصة شيخنا الوقور أزهر- الخير الكثير ، ولم نسمع منهم الإكثار من التلفظ بها، كما هو معهود عند الإخوان وغيرهم من المبتدعة ، وتعلمت أن أكون شحيحا في إخراجها ، وأن لا أخبر بها إلا من أحسنت الظن فيهم ،كشيخ فاضل إشتغل بتعلم العلم النافع الذي هو من أعظم القربات ، وكان حريصا على العمل به وتعليمه الناس، أو طالب علم مخلصٍ صادق قد ظهر صدقه بعد فتن ومحن أصابت دعوتنا ، ففرقت شمل من خاض فيها ،فكان صادقا صابرا محتسبا وكذلك بالكبار مرتبطاً ، فهؤلاء والله أحبهم لله تعالى، أو أخ معظم لحدود الله، صوامٌ قوام لله تبارك وتعالى محب لإخوانه؛ حريص على جمع كلمتهم واجتماعهم على الخير، يقدمهم على أهله ولده (كما كان الحسن البصري- رحمه الله تعالى- يقول: إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا....) ويسأل عنهم وعن أحوالهم يفرح بفرحهم ويحزن لحزنهم...فمثله كذلك احبه في الله .....والله المستعان.
وأما حب أكثرنا اليوم لإخوانه ! فحقيقة لا بد من الصفح بها ، وهو واقع ما له من دافع قد بين ووضح معناه أبو معاذ في قوله : هو حبّ طبيعي جبلت عليه، وهذا سرّ خفي يغفل عنه الكثير: لقد أحببت هيئته، أحببت حسن كلامه، أحببت مواقفه، أحببت فيه الوفاء، أحببت حديثه ونفسه المرحة!!
صح عن اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ عنهما انه قال:
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﷺ :
" ﺇﻥَّ ﻟﻠﻪِ ﺟُﻠَﺴَﺎﺀَ ﻳﻮﻡَ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔِ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻦِ ﺍﻟﻌﺮﺵِ ، ﻭﻛِﻠْﺘَﺎ ﻳﺪَﻱ ﺍﻟﻠﻪِ ﻳﻤﻴﻦٌ ، ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺑﺮٍ ﻣِﻦ ﻧﻮﺭٍ ، ﻭﺟﻮﻫُﻬُﻢ ﻣِﻦ ﻧﻮﺭٍ ، ﻟَﻴﺴﻮﺍ ﺑﺄﻧﺒﻴﺎﺀَ ﻭﻻ ﺷُﻬﺪﺍﺀَ ﻭﻻ ﺻﺪِّﻳﻘﻴﻦَ .
ﻗﻴﻞَ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪِ ! ﻣَﻦ ﻫُﻢ !؟
ﻗﺎﻝ : ﻫُﻢ ﺍﻟﻤُﺘﺤﺎﺑُّﻮﻥَ ﺑﺠﻼﻝِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺗﺒﺎﺭﻙَ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ "وهو في صحيح الترغيب.
نسأل الله من فضله.
جزاكم الله خيرا أبا معاذ وبارك فيكم وزادكم من فضله.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top