رحلة العمرة وعجائبها العشرة ( موضوع شيق من عدة حلقات، الحلقة الأولى)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه وبعد:‬
لقد شاهدت في هذه العمرة عجائب وسمعت فيها غرائب وددت أن أخبركم بها لأشارككم بعض عبرها ومواعظها فإليكموها:
العجيبة الأولى: مرافقنا والذي كان مرشد رحلتنا الأخ الفاضل ياسين الوهراني؛ والعجيبة هي أن أخانا رجل كفيف لا يرى بعين بصره، ولكنه يرى بعين بصيرته، فهو يشغل هذه الوظيفة منذ زمن حفظه الله ورعاه، ومما يمكن للإنسان أن يستفيده من هذا التالي:
- أن العجز هو عجز القلب لا الجوارح؛ فكم من عبد آتاه الله القوة ووهب له الصحة ومع ذلك يعجز أن يحقق مصالحه، فضلا عن أن يحقق مصالح غيره.
- أن الله سبحانه إذا حرم عبدا من نعمة أبدله ما يعوضه به عنها، ويقوم في تحصيل الخير مقامها، فلا يحرم العبد من الخيرات بأكملها، وقد لا يعطي في هذه الدنيا المصالح برمتها.
- أنه لا ينبغي للعبد أن يقف عند حدود عجزه، بل ينبغي عليه أن يتجاوزها، وينطلق إلى ما وراءها، ويحاول أن يجعلها دافعا له لتحقيق أهدافه وإبراز قدراته.
- أن وجود أمثال هؤلاء الذين تجاوزوا حدود عجزهم وحققوا بعض آمالهم وعاشوا سعداء كغيرهم من أكبر حجج الله على خلقه من أهل الصحة والعافية، وأعظم براهينه على عباده من أصحاب قدرة والسلامة، أقصد الذين يتعللون عند تركهم لما ينفعهم في دينهم ودنياهم ببعض العلل الواهية، والحجج الضعيفة، كقول أحدهم لا أستطيع، أو الله غالب، أو أمثال هذه الكلمات الواهيات، وتلكم الأقوال الضعيفات، ومثال على ذلك: حفظ كتاب الله؛ فكم من كفيف لا يرى يحفظه عن ظهر قلب، ويستظهره دون أدنى مشقة وتعب، ومنهم أخونا ياسين، وتجد ضعفاء القلوب يتعللون بعجزهم عن تحقيق هذا المرغوب.
- أن بعض الأمثلة السائرة لا تكون على إطلاقها، ولا ينبغي تعميم معناها الذي يفهم منها، ومن ذلك قول بعضهم: "أعمى يقود بصيرا" وهو مثل يضرب لمن كان له بصر يمكنه السير به، ومعرفة طريقه بالاعتماد عليه، ولكنه يترك ذلك ويتبع من لا بصر له ولا نظر لديه ،ولذلك يقع في الملمات، وتصيبه المدلهمات، وهذا المثل صحيح إلى حد بعيد ماديا ومعنويا، ولكنه ليس بصحيح على الدوام، ولا يمكن تعميمه في كل الأحوال والأيام، فقد يكون الأعمى عالما فيجب على البصير أن يتبعه وينقاد في سائر أموره له، وقد يكون حاكما فيجب على البصير السمع والطاعة له وعدم مخالفته؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلف من ورائه ابن أم مكتوم الأعمى على المدينة حاكما مطاعا؛ وهو رضي الله عنه من أمثلة من لم يقف به عجزه عن تحقيق غاياته، والتفوق على السالمين من أهل زمنه، وقد يكون أمينا يؤتمن على صلاة الناس وعباداتهم، ويسلم غيره له فيه، ولا يشك طرفة عين به: كأن يكون إماما والناس من خلفه يصلون، أو مؤذنا والناس على أذانه يعتمدون، ولقد كان ابن أم مكتوم الأعمى يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم ولم يمنعه عماه من الأذان، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدفعه عن التقرب بهذه العبادة لربنا الرحمن.
- أنه لا يجوز إهمال هذا الصنف من الناس، ولا الاستهانة بهم لما أصابهم من الباس، لا من قبل أوليائهم، ولا المجتمع المحيط بهم؛ لأن الله قد ينفع خلقا كثيرا بجهودهم، وقدراتهم التي يفجرونها إذا اهتممنا بهم ولم نهملهم، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في معاملته لهم، واهتمامه بهم، وإليك المثال على ذلك:
العمي: عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ" ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى لَا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ: أَصْبَحْتَ، أَصْبَحْتَ "رواه البخاري ومسلم.
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلَى عَلَيْهِ:" لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" قَالَ: فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ يُمِلُّهَا عَلَيَّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ. وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي، فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنْ تَرُضَّ فَخِذِي، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :"غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ"" رواه البخاري ومسلم. وفي هذا الحديث منعه عماه من الجهاد في سبيل الله، ولكنه لم يمنعه من النية الطيبة في القيام به لو أمكنه، ولذلك أنزل الله عذره وعذر أمثاله.
العرج: عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ بَنِى سَلَمَةَ قَالُوا: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ أَعْرَجَ شَدِيدَ الْعَرَجِ وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَةُ بَنُونَ شَبَابٌ يَغْزُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا غَزَا فَلَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- يَتَوَجَّهُ إِلَى أُحُدٍ قَالَ لَهُ بَنُوهُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ جَعَلَ لَكَ رُخْصَةً فَلَو قَعَدْتَ فَنَحْنُ نَكْفِيكَ فَقَدْ وَضَعَ اللَّهُ عَنْكَ الْجِهَادَ فَأَتَى عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بَنِىَّ هَؤُلاَءِ يَمْنَعُونِي أَنْ أَخْرُجَ مَعَكَ وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أُسَتَشْهَدَ فَأَطَأَ بِعُرْجَتِي هَذِهِ فِي الْجَنَّةِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:" أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ وَضَعَ اللَّهُ عَنْكَ الْجِهَادَ". وَقَالَ لِبَنِيهِ:" وَمَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَدْعُوهُ لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَرْزُقُهُ الشَّهَادَةَ؟". فَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- فَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا" رواه البيهقي وقال الألباني رحمه الله في تخريجه لأحاديث فقه السيرة للغزالي: سنده حسن إن لم يكن مرسلا وقد روى بعضه أحمد بسند صحيح.
فانظر كيف مكنه النبي صلى الله عليه وسلم من الجهاد في سبيل الله مع عرجته التي يعذر بها عند ربه فشارك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجهاد وقتل شهيدا كما أراد.


العجيبة الثانية: دعانا أحد إخواننا إلى العشاء في اليوم الثاني من أيام وصولنا إلى المدينة فلبينا دعوته وتناولنا العشاء عنده فأكرم وبالغ جزاه الله خيرا، وبعد دعائنا له، وانصرافنا من عنده؛ أخبرني الأخ ياسين كيف كانت بعيدة عن الله حياته، وسرد علي تفاصيل قصة توبته، وقصته في الحقيقة عجيبة وغريبة؛ وهي بنوع من الاختصار: أن الأخ سلمه الله كان رجلا شريرا؛ يرأس عصابة تسطوا على رواد الحانات، ومرتادي الخمارات، وكانوا إذا دخلوها، ورأوا السكر قد لعب بعقول أصحابها؛ افتعلوا شجارا أخذوا بعده مفاتيح سياراتهم ثم انطلقوا بها، إلى غير ذلك من المنكرات التي كانوا يمارسونها، ومن عجيب أمر هذا الأخ الكريم أن كان سبب توبته ورجوعه إلى ربه موعظة ألقتها على مسامعه إحدى الفاسقات، في ليلة من ليالي البعد عن رب البريات، فترك الذي كان ينويه بسبب ذلكم الكلام الذي أثر فيه، ثم لم يشعر بنفسه إلا وهو أمام البحر ينظر إليه، ويتدبر في عظمته؛ قائلا لنفسه: لو أراد الله أن يهلكني لم يعجزه ذلك سبحانه، وأيضا من أسباب توبته ما كان عليه - مع معصيته - من البر بأمه، وكثرة دعاء أبيه له؛ كما يخبر بذلك أحد إخوانه المستقيمين على دين رب العالمين، وبعد توبته كلم الشيخ فركوسا حفظه الله وقص عليه قصته، واستفتاه في كونه يريد التخلف في المدينة ابتعادا بنفسه عن مواطن الفجور التي كان يعيش فيها، وألف المنكر بين أهلها، ريثما ينساه الناس، وتتبدل صورته في أعينهم؛ ولكن الشيخ حفظه الله لم يجز له أن يتخلف بدون وثائق، وحثه على بذل وسعه في تحقيق ذلك على صورته، يقول ياسين: أن الأخ قدم إلى المدينة وهو عازم على عدم مخالفة شرع ربه فوقع له شيء عجيب وهو: أنه حضر جمعة أحد المشايخ وكانت حول فضل إواء طلبة العلم، فتشجع بها واتجه نحو رجل سعودي وطلب منه أن يكفله دون مال يؤديه إليه، حتى لا يخالف بذلك شرع ربه، فأعطاه السعودي مالا فقال له بعد أن أخرج من جيبه شيئا من المال أراه إياه: إني لا أريد مالا، ولكنني أريد إقامة لا أدفع فيها شيئا أقع بسببه في المحذور، وهكذا آواه، وأيده، ولايزال من يومه يكفله دون مال يؤديه له؛ ويمكن أن نستفيد من قصة أخينا التالي:
- إذا قدر الله أمرا هيأ له أسبابه.
- أنه لا ينبغي لأحد أن يستبعد توبة أحد مهما كان بعده عن دين ربه، ومهما كانت معصيته وكان ذنبه؛ لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقبلها كيف شاء، فمن شاء أن يقيمه أقامه، ومن شاء أن يزيغه أزاغه.
- أن المقبل على الله والمفتقر إليه لا يرده خائبا، ولا يغلق من دونه بابا، لكرمه سبحانه، وعظيم رحمته جل جلاله، ولو كان من أعظم العصاة له، وأكبرهم جرما في حقه وحق عباده، فبابه مفتوح لكل من أقبل عليه، وعطاؤه مكفول لكل من وثق به واعتمد عليه.
- أن المؤمن لا يستبعد شيئا ولا يستصعبه ما دام يطلب ذلك من ربه، ويسأله ممن لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء سبحانه، ولا يستعصي عليه أمر مهما عظم على غيره جل جلاله.
- أن الموحد المؤمن على خير؛ ولو كان من أفسق العباد، وأكثرهم بعدا عن التوفيق والسداد، وأن خميرة الخير التي في قلبه يرجى أن تؤثر فيه، وتظهر ثمارها الطيبة عليه؛ كرجوعه وأوبته؛ لأنها لا تزال تراوده عليها، وتدعوه إليها، ألم تر إلى المرأة الفاسقة التي أخبر الأخ عنها كيف نصحت له وهي على المعصية، وخوفته بربه وهي المذنبة العاصية، وﻷجل هذا فإن أهل السنة والجماعة لا يرون كفر فاعل الكبيرة المصر على فعلها ولو مات عليها؛ فهو مؤمن عندهم بإيمانه فاسق بكبيرته، وأنه يجتمع فيه حب وبغض وولاء وبراء؛ فيحب بقدر إيمانه ويبغض بحسب معصيته؛ ولذلك الناس عندهم ثلاثة أقسام:
الأول: من يحب حبا مطلقا لا بغض معه، وهو المؤمن الطائع الذي لم تطلع على معصية منه.
الثاني: من يبغض بغضا مطلقا لا حب معه، وهو الكافر بأصنافه وأنواعه من أهل الكتاب والمشركين والزنادقة الملحدين وغيرهم.
الثالث: من يجتمع فيه حب وبغض، وهو المؤمن المرتكب للكبائر المستحل لها بفعله دون اعتقاده، والذي يسمى بالفاسق الملي، فهو فاسق أي خارج عن الطاعة إلى المعصية ملي أي على ملة الإسلام.
- أن علماء السنة يفتون الناس بما ينفعهم عند ربهم، لا بما يوافق أهواءهم، مهما استعطفوهم، وذكروا من الأحوال التي يحاولون التأثير بها عليهم، فهم أعلم الناس بالحق وأرافهم بالخلق؛ فعلمهم بالحق يجعلهم يفتون به ولا يخالفونه، ورأفتهم بالخلق تجعلهم يحرصون على آخرتهم، ولو عاد ذلك بالضرر الدنيوي عليهم، وبتقييد شهواتهم وتضييق دنياهم عليهم.
- أن العامل بما يفتيه به أهل العلم والسائر على نهجهم وسبيلهم يفلح لا محالة، ويحصل من الخير ما لا يمكن حصره، وانظر إلى قصة الرجل الذي أسرف في القتل كيف نفعته فتوى العالم في زمنه، وأنقذه الله بنصيحته؛ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا، ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ، فَأَتَى رَاهِبًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ: هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَا. فَقَتَلَهُ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: ائْتِ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا. فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ، فَنَاءَ بِصَدْرِهِ نَحْوَهَا، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِي، وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِي وَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَهُمَا. فَوُجِدَ إِلَى هَذِهِ أَقْرَبَ بِشِبْرٍ، فَغُفِرَ لَهُ" رواه البخاري ومسلم.
وانظر إلى قصة أخينا هذا كيف حقق الله أمنيته على وجه أكمل مما كان يريده؛ فحصل الإقامة بدون أدنى مال يدفعه، بعكس غيره ممن يدفعون المال للحصول عليها، ولا يأمنون من خداع الكفلاء بعد تحصيلها.

مع باقي العجائب العشر ان شاء الله

وكتب: أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان.
الأحد 10 شعبان 1438 هـ / 07/05/2017 م



 
do.php
 
أحسن الله إليكما.
اللهم أاامين، لنا و لجميع المؤمنين.
 
جزاك الله خيرا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top