فضل لا إله إلا الله

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
فضل لا إله إلا الله




الخطبة الأولى

الحمد لله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، تفرد بالجلال والكمال، وتنزه عن النظراء والأمثال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يتعبد الموحدون بذكره، ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ﴾ [الإسراء: 44]. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله حتى يقرر أن لا إله إلا الله؛ فأقام الدين، ونشر التوحيد، وأوضح الشريعة، حتى توفاه الله تعالى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، أئمة الهدى، وأنوار الدجى، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.





أما بعد:


فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى وأطيعوه، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].





فيا أيها الناس:


اتقوا الله حق تقواه، وسارعوا إلى مغفرته ورضاه، واعلموا أنّ نبيكم - صلى الله عليه وسلم - أقام في مكة عشر سنين بعد البعثة وقبل الهجرة يدعو إلى التوحيد وينذر عن الشرك بالله، ويدعوا الأمة إلى طاعة الله وينهاهم عن معصية الله، وبين لأمته أركان الإسلام الذي لا يقبل الله من أحد سواه.





فقال في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهم المتفق على صحته وعلى فهم لفظه ومعناه، قال: "بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام".





فشهادة أن لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد وهي أصل الأصول، وعلى صحتها مدار القبول وبها توزن الأعمال، في مفتاح الجنة وعنوان السعادة، وكلن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فلا تصح الأعمال إلا بوجودها ولا يسعد صاحبها بدون الأعمال.





ولها ركنان، هما النفي والإثبات.





ولها أيضًا سبعة شروط ذكرها العلماء الأعلام وهي: العلم، واليقين، والإخلاص، والصدق، والمحبة، والانقياد، القبول.





فالعلم ضد الجهل. واليقين ضد الشك. والإخلاص ضد الشرك. والصدق ضد الكذب. والمحبة ضد الكراهية.





والانقياد ضد التوقف. والقبول ضد الرد.





ونظم هذه الشروط بعض العلماء فقال:


علمٌ يقينٌ وإخلاص وصدقك
space.gif


مع محبة وانقياد والقبول لها
space.gif





فلا ينفع قول "لا إله إلا الله" صاحبه إلا بوجود هذه الشروط السبعة، كما في حديث صاحب البطاقة الذي رجحت بسيئاته لما قالها وأتى بها بكامل شروطها. وأما إذا لم توجد هذه الشروط السبعة أو فقد بعضها فإنه لا ينفع قول "لا إله إلا الله" شيئًا، كالمنافقين فإنهم يقولونها ولكن لا تنفعهم عند الله، لأنهم ما قالوها عن صدق ومحبة، ولهذا صاروا في الدرك الأسفل من النار تحت الكفار لأنهم كذبوا على الله فأعمى الله قلوبهم.





نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.





فإنْ أختلت شهادة أن لا إله إلا الله من العبد كان مشركًا، وإن أختلت منه متابعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان مبتدعًا، فلا بد للعمل أن يكون لله ولابد أيضًا أن يكون على وفق سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنّ للعمل ميزانًا في باطنه وهو أن يكون لله، وميزانًا في ظاهره وهو أن يكون على سنة رسول الله صلى الله عليه وسم، وهذا هو الإخلاص والمتابعة.





أيها المؤمنون:


كلمةٌ التقوى هي كلمةُ الإخلاص والتوحيد، لا إله إلا الله، وهي شهادةُ الحق ودعوةُ الحق، وبراءةٌ من الشرك. لأجلها خُلق الخلق، وأرسل الرسل، وأنزلت الكتب، ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25] ﴿ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ﴾ [النحل: 2].





قال سفيان بن عيينه - رحمه الله تعالى -: "ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله". لأجل هذه الكلمة أعدت دارُ الثواب ودارُ العقاب، ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد؛ فمن قالها عصم ماله ودمه، ومن أباها فماله ودمه هدر.





هي مفتاحُ الجنة وثمنها، وهي دعوة الرسل، وبها كلم الله موسى كفاحًا، ومن كانت آخر كلامه من الدنيا دخل الجنة كما صح ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهي موجبةٌ للمغفرة، ومنجاةٌ من النار. سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤذنًا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: "خرج من النار" أخرجه مسلم، وقال أبو ذر - رضي الله عنه -: قلت يا رسول الله، كلمني بعملٍ يقربني من الجنة ويباعدني من النار، قال: "إذا عملت سيئة فاعمل حسنة، فإنها عشرُ أمثالها"، قلت: يا رسول الله، لا إله إلا الله من الحسنات؟ قال: "هي أحسن الحسنات" أخرجه أحمد.





لا إله إلا لله تمحو الذنوب والخطايا، وتجدد ما درس من الإيمان في القلب، وهي أفضل الذكر، وأثقل شيء في الميزان، كما روى عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - ما عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أن نوحًا قال لابنه عند موته: "آمرك بلا إله إلا الله، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كنّ في حلقة مبهمة قصمتهن لا إله إلا الله" أخرجه أحمد بسند صحيح.





إن هذه الكلمة العظيمة إذا قالها المسلم صعدت إلى السماء، وخرقت الحجب؛ حتى تصل إلى الله تعالى، أخرج الترمذي وحسنه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما قال عبدٌ لا إله إلا الله مخلصًا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش، ما اجْتُنبت الكبائر".





هذه الكلمةُ أفضلُ الأعمال، وأكثرها تضعيفًا، تحفظ العبد من الشيطان، وتعدل عتق الرقاب؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء إلا رجل عمل أكثر منه" متفق عليه.





وهي التي تفتح أبواب الجنة؛ كما جاء في حديث عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء". أخرجه مسلم.





تحرم النار على من قالها مخلصًا؛ كما في حديث عتبان بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" أخرجه الشيخان، وعندهما أيضًا أن الله تعالى يقول: "وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله"، ولهذا السبب فهي تقطع ظهر إبليس، كما قال سفيان الثوري: "ليس شيء أقطع لظهر إبليس من لا إله إلا الله".





أيها الأخوة:


هذا بعض من فضل لا إله إلا الله؛ ولكن هل ينال فضلها وبركتها من قالها بلسانه فقط؟ كلا؛ حتى يستيقن بها قلبه كما جاء في بعض الأحاديث" مستيقنا"، وفي آخر "خالصًا من قبل نفسه"، وفي آخر "مخلصًا" وفي آخر "يبتغي بذلك وجه الله"، وفي آخر "يقولها حقًا من قبله"؛ إذ تفيد هذه الأحاديث أنه لا يكفي قول اللسان.





نعم يكفي قول اللسان في حقن دمه وماله، ومعاملته في الدنيا كمسلم ما لم يأت بناقص لها، كما ثبت أن أسامة - رضي الله عنه - قتل رجلًا بعد أن قال: لا إله إلا الله فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أسامة، قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟" قال: يا رسول الله إنما قالها خوفًا من السلاح! قال: "أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟"، وفي رواية "كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة، قال: يا رسول الله، استغفر لي، قال: "وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟" قال أسامة - رضي الله عنه -: "فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ". أخرجه الشيخان واللفظ لمسلم.





أما في الآخرة فلا تكون سببًا في دخول الجنة والنجاة من النار إلا باستكمال شروطها، وانتفاء موانعها، كما تواترت بذلك النصوص، قيل للحسن -رحمه الله-: "إن ناسًا يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة؟ فقال: من قال: لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها، دخل الجنة". ولما سئل وهب بن منبه رحمه الله: " أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: بلى ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان؛ فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك". وقال الحسنُ للفرزدق وهو يدفن امرأته: "ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نعم العُدَّة! لكن، لـ "لا إله إلا الله" شروط، فإياك وقذفَ المحصنات!.





قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله تعالى -:


"وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد: لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله له غيرُ الله، والإله: هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالًا، ومحبة وخوفًا ورجاءً، وتوكلًا عليه، وسؤالًا منه، ودعاءً له، ولا يصلح ذلك كله لغير الله عز وجل، فمن أشرك مخلوقًا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قول: لا إله إلا الله، ونقصًا في توحيده، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك، وهذا كله من فروع الشرك؛ ولهذا ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها طاعة غير الله، أو خوفه، أو رجاؤه، أو التوكل عليه، والعمل لأجله" ا.هـ.





فمن ظن أن مجرد النطق بهذه الكلمة ينجيه من النار ويدخله الجنة، ولو لم يستيقن بها قلبه، وتعمل بهذا اليقين جوارحه، فقد أخطأ في ظنه؛ لأن كثيرًا ممن يقعون في نواقض الإسلام يقولونها، وكثيرٌ ممن يحاربون الإسلام يقولونها، وكثيرٌ ممن يحاربون الإسلام وأهله من المنافقين يقولونها، ومنافقو عهد الرسالة الذين مردوا على النفاق كانوا يقولونها بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ حقنًا لدمائهم وأموالهم! ومع ذلك أخبر الله أن المنافقين بفعلهم هذا يخادعون الله وهو خادعهم؛ فكان جزاؤهم أنهم في الدرك الأسفل من النار.





أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴾. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآية والذكر الحكيم أقول ما تسمعون واستغفر الله.





الخطبة الثانية

فضل لا إله إلا الله

الحمد لله حمدًا طيبا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.





أما بعد:


فاتقوا الله تعالى؛ فإن الإيمان مع التقوى، يجعلُ العبد من الأولياء، وأولياءُ الله لهم البشرى، ﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [يونس: 64].





أيها الإخوة المؤمنون:


اتِّباعُ الهوى من أعظم ما يعارض كلمة التوحيد، لأن لا إله إلا الله تقتضي عدم طاعة الهوى، وإلا كان الإله هو الهوى، كما قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾ [الجاثية: 23]. قال قتادة: "هو الذي كلما هوى شيئًا ركبه، وكلما اشتهى شيئًا أتاه، لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى"، ويشهد لهذا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة، تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش" أخرجه البخاري.





فدل هذا على كلَّ من أحب شيئًا وأطاعه، وكان غاية قصده ومطلوبه، ووالَى لأجله، وعادى لأجله، فهو عبده، وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه؛ ولذلك سمَّى الله طاعة الشيطان في المعصية عبادة للشيطان، ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴾ [يس: 60-61]. فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له، ولم يخلص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن.





ومن قال لا إله إلا الله بلسانه، ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته، فقد كذب فعله قوله، ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله تعالى في طاعة الشيطان والهوى، ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ ﴾ [القصص: 50]، ﴿ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [ص: 26].





قال الحسن: "اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته". وقال أبو يعقوب النهرجوري: "كل من ادعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة". وقال يحيي ابن معاذ: "ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده".





ومن هنا يُعلم أن من أتى بلا إله إلا الله ينجو من النار ويدخل الجنة برحمة الله تعالى، بشرط أن يسلم من أنواع الظلم الثلاثة: ظلم الشرك، وظلم العباد، وظلم العبد نفسه بالمعاصي، فمن أشرك دخل النار، ومن ظلم العباد كان منه القصاص، ومن ظلم نفسه بالكبائر كان تحت المشيئة.





فاتقوا الله ربكم، واقدروا كلمة التوحيد حق قدرها، واعرفوا لها فضلها، وحققوا شروطها، وجانبوا نواقضها؛ حتى يكون لكم الأمن في الدنيا والآخرة، ثم صلوا وسلموا على خير خلق الله.





فاتقوا الله عباد الله والزموا طاعة الله وعبادته تنالوا كرامته في الدنيا والآخرة فإنكم حينما تقرءون قوله تعالى: ﴿ إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعِينَ ﴾ تعاهدون الله في كل ركعة من صلواتكم أن لا تعبدوا إلا إياه ولا تستعينوا إلا به. وقد قال الله تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40].





هذا وصلوا وسلموا على من بلغ رسالة الله أجل بلاغ، وبينها أكمل بيان، فلم يترك نبينا محمدًا خيرًا إلا دل عليه وأمر به، ولا شرًا إلا حذر منه ونهى عنه كما أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].





اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك، يا أرحم الراحمين!





اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين, واحمِ حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.





اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك، يا رب العالمين! اللهم أحفظ إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ووفقهم لما فيه خيرا لدين والبلاد والعباد, وارزقهم اللهم البطانة الصالحة يا أرحم الراحمين إنك مجيب سميع الدعاء.





اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رُشد، يُعَز فيه أهل طاعتك، ويُذَل فيه أهل معصيتك، ويُؤمَر فيه بالمعروف، ويُنهَى فيه عن المنكر، يا سميع الدعاء!





اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، اللهم أصلح ذات بينهم واهدهم سبل السلام، وجنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.





اللهم أقر أعيننا بصلاح أحوال المسلمين في كل مكان، يا رب العالمين! اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك، والمستضعفين في أرضك، اللهم كن لهم ولا تكن عليهم، اللهم انصرهم وسددهم وثبتهم، يا رب العالمين! اللهم بارك لنا في جميع الشهور والأعوام، وبلغنا بمنك وكرمك شهر رمضان، يا رب العالمين!





﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].





عباد الله!


﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90] فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعونَ ﴾ [العنكبوت: 45].


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/53584/#ixzz50JfLaAx9
 
اخي اباليث و الله الدي لا إله غيره
اليوم بعد صلاة الصبح و أنا راجع للبيت
فلتها موقنا بها من اعماق قلبي متحديا بها كل اللكمات التي اصابتني
و كأني اول مرة انطق بها و قلت أعماق قلبي أقولها سرا في قلبي
متأكدا أن الله الدي أعبده يسمعها حتى و لولم ينطقها لساني
و متأكدا أن مافي قلبي من دعوات و ما في حياتي من عثرات
و ما في عيوني من عبرات و ما في أيامي من حزنات و آهات
هي حكمة أجهلها لكن مؤمن و متيقن ان ربي
يعلم ما يختلج قلبي و لكن العاقبة لابد لها من قاعدة صحيحة
و مازلت في اول البناء و علي الصبر و الحمد و التيقن
 
أحسنت أخي محمد أحسنت.
أنت من خير من عرفت، و كلامك من أفضل ما سمعت.
وفقك الله و ثبتك، و يسر فرَجَك عاجلا غير أجِل، إنه ولي ذلك و القادر عليه.
 
ما هو حق لا اله الا الله و ما هو فرضها
ما علاقة لا اله الا الله بقذق المحصنات
ما هي موانع الاسلام
جزاكم الله خيرا
 
ما هو حق لا اله الا الله و ما هو فرضها
حق لا إله إلا الله أنه لا بد من الإيمان بها قولاً وعملاً مع النطق، فيشهد أن لا إله إلا الله عن علم ويقين وإخلاص وصدق ومحبة لما دلت عليه من التوحيد، وانقياد لحقها وقبول لذلك، وبراءة مما عُبد من دون الله تعالى.
هكذا يكون الإيمان بهذه الكلمة، يقولها عن يقين وأنه لا معبود بحق إلا الله، وعن علم ليس فيه جهل ولا شك، وعن إخلاص في ذلك لا رياء ولا سمعة، وعن محبة لما دلت عليه من التوحيد والإخلاص، وعن صدق، لا كالمنافقين يقولونها باللسان ويكذبونها في الباطن.

ومع قبول لما دلت عليه من التوحيد وانقياد لذلك، ومحبة لذلك، والتزام به مع البراءة من كل ما يُعبد من دون الله، والكفر بكل ما يُعبد من دون الله، كما قال سبحانه: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[8].

والكفر بالطاغوت معناه البراءة مما عُبد من دون الله، واعتقاد بطلانه، وأن تتبرأ من عبادة غير الله، وتعتقد بطلان ذلك، وأن العبادة بحق هي لله وحده سبحانه وتعالى ليس له شريك في ذلك، لا ملك ولا نبي ولا شجر ولا حجر ولا ميت ولا غير ذلك.
من كلام العلامة إبن باز رحمه الله.
و إن أردت الاستزادة فهنا.
https://www.binbaz.org.sa/fatawa/4141
 
ما علاقة لا اله الا الله بقذق المحصنات
الجواب
سبق لنا و أن بينَّ من خلال كلام العلامة إبن باز رحمه الله أن من حق لا إله إلا الله الانقياد لما تقتضيه من العبودية، و من ضمن أعظم النواهي التي نهى الله عنها و رسوله عليه الصلاة و السلام قذف المحصنات
، فكان خرما لمقتضى العبودية التي تقتضيها لا إله إلا الله الوقوع في الكبائر و الموبقات كما هو حال من يقع في قذف المحصنات.
 
ما هي موانع الاسلام
جزاكم الله خيرا
موانع الإيمان كثيرة أيضا ، منها :
1- الجهل
، وعدم الوقوف على تعاليم الإيمان العالية، وإرشاداته السامية. قال الله وتعالى: ( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ) يونس/ 39 .
وقال تعالى : ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ) الأنعام/ 111 .
وقال : ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) الأنعام/ 37 .
2- الحسد والبغي
، كحال اليهود ، قال تعالى : ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) البقرة/ 109 .
3- الكبر
، قال سبحانه وتعالى : ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ) الأعراف/ 146 .
4- الإعراض عن الحق والتولي عنه ،
قال تعالى : ( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ) الشورى/ 48 ، وقال تعالى : ( وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا * مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا * خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا ) طه / 99 - 101 ، وقال تعالى : ( فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) النجم/ 29 ، وقال عز وجل : ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) الزخرف/ 36 .
5- رد الإيمان ،
وعدم قبوله بعد معرفته وبيان دليله ، وجحده بعد علمه ، قال تعالى : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) الأنعام/ 20 ، وقال تعالى : ( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ) الصف/ 5 ، وقال عز وجل : ( كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ) غافر/ 63 .
6- الانغماس في الترف والإسراف في التنعم ،
قال تعالى : ( وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ) الأحقاف/ 20 ، وقال تعالى : ( إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ) الواقعة/ 45 .
7- احتقار الحق وأهله ،
قال تعالى عن قوم نوح عليه السلام : ( قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ) الشعراء/ 111 .
8- الفسق ،
والخروج عن طاعة الله إلى طاعة الشيطان ، قال تعالى : ( كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) يونس/ 33 .
9- قسوة القلب ،
قال تعالى : ( فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأنعام/ 43 .
10- بغض ما أنزل الله ،
قال تعالى : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) محمد/ 8 ، 9 .
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top