ما بعد الطلاق و أثره على الطفل

ريحـان

:: أمينة اللمة الجزائرية ::
طاقم الإدارة
إنضم
24 نوفمبر 2015
المشاركات
13,664
الحلول
1
نقاط التفاعل
25,720
النقاط
2,306
محل الإقامة
الجزائر ♥
الجنس
أنثى

46efba2be2aa1bc4dca127a11d6b5361.jpg

تعد مشكلة الطلاق من المشكلات المزمنة والمتوطنة التي تصاحب الزواج، والتي هي مؤشر علىمستوى جودة وكفاءة العلاقات الأسرية والزوجية، ومدى ارتكاز البنيان الأسري على ركائز صلبة

من حسن الاختيار والكفاءة في المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسلوكية؛ فالطلاقإرباك وهدم للكيان الأسري الذي يعيش الأفراد فيه ويؤمن لهم السكن والاستقرار والتوافق والتساند.

لهذا فالطلاق وان اعتبر أحيانا مخرجا من أوضاع سلبية لا يمكن معها استمرار الحياة إلا أنه يبقى

"أبغض الحلال إلى الله...“. فالطلاق مشكلة تصيب الكيان الأسري الذي هو اللبنة الأساسية في

التكوين الاجتماعي. وغني عن القول أن استقرار المجتمع هو في مدى استقرار وسلامة الأسرة فيه.

فالأسرة هي خط الحصانة والوقاية والدفاع الأول لدى الأفراد. وعلى قوتها وتماسكها يقوم المجتمع

ويتربى وينضج أفراده. أما إذا أصاب الخلل تكوين الأسرة وقدرتها على أداء وظائفها فإن ذلك

نذير بوجود خلل في التماسك الاجتماعي، يكون مدخلا لمزيد من الانحرافات والمشكلات الفردية

والجماعية.

فما هو تأثير الطلاق على الأطفال من الناحية النفسية و التربوية ؟

إن أولى حاجات الصغار في هذه المرحلة الحساسة هي الشعور بالأمن والطمأنينة ، ولهذا فهم يتلمسون خطاهم نحو المحيط الدافىء المفعم بالحنان والحب

ليس من الإنصاف أن يحترق الأطفال بنار نزاعاتكم ، وليس من العدل أبداً أن يشعروا بالمرارة والحرمان وهم في هذه السنّ المبكّرة حيث كل شيء بالنسبة لهم هو مجرد عالم وردي جميل وأطياف ملوّنة .

_ كيف تُصنَّف مشكلات الأطفال النفسيّة بعد الطلاق؟

يمكن تصنيف تأثير الطلاق في الأطفال إلى ثلاثة أنواع رئيسة:

تأثير الطلاق الأوّليّ : يحدث عندما يتمّ الطلاق في وقت مبكِر من حياة الطفل، ويمكن أن يؤدِّي إلى خلل في نموّ طفلك العاطفيّ والاجتماعيّ.

تأثير الطلاق الوسطيّ : يحدث عندما يتمّ الطلاق في الفترة التي يمتدّ فيها عمر الطفل من 6 سنوات إلى 12 سنة، والتي تؤثّر غالبًا في أداء طفلك الدراسيّ وتراجع ثقته بنفسه.

تأثير الطلاق الأخير : يحدث عندما يتمّ الطلاق في مرحلة متأخّرة من حياة الطفل، ويمكن أن يؤدّي إلى اضطرابات في سلوكيّاته وعواطفه تجاه من حوله.

ما آثار مشكلات الأطفال النفسيّة بعد الطلاق :

ضعف الأداء الأكاديميّ.

فقدان الاهتمام بالنشاط الاجتماعيّ

صعوبة التكيّف مع التغيير

التأثر العاطفيّ السريع

الغضب والانفعال

الشعور بالذنب

الميل إلى السلوكيّات الخاطئة

المشكلات الصحّيّة

كيف تتعامل مع مشكلات الأطفال النفسيّة بعد الطلاق؟

دعه يعبِّر عن حزنه

ساعده على تخطّي مشاعر الذنب

حافظ على علاقة الاحترام مع شريكك السابق

امنحه الحبّ

الآثار التربوية المتعلقة بالأبناء :

الطلاق يسبب ضياعا تربويا للأبناء فحياتهم التي تميزت بالبراءة والصفاء تتحول إلـي

عذاب وحرمان من أبسط الحقوق الطبيعية، وتشير بعض الأبحاث إلـي أن الأطفـال

الذين ينحدرون من عائلات هجرها الأب وتقوم الأم بمهام العائل الوحيد يفتقـدون إلـي

بعض القدرات التعليمية التي يتمتع بها أقرانهم الذين ترعرعوا في أكناف أسـر ثنائيـة

العائل الأب والأم.

وقد أجمع الدارسون لسلوك الأطفال على أن الطفل يأتي المدرسة متأثرا بالأسـرة

التي ينتمي إليها فينتقل ما ورثه من أبويه من خصائص وصفات إلي جانـب تفاصــيل

السلوك والجوانب العامة للشخصية في مجموعها وقد أسفرت الدراسات التـي أجريـت

على أطفال الحضانة أن الأطفال الذين نجحوا في التكيف مع جو الحضانة كان آبـاؤهم

أقل من غيرهم تعرضا لأنواع الصراع و لتوتر.

وإذا كان المربون من الآباء وأمهات مسؤولين عن تربية الأبنـاء وعـن تـكـوينهم

وإعدادهم للحياة فعليهم أن يعلموا بجلاء ووضوح حدود مسؤوليتهم ومراحلها المتكاملـة

وجوانبها المتعددة.

وهناك مسؤوليات سيكون العطاء تجاهها ضعيف في تربية الأبناء نتيجة الطـلاق

والفراق الذي بين الأب والأم وأهم هذه المسؤوليات.(۱)

1- مسؤولية التربية الإيمانية .

المقصود بالتربية الإيمانية : ربط الولد منذ تعلقه بأصول الإيمان ، وتعويده منذ تفهمـه

أركان الإسلام ، وتعليمه من حين تمييزه مبادئ الشريعة الغراء.

ونعني بأصول الإيمان كل ما ثبت عن طريق الخبر الصادق من الحقائق الإيمانيـة ،

والأمور الغيبية: كالإيمان بالله سبحانه، والإيمان بالملائكة، والإيمـان بالكتـب الـسماوية،

والإيمان بسؤال ملكين، وعذاب القبر، والبعث، والحساب، والجنة، والنار وسائر الغيبيات.

و

كما نعني بأركان الإسلام: كل العبادات البدنية والماليـة، وهـي: الـصلاة، والـصوم،

والزكاة، والحج من استطاع إليه سبيلا.

2 - مسؤولية التربية الخلقية .

نقصد بالتربية الخلقية: مجموعة المبادئ الخلقية، والفضائل السلوكية والوجدانيـة التــي

يجب أن يتلقنها الطفل ويكتسبها ويعتاد عليها منذ تمييزه وتعقله إلى أن يصبح مكلفا ثـم

شابا يخوض غمار الحياة.

3- مسؤولية التربية الجسمية .

ومن المسؤوليات الكبرى التي أوجبها الإسلام على المربين من آباء وأمهات ومعلمـين

مسؤولية التربية الجسمية، لينشأ الأولاد على خير ما ينشؤون عليه مـن قـوة الجـسم،

وسلامة البدن، ومظاهر الصحة والحيوية والنشاط.

4 - مسؤولية التربية العقلية .

المقصود بالتربية العقلية: تكوين فكر الولد بكل ما هو نافع من العلوم الشرعية، والثقافة

العلمية والعصرية، والتوعية الفكرية والحضارية حتى ينضج الولد فكريا ويتكون علميا

وثقافيا.

5 - مسؤولية التربية النفسية .

المقصود بالتربية النفسية: تربية الولد منذ أن يعقل على الجرأة للآخـرين، والانضباط

عند الغضب، والتحلي بكل الفضائل النفسية والخلقية على الإطلاق.

6 - مسؤولية التربية الاجتماعية .

المقصود بالتربية الاجتماعية : تأديب الولد منـذ نعومـة أظفـاره علـى التـزام آداب

اجتماعية فاضلة ، وأصول نفسية نبيلة، تنبع من العقيدة الإسلامية الخالـدة، والشعور

الإيماني العميق، ليظهر الولد في المجتمع على خير ما يظهر به من حـسن التعامـل،

والأدب، والاتزان، والعقل الناضج، والتصرف الحكيم.

7- مسؤولية التربية الجنسية .

المقصود بالتربية الجنسية: تعليم الولد وتوعيته ومصارحته منذ أن يعقل بالقضايا التـي

تتعلق بالجنس، وترتبط بالغريزة، وتتصل بالزواج، حتى إذا شب الولد وترعرع، وتفهم

أمور الحياة عرف ما يحل، وعرف ما يحرم، وأصبح السلوك الإسلامي ال

متميز خلقا له

و عادة؛ فلا يجري وراء شهوة، ولا يتخبط في طريق تحلل.كيف تُصنَّف مشكلات الأطفال النفسيّة بعد الطلاق؟


فأنت أيها الأب :

ما الذي حدا بك ـ أيها الأب المحترم ـ لكي تفقد صبرك وتحملك فتقدم على الطلاق ؟ هل تظن بأن مشاكلك قد انتهت أو أنك وجدت الحلّ الجذري والنهائي لكل متاعبك ؟ أما تفكر في المستقبل ؟ وهل أن هذه الدنيا تستأهل كل ذلك ؟ تستأهل التضحية بأطفالك الذين تتركهم يتلقون تلك الصدمة حيارى ينظرون إلى المستقبل بعيون قلقة وقلوب خائفة .

إن الرجولة لتتناقض مع هكذا عمل ، كما أن الأبوة المخلصة الحقة تتنافى معه . إنها تفترض العكس ؛ تفترض التضحية والصبر من أجل حماية الصغار وتربيتهم لكي ينشأوا رجالاً صالحين .

وأنت أيتها الأم :

هل تنسجم أمومتك مع تركك أطفالاً هم في أمس الحاجة إليك وإلى عطفك وحبّك . إن سمو الأمومة وعلوّ مقام الأم هو أكبر من ذلك ، أكبر من جميع الآلام والمصائب ، من جميع المحن والمتاعب ؛ فالأطفال ينظرون إلى أمهم كحضن دافىء ينشدون فيه كل ما ينشدونه من المحبة والعطف والحنان .

فالأم لا تغذي أطفالها اللبن فقط بل تغذيهم الحب والعاطفة ، وهي مسألة تحتل الأولوية في ذلك . وفي مقابل هذه الأهمية وهذه المسؤولية فإن على المرأة أن تنهض بدورها متجاوزة جميع المشاكل والعقبات . وعلى الأم أن يكون همها الأول هو مستقبل أطفالها ، فالأمومة هي المدرسة الأولى والمهمة في تربية الطفل وتعليمه المبادىء والأسس التي ينطلق منها نحو المستقبل المشرق .

حديث أخير :

وحديثنا الأخير هنا هو مع أولئك الذين أدّت ظروف الطلاق إلى أن يحلّوا مكان الأب أو الأم في رعاية الصغار . عليهم ألاّ يعتبروا هؤلاء الضحايا مجرد مزاحمين . . عليهم ألاّ يفرّقوا في معاملتهم أسوة بأبنائهم . . إنهم في الحقيقة أمانة إلهية في أعناقهم . . إنهم أطفالهم ، فقدوا عشهم فلجأوا إليكم ينشدون ما افتقدوه من الدفء والحنان .

إن الله سبحانه قد أمرنا بالإحسان إلى أسرانا في الحروب فكيف بهؤلاء الأطفال الأبرياء ؟!

إن ضربهم أو إهانتهم ستكون عميقة الأثر في نفوسهم الغضة وقلوبهم الطرية إنهم أمانة الله في أعناقكم وأنتم مسؤولون عنها يوم القيامة ، فأدّوا إليهم حقوقهم في المحبة والعطف والأمان .



ريحان
منتدى اللمة الجزائرية
 
آخر تعديل:
في هذا الموضوع استثني كل الظروف القاهرة المؤدية للطلاق ولكني اتحدث عن طلاق على اتفه الاسباب و اثره على الطفل فتناولنا الموضوع بشكل عام
يمكنكم النقاش معنا لإثراء الموضوع اكثر

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top