(10) :
... : " من أوجب الحق ألا نذم أحدَ من كان أحدَ أسباب منافعنا الصغار الهزلية ، فكيف بالذين هم أكثر أسباب منافعنا العظام الحقيقية الجدية . فإنهم ، وإن قصروا عن بعض الحق ، فقد كانوا لنا أنساباً وشركاء فبما أفادونا من ثمار فكرهم التي صارت لنا سبلاً وآلاتٍ مؤديةً إلى علم كثير مما قصروا من نيل حقيقته . فينبغي أن يعظُمَ شكرُنا للآتين بيسير الحق فضلاً عمن أتى بكثير من الحق : إذ أشركونا في ثمار فكرهم ، وسهلوا لنا الحقية الخفية بما أفادونا من المقدمات المسهّلة لنا سبلَ الحق . فإنهم لو لم يكونوا ، لم يجتمع لنا من شدة البحث في مددنا كلها هذه الأوائل الحقية " .