تعلم كيف تعطي الأمل لغيرك

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

زوزو 44

:: عضو مُتميز ::
إنضم
29 أفريل 2008
المشاركات
739
نقاط التفاعل
1
النقاط
37
في إحدى المشافي الصغيرة..
التي تحدق بها العيون في العيون..وتبوح بانقضاء الأعمار
والتي تختنق بها الأماني
ويقضي التفاؤل أيامه الأخيرة بين حنايا زواياها

والتي تكاد تشتبك بها الأصابع مع الحياة بينما تشتبك أصابع اليد الأخرى مع الموت
اشتباكآ قويآ يشبه احتباس ضفائر فتاة حسناء تمتلك من الصبا ذروته..


كان مُلقآ على إحدى أسِرة الفناء مريض يعاني من شلل عام..
نظراته تكاد تبوح بآلام مافعل الدهر به..
يتلظى بأنفاسه المختنقة في هذا القبر الموحش
ليس بوسعه سوى انتظارموعد نقله للقبر الأرحم في التراب

وقد كان يشاركه في هذا القبر رجل آخر يعاني من شلل أيضآ
لكنه (نصفي) أي بالكاد يستطيع الحركة

كانا يتسامران مع بعضهما البعض ..لكن اليأس تغلب حتمآ على كليهما
فأوصلهما لشريكته الكآبة التي كانت قد اقترنت بالأمس مع حليفها
الصمت الموحش

في صباح إحدى الأيام الميتة..التي كانو يتعايشونها!
قرر أحدهم النهوض من فراشه وفتح النافذة التي كانت توجد على جدران القبر الذي يحتضرون فيه

وبعد جهد وعناء طويل....
استطاع حمل نفسه وإلتقاط أنفاسه
والنهوض لفتح تلك النافذة..وأخذ بالتأمل صامتآ..لساعات طويلة فيها

أثار الفضول صديقه ودب الحماس في جسده البالي
وروحه الميتة لمعرفة مايجري وكيف تسير الحياة وراء هذه النافذة

وطلب من صديقه أن يحكي له عما يراه في الخارج..

فأصبح يتسلق لتلك النافذة كل يوم ويحكي لصديقه عما يراه ويقص عليه الحكايا التي كانت تدور في الحياة خارجآ..

فحدثه عمارأى من جمال الطبيعة
وحدثه عن تفاعل الحيوانات مع الطبيعة وتناغم العصافيرمع الأغصان التي كانت تتمايل مترنمة بنسيمات سحرية أطلقها الخالق في هذه الدنيا..

حدثه عما رأى من تآلف البشر
وحدثه عن بهجة الأطفال وإقبالهم على أفراح الدنيا

غنى له الأغاني التي كان يسمعها تنبعث من بعيد
حكى له عن الروح الخفية التي تحنو لتجمع نفوس المحبين
مع كل نسمة باردة
وتوعده بأنه سيستطيع يومآ النهوض من فراشه والتغلب على مرضه
لينعم بهناء ورغد الحياة..
ويشارك بعرس السعادة

وفي إحدى الأيام استيقظ المريض ذو الشلل العام
على صوت النقالة التي حملت بصديقه للحياة الخالدة

لقد ودع صديقه الحياة في ذاك اليوم..
وذهب بلا رجعة


فقضى ليلة موحشة وحده بعد أن ودع الأمل
بلقاء صديقه
وأخذ يتذكر عما كان يحكي له إلى أن وصلت به الذكريات
للنوم الغارق بالأحلام

وعندما حل الصباح استطاع أن يحمل نفسه ويصعد لتبصر عيناه ماكانت تحلم بهما لفترة طويلة..وعندما وصل للنافذة استوقفته ذكرياته قليلآ
لتذكره بوداعها..
وفتح النافذة... وكانت الصاعقة كبيرة لدرجة أنه لم يرى خلفها سوى حائطآ طويلآ جبارآ يفصلها عن ألوان الحياة بحيث لايمكن رؤية لاسماء ولا أرض من خلالها
عاد لفراشه وخيبة الأمل تملأ وجدانه
والكآبة تتدفق شلالات غزيرة في نفسه

تكاد تغرقه

...........

ماأعظم ذاك الإنسان الذي أبصر من ظلمته نورآ

حاك له قصصآ وروايات عن دنيا رسمتها نفسه
__________________

لقد مللت الكلام والمتكلمين..

لقد تعبت روحي من الكلام والمتكلمين...

لقد ضاعت فكرتي بين الكلام والمتكلمين...


 
merci mon frere
 
مشكووووووور اخي على المرور العطر
نورت الصفحة
 
موضوع مميز و ممتع
ليست مجاملة على فكرة .
 
شكرا على المرور العطر والردود الجميلة
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top