الهارب..

نجـود

:: عضو مُشارك ::
يعرفونه في عُمر الأربعين، رجُلٌ طَيّب، شَهم، يبتسم كثيرا، وصاحب مواقف. أوّل ما يتبادر إلى أذهانهم حين يُذكر اسمه: والد التوأم، شاهدوه دائما وعلى مدار أربع سنوات وهو يخرج بهما إلى المدرسة، يسلم يديه لكليهما، يد واحدة كبيرة ليد واحدة صغيرة، يضع حقيبتيهما على كتفيه، حقيبة واحدة على كل كتف... قالوا دائما: أنّهما عيناه.
صديقات زوجته ولعشر سنوات سابقة بقين يردّدن: محظوظة هي، أحبّها.. أحبته وتزوَّجا، عاملها دائما بطريقة جيدة.
أما هما فكانا راضيين، وجد كل منها في الآخر ما يدفئ برودة وحدته بعد وباء أصاب القرية، وقضى على عائلتيهما.
كان وطنا لها، لم تشعر بالغربة معه إﻻ قبل شهر واحد، لما عادا من عزاء قريبة له، التزم صمته طول الطريق، وطلب أخيرا أن ينام في غرفة الجلوس.
في اليوم التالي، اختفى من المنزل، فتشوا عنه في كل مكان، في المستشفيات، مراكز الشرطة، بيوت أصدقائه، لم يعثروا على أي إشارة.
قال طفله:
_ يومها نظر إلي بطريقة غريبة لم أفهمها، وعندما سألته عن الأمر.. لم يجب.
أما هو ففضل أن يستظل بظل شجرة منتكسة بعدما قطع مسافة طويلة ، تكرر صوت قريبته العجوز في أذنيه مرارا، قالت بترحاب بعدما صادفته في منزل العزاء وأفصح عن اسمه :
- تفضل بالدخول، ليس في الغرفة الأخرى غير أختك.
تضاحك حين لمح زوجته من بعيد، كرر الكلمة باستهزاء: أختي!!
هزت رأسها موافقة: حملتها بيدي إلى حضن أمك عندما كانت صغيرة، غابت أمها ليوم كامل، جاعت .. بكت، فأرضعتها أمك معك.
- فاطمة أختك من الرضاعة.
 
آخر تعديل:
جميل جدا هو أسلوبك
قصة رائعة

هل مزال هناك جزء آخر؟
 
توقيع السلطانة
كلمة واحدة قلبت عالمه فاختار الغياب بدل المواجهة
يا لها من قصة
بارك الله فيك على القصة
 
توقيع ام أمينة
ما أكثر ضحايا الرضاعة خصوصا إذا لم يفصح الأهل ..

بارك الله فيك قصة جميلة وأسلوب رائع ..
احفزك على كتابة رواية بنفس الأسلوب..
سأكون أول المشجعين..
 
مبدعة حقا اختي @نجود دمت مبدعة في سماء المنتدى

شكرا لك أستاذ
تشرفت بمرورك
جميل جدا هو أسلوبك
قصة رائعة

هل مزال هناك جزء آخر؟

اهلا سلطانة
كلا، لا جزء آخر ... غير أن القصة الحقيقية انتهت بالانفصال

كلمة واحدة قلبت عالمه فاختار الغياب بدل المواجهة
يا لها من قصة
بارك الله فيك على القصة

ولذلك نحن فعلا لا نملك من الأشياء التي نمتلكها شيئا
شكرا لك

ما أكثر ضحايا الرضاعة خصوصا إذا لم يفصح الأهل ..

بارك الله فيك قصة جميلة وأسلوب رائع ..
احفزك على كتابة رواية بنفس الأسلوب..
سأكون أول المشجعين..

أشكرك على هذا التحفيز ..
ربما ذات عام يعود الإلهام وأعود إلى احد مشاريعي القديمة..
 
قصة رائعة و أسلوب مميز..
ننتظزر المزيد أختي
 
توقيع أم إسراء
لا بارك في هالعجوز التي تسببت في فراقهما ..
شكرا على هالقصه المميزه …
 
توقيع aljentel
وانا اتصفح ملفات الأعضاء حطيت رحالي في هذا الموضوع .

نسيت أنّ الجزء الثاني للنجود هيا أنفاس الإيمان جزء الأول !

كاتبة رائِعة بديعة الوصف ...
في البداية خُلعت أنك في الأربعين..

سلامات عمرك إن شاء الله يا دكتوره 🎀

موضوعك فكرني في حدا عندنا في المنطقة نقولو له " الفار " اراد الزواج ..واي عائلة يذهب لها يخبروه البنت راضعة معك وصح صح

كره من الموضع طرق 4 بيوت او 5 يا راضعة معه او إخوته...حتي بعد من المنطقة حتي تزوج وهو الآن له 3 أطفال

وكثير قصص ...
هناك في منطقتنا حدا تزوج واحدة وجابت معه طفلين وبعد 6 او 7 سنوات اكتشفوا إنهم أخوة من الرضاعة !! القصة عندها حوالي 40 سنة !! تخيلي لما فصلوهم هو يبكي وهيا تبكي ..

أحسن الله إليك دائما..
 
آخر تعديل:
توقيع العَنْقَاءُ
قصة جميلة وموجعة، ان كانت من القصص الواقعية أتمنى ان تكملي بقية الأحداث، مع ذلك أسلوبك رائع وشيق طاب لي المكوث في صفحتك💐
 
العودة
Top Bottom