ما هو دليلك / مع بعض المسائل الخلافية :

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

رميته

:: عضو منتسِب ::
إنضم
10 فيفري 2007
المشاركات
43
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
رابعا : ما هو دليلك ؟! :
1-من حقك أن تقرأ لعلماء لأنهم يقرنون في الكثير من الأحيان أقوالهم بأدلتها من الكتاب والسنة و...ولكن ليس من حقك أبدا أن تعتبر من لم يذكر الأدلة أو من لم يكتبها بأنه لا دليل له.إن العلماء في الكثير من الأحيان لا يذكرون الأدلة لا لأنهم لا يمتلكونها ولكن فقط ليسهلوا مهمة تعلم الدين على عامة المسلمين سواء من خلال الدروس الشفوية أو من خلال الكتب وغيرها. إن العالم في الأصل (سواء كان رأيه قويا أو ضعيفا,وسواء كان الصواب معه أو مع غيره) لا يتصور أبدا أن يأتي بقول من عندياته اتباعا لهواه وبدون دليل, وإلا لم يكن عندئذ عالما.إن الواجب علينا أن نحسن الظن ونلتمس الأعذار مع المسلم العادي ومع عامة الناس,ولكن من باب أولى يجب أن نحسن الظن بالعلماء ولا نتهمهم بأنهم يقولون في الدين بلا دليل ولا برهان.يا نفس! إن لحوم العلماء مسمومة ,والله مسمومة , فاتق الله يا نفس في العلماء ."اللهم إني بلغت. اللهم فاشهد!".
2-من حقك أن لا تأخذ بقول إلا مقرونا بدليله من الكتاب أو السنة أو...ولكن ليس من حقك أن تفرض على الغير أن لا يأخذ بقول إلا ومعه دليله.
لا دليل لك لا من الكتاب ولا من السنة ولا من الإجماع ولا من القياس ولا من أي مصدر من مصادر التشريع الإسلامي المتفق عليها أو المختلف عليها, على أن المسلم لا يجوز له أن يأخذ قولا من عالم أو ممن يأخذ عن العلماء إلا إذا قُدم له الدليل مع القول.إن دليل العالم المجتهد هو قال الله أو قال الرسول صلى الله عليه وسلم , أما دليل العامة أو المقلدين هو "قال العالم".واللهُ –بإذن الله-لن يحاسب العبد:" لماذا لم تسأل العالم عن الدليل ؟!", ولن يعاتب العبد:" لماذا أخذت من العالم الفلاني ولم تأخذ من العالم الفلتاني؟!"..
3- من حقك في مجال الرقية أن لا تطمئن إلى مسألة إلا إذا كان لها دليل من الكتاب أو السنة (لأن أجرها عندئذ سيكون أعظم , وبركتها ستكون أكبر, ولأن قيمة الراقي عند الناس عندئذ ستزداد يوما بعد يوم).ولكن ليس من حقك أبدا أن تمنع نفسك أو غيرك من الاستفادة من تجاربك أو من تجارب الآخرين - مادامت هذه التجارب لا تناقض أصلا من أصول الدين- لأن فيما عليه دليل من الكتاب والسنة خير , ولكن في التجارب خير كذلك بإذن الله.
خامسا : بعض المسائل الخلافية :
1-من حقك أن لا تسمع الموسيقى –كل موسيقى-لأنك مقتنع بقول من قال بحرمتها , ومن ثم ترى أنها تقسي القلب.ولكن ليس من حقك أبدا أن تمنع غيرك من سماع الهادئ منها والمصاحب لكلام نظيف إن اقتنع بقول من قال بإباحة هذا السماع.كما أنه ليس من حقك أبدا أن ترفض كلامه وتعتبره"كذبا وزورا وبهتانا" إن قال بأنه عندما يسمع سامي يوسف مثلا ينشد أناشيد إسلامية –بالموسيقى-يحس بأن قلبه يلين أكثر ويحس بأن إيمانه يزداد.موقفك مقبول وموقفه مقبول,والإسلام الواسع يسعكما جميعا ويحميكما ويظلكما ويستركما ويحفظكما , إن نبذتما التعصب لعنه الله.
والله الذي لا إله إلا هو-أحلف مليون مرة , بل ما لا نهاية من المرات- لقد كانت ومازالت وستبقى مسألة سماع الموسيقى ( إذا كانت هادئة ومصاحبة لكلام نظيف بطبيعة الحال) محل خلاف بين الفقهاء : منهم من حرمها بإطلاق ومنهم من أجازها.ولكل أدلته القوية أو الضعيفة , والمصيب له أجران والمخطئ له أجر واحد, أي أن الكل مأجور بإذن الله.والمصيب لا يعلمه إلا الله وحده.ونحن - عامة المسلمين غير المجتهدين- ما كلفنا الله سبحانه وتعالى أن لا نأخذ إلا ممن كان دليله أقوى بل فقط طلب منا أن لا نأخذ إلا من عالم"إسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
العالم دليله الكتاب والسنة وأما نحن فدليلنا قول العالم ,ولن يسألني الله إذا سمعت أناشيد لسامي يوسف أو غيره (بموسيقى هادئة وكلام نظيف) , لن يسألني الله تعالى"لماذا أخذت بقول القرضاوي والغزالي وبن حزم وأبي حامد الغزالي و...رحمهم الله –أحياء وأمواتا-ولم تأخذ بقول الألباني وبن باز ومالك وبن تيمية و...رحمهم الله تعالى جميعا ؟!".لن يسألني الله أبدا بإذن الله هذا السؤال.يسألني الله فقط ويعاتبني ويعاقبني إذا أخذت ديني من جاهل أو إذا تتبعت السهل من أقوال الفقهاء في كل مسألة ,لأنني عندئذ أعتبر متبعا لهواي لا للدين والإسلام.
أنت أخي من حقك أن لا تسمع الموسيقى لأنك مطمئن لقول من قال بأنها حرام – وأنت مأجور بإذن الله- ولكن ليس من حقك أن تمنع غيرك من السماع مادام هناك علماء قالوا بالجواز,بغض النظر عن قوة أو ضعف دليل الواحد منهم.المهم أنهم علماء , وهم جميعا بإذن الله ورثة الأنبياء .
ومن حقك أن تقول بأن سماع الموسيقى يقسي عندك القلب , ولكن من حق غيرك كذلك أن يقول لك بأن إيمانه يزداد ومعنوياته ترتفع عندما يسمع أناشيد إسلامية مثل أناشيد سامي يوسف أو غيره من أصحاب الغناء النظيف الطيب المبارك , طبعا بدون أن يبالغ في السماع وبدون أن يلهيه السماع عن أداء واجب أو يجره السماع إلى فعل حرام.
يا ليتنا –إخواننا الكرام- نوسع صدورنا في المسائل الخلافية ولا نتشدد إلا في المسائل الأصولية. يا ليتنا نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.يا ليتـنا نوجه سهامنا إلى أعداء الدين الذين يحاربون الإسلام بالليل والنهار ونحن غافلون,عوض أن نوجه سهامنا لبعضنا البعض.
إن المسألة الخلافية تبقى خلافية إلى يوم القيامة, شئنا أم أبينا, والله أرادها أن تبقى خلافية,وذلك للتيسير على الناس, وليجد المتشدد نفسه معها وهو مسلم,وليجد المتساهل نفسه معها وهو مسلم كذلك ,وليبقى الإسلام صالحا لكل زمان ومكان.إن سماع الموسيقى مسألة خلافية منذ 14 قرنا ولن ترجعها أنت (الذي تقول بأن سماع أناشيد سامي يوسف حرام) لن ترجعها إتفاقية وأصولية مهما حاولتَ , والأفضل لك أن لا تُتعب نفسك مهما كانت نيتك الطيبة.ولو أراد الله لها أن تكون أصولية لجعل أدلتها قطعية لا ظنية , ولمنع علماء الإسلام أن يختلفوا فيها حتى لا يبقى الناس في حيرة من أمرهم. وهذا الذي أقوله عن سماع الموسيقى يقال مثله عن آلاف المسائل الخلافية الفرعية في الدين: في العبادات والمعاملات وكذلك في العقيدة.
2-من حقك أن تؤكد على أنه لا يجوز الخروج على الحاكم ما لم يُعلِـن هذا الحاكمُ كفرا بواحا واضحا بينا لا لبس فيه ولا شك فيه ولا ريب فيه.ولكن ليس من حقك أبدا أن تُـنكرَ بأن علماء كثيرين قدامى : من المالكية والشافعية والحنابلة والحنفية ومن الظاهرية ومن الجعفرية , ومعاصرين (كذلك) فرقوا بين الحكومة الإسلامية الظالمة التي لا يجوز الخروج عليها : لأن الحاكم مازال مسلما لم يكفر كفرا بواحا , ولأن الخروج والتغيير يؤدي غالبا إلى منكر أكبر من ظلم الحكومة الإسلامية , ومنه وجب عدم الخروج وعدم التغيير بالقوة.
وقال هؤلاء بأن هذا الحكم متعلق فقط بالحكومة الظالمة , أما الحكومة الكافرة التي لا تحكم بما أنزل الله بل تحكم بقوانين جاهلية وبأنظمة كافرة (حتى ولو بقي الحاكِم مسلما , لأن كفر النظام أهم بكثير من كفر شخص الحاكم) فلا يجوز ويُباح الخروجُ عليها فحسب بل قالوا بوجوب الخروج[وقالوا بأن منكر الخروج لا يمكن-في هذه الحالة – أن يكون أكبر أو يساوي منكر الحكم بغير ما أنزل اللهُ وكذا منكر السكوت عليه].وما أبعد الفرق بين عدم جواز الخروج ووجوب الخروج.
ولكن هؤلاء قيدوا الخروج بشروط معينة تجعل الظن غالبا في أن يؤدي الخروج إلى التخلص من النظام الكافر وتطبيق شرع الله بدلا منه.أي لا يجوز أن يتم الخروج بالطرق الفوضوية كما حصل في القرن العشرين (بعد سقوط الخلافة الإسلامية عام 1924 م) في أكثر من مكان وفي أكثر من زمان وفي أكثر من ظرف وفي أكثر من بلاد عربية أو إسلامية.
إذن من حقك أن تـتبنى رأيا ولكن ليس من حقك أن تُسفه الرأي الآخر,لأن رأيك قال به علماء ورأي غيرك قال به علماء آخرون, والكل مأجور بإذن الله.
3-من حقك أن تؤكد على أنه لا يجوز الخروج على الحاكم ما لم يُعلن هذا الحاكمُ كفرا بواحا واضحا بينا لا لبس فيه ولا شك فيه ولا ريب فيه . ولكن ليس من حقك أن تُسفه رأي شخص إن قال بأن هذا المنع : المقصود به هو منع الخروج بقوة اليد والسلاح , وأما النصيحة والتوجيه للحاكم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقول كلمة الحق للحاكم قوية مدوية فلا علاقة لكل هذا وما يُشبهه لا من قريب ولا من بعيد بالخروج على الحاكم الممنوع عند كثير من الفقهاء خاصة القدامى, بل هو داخل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله والدعوة إلى الله التي هي من فروض الكفاية ومن مهمات العظماء من العلماء والدعاة الربانيين.
:
 
تابع :

4-من حقك أن تعتبر –كما قال بعضُ العلماء – بأن البدعةَ نوعٌ واحد كله مذمومٌ وكله شرٌّ , وكله مكروهٌ أو حرامٌ.أما ما كان جائزا في الدين أو مستحبا فلا يسمى بدعة بل يسمى استحسانا أو مصالح مرسلة أو...أو أي شيء آخر , إلا أن يوصف بأنه بدعة . من حقك أن تأخذ بهذا الرأي وتعتز به وتدافع عنه وتنشره وتنتقد الرأي المخالف و... ولكن ليس من حقك أبدا أن تعتبر بأن هذا هو الرأي الوحيد في هذه المسألة أو أن تتعصب ضد من يأخذ برأي آخر أو تُجرِّح شخصه.وذلك لأن بعضَ العلماء من القدامى (منهم الشاطبي رحمه الله) ومن المعاصرين (منهم أبو زهرة رحمه الله والقرضاوي وغيرهم كثيرون) قالوا بأن البدعة نوعان :
أول : بدعة لغوية , بمعنى كل شيء لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يتعلق خصوصا بالمعاملات.وهذه تنطبقُ عليها الأحكامُ الخمسة : الوجوب والاستحباب والإباحة والكراهة والحرمة.
وثاني : بدعة شرعية , متعلقة أساسا بالعبادات , وهذه هي البدعة المذمومة دوما "كل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار",وهي دوما إما مكروهة وإما حرام.
وعلى رأي هؤلاء العلماء فإن الاحتفال –مثلا- بالمولد النبوي الشريف إذا قصدنا به التعبد لله أي احتفلنا به على اعتبار أن الاحتفال من الدين وأنه سنة متبعة فإن الاحتفال يعتبر عندئذ بدعة شرعية سيئة لأن فيها إدخالُ ما ليس من الدين في الدين.وأما إذا احتفلنا بالمولد على اعتبار أن الاحتفال عادة متبعة نقوم بها لتذكر (وتذكير الناس) السيرة النبوية والسنة النبوية ليس إلا, فإن الاحتفال يصبح لا حرج فيه ويصبح عادة لا عبادة , وحتى إذا اعتبرناه بدعة فإن البدعة تكون هنا لغوية مباحة أو مستحبة , على رأي هؤلاء العلماء بطبيعة الحال.
5-من حقك أن تُعفي لحيتك وأن تأخذ بقول من قال من العلماء بأن إعفاء اللحية واجبٌ وأن حلقها حرام , من حقك أن تأخذ بهذا الرأي وتعتز به وتدافع عنه وتنشره وتنتقد الرأي المخالف و...ولكن ليس من حقك أبدا أن تعتبر بأن هذا هو الرأي الوحيد في هذه المسألة أو أن تتعصب ضد من يأخذ برأي آخر أو تُجرِّح شخصه أو...وذلك لأن بعض العلماء منهم بعض الشافعية من القدامى اعتبروا حلق اللحية مكروها لا حراما,بل هناك بعض العلماء المعاصرين
-الذين لا يجوز الطعن أبدا في كفاءتهم الدينية ولا في قيمتهم العلمية- مثل أبو زهرة رحمه الله , يقول بأن إعفاء اللحية من سنن العادات لا العبادات.ومن حق الشخص الآخر أن يقول لك بأنه –وهو من عامة المسلمين , أي من غير المجتهدين- لا يُهمه صاحب القول الأرجح في هذه المسألة وفي غيرها : وإنما المهم عنده حتى تبرأ ذمتُـه أمامَ الله عزوجل يوم القيامة , يُهمه أن يأخذَ من عالم لا من جاهل "اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون", وأن يأخذَ بما اطمأنتْ إليه نفسُه طالبا رضا الله , لا متبعا لشهواته وأهوائه.
وليس من حقك أبدا كذلك أن تعتبر بأن اللحيةَ هي كلُّ شيء في الدين أو أنها العمودُ الفقري للإسلام , وأن تقول-بلسان الحال أو المقال-"الدينُ : اللحيةُ",على وزن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح"الدين : المعاملة".
ملاحظة : أنا أعفي والحمد لله لحيتي منذ كنتُ في الجامعة عام 1975 م.وحتى في السنوات الحمراء التي مرت بالجزائر من 1991 إلى 2000 م [ التي أجبر خلالها أغلبُ المتدينين-في مدينة ميلة التي أسكن فيها- على حلق لحاهم من طرف السلطات , والبعضُ منهم حلقها خوفا على نفسه من الأذى] ما حلقتُ أنا لحيتي ولو مرة واحدة , ولا تجرأ واحدٌ- والحمدُ لله- على أن يَفرضَ علي حلقها.
6-من حقك أن تأخذ بقول من قال من العلماء بأن تصويرَ الحي (من إنسان أو حيوان) حرامٌ وإن كان التصويرُ غيرَ مجسم , سواء كانت الصورة على ورقة أو حائط أو على قطعة كتان أو فوق كتاب أو مجلة أو جريدة أو...من حقك أن تأخذ بهذا الرأي وتنتقد الرأي القائل بأن التصوير المحرم هو فقط التصوير المجسم لإنسان أو حيوان.
هذا من حقك...ولكن ليس من حقك بعد ذلك أن تتفرج على تلفزيون أو كمبيوتر أو سينما أو فيديو أو ...لأن في كل ذلك أو عبر كل ذلك صور لأحياء ولكنها ليست ساكنة بل هي متحركة.لماذا ليس من حقك ؟! لأن الصور إذا كانت محرمة وهي ساكنة فيجب أن تكون من باب أولى محرمة وهي متحركة.إذا كانت هناك شبهة التشبه بالخالق من خلال الصور الساكنة , فإن الشبهة تصبح أكبر –وبكل تأكيد وفي كل الموازين وعبر كل المقاييس ومن خلال كل عقل أو منطق أو ...- من خلال التصوير غير المجسم إن كان متحركا.ومهما حاولتَ أن تـثبتَ بأن الساكنَ حرامٌ والمتحرك حلال , ومهما حاولتَ أن تـبحث عن الأدلة والبراهين والحجج على ذلك فإنك لن تجد دليلا ولا نصف دليل سواء كان الدليل شرعيا أو منطقيا أو...وتكون ببحثك هذا عن الأدلة والبراهين والحجج كمن يصرخ في واد أو كمن ينفخ في رماد.هذا إن فرضنا بأنك تتفرج , وأما إذا كنتُ لا تـتفرج على التلفزيون وغيره مما يُشبههُ...لأنك تنطلق من أن الكل حرام : ساكنٌ أو متحركٌ , فإنك تـتخلصُ عندئذ من التناقض , ولكنك في المقابل ستـعيشُ معزولا كأنك تعيشُ في غابة (خاصة في القرن ال 21 الحالي) وتـقدم بفعلك هذا للناس إسلاما جافا باردا ميتا , وتصبح بسلوكك هذا تُـنفِّـر من الدين أكثر مما تُـرغِّبُ فيه سواء شئتَ أم أبيتَ.
والحل في نطري في النهاية للتخلص من التناقض مع نفسك وكذا حتى لا تعيش على الهامش من الحياة وتُـرغِّب في الدين ولا تُـنفِّر منه , الحلُّ هو الأخذُ بقول من قال بأن التصوير المحرم هو فقط التصوير المجسم لإنسان أو حيوان وأما غير المجسم فهو جائز ولا حرجَ فيه شرعا حتى ولو كان لإنسان أو لحيوان , وهذا هو قول أغلبِ المالكية والشافعية والحنفية والحنابلة من القدامى , وهو كذلك قول جمهور العلماء المعاصرين.
7- من حقك أن تعتبر بأنه ليس من السنة القنوت في كل صلاة صبح انطلاقا من اطمئنانك إلى قول من قال بذلك من العلماء . هذا من حقك :
ا-ولكن ليس من حقك أبدا أن تمتنع عن أداء صلاة الصبح في المسجد بسبب أن إمام المسجد يقنتُ في الصبح !.
ب-ولكن ليس من حقك أبدا أن تتوقف أنت (وأنتَ إمام المسجد) عن إمامة الناس في المسجد في صلاة الصبح حتى لا تضطر إلى القنوت بالناس في الركعة الثانية من الصبح !.
جـ-ولكن ليس من حقك أبدا أن تدخل في معارك ومعارك لأسابيع ولشهور مع عامة الناس في المسجد بسبب أنهم يقولون "يستحب القنوت في الركعة الثانية من الصبح" كما ورد عند المالكية , وأنت تقول بأن ذلك ليس مستحبا ولا مباحا !.
د-ولكن ليس من حقك أبدا أن تتهمني أنا "صاحبك وأخوك" بأنني جاهل وضال ومنحرف و...لا لشيء إلا لأنني أقنتُ في الصبح وأدعو الناسَ إلى القنوت في الصبح كما هو معروف في المذهب المالكي السائد في المغرب العربي.
كل هذا وما يُشبهُهُ ليس من حقك لأن المسألة خلافية في الدين وليست أصولية , ومنه إذا قنـتـنا في الصبح فنحن على إسلام وإذا لم نقنتْ فنحنُ على إسلام كذلك بإذن الله.
يتبع :
 
جزاك الله خيرا اخي العزيز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ونفعنا الله بك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المعديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة
قال امام دار الهجرة كل يؤخذ ويرد من قوله الا صاحب ذلك القبر واشار الى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
اخي العزيز

لقد من الله عز وجل علينا بنعمة الاسلام ونعمة العقل الذي نفرق به بين الباطل والحق بين الصحيح والسقيم فكل ذي عقل مسؤول امام الله بما يدين الله به ولا يحتج بقول فلان او علان الا اذا وافق الكتاب والسنة فالمسلم متبع لا مقلد يتبع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بفهم الصحابة
فاذا اختلف في امر رددناه الى القران والسنة فان وافق والا تركناه فالغناء قد فصل فيه الاولون والمعاصرون فعبد الله بن مسعود يحلف ثلاثا بان المقصود في اية لقمان هو الغناء وابن عباس رضي الله عنهما يفسر -وانتم سامدون-سورة النجم بوانتم تغنون فهل نتبع كلام ابن حزم او القرضاوي لنرد كلام ترجمان القران
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ليكونن من امتياقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف فتامل اخي كلمة يستحلون ما معناها فهذه حجة ظاهرة على تحريم المعازف
وقد اجمع ائمة المذاهب على تحريم الغناء كما تعلم بل اجمع علماء الامة على تحريم الغناء الا من شذ منهم والشاذ لا يؤخذ به والله لا نترك قول الله ورسوله وقل الصحابة والائمة الاربعة لنتبع ما شذ من الاقوال ولا نحترم رايا خالف سنة نبينا بل نحذر منه وندعو الى اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
برئنا إلى الله من معشــر بهم مرض من سماع الغنا

وكم قلت: يا قوم أنتم على شفا جرف ما بـه من بنا

شفا جرف تحتـه هــوة إلى درك كم به مـن عنـا

وتكرار ذا النصح منا لهم لنعـذر فيـهم إلى ربنـا

فلما استهانوا بتنـبيهنـا رجعنا إلى الله في أمرنـا

فعشنا على سنة المصطفى وماتوا على تنتنـا، تنتنــا
اما قضية اللحية فما اكثر الاحاديث التي تدل على حرمة حلقها ولا داعي لاطالة الحديث فيها وكما قلت من قبل لا نترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم لنتبع ما شذ من الاقوال
اخي العزيز غفر الله لي ولك هذا منهج النبي صلى الله عليه وسلم اتباع سنته ومحاربة البدعة اينما كانت فقولك اترام الراي الاخر سيدفع باهل الاهواء الى الابتداع ومخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم
اذن وجب علينا محاربة ما خالف الكتاب والسنة حتى وان قال به اكابر العلماء ووجب ان تكون حالنا حال المدافع عن سنة نبيه لا حال ابي الحسل فهل تعرف ابا الحسل ;)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
جازاك الله خيرا أخي الكريم :

أتمنى أن تقرأ بقية أجزاء الرسالة "من حقك وليس من حقك " : فيها 11 جزء , ثم احكم بعد ذلك لي أو علي.
وفقني الله وإياك لكل خير, وأبعدنا عن الميوعة والانحلال وكذا عن التعصب والتشدد والتزمت آمين.
 
هذه مقتطفات من " من حقك وليس من حقك ":

بسم الله
هذه مقتطفات من " من حقك وليس من حقك "
1-من حقك أن تغضب إذا سب أحدٌ من الناس الألباني أو بن باز أو العتيمين أو... ولكن ليس من حقك أبدا أن تمنع غيرك من الغضب كذلك إذ سب أحد الناس القرضاوي أو البوطي أو سيد قطب أو حسن البنا أو...ولا يوجد دليل قطعي واحد أو نصف دليل قطعي في الشرع على أن هؤلاء لا يجوز أن يُسبوا وإذا سُب أحدهم وجب على المسلم أن يغضب , وأما الآخرون فيجوز أن يُسبوا , وإذا سُب أحدهم نصم آذاننا عن السماع أو نشارك الساب في سبه والطاعن في العلماء في طعنه. إن هذا التفريق بين علماء وعلماء لا يجوز أبدا في الدين , وهو سمة من سمات المتعصبين , لأن لحوم العلماء كل العلماء (وحتى الدعاة , بل وحتى المسلمين العاديين) مسمومة والعياذ بالله تعالى.
2-من حقك أن تغضب إن سمعت أحدا يسب عالما مثل الألباني والعتيمين وبن باز و...لأن هذا السب حرام ثم حرام (لحم المسلم العادي مسمومة , فما بالك بلحوم العلماء كل العلماء ).
ا-ولكن ليس من حقك أبدا أن تغضب إن سمعتَ قائلا يقول بأدب وبدليل وببرهان وبحجة " أخطأ الألباني أو العتيمين أو بن باز أو...", لماذا ؟ بـبـساطة لأنه لا أحد معصوم منهم رحمهم الله لا عن الخـطأ ولا عن الخطيئة. والمجتهد المخطئ مأجور كذلك كما أن المصيب مأجور. وكما أن غيرهم من العلماء يخطئ ولا حرج علينا أن نقول عنه"أخطأ" , فكذلك هؤلاء العلماء يُخطئون ولا حرج علينا أبدا كذلك أن نقول عن الواحد منهم بأنه "أخطأ".
ب- ولكن-كذلك- ليس من حقك أبدا أن لا تغضب إن سمعتَ أحدا من الناس يسُبُّ علماء آخرين أو دعاة ومفكرين آخرين مثل البوطي والقرضاوي ومحمد الغزالي وعبد المجيد الزنداني ومحمد متولي الشعراوي و...أو حسن البنا وسيد قطب وعائض القرني وطارق سويدان وعمرو خالد و..., لماذا ؟. بـبـساطة لأنه لا دليل-كما قلتُ من قبل- من الشرع ( ولا دليل إلا من الهوى ) على أن هؤلاء علماء أو دعاة وأولـئك ليسوا علماء ولا دعاة , ولا دليل من الشرع ( ولا دليل إلا من الهوى ) على أن لحوم هؤلاء مسمومة ومُـحرَّمةٌ وأما لحوم أولئك فمباحةٌ.
3-من حقك أن تأخذ برأي -فيمسألة فقهية فرعية- إطمأنت إليه نفسك أو رأيت أنه الأرجح أو لأنه قال به من ترتاحإليهم من العلماء أمثال الألباني وبن باز والعتيمين-رحمهم الله رحمة واسعة وأسكنهمفسيح جنانه-أو لأي سبب آخر غير اتباع الهوى.ولكن لا يحق لك أبدا أن تعتبر بأنالمسألة اتفاقية أصولية لا خلاف فيها (إذا كانت في حقيقة الأمر خلافية وفرعية وثانوية ) , لا لشيء إلا لأن الرأي الذيأخذتَ به اطمأنتْ إليه نفسُك أو رأيت أنه الأرجح أو لأنه فقط قال به منترتاح أنتَ إليهم من العلماء دون غيرهم.
4- فرق بين التعاملمع المسائل الأصولية كالتي خالف فيها الترابي مؤخرا مثل جواز شرب الخمر ما لم يضرالشخص غيره وجواز تزوج المرأة المسلمة من كتابي وجواز إمامة المرأة للرجل وجوازصلاة المرأة جماعة إلى جانب الرجل في صف واحد و...فهذه مسائل الاجتهاد فيها ممنوعلأن الأدلة عليها قطعية,والمخطئ فيها آثم لا مأجور.إن المطلوب منا في هذه المسائلالتعصب ثم التعصب للحق الذي نؤمن به والذي اتفق الفقهاء عليه.فرق بين التعامل معمثل هذه المسائل الأصولية والتعامل مع المسائل الخلافية الذي كنت وما زلت أتحدث عنهوالذي أرى أن الواجب فيه هو سعة الصدر"ويعذر بعضُنا بعضا فيما اختلفنا فيه" كما قالحسن البنا رحمه الله,والحرام فيه هو التعصب.
5-إن التعصب يولد غالباتعصبا مضادا , فإذا أردتَ أن لا يتعصب ضدك أحدٌ (حيث لا يجوز التعصب) , فيجب أن لاتتعصب ضد أحد.وكما تدين تدان.وهذا كلام مفهوم ومعقول ومقبول و...بإذن الله.
6-من حقك أن تأخذ برأي في مسألة معينة فرعية في العقيدة مثل"الصحابة أفضل أوزوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن أفضل ؟" أو مثل " عثمان أفضل أوعلي أفضل رضي الله عنهما ؟" أو ....ويوجد غيرها مئات المسائل الفرعية في العقيدةالتي اختلف فيها علماء أهل السنة والجماعة قديما وحديثا خلافا لم يفسد للود قضيةبين هؤلاء العلماء وبين بعضهم البعض.
ولكن ليس من حقك أبدا أن تعتبر هذه المسألةأصولية- مع أنها فرعية- , ولا من حقك أن تتعصب لها-مع أن المطلوب منك هو سعة الصدرمع المخالف لا التعصب-.وإذا أصررتَ على أنه ليس في العقيدة فروع فستدفع ما لا نهايةمن الأشخاص إما للضحك عليك على اعتبار أنـك جاهل من الدرجة الأولى أو-في الأحوالالحسنة-للإشفاق عليك فقط لأنك جاهل يحتاج إلى تعليم.
7-من حقك أن ترتاح أكثر إلى الألباني وبن باز والعتيمين,لأنك ترى بأنهم أقرب إلى السلفيةوالسلف الصالح من غيرهم.ولكن ليس من حقك أن تمنع غيرك إذا لم يقتنع بهذا ورأى بأنالفقهاء الأربعة (مالك وغيره رضي الله عنهم أجمعين) [الذين كانوا تابعين وتابعيتابعين] أو..أولـى بالسلفية والسلف الصالح من الألباني وبن باز والعتيمين وغيرهم منالمعاصرين,لأن الأولين لم يكن بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا 100 سنةأو أقل قليلا أو أكثر قليلا , والبعض منهم عاصر الصحابة رضي الله عنهم, بل إن البعضمنهم بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الإمام مالك رضي الله عنه.أماالمتأخرون فبينهم وبين الصحابة 14 قرنا تقريبا.
8- من حقك أن تعتبر بأن السلفية في العقيدة هي الأصوب ضمن الفرقة الناجية (من ال 73 فرقة التي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كلها في النار إلا واحدة) ومن حقك أن تعتقد بهذه العقيدة وتـتمسك بها وتعتز بها وتعلِّمها لكل من تحب من الناس وضمن أكبر دائرة ممكنة في المجتمع .ولكن ليس من حقك أبدا أن تعتبر أن السلفية هي كل أهل السنة والجماعة وأن كل من عداها في النار, أي أنه ليس من حقك أن تمنع غيرك من الاعتقاد بأن أهل السنة والجماعة كما تشمل السلفيين فإنها تشمل كذلك الأشاعرة والماتريدين,لأنه وإن وجد علماء يقولون بأن أهل السنة والجماعة هم فقط السلفية , فإنه يوجد علماء آخرون كانوا ومازالوا وسيبقون - إلى يوم القيامة بإذن الله- يقولون على مر السنين بأن أهل السنة والجماعة تشمل كذلك الأشاعرة والماتريدية لأن الخلاف بين الجماعات الثلاثة بسيط جدا وهو فقط متعلق بفروع العقيدة لا بأصولها وبمسائل فرعية جدا وبسيطة جدا وثانوية جدا لم يُفصل فيها الله ولا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم , ولا ينبني عليها أيُّ عمل ديني أو دنيوي.الذي يقود الجماعات الثلاثة علماء في العقيدة حسناتهم أكبر بكثير من سيئاتهم , وهم اجتهدوا في فروع العقيدة الإسلامية , وهم جميعا وفي كل الأحوال مأجورون بإذن الله أصابوا (لهم أجران) أو أخطأوا (لهم أجر واحد). والصواب يعلمه الله وحده , ولا أحد في الدنيا يملك الدليل القطعي على أن فلانا من هؤلاء العلماء هو المصيب في المسألة الخلافية الفرعية الثانوية الفلانية وأن فلانا هو المخطئ.لا أحد ثم لا أحد ثم لا أحد , ومن ادعى ذلك فإنه لن يقدم دليلا أو شبه دليل على صحة دعواه.
.
 
تتمة :

9- من حقك أن تعتبر نفسك سلفيا (بمعنى معين) وتـعتز بذلك وتدعو غيرك إلى أن يكونوا مثلك . ليس في هذا أي حرج عليك , ولكن ليس من حقك أبدا أن تـتعصب ضد غيرك الذي يقول:[أنا لستُ سلفيا ولست إخوانيا ولست جهاديا ولست تكفيريا ولست صوفيا ولست تبليغيا ولست أشعريا ولست إنقاذيا ولست تحريريا ولست حماسيا ولا...وإنما أنا مسلم وكفى,لأن الله قال"إن الدين عند الله الإسلام"].هذا من حقك وذاك من حقه , وليس لأحدكما أن يتعصب ضد الآخر.
10- من حقك أن تنشر مواضيعك ورسائلك ودروسك وندواتك ومحاضراتك و...بحرية , وفي أي منتدى تـختاره –خاصة منها الإسلامية الملتزمة بالدين الإسلامي وبعقيدة أهل السنة وبالأدب الإسلامي والخلق الإسلامي ومقتضياتهما و...-, ولكن ليس من حقك أبدا أن تعترض على المسؤولين عن المنتدى إن قيدوا نشرهم لما تريد أن تكتبه أنتَ بجملة قيود (يلزمون أنفسهم بها هم أولا ثم يلزمونك أنت بها), والتي منها :

الأول: الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن لا بالتي هي أخشن"يسروا ولا تعسروا,بشروا ولا تنفروا" و "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" , و...
الثاني : الحرص الدائم على حسن الظن بالمسلم لا على سوء الظن به,خاصة خلال الردود والمشاركات والحوارات. ويجب أن يُسلم الجميع (الراد والمردود عليه, والبادئ والمنتهي والمسؤولون عن المنتدى والزوار) على أنهم إخوة يشتركون مع بعضهم البعض في أصول الدين وفي الكثير من فروعه,وأنهم في ساحة حوار أخوي لا في ساحة معركة بين خصوم أو أعداء.
الثالث : التفريق بين الأصول والفروع,فيتعصب الجميع ضد من خالفهم في الأصول (ولا يخالف مسلمٌ في الأصول إلا نادرا) ويوسعوا صدورهم مع من لم يخالفهم إلا في الفروع فقط (وأغلب الخلافات بين المسلمين هي في حقيقة الأمر من هذا النوع الثاني ) .

الرابع: مع من خالفهم في الفروع , يجب أن يحرص الجميع على أن يناقشوا الأفكار والآراء بدون أن يطعنوا في الشخص أو الهيئة.ولا يجوز لواحد عوض أن يناقش أفكار غيره وآراءه يذهب ليتدخل في خبايا نفس الآخر التي لا يعلمها إلا الله تعالى وينتقده كشخص من خلال ألفاظ جارحة.
الخامس: أن يفرقوا بين حوار مع صديق ومناظرة مع عدو, إذ يجب أن نجعل الحوار بين الجميع حوارا مع أصدقاء ,ولا نلجأ إلى المناظرة وكأنها مع عدو إلا عند الضرورة القصوى , مادام الآخر ليس عدوا بالفعل.
ليس من حقك أن تعترض على المنتدى إذا قيد مشاركاتك وردودك بهذه الشروط والقيود,لأننا نعلم أن حرية الواحد منا تنتهي عند حريات الآخرين.
11-من حقك أن تحرص على أن تكفِّر من هو كافر بالفعل وأن تُفسِّق من هو فاسق بالفعل , لأن تكفير من هو كافر بالفعل من الإيمان وتفسيق من هو فاسق بالفعل من الإيمان كذلك...ولكن ليس من حقك أبدا أن تكفِّر من لست متأكدا 100 % بأنه كافر حقيقة , وكذا من لست متأكدا 100 % من أنه فاسق فاجر حقيقة , أو ضال ومنحرف واقعا . المعروف في ديننا أنك إذا اتهمت الغير بأنه كافر أو فاجر وهو ليس كذلك فإنك تـبوء بهذه الصفة أنت والعياذ بالله تعالى.وكذلك معروف في ديننا بأن الله يعاقبُ على تكفير من ليس بكافر أكثر مما يعاقب على ترك تكفير الكافر, وكذلك فإن الله يعاقب على تفسيق من ليس بفاسق أكثر مما يعاقب على ترك تفسيق الفاسق.
12-من حقك أن تأخذ دينك من قلة من العلماء معاصرين مثل الألباني وبن باز والعتيمين لأنك تـطمئن إليهم أكثر من اطمئنانك إلى غيرهم , ولكن ليس من حقك أبدا أن تَمنع غيرك من أن يأخذ دينَـه من مئات العلماء القدامى والمحدثين وأن يأخذه من العلماء المسلمين-كل العلماء المسلمين بلا استثناء - لأنه يرى بأن اختلاف العلماء رحمة ولأنه يرى بأن علمه بالإسلام سيكون أكبر وأعظم كلما كان عدد العلماء الذين يأخذ منهم دينه أكثر.
ملاحظة : من مظاهر التعصب المذموم عند البعض من إخواننا أن الواحد منهم عند قراءته لي وأنا أنتقد التشدد والتزمت في الدين من أية جهة جاء , يتهمني مباشرة بأنني ضد المنهج السلفي أو ضد علماء السلفية وخاصة ضد الألباني وبن باز والعتيمين. قلتُ : هذا من مظاهر التعصب المذموم , لأنني ما قلت ُ في يوم من الأيام كلمة أو نصف كلمة أو ربع كلمة أو شبه كلمة تؤكد على أنني ضد المنهج السلفي أو ضد علماء السلفية . ما قُـلتُ ولن أقـولَ بإذن الله.
ا- لقد قرأتُ في حياتي قريبا من 100 كتاب إسلامي لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله وقرأت وسمعت عشرات الكتب والأشرطة والأقراص و...لكل من الألباني وبن باز والعتيمين. والألباني رحمه الله قرأت له منذ 1975 م حين كنت في الجامعة أكثر من 70 رسالة استفدتُ منها كثيرا والحمد لله.وقرأت نفس القدر تقريبا لابن باز وللعتيمين.
قرأت وسمعتُ لا من أجل تسقط العثرات والأخطاء بل من أجل تعلم الدين ومن أجل زيادة معرفتي بالإسلام والحمد لله رب العالمين.
ب-عندي مكتبة إسلامية كبيرة , وفيها أكثر من 100 كتاب لعلماء سلفية.
جـ-عندي مكتبة أشرطة وأقراص , وفيها أكثر من 100 قرصا أو شريطا لعلماء سلفية.
د-أقدم باستمرار دروسا دينية لزوجتي وأولادي في البيت , وللتلاميذ في الثانوية التي أُدرِّسُ فيها , وحوالي 50 % أو أكثر قليلا أو أقل قليلا من هذه الدروس أخذتُـه من مراجع سلفية.
هـ-في دعوتي الفردية مع الناس , أستشهدُ في كثير من الأحيان بأقوال علماء سلفية.
و-أنا أزورُ باستمرار عشرات المنتديات والمواقع , وأتعلم منها ديني وآخذ منها (للمطالعة أو التفرج أو السماع أو.. أو للتـنـزيل أو التحميل) مواضيع ورسائل وكتب وبرامج وأناشيد و...أغلبها منتديات ومواقع سلفية , بعضها متعصب والكثير منها معتدلٌ والحمد لله.
ي-أستشهدُ في كثير من كتاباتي خاصة منها في مجال الرقية الشرعية , بأقوال علماء سلفية.
وفي النهاية أقول بأنني ملتزم عموما خاصة في العبادات بالمذهب المالكي , ومع ذلك أنا آخذ في مسائل كثيرة من الفقه إلى جانب مالك , آخذ بآراء علماء سلفية.علماء السلفية هم علماء الأمة الإسلامية كلها , وهم علماء كل مسلم ومسلمة : نحن نحبهم ونحترمهم ونقدرهم ونتولاهم ونأخذ منهم الدين والأدب والخلق والعلم , و...ونتقرب إلى الله بحبنا لهم ونسأل الله أن يحشرنا معهم ومع سائر العلماء -بلا استثناء-يوم القيامة.قلتُ هذا الكلام من قبل وما زلت أقوله وسأبقى أقوله بإذن الله إلى يوم يتوفاني الله على خير بإذن الله . أما من قَوَّلني ما لم أقل أو اتهمني بما ليس في فأنا أكلُ أمره إلى الله وحسبي وحسبه الله,"وأفوض أمري إلى الله , إن الله بصيرٌ بالعباد".أما الذي أكرهه أنا أشد الكره وأبغضه أشد البغض وأمقته أشد المقت فهو تعصب بعض الأتباع لعلمائهم إلى حد اعتبارهم لا يخطئون أو اعتبارهم لا يعصون أو اعتبارهم هُم فقط العلماء وغيرُهم ليسوا علماءَ بل اعتبار غيرهم ضالين منحرفين سواء كانوا علماء مثل القرضاوي والبوطي والغزالي وأبو زهرة و...أو كانوا دعاة مثل سيد قطب وحسن البنا وعبد الحميد كشك وطارق سويدان والجفري وعمرو خالد وعائض القرني وسلمان فهد العودة و...إن هذا التعصب أمقته وأبغضه وأكرهه (أبغضُ وأمقت وأكره التعصبَ لا المتعصبين) لأنه مذموم شرعا ومرفوض منطقا وغير مستساغ ذوقا و...
13-من حقك الاعتزاز بجماعتك أو حزبك أو تنظيمك (الإسلامي) أو...الذي تُـعمل من خلاله لخدمة الإسلام والمسلمين ثم خدمة جماعتك أو حزبك أو تنظيمك, سواء كان حزبك سياسيا أو جهاديا أو تعبديا أو تربويا أو ثقافيا أو...ولكن ليس من حقك أبدا أن تعتبر جماعتك أو حزبك أو تنظيمك هو"الجماعة الإسلامية",لأن هذا ليس صحيحا أبدا,ولأن الجماعة الإسلامية تشمل الجميع بإذن الله وزيادة.إنها تشمل الجميع وتشمل معهم الحكام والمحكومين , والدعاة والمسلمين العاديين , والمنتظمين في أحزاب وتنظيمات وجماعات وغير المنتظمين, والسياسيين والجهاديين, والذكور والإناث , والمثقفين والأميين, والأفراد والجماعات و...مادام هذا الجميع وزيادة يؤمن بالإسلام عموما ويعتقد بعقيدة أهل السنة والجماعة خصوصا.
14- من حقك أن تعتز باتجاهك الفكري المعين [إخوان مسلمون, دعوة وتبليغ , الجماعة السلفية , جماعة التكفير والهجرة , جماعة التحرير, جماعة الجهاد , الصوفية (المستقيمة لا المنحرفة) , الخ...] سواء كنت منخرطا في جماعة أو تنظيم أو حزب , أو كنت تؤمن بفكر الجماعة ولكنك تعمل بهذا الفكر كفرد واحد , أي خارج الجماعة.ولكن ليس من حقك أبدا أن تعتبر فكرك (الجماعي) هو الإسلام وتعتبر من خرج عن هذا الفكر خارجا عن دائرة الإسلام أي كافرا كفرا مخلدا لصاحبه-إن مات عليه-في النار والعياذ بالله تعالى.
15- من حقك أن تقرأ , وتسمع , و...وتُـبالغ في القراءة والسماع في 3 علوم أساسية (لأنك تـرى أن هذا هو العلم الذي يجب تعلمه على كل مسلم) : فقه العبادات وفقه المعاملات , وقبل ذلك في العقيدة الإسلامية أي في عقيدة أهل السنة والجماعة.وفي المقابل لا تـكاد تَـقرأ شيئا في مجالات أخرى من العلم والمعرفة.هذا من حقك ...ولكن ليس من حقك أبدا أن تـمنع غيرك (أو تُنكر عليه) من أن يقرأ بعدما ذُكِر من العلوم , أن يقرأ في الآداب والأخلاق والسيرة والتفسير و... , وفي السياسة والاقتصاد والإجتماع والتربية والتعليم وعلم النفس والعلوم السياسية والفلسفة و..., وفي مجالات الثقافة الإسلامية المختلفة,وفي مجال التخصص لكل مسلم أو مسلمة في الحياة (إن كان لأحدهما تخصص).أنتَ على حق وغيرك على حق كذلك , ولا يجوز أن يتعصب أحدكُما ضد الآخر.
16- من حقك أن تأخذ بآراء معينة في مسائل خلافية بين العلماء كجلسة الاستراحة , ولبس القصير من الثياب إلى ما فوق الكعبين , وإعفاء اللحية , وعدم السماع إلى الموسيقى , وعدم مصافحة المرأة الأجنبية , ورفع اليدين قبل وبعد الركوع , و...وتعتز بها وتدافع عنها وتـنتقد من يأخذ بغيرها من الأقوال. هذا من حقك...ولكن ليس من حقك أبدا أن تأخذ بآراء معينة في هذه المسائل الخلافية وتـتركَ العملَ بمسائل أخرى لا خلاف فيها أبدا , ومنه نجدُكَ تـتساهلُ في حفظ القرآن مع أنه لا خلاف في أنه يستحبُ لمن قدر عليه , ونجدكَ تـتساهل في صيام التطوع مثل الخميس والاثنين والأيام البيض وصيام 3 أيام من كل شهر مع أنه لا خلاف في أن ذلكَ مستحبٌّ لمن قدر عليه. ونفس الشيء يُقال عن قيام الليل , وعن الرواتب من الصلاة النافلة , وعن عيادة المريض , وعن طلب العلم النافع , وعن حفظ أذكار وأدعية , وعن زيارة المقبرة , وعن الاجتهاد في الدراسة , وعن طاعة الوالدين وحسن معاملة الناس و... هذا ليس من حقك أبدا لأنه عين التناقض والجهل والتعصب و...
والله ورسوله أعلم
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top