خمس رسائل إلى أمي - نزار قباني

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

karima

:: عضو مُتميز ::
إنضم
19 مارس 2007
المشاركات
762
نقاط التفاعل
4
النقاط
17

خمس رسائل إلى أمي - نزار قباني


صباحُ الخيرِ يا حلوه..

صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

مضى عامانِ يا أمّي

على الولدِ الذي أبحر

برحلتهِ الخرافيّه

وخبّأَ في حقائبهِ

صباحَ بلادهِ الأخضر

وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

وخبّأ في ملابسهِ

طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

وليلكةً دمشقية..



أنا وحدي..

دخانُ سجائري يضجر

ومنّي مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتّشُ بعدُ- عن بيدر

عرفتُ نساءَ أوروبا..

عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

عرفتُ حضارةَ التعبِ..

وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

وتحملُ في حقيبتها..

إليَّ عرائسَ السكّر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشُلني إذا أعثَر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولدُ الذي أبحر

ولا زالت بخاطرهِ

تعيشُ عروسةُ السكّر

فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

غدوتُ أباً..

ولم أكبر؟



صباحُ الخيرِ من مدريدَ

ما أخبارها الفلّة؟

بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

تلكَ الطفلةُ الطفله

فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

يدلّلها كطفلتهِ

ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمتهِ..



.. وماتَ أبي

ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

وتسألُ عن عباءتهِ..

وتسألُ عن جريدتهِ..

وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

عن فيروزِ عينيه..

لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

دنانيراً منَ الذهبِ..



سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

إلى تحتي..

إلى كتبي..

إلى أطفالِ حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنامُ على مشارقنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شبّاكِ جارتنا

مضى عامانِ.. يا أمي

ووجهُ دمشقَ،

عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

يعضُّ على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..



مضى عامانِ يا أمي

وليلُ دمشقَ

فلُّ دمشقَ

دورُ دمشقَ

تسكنُ في خواطرنا

مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

قد زُرعت بداخلنا..

كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

تعبقُ في ضمائرنا

كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

جاءت كلّها معنا..



أتى أيلولُ يا أماهُ..

وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

ويتركُ عندَ نافذتي

مدامعهُ وشكواهُ

أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

أينَ أبي وعيناهُ

وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

سقى الرحمنُ مثواهُ..

وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

وأين نُعماه؟

وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

تضحكُ في زواياهُ

وأينَ طفولتي فيهِ؟

أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

وآكلُ من عريشتهِ

وأقطفُ من بنفشاهُ



دمشقُ، دمشقُ..

يا شعراً

على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائرنا صلبناهُ

جثونا عند ركبتهِ..

وذبنا في محبّتهِ

إلى أن في محبتنا قتلناهُ...
 
الام شيء كبير
قلب عتيق ، وفاء لمبادئ الامومة منذ وجدت الامومة
مهما قلنا فيهن ومهما فعلنا لهن لن نرد لهن ولو الجزء البسيط مما فعلوا لنا ، مجرد خوفها علينا حين كننا نتاخر عن الرجوع للبيت يكفينا ان نعمل لها 20 سنة لارجاعه لها ، فما ادراك حملنا في رحمها وارضاعها و اهتمامها ووووووو كثير
 
السلام عليكم

شكرا جدا لمرورك الكريم تحية مني لك خالصة والام ليست فقط الام التي تلد بل الوطن ايضا ام
تقبل فائق الاحترام والتقدير
 
بارك الله فيكي عزيزتي على الكلمات المعبرة في حق الأم

الله يخليلك أمك و يخلينا أمهاتنا

واصلي مواضيعك الرائعة عزيزتي كريمة

شكرا تحياتي

أختك فلاورز
 
السلام عليكم

زداني شرف مرور رائعة من روائع اللمة على موضوعي شكرا غاليتي ادامك الله للمة
تقبلي فائق الاحترام والتقدير
 
أجمل و أصدق ما كتب الشاعر الكبير نزار قباني ..

شكراا لك اختي ...
 
الله يحفضك اختي ماعندي مانقول في هذا الموضوع قوة بزاف
 
السلام عليكم

قال انا معك:
أجمل و أصدق ما كتب الشاعر الكبير نزار قباني ..

شكراا لك اختي ...
وانت اجمل واصدق نسمة مرت بموضوعي
تقبلي فائق الاحترام والتقدير
 
السلام عليكم

قال belloumi10:
الله يحفضك اختي ماعندي مانقول في هذا الموضوع قوة بزاف
الله يحفضك انت ثاني وانت الي فور بزاااااااااف ربي اخليك على الكلام الذي اسعد قلبي شكرا على المرور
تقبل فائق الاحترام والتقدير
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top