هـــــدية يوم الأحــــــــد
أيام وأيام تمر
ويكبر معها الحنين
ويمر معها مافي العمر
إلى أن أصبحت شيخا
شيخا أنهكه الدهر
أسقطت رياح اليأس أحلامه
كأوراق الشجر
شيخ في العشرين من العمر
وكانت قصة حب خرافية
لم ولن يعيشها أي من البشر
كانت سعادة لم تخطر على بال
تتعدى حدود التصور
أعادتني من حدود التيه
ورمتني في معلقة عنتر
وكان عيد ميلادي
في اليوم التاسع عشر
من أول شهر
فصل البرود والثلوج
والصقيع والمطر
لم تصل أية هدية إلا من عندها
هي الوحيدة من كل عام تتذكر
هذا ماكنت أعتقد
وهذا ما كنت أتصور
لكن . . .
بعد يومين من عيدي
جاءت هدية يوم الأحد
هدية زلزلت أرض مشاعري
طحنت القلب وسحقت الكبد
هدية . . .
أو بالأحرى كلمات
حروفها مسامير وجمر
غيرت التاريخ والزمان
نفتني من الأرض ومن البلد
كان يطلب مني أن أنساها
أن أترك حبي
وأترك بيتي وأهلي
وأبتعد
كلمات باردة حارة
حولتني في لحظات
من أمير حب أسطوري
إلى كلب متشرد
من عاشق نزاري
إلى عاشق مضطهد
آه . . . وآهات
وخيبات وانكسارات متواليات
وجراحات وأنات ماتت
ثم عادت إلى الحياة
ياويلي من نار حب
زادت لهيبا بدل أن تخمد
ياويح نفسي من نحسي
وشقائي وبؤسي
ودموع ساخنة
تحرق بأظافرها بساط الخد
آه منك
يادكرى يوم الأحد
وعذابات وجراحات
وعواصف من الندم
في كل لحظة تشتد وتشتد
يا ذكرى هدية
فتحت أبواب جهنم
وحفرت لي ببريقها
ألف لحد ولحد
وآه منك ياعمرا
يأخذ فيك الشقاء نصيب الأسد
القلم الأسود m
