هذا الشعب ! ............... وهذه المقاومة !!

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
إنضم
23 ماي 2007
المشاركات
156
نقاط التفاعل
0
النقاط
6

بداية أعتذر لكم عن طول هذا الطرح وعن غيره مما أقدمه لكم رغم أني

أعلم أن قارئ المنتديات بشكل عام لا يتحمل صبر الإطالة إلا أن عذرنا

في ذلك أن الآلام مبرحة والوجيعة هائلة وأنت لن تخذلني


مدرستي

قد تتساءل أخي في دهشة ما علاقة هذا العنوان " مدرستي " بالمقاومة ؟

انتظر فالحديث آت واستقطع من وقتك جزءاً غير مهدر , ربما لا تأسف

عليه وإن أسفت عليه , رغم أني أعرف أن وقتك بلا ثمن مثل وقتي تماماً

فهكذا هو كذلك في عالمنا الثالث والسبعين .

إن أسفت عليه فاعلم أن رسالتي لم تصلك وسوف أعلم أنا أنني قد فشلت

في توصيلها يقيناً

هناك في زمن قديم , لن أذكره لك , وفي مدرستي الابتدائية ,

كان يا ما كان يا سعد يا إكرام وما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام :

يدق جرس المدرسة في السابعة تماماً وبعدها بقليل نكون نحن تلاميذ

مدرسة سموحة الابتدائية قد اصطففنا في طابور شبه عسكري لننشد

نشيد الصباح المحبب إلينا :

" ناصر ... كلنا بنحبك "

" ناصر وها نفضل ... جنبك "

" ناصر يا حبيب الشعب ... يا ناصر "

كان نشيداً محبباً إلينا ولم نكن لنتعذب في إنشاده كما هو الحال مع تلاميذ اليوم

بعدها ندلف إلي فصولنا بالمدرسة في طابور يشبه ما شاهدناه بعد ذلك

في السينما لطوابير الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية على وقع

أصوات" الترمبيطة " الصادر من زميلنا الجيوشي الذي أصبح فيما

بعد صاحباً لفرقة موسيقية

وقبل أن ننشد " ناصر .. " كان الاستاذ عبد العزيز فهمي ناظر المدرسى

يمر عينا في طابور الصباح كل يوم بعد أن يأمرنا عبر صوته الجهوري ,

الذي كنا نرتعد له فور سماعه , بمد أيدينا أمام صدورنا مقلوبة على

ظهرها ليبدأ في المرور ممسكاً بآلة من الرعب كنا نطلق عليها في

المدرسة " العفريته "

مرة يمر من أمامنا ليتفحص أظافرنا و الأخرى تكون خلف ظهورنا

ليتفحص شعر رأسنا

ويوم أسود هو ان اعتبر , من وجهة نظره , أنك قد أطلت أحد أظافرك

أو طالت قليلاً بعض من شعيرات رأسك , وكان يخصني انا وحدي

بوقت مضاعف في الفحص والتفتيش حيث كان يعلم أن والدي من

رجالات التربية والتعليم ولا يجوز أن يكون باب النجار مخلع ,هكذا

كان يرى, وكنت أنا من جانبي أتمنى أن يبحث والدي له عن عمل آخر

حتى لا يقف الاستاذ عبد العزيز فهمي من حولي كل هذا الوقت يومياً

متربصاً الهفوة والهمسة والرمشة

وذات مرة وبعد وابل من التوبيخ لم يصل إلى حد استخدام العفريته أصر

على أن أعود له في اليوم التالي بعد أن أحلق زيرو أو نمرة 3 , هكذا أمرني

عدت لوالدي أشكو له ما فعله بي سيادة الناظر رغم أن شعري كان

قصيراً , فإذا بوالدي يكمل معي فاصل التوبيخ الذي كان قد بدأه معي

الناظر , مما اضطرني للذهاب إلى عم أنور الحلاق ليتلقفني فرحاً

سعيداً بعودتي السريعة ليمارس موهبته المفضلة في جعل ظهر أم

رأسي حمراء كالطربوش مما يجعله مضطراً لتطهير رقبتي بالسبيرتو

الأحمر مما كنت أصرخ منه متوجعاً فيتعالى صوته

" آه يا عيل " ... " يا ولد كن رجل "

والغريب أن عم أنور هذا كان لا يتقاضى مني مليماً واحداً فكنت قد تعودت

أن أذهب إليه خالى الوفاض , هكذا كان يرسلني والدي إليه ... فوق البيعة ,

وكثيراً ما كان يعيدني إليه أكثر من مرة إن لم ترق له حلقة رأسي

وأيضاً فوق البيعة !

ورغم أني كنت فوق البيعة إلا أن عم أنور ما أن يلمحني أسير بالقرب

من محله حتى يسرع للحاق بي عاقداً العزم على أن لا يتركني إلا

ورأسي كما ولدتني أمي

هكذا كان عم أنور يجامل والدي وعلى حسابي

والحقيقة لقد كانت مدرستي في غاية النظافة والجمال والانضباط ,ولم يحدث

يوماً أن طرد الأستاذ عبد العزيز فهمي تلميذاً واحداً من المدرسة حتى

ولو كانت مقابل عدم دفع المصروفات المدرسية , والتي كانت في ذلك

الوقت على ما أذكر لا تتعدى الجنيه الواحد , إلا أنني كنت أعد الأيام

متشوقاً لأصبح رجلاً في المدرسة الإعدادية المجاورة لمدرستي حيث كان

ناظر المدرسة لا يقص الأظافر ولا يأمر بحلق شعر الرأس وربما فيها

أنال حريتي وأتمكن من إطالة شعر رأسي قليلاً , هكذا كانت كل أمنيتي

في ذلك الزمان

اجتزت امتحان " القبول " الذي كنا نطلق عليه ذلك في هذا الوقت ونجحت

بمجموع أسعد والدي كما سعدت أنا به جداً لدرجة لم أسعد بأكثر منها لأي

امتحان آخر بعد ذلك في حياتي

ها هي أيام وسوف أكون بالمدرسة الإعدادية وأصبح رجلاً ولن أحلق زيرو

بعد اليوم وسوف تتغير معاملة والدي لي لأصبح كإخوتي الكبار

في أول أيام الدراسة ولفرط سعادة والدي المخبأة في أعماقه منحني ولأول

مرة في حياتي مائة وخمس وخمسون قرشاً هي كل المصروفات المدرسية

للعام الأول من المرحلة الإعدادية , حيث كان رحمة الله عليه يرفض سداد

مثل تلك المصروفات , حيث لا يصح لرجل مثله من رجال التربية والتعليم

أن تكون مثل تلك المبالغ , أي كانت,مقابلاً لما يقدمه هو من عطاء لتربية

وتعليم أجيال من التلاميذ ,

والأغلب أنه قد غير وجه نظره هذه فيما بعد , لسبب لم أعلمه , أو ربما

قد رأى أنني قد أوشكت على دور الرجولة مما ينبغي معه عدم تعرضي

لأي نوع من الإحراج

بصحبة ثلاثة من أصدقاء العمر , بعد ذلك , كنا نذهب إلى المدرسة صباح

كل يوم سيراً على الأقدام , وهناك بالمدرسة رغم صغرها نسبة إلي المدارس

الحكومية في ذلك الوقت حيث كانت تتكون من طابقين فقط و كان بها فناء

كبير مقسم إلى عدة ملاعب لجميع أنواع الألعاب الجماعية تقريباً

ملعب لكرة اليد وآخر للكرة الطائرة وثالث للسلة ورابع صغير لكرة القدم

وكان بها صوبة زراعية زجاجية تحوي أنواع كثيرة من النباتات , لنتعلم

كيف تزرع , وكان بها معمل للرسم والهوايات كصنع السجاجيد اليدوية

وخلافه ومختبر لإجراء بعض التجارب العلمية الصغيرة

والأجمل والأغرب أن كان بها مسرح يسع لأكثر من مأتي كرسي

كنا نقيم فيه بعض مسرحياتنا ولم أنسي حتى اليوم تلك المسرحية التي

دخلنا بها المسابقة مع المدارس الأخرى وكانت مسرحية :

" العلم نور ومفهومية والجهل عار وميت أزية "

ولم تكن هناك قضية كقضية التمثيل أو الفن وجدواهما مطروحة

ولو لمجرد المناقشة

ولم تنس المدرسة السباحة حيث تشكل منا بعد ذلك فريق للمدرسة في

السباحة تم اختياره بعد استطلاع رغباتنا ليأخذنا الأستاذ حسونة مدرس

التربية الرياضية يوماً واحداً في الأسبوع إلي حمام سباحة الجامعة ,

وكان هو واحد من أثنين في كل المدينة في ذلك الوقت

طبعاً وكله على حساب صاحب المحل !!!

انتقلت بعد ذلك للمدرسة الثانوية , ويا لها من مدرسة , ويا له من ناظر مدرسة

ووقتها لم يكن قد أطلقوا عليه " مدير المدرسة " والحمد لله أنه هو وجيله

لم يلحقوا بمرحلة المدراء والوكلاء والخبراء

اتسعت الملاعب وكبرت المعامل والمختبرات وزاد عليها مدرجاً للمحاضرات

العامة وتشكلت الفرق وتنوعت الأنشطة

رياضة ... موسيقى ... صحافة ... أدب .. إذاعة .. جوالة ... عدد كما شئت

طلاب تعددت أنشطتهم خارج حدود المدرسة منهم من يلعب بأندية بطولة

الدوري و منهم من يمثل بالإذاعة و منهم من سافر عبر الجوالة إلى بعض

الدول الأوربية


حضرة ناظر المدرسة .. " الأستاذ السلكاوي "

ما أن يراك السلكاوي هذا بأحد الطرقات في أي وقت من اليوم فاعلم أن

خطاب بعلم الوصول سوف يسبقك إلى والدك ولن تعود إلى المدرسة

إلا معه وبصحبته ليقدم لك والدك التماساً ووعداً على مسئوليته بأن لا

تعد لذلك مرة أخري وإن عدت سوف يكون مصيرك الرحيل والانتقال

إلي مدرسة " المرقصية الثانوية " والتي كانت أكبر وأوسع من مدرستي

إلا أنها مجهزة ببعض المدرسين المدربين على التعامل على من هم مثل

شاكلتك من المشاغبين الذين يخرجون دون إذن في طرقات المدرسة

ويا ويلك وويل مدرسك إن تنامى إلي علم أحد بالمدرسة أنك تأخذ عند

أحد من المدرسين درساً خصوصياً لتقويتك في أحد المواد الدراسية التي

رأيتها قد أعضلتك لتجد نفسك مطروداً منبوذاً من زملائك أنت ومدرسك

هذا خارج حدود الاحترام ما لم يكن هو يفعل ذلك على سبيل الرسالة

الواجبة نحو الضعفاء أمثالك

ــــــــ
 
لن أحدثك بعد ذلك عن الجامعة تلك التي تخرج منها أحد علماء نوبل

بعد ذلك وأيضاً أحد علماء الجيولوجيا العظام وهما زويل وفاروق

الباز على سبيل المثال ومن قبلهما أسطورة الجغرافيا جمال حمدان

وغيرهم وغيرهم الذين أثبتوا سلامة القاعدة العلمية في بلادنا في

هذا الوقت وأن التعليم الجامعي رغم ما بدى عليه من ظهور بعض أعراض

المرض إلا أنه كان يماثل أشقاءه في دول العالم المتحضر إلا أن المناخ

خارج الجامعة لم يكن مهيئاً للاتساع لعبقرية هؤلاء العظام

لنبدأ بعد ذلك في مرحلة تتعدد فيها الأسباب والمسببات ويضرب التعليم

في قلبه وتصوب سهام الإهمال على رأسه لتمنع النهوض العظيم لوطن عظيم

أو ربما كان ذلك رحمة بأعدائه أو ربما كان لحكمة قد خفيت علينا

لتتحول بعد ذلك المدرسة إلى مقبرة وإلى مجرد انجاز تلفزيوني ترفع

شعار الانتاج والتطوير , انتاج الفشار والبسبوسة ,

و تتحول الجامعة إلى مكان مكتظ بالسكان ويهجر التلميذ مدرسته

ويكره الطالب جامعته وتحشر الأدمغة بسيل تعجيزي من المناهج

الدراسية تتخفي تحت أثواب التطوير ويتحول المعلم إلي منتقم

لتعويض الفقر البائد أو للحصول على حق مسلوب , ومن رسول

للمعرفة إلى بائع وتاجر للبضائع المحرمة , وتنتشر الفوضى بدعاوى

التطوير المزيف وتتأثر وتؤثر العملية التعليمية برمتها في كل أنحاء

الوطن الذي تحولت فنونه وآدابه السامية إلى مجرد إرث من مواريث

عصر الجواري والمماليك , وطفت طبقة على السطح تهب نفسها لنهب

المال العام وتتحول كل من المدرسة والجامعة إلى فعل فاضح في الطريق العام

ويتحول الوطن كله من حلم إلي قدر لا فرار منه



المصري والغزاة عبر التاريخ

لا تتعجب هذه هي حلقة الوصل بين المدرسة والمقاومة

يخترق النيل العظيم , واهب الحياة للمصريين , أرض مصر من الجنوب

حيث مصر العليا إلى الشمال فيستقر مصبه في البحر الأبيض المتوسط

يفيض بخير عظيم على جانبيه ليعيش المصري عبر التاريخ على هذا

الفيض العظيم يشرب من مائه العذب بلا تكلفه ينثر الحبوب على جانبيه

فتصير ثمرات وخيرات يطعم بها أولاده بلا ثمن ومن طميه على جانبيه

يصنع لهم منزلاً بجهد لا يذكر ومن كتانه ثم أقطانه , بعد ذلك , يغزل

ويصنع لهم ملابسهم بلا ضجيج

هكذا كان يعيش المصري يأكل من زرعه ويشرب من ماء نيله ويسكن

من طميه بلا تكلفة ,

أحب أرضه كما أحبته , واستغنى بخيرها عن من حوله ودفعه هذا الاستغناء

للجهل بالقادمين الجائعين من الجبال والصحارى والأحراش باحثين عن الماء

والغذاء مسلحين ببعض أدوات القتل التي لم يتحسب لها المصري الذي يعيش

على أرضه في هدوء وسلام لا يشغلنه شاغل بعد أن يغلق علي أولاده باب

منزله في آخر ضوء للنهار غير احتضانهم

هؤلاء هم من أسماهم المصريين بالغزاة وكانت قوتهم دليل جوع بأكثر من ما

كانت دليل قوة وكان سلام المصري دليل استغناء ولم يكن في يوم من الأيام

دليل ضعف

هذا الاستغناء الذي دفع المصري للتسامح مع الجائعين من الغزاة إلا إلى الحد

الذي كان يرى فيه المصري أن خطراً قد بات يهدد ما هو ضروري من رزقه

ورزق أبنائه فيتحول إلي وحش كاسر يسترخص دمه في سبيله بعد أن تعلم

دروس الصبر على هؤلاء المرتزقة الجائعين

والغريب أن هؤلاء الغرباء القادمين عبر الأحراش سرعان بعد ذلك أن يحبوا

مصر كما احبها اهلها إلى الدرجة التي كانوا يتنكرون بعدها لأصولهم الأولى

وكان المصريون بعد ذلك يبادلونهم حباً بحب في تسامح يندر وجوده ,

ولم لا بعد أن اشترك الجميع في حبها !

ينثر الفلاح المصري منذ القدم الحبات الصغيرة ليراها بعد ذلك ثمرات

وأشجار , ليزيد ذلك من تعجبه واندهاشه , كيف تكون تلك المعجزة !!

من بذره إلى ثمرة !!!

إذاً لابد من إله هناك !

لتتغلغل العقيدة بالفطرة في ثنايا جسده وخلاياه ليكون أول من آمن بالواحد القهار ,

وما عليه غير الانتظار فيكون أول من استجاب لطلوع البدر عليه

وفي ذلك تنبهنا العبقرية المصرية المتمثلة في أحد أبنائها العظام , نجيب سرور ,

في رائعته " ياسين وبهية " :

" البذور لا تفنى حين تدفن , ربما الإنسان أيضاً ليس يفنى حين يدفن ,

هكذا يؤمن الإنسان دايماً في بهوت ( اسم قرية ) بالتناسخ "

لذا أحب المصري الحياة , وليس هناك من مبرر لفقدها إلا إذا تهدد وجوده

ووجود أبنائه وتعلم من التاريخ درساً عظيماً في السلام وحب الحياة

والصبر لم يتعلمه أحد من قبله

لذا لا نتعجب من الأمريكي فاقد التاريخ والجذور كيف يطلق الرصاص


على صدور الجميع بلا اكتراث لا ليكون دليل شجاعة بقدر ما هو دليل

على فقده لأي معنى للحياة فلم يكن هناك تاريخ ليتعلم منه شيئاً

ولم يكن غريب أو مستغرب أن يفرز هذا المجتمع الأمريكى أجرم مجرم

عرفته البشرية عبر التاريخ ... " جورج بوش "

و بقدر ما أحب المصري الحياة , أحب الموت فشيد له القصور و الأهرام

قديماً حيث الحساب والآخرة والخلود


وتبدأ المعركة

وبحسه الوطني التاريخي عبر آلاف السنين ومن رحم العجز والدمار

واليأس التاريخي تولد المقاومة الجديدة

يدرك المصري الحديث أن المعركة ما هي إلا معركة وجود وحياة

لتبدأ المقاومة

مقاومة بلا سلاح ولا مفرقعات ولا مفخخات تتسق مع روح أمة عظيمة

أحبت السلام والحياة والصبر كما لم يحبهم شعب من قبل بعد أن أدركت

أن معركة السلاح خاسرة فالعدو مدجج بترسانة هائلة من أسلحة الدمار

الشامل كما يمتلك قدراً هائلاً من الدناءة والوضاعة في أساليب قتاله

وتسخير عملائه

ويبدأ الشعب في خوض معركة هائلة وجديدة ومتفردة

معركة من أجل العلم والتعليم !

ففي الأيام الأولى من شهر أكتوبر من كل عام تعسكر مصر كلها دفاعاً

مستميتاً عن وجودها

يتحول البيت إلى مدرسة

تتحول مصر كلها من أقصاها إلى أقصاها إلى معسكر تعليمي لا فرق فيه

بين الكبير والصغير ولا بين الغني و الفقير

ويتحمل المواطن المعدم , في سبيل تعليم أبنائه , ما كان يجب أن تتحمله

الدولة , ويهجر الغني منتجعه السياحي إلى ساحة المعركة التعليمية

ويجوب المصري كل الأمكنة بحثاً عن ثمن دروس الرياضة والكيمياء

والفيزياء ويبدأ الوطن معركته المصيرية , حتى يخيل للقادم الغريب

أن الوطن يخوض حرباً مسلحة

تمنع زيارات الأهل والأقارب وينصرف الأصدقاء

يترك المصري جذوره بالوطن مغادراً بعيداً في أسىً على أمل العودة

بثمن بضع من الدروس الخصوصية

تحشر الحافلات والسيارات المتهالكة كيوم الحشر بآلاف التلاميذ

إلي مدارسهم المدمرة صباح كل يوم

يحيل الأطفال ألعابهم إلى الاستيداع

ينفق الأب من دمه وتنفق الأم من صحة بدنها والكل يعلم أن الابن لن

يعمل والابنة لن تعين نفسها ... وتستمر المعركة

تفتك البطالة بالأبناء وتستمر المعركة

الكل يعلم ويعلم و يعلم أنها تجارة خاسرة

فلا عمل ولا وظيفة ولا ستر ولا ستارة

ولكن

قد يعين الابن نفسه ذات يوم على البقاء

وقد يعين الوطن نفسه ذات يوم على النهوض

ويستمر الأمل

وتستمر المقاومة

وسلام عليكم جميعاً


وسلام عليكم أيها الأساتذة العظام

وسلام عليك أيها الجيل العظيم

وسلام عليك يا مدرستي

وسلام عليك يا أبي
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top