لا تنسى أن تقرأ الرسالة !!

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

ابن يونس المصرى

:: عضو مُشارك ::
إنضم
18 أوت 2009
المشاركات
227
نقاط التفاعل
6
النقاط
7


سافر الأب إلى بلدربعيد تاركا زوجته وأولاده الثلاثة.. سافر سعيا وراء الرزق ..


وكان أبناؤه يحبونه حبا جما ويكنون له كل الاحترام ..

أرسل الأب رسالته الأولى .. إلا أنهم لم يفتحوها ليقرءوا ما بها !!..


بل أخذ كل واحد منهم يُقبّل الرسالة ويقول: إنها من عند أغلى الأحباب !!!..


وتأملوا الظرف من الخارج .. ثم وضعوا الرسالة في علبة !!..


وكانوا يخرجونها من حين لآخر لينظفوها من التراب ويعيدونها ثانية !!..


وهكذا فعلوا مع كل رسالة أرسلها أبوهم !!!...

*******
ومضت السنون ..
وعاد الأب ليجد أسرته لم يبق منهم إلا ابنا واحدا فقط فسأله الأب: أين أمك؟؟
قال الابن : لقد أصابها مرض شديد, ولم يكن معنا مالا لننفق على علاجها فماتت ..
قال الأب : لماذا ؟!!...


ألم تفتحوا الرسالة الأولى؟ لقد أرسلت لكم فيها مبلغا كبيرا من المال !!..


قال الابن : لا.. فسأله أبوه وأين أخوك ؟؟..

قال الابن : لقد تعرف على بعض رفاق السوء..


وبعد موت أمي لم يجد من ينصحه ويُقومه فذهب معهم ..

تعجب الأب وقال : لماذا ؟!!!...


ألم يقرأ الرسالة التي طلبت منه فيها أن يبتعد عن رفقاء السوء !!.. وأن يأتي إليّ ..

رد الابن قائلا : لا.. قال الرجل : لا حول ولا قوة إلا بالله.. وأين أختك ؟؟
قال الابن:


لقد تزوجت ذلك الشاب الذي أرسلتْ تستشيرك في زواجها منه ..


وهى تعيسة معه أشد تعاسة !!..

فقال الأب ثائرا :


ألم تقرأ هي الأخرى الرسالة التي أخبرها فيها بسوء سمعة وسلوك هذا الشاب ..


ورفضي لهذا الزواج ؟!!!..

قال الابن : لا لقد احتفظنا بتلك الرسائل في هذه العلبة !!!!..


دائما نجملها ونقبلها, ولكنا لم نقرأها !!!!..

*******
تفكرت في شأن تلك الأسرة .. وكيف تشتت شملها ..


وتعست حياتها لأنها لم تقرأ رسائل الأب إليها .. ولم تنتفع بها ..


بل واكتفت بتقديسها والمحافظة عليها دون العمل بما فيها !!!..

ثم نظرت إلى المصحف.. إلى القرآن الكريم الموضوع داخل علبة على المكتب ..
يا ويحي..
إنني أعامل رسالة الله لي كما عامل هؤلاء الأبناء رسائل أبيهم !!..
إنني أغلق المصحف وأضعه في مكتبي أو في بيتي دوما ..


ولكنني لا أقرأه ولا أنتفع بما فيه !!!.. وهو منهاج حياتي كلها ..

فاستغفرت ربي وأخرجت المصحف.. وعزمت على ألا أهجره أبداً ..
*******

 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top