قال تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي النّاس ليُذيقَهُم بعضَ الذي عملوا لعلّهم يرجعون}.
فمَن عمل السوء جوزي به، والجزاء يختلف كبرًا وصغرًا عِظمًا وهُونًا، قربًا وبعدًا، قال تعالى {قُل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون}، فقد يكون الجزاء قسوة القلب وربما حرمان الرزق وأحيانًا ألوان الأمراض.
الذنوب كثيرة والاستغفار قليل!! ذنوب بالليل وذنوب بالنهار!! بعض في السر والأكثر علانية!!
نقع في الكبائر قبل الصغائر، يزل اللسان وتخون العينان وتخطئ الجوارح والأركان ولا نحس بهذا كله.
جرأة قاتلة، وتهور مدمر وانحدار خطير. بل هذه الذنوب فواتير مؤجلة ولا بد أن تستوفى في يوم من الأيام، قال تعالى: {ولا تحسبن الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون}، وقال أبو الدرداء رضي الله عنه (واعلموا أن البر لا يبلى وأن الذنب لا ينسى). وإن رُمت الحقيقة وأردت النجاة فانظر في حال الذين قرح أجفانهم طول السهر وقرقر بطونهم طول الصيام، تجد أحدهم نسي القرآن بسبب ذنب وقع فيه، لكننا لما كثرت ذنوبنا لم ندر من أين نؤتى. آه على ذنوب مضت وانقضت ذهبت لذاتها وبقيت تبعاتها.
لقد أشفق الصحابة الكرام رضي الله عنهم من سوء عاقبة الذنب وخافوا الانتقام من الملك الحق، لما نزل قوله تعالى {مَن يعمل سوءًا يُجزَ به} شق ذلك عليهم، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ''سدّدوا وقاربوا، فإن في كل ما يصاب به المسلم كفارة حتّى الشوكة يشاكها والنكبة ينكبها'' رواه أحمد ومسلم وغيرهما.
م/ق