علامات حب الله تعالى للعبد

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

عبدالرحمن الأثري

:: عضو مُتميز ::
إنضم
4 ماي 2009
المشاركات
675
نقاط التفاعل
4
النقاط
17
علامات حب الله تعالى للعبد






[FONT=&quot]قال الشيخ العثيمين-رحمه الله- في شرحه لكتاب رياض الصالحين[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ : باب علامات حب الله تعالى للعبد ، يعني علامة أن الله تعالى يحب العبد ؛ لأن لكل شيء علامة ، ومحبة الله للعبد لها علامة ؛ منها كون الإنسان متبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كلما كان الإنسان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتبع ؛ كان لله أطوع ، وكان أحب إلى الله تعالى .[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]واستشهد المؤلف رحمه الله لذلك بقوله تعالى: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )[آل عمران:31]. يعني إن كنتم صادقين في أنكم تحبون الله فأروني علامة ذلك : اتبعوني يحببكم الله .[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]وهذه الآية تسمى عند السلف آية الامتحان ، يمتحن بها من ادعى محبة الله فينظر إذا كان يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ فهذا دليل على صدق دعواه .[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]وإذا أحب الله ؛ أحبه الله عز وجل ، ولهذا قال : ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) وهذه ثمرة جليلة ؛ أن الله تعالى يحبك ؛ لأن الله تعالى إذا أحبك ؛ نلت بذلك سعادة الدنيا والآخرة .[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]ثم ذكر المؤلف حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب )) من عادى لي ولياً : يعني صار عدوا لولي من أوليائي ، فإنني أعلن عليه الحرب ، يكون حرباً لله . الذي يكون عدوا لأحد من أولياء الله فهو حرب لله والعياذ بالله مثل أكل الربا ( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [البقرة: 279] .[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]ولكن من هو ولي الله ؟ ولي الله سبحانه وتعالى في قوله:[/FONT][FONT=&quot]( [/FONT][FONT=&quot]أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [يونس: 62 ،63] .[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]هؤلاء هم أولياء الله ، فمن كان مؤمناً تقياً ؛ كان لله ولياً ، هذه هي الولاية ، وليست الولاية أن يخشوشن الإنسان في لباسه ، أو أن يترهبن أمام الناس ، أو أن يطيل كمه أو أن يخنع رأسه ؛ بل الولاية الإيمان والتقوى (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) فمن عادى هؤلاء فإنه حرب لله والعياذ بالله[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]ثم قال الله عز وجل في الحديث القدسي : [/FONT][FONT=&quot](( [/FONT][FONT=&quot]وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضه عليه[/FONT][FONT=&quot] )) [/FONT][FONT=&quot]يعني أحب ما يحب الله الفرائض . فالظهر أحب إلى الله من راتبة الظهر ، والمغرب أحب إلى الله من راتبة المغرب ، والعشاء أحب إلى الله من راتبة العشاء ، والفجر أحب إلى الله من راتبة الفجر ، والصلاة المفروضة أحب إلى الله من قيام الليل ، كل الفرائض أحب إلى الله من النوافل ، والزكاة أحب إلى الله من الصدقة ، وحج الفريضة أحب إلى الله من حج التطوع ، كل ما كان أوجب فهو أحب إلى الله عز وجل .[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot](( [/FONT][FONT=&quot]وما تقرب إلى عبد بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إليَ بالنوافل حتى أحبه[/FONT][FONT=&quot] )) [/FONT][FONT=&quot]وفي هذا إشارة إلى أن من أسباب محبة الله أن تكثر من النوافل ومن التطوع ؛ نوافل الصلاة ، نوافل الصدقة ، نوافل الصوم ، نوافل الحج ، وغير ذلك من النوافل .[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]فلا يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه الله ، فإذا أحبه الله كان سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصره به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سأله ليعطينه ، ولئن استعاذه ليعيذنه .[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot](( كنت سمعه )) [/FONT][FONT=&quot]يعني : أنني أسدده في سمعه ، فلا يسمع إلا ما يرضي الله ، [/FONT][FONT=&quot](( وبصره ))[/FONT][FONT=&quot] أسدده في بصره فلا يبصر إلا ما يحب الله [/FONT][FONT=&quot](( ويده التي يبطش بها ))[/FONT][FONT=&quot] فلا يعمل بيده إلا ما يرضي الله [/FONT][FONT=&quot](( ورجله التي يمشي بها )) [/FONT][FONT=&quot]فلا يمشي برجله إلا لما يرضي الله عز وجل ، فيكون مسدداً في أقواله وفي أفعاله .[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot](( ولئن سألني لأعطينه )) [/FONT][FONT=&quot]هذه من ثمرات النوافل ومحبة الله عز وجل ؛ أنه إذا سأل الله أعطاه ، [/FONT][FONT=&quot](( ولئن استعاذني )) [/FONT][FONT=&quot]يعنياستجار بي مما يخاف من شره (( لأعيذنه )) فهذه من علامة محبة الله ؛ أن يسدد الإنسان في أقواله وأفعاله ، فإذا سدد دل ذلك على أن الله يحبه [/FONT][FONT=&quot]( [/FONT][FONT=&quot]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) ( يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم [/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot][الأحزاب: 70 ،71] .[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]وذكر أيضاً أحاديث أخرى في بيان محبة الله سبحانه وتعالى وأن الله تعالى إذا أحب شخصاً نادى جبريل ، وجبريل أشرف الملائكة ، كما أن محمداً صلى الله عليه وسلم أشرف البشر . [/FONT][FONT=&quot](([/FONT][FONT=&quot] نادى جبريل إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض [/FONT][FONT=&quot]))[/FONT][FONT=&quot] فيحبه أهل الأرض .[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]وإذا أبغض الله أحداً ـ والعياذ بالله ـ نادى جبريل : إني أبغض فلاناً فأبغضه ، فيبغضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه ، فيبغضه أهل السماء، ثم يوضع له البغضاء في الأرض ، والعياذ بالله ؛ فيبغضه أهل الأرض وهذا أيضاً من علامات محبة الله، أن يوضع للإنسان القبول في الأرض، بأن يكون مقبولاً لدى الناس ، محبوباً إليهم ، فإن هذا من علامات محبة الله تعالى للعبد . نسأل الله أن يجعلنا والمسلمين من أحبابه وأوليائه .[/FONT]


 
ما شاء الله ......جزاك الله خيرا أخي

اللهم إنّي أسألك حبّك و حبّ من يحبّك و حبّ عمل يقرّبني إلى حبّك....آمين...
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top