التفاعل
			0
		
	
		
			الجوائز
			6
		
	- تاريخ التسجيل
 - 23 جانفي 2009
 
- المشاركات
 - 123
 
- آخر نشاط
 
			شمس الدين: نِطَاحٌ  و نِكَاحٌ.فـنُبَاح!وقفة مع مسألة رضاع الكبير
سمعت أول مرة بذكر "شمس الدين" من أحد أصدقائي الشغوفين بالكباش وكل ما يتعلق بالكباش..لا تعجل علي فلست أقصد أن شمس الدين كبش نطاح..لا..ليس بعد...وإنما كان "شمس الدين" آنذاك القائم على الجمعية الخيرية بـ"بلكور"[1]، لا يفتأ صديقي يوم ذاك يحدثني عن الجمعية وراعيها (شمس الدين) وكيف أنهم إذا اقترب عيد الأضحى المبارك جلبوا الأضاحي وباعوها بأسعار زهيدة حتى يفرح الفقراء بالعيد ويأكلوا القديد!
مضى الزمان، وانقضت أيام الجمعية الخيرية، وولت أيام النكاح والنطاح (أقصد أيام تزويج العزاب وبيع الأضاحي )عن "شمس الدين"، وجاءت أيام الكتابة في الصحف السيارة ...
فهاهنا رأيت ذكر "شمس الدين" مرة أخرى...كاتبا !، ويحق لك هنا أن تسألني: هل رأيتَ "شمس الدين" يكتب في أمور الكباش وعلفها وكيفية رعيها ومعرفة سمينها من هزيلها وإنزاء فحلها على نعاجها...؟ أو لعلك رأيتَ "شمس الدين" يتكلم في أمور التزويج والخطبة وجهاز العروس وأمور الولائم و"الحنة" و"الطبق" ومقامات "الزغاريد"....؟ أو لعلك رأيتَ "شمس الدين" يتكلم عن العمل الدعوي الخيري وحث الناس على إنشاء الجمعيات...؟ قلت مجيبا: لا! ما رأيته –حسب إطلاعي – تكلم على شيء مما ذَكر من مجالات اختصاصه، وإنما رأيت "شمس الدين" الذي ذهب بي حسن الظن به قديما كل مذهب(حتى ظننته سلفيا!)، قد انقلب "كبشا نطاحا " ينطح الجبال ويخبط برأس الشوامخ ... "شمس الدين" اليوم كاتب صحفي شهير في "العربي" و"الشروق" و"الخبر"...بل وحسب تعبير بعضهم : من أشهر رجال الإفتاء في الجزائر (واحزناه!)، قرأت له مقالات سامجة الوضع رديئة المبنى لا يخلي فرصة إلا وطعن في السلفية وعلماءها وعير المنتسبين إليها، يصول ويجول من جريدة إلى أخرى، "يَعَضّ" الدعاة إلى الله ويتهمهم بالزور والباطل..يستهزئ بالعلماء الربانيين المتفق على إمامتهم...ويحرض عليهم الحكام ويؤلب عليهم الدهماء..
لقد أكرم الله تعالى أنبياءه برعي الغنم فما من نبي إلا رعاها كما جاء بذلك الأثر[3]، وذلك لما في مخالطة الغنم من التواضع والسكينة واكتساب الوقار المعين على سياسة الناس، وأعجب أن كان "شمس الدين" مخالطا للغنم (ولا أعيره بذلك) فلم لم يكتسب منها الوقار والسكينة؟
أليس الزواج يحوي كل معاني الرقة والرحمة والمودة والعواطف الجياشة، ألم يكن شمس الدين قائما على مهمة نبيلة : تزويج الشباب! فلم لم تكسبه هذه الخبرة رقة وحنانا وتهذيبا؟
لم كل هذا العنف، لم كل هذه القسوة، لم كل هذا "الكَلَبِ" في التعامل مع السلفيين وعلمائهم ودعاتهم؟ مع أن "شمس الدين" ابن بلكور لا يخفى عليه أن معهد "باستور"[4] قريب جدا من حيه إن رام التطعيم!
أعلم أنني قد شددت على شمس الدين، رغم أنني حرصت ألا أكتب بُعَيد قراءتي لمقالاته، حتى أخفف من حدة كلامي،فإني أصاب بحالة من الهيجان عقيب النظر في مقالات "شمس الدين" ولمسها.. ولا وزر.. فالكَلب معد. ولو كتبت تحت تأثير "الإشعاع الكَلَبي" النابع من مقالات "شمس الدين" لأتيت في مقالاتي هذا بما يقبح ذكره في هذا المنتدى المحترم، و يحسن ذكره في كتاب الأغاني.
وبما أنك تظنني مبالغا أيها القارئ العزيز، دعني أضرب لك مثالا ناقلا لك عبر شاشة حاسوبك شيئا من" الإشعاع الكَـَلـَبِيّ" لبعض ما ورد في مقالات "شمس الدين"وأسوق إليك نبحة من نباحه ...
كتب "شمس الدين" مقالا بين فيه أنه ظفر بما يقصم ظهور السلفية (أو المتمسلفة كما يحلو له أن يسميهم)، ويلقم الحجر أفواه "الحشوية"[5]، وهو أن زوجة أحد السلفيين جاءت إلى مولانا "شمس الدين" ثمال المستضعفين تشكو إليه ظلم زوجها الذي توعدها بالطلاق إن هي لم "ترضع" صديقه حتى يسوغ له الولوج معه إلى بيته، فكتب "شمس الدين" الناصح للمسلمين مقالة طارت كل مطار! أن انظروا ما يفعل السلفيون واشمتوا بهم واضحكوا عليهم، وفعلا رأيت الشماتة في السلفيين على صفحات العديد من المواقع ...منها موقع رافضي!
ولعلك تتساءل ما وجه الشماتة في هذا الحادثة-إن صحت!-،فمسألة "رضاع الكبير" مسألة فقهية شهيرة بين الفقهاء الأربعة وأهل الظاهر يعرفها كل من شم رائحة الفقه[6]، "حشويا" كان أو "شمسيا" (نسبة إلى مولانا "شمس الدين" لا إلى الشمس التي جعلها الله سراجا) ، فما وجه الإنكار وما سبب الانبهار؟.ثم انكشف لي ببركة قراءتي لبعض مقالات "شمس الدين" وخبرتي المتواضعة بتفكيره "المنحرف"، أن حرف المسألة في لفظ "الإرضاع"، فإن "شمس الدين" تخيل أن السلفي المزعوم أجبر زوجته على "إرضاع" صديقه كما ترضع الأم وليدها، وخفي على "شمس الدين" المالكي النحرير –كما يريد أن يظهر نفسه- مذهبُ مالك أن كل ما يصل إلى الحلق من اللبن يحرم! فيحرم الوجور واللدود[7]، ولا أشك أن كل من قال بسريان التحريم في رضاع الكبير إنما يقصد هذا المعنى إذا كان الراضع أجنبيا، ولا تفرض صورة الرضاع حرفيا (التقام الثدي) إلا في تحريم الرجل على زوجته إذا رضع من ثديها (وذلك له حلال كالماء الزلال!)، وانظر قصة ابن مسعود وأبي موسى -رضي الله عنهما- في الرجل الذي مص ثدي امرأته في الموطأ يا مالكي![8]
والحاصل أنه لم يخطر على بال مولانا "شمس الدين" إلا الصيغة "الخليعة" من الشكوى التي قدمتها له تلك "المخلوقة"،وبناء على ذلك أنكر علينا –نحن السلفيين- بما لم يقله "حشوي" ولا "جوهري" (و"جوهري" اصطلاح من اختراعي لمقابلة الحشوي)،وكل إناء بما فيه ينضح!
فتأمل كيف جمع لنا هذا المثال جوانب من شخصية مولانا "شمس الدين" منها:
- إما جهله بالمسائل الفقهية الشهيرة وتصويرها (حتى تلك الواردة في موطأ مالك رحمه الله ) وإما تمويهه على القراء بمقاله ذاك حتى يؤلبهم على السلفيين، وهذان أمران أحلاهما مر: جهل أو خيانة.
- تشنيعه على السلفيين بحادثة واحدة ألزمها جمهورهم بل ألزمها المنهج السلفي، مع أننا نشك في وقوع هذه الحادثة أصلا ،وإن وقعت نشك أن يكون المسترضع زوجته سلفيا أصلا، وإن كان سلفيا فنحمله على ما ذكرنا من الوجر واللد، وهو في ذلك متبع لطائفة من العلماء ، وإن كان منسوبا إلى السلفية وفكره "منحرف" مثل فكر "سيدي شمس الدين" في مسألة الرضاع انقلب السلفي المزعوم "شمسيا" في الفكر (نسبة إلى مولانا شمس الدين لا إلى الشمس إلي جعلها الله تعالى ضياء) لا سلفيا..وانقلب السحر على الساحر.
لقد كان "شمس الدين" في عافية مع شويهاته وعوانسه،أما الآن فقد ارتقى روعي الغنم مرتقى صعبا، وخاض في ضحضاح المجون حتى الركب، ولو مضيت في تماجني في هذا المقال لأرشدت "شمس الدين" إلى مخرج يضمن له الشهرة مع ما رزئ به داء، وهو أن تستحدث مسابقة في العالم الإسلامي عظيمة تسمى "المخابثة"، بحيث يخرج كل أهل بلد أخبثهم لسانا وأذقعهم هجوا وأكثرهم وقيعة في العلماء الربانيين والأئمة السلفيين، فيتخابثون، فيفوز أشدهم عتيا ، وأنا أضمن لمولانا "شمس الدين" إحدى الميداليات!
وإن اطَّرحت الهزل وسلكت مسلك الجد، نصحت "شمس الدين بوروبي" أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره فإنه تعالى غفور رحيم يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وسعت رحمته كل شيء، وأن يتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل :"من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب.." فلعل هؤلاء العلماء الربانيين الذين تبهتهم وتقذفهم في مقالاتك من أولياء الله تعالى، فأشفق على نفسك، وكفر عن خطيئتك بنشر محاسنهم ،واستحل من حيهم، ثم اكسر أقلامك (أو لوحة مفاتيحك) التي تكتب بها مقالاتك فلا تكتب بعد توبتك حرفا فقد آذيت وأفسدت!
وفي الختام،نسأل الله تعالى أن يشفي قلبك-يا شمس الدين- بالهداية أو يشفي صدورنا بأخذك!
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
 
 
منقول .
[1]حي شعبي في العاصمة الجزائرية
[2]لباس تقليدي جزائري
[3]البخاري كتاب الإجارة باب رعي الغنم على القراريط.
[4]هو المركز الصحي المختص بتقديم اللقاح والمصل ومقره بحي العناصر.
[5]الحشوية نبز ينبز به أهل البدع وأتباعهم أئمة السنة وأتباعهم.
[6]انظر بداية المجتهد-دار ابن حزم-ص 422
[7]انظر بداية المجتهد-دار ابن حزم-ص 423
[8]الموطأ كتاب الرضاع باب ما جاء في الرضاعة بعد الكبر
                                                                                                                    
		
		
	
	
		
	
				
			شمس الدين: " نِطَاحٌ " و" نِكَاحٌ"...فـ"نُبَاح"!
-وقفة مع مسألة رضاع الكبير-
-وقفة مع مسألة رضاع الكبير-
سمعت أول مرة بذكر "شمس الدين" من أحد أصدقائي الشغوفين بالكباش وكل ما يتعلق بالكباش..لا تعجل علي فلست أقصد أن شمس الدين كبش نطاح..لا..ليس بعد...وإنما كان "شمس الدين" آنذاك القائم على الجمعية الخيرية بـ"بلكور"[1]، لا يفتأ صديقي يوم ذاك يحدثني عن الجمعية وراعيها (شمس الدين) وكيف أنهم إذا اقترب عيد الأضحى المبارك جلبوا الأضاحي وباعوها بأسعار زهيدة حتى يفرح الفقراء بالعيد ويأكلوا القديد!
بعدها...سمعت بذكر شمس الدين في موضوع آخر، ألا وهو السعي في تزويج الشباب، وهذه المرة ليس من أحد إخواني التواقين إلى الزواج (وما أكثرهم) لكن في وسائل الإعلام "الثقيلة ": شمس الدين بوروبي راعي الجمعية الخيرية ببلكور في التلفاز بشحمه ولحمه ولحيته و"قندورته"![2]...نعم... لقد كان "شمس الدين"-ولا يزال- ملتحيا "متقندرا" ولعلك تقدر دهشتي آنذاك إذا علمت أنه لم تكن تعرض صور الملتحين في التلفزيون الجزائري آنذاك إلا عقب قولهم :" قبضنا على مجموعة إرهابية...."!
فهاهو "شمس الدين" في حصة وطنية يتكلم عن جمعيته بلهجته العاصمية الخلابة، ويصور في "روبرتاج" يعين العزاب والعوانس ويستمع إلى شكاويهم ويخفف من آلامهم ، وقد كانت فرحتي آنذاك مضاعفة : فرحتي أن عرض ملتح يلبس "قندورة" في موضوع سلمي،وفرحتي بهذه الجمعية التي تساهم في هذه المهمة النبيلة.... وأنا -كما قال لي أحد إخواني ناصحا في أحد الأيام- :أبالغ في حسن الظن، فلم أشك آنذاك أن "شمس الدين" سلفي لما رأيت لحيته و"قندورته" وأعماله النبيلة، وإن شككت في سلفيته فهو عندي آنذاك -على الأقل- مستور الحال، وفي أسوء الأحوال مبتدع "متفتح" غير حاقد على السلفيين.مضى الزمان، وانقضت أيام الجمعية الخيرية، وولت أيام النكاح والنطاح (أقصد أيام تزويج العزاب وبيع الأضاحي )عن "شمس الدين"، وجاءت أيام الكتابة في الصحف السيارة ...
فهاهنا رأيت ذكر "شمس الدين" مرة أخرى...كاتبا !، ويحق لك هنا أن تسألني: هل رأيتَ "شمس الدين" يكتب في أمور الكباش وعلفها وكيفية رعيها ومعرفة سمينها من هزيلها وإنزاء فحلها على نعاجها...؟ أو لعلك رأيتَ "شمس الدين" يتكلم في أمور التزويج والخطبة وجهاز العروس وأمور الولائم و"الحنة" و"الطبق" ومقامات "الزغاريد"....؟ أو لعلك رأيتَ "شمس الدين" يتكلم عن العمل الدعوي الخيري وحث الناس على إنشاء الجمعيات...؟ قلت مجيبا: لا! ما رأيته –حسب إطلاعي – تكلم على شيء مما ذَكر من مجالات اختصاصه، وإنما رأيت "شمس الدين" الذي ذهب بي حسن الظن به قديما كل مذهب(حتى ظننته سلفيا!)، قد انقلب "كبشا نطاحا " ينطح الجبال ويخبط برأس الشوامخ ... "شمس الدين" اليوم كاتب صحفي شهير في "العربي" و"الشروق" و"الخبر"...بل وحسب تعبير بعضهم : من أشهر رجال الإفتاء في الجزائر (واحزناه!)، قرأت له مقالات سامجة الوضع رديئة المبنى لا يخلي فرصة إلا وطعن في السلفية وعلماءها وعير المنتسبين إليها، يصول ويجول من جريدة إلى أخرى، "يَعَضّ" الدعاة إلى الله ويتهمهم بالزور والباطل..يستهزئ بالعلماء الربانيين المتفق على إمامتهم...ويحرض عليهم الحكام ويؤلب عليهم الدهماء..
لقد أكرم الله تعالى أنبياءه برعي الغنم فما من نبي إلا رعاها كما جاء بذلك الأثر[3]، وذلك لما في مخالطة الغنم من التواضع والسكينة واكتساب الوقار المعين على سياسة الناس، وأعجب أن كان "شمس الدين" مخالطا للغنم (ولا أعيره بذلك) فلم لم يكتسب منها الوقار والسكينة؟
أليس الزواج يحوي كل معاني الرقة والرحمة والمودة والعواطف الجياشة، ألم يكن شمس الدين قائما على مهمة نبيلة : تزويج الشباب! فلم لم تكسبه هذه الخبرة رقة وحنانا وتهذيبا؟
لم كل هذا العنف، لم كل هذه القسوة، لم كل هذا "الكَلَبِ" في التعامل مع السلفيين وعلمائهم ودعاتهم؟ مع أن "شمس الدين" ابن بلكور لا يخفى عليه أن معهد "باستور"[4] قريب جدا من حيه إن رام التطعيم!
أعلم أنني قد شددت على شمس الدين، رغم أنني حرصت ألا أكتب بُعَيد قراءتي لمقالاته، حتى أخفف من حدة كلامي،فإني أصاب بحالة من الهيجان عقيب النظر في مقالات "شمس الدين" ولمسها.. ولا وزر.. فالكَلب معد. ولو كتبت تحت تأثير "الإشعاع الكَلَبي" النابع من مقالات "شمس الدين" لأتيت في مقالاتي هذا بما يقبح ذكره في هذا المنتدى المحترم، و يحسن ذكره في كتاب الأغاني.
وبما أنك تظنني مبالغا أيها القارئ العزيز، دعني أضرب لك مثالا ناقلا لك عبر شاشة حاسوبك شيئا من" الإشعاع الكَـَلـَبِيّ" لبعض ما ورد في مقالات "شمس الدين"وأسوق إليك نبحة من نباحه ...
كتب "شمس الدين" مقالا بين فيه أنه ظفر بما يقصم ظهور السلفية (أو المتمسلفة كما يحلو له أن يسميهم)، ويلقم الحجر أفواه "الحشوية"[5]، وهو أن زوجة أحد السلفيين جاءت إلى مولانا "شمس الدين" ثمال المستضعفين تشكو إليه ظلم زوجها الذي توعدها بالطلاق إن هي لم "ترضع" صديقه حتى يسوغ له الولوج معه إلى بيته، فكتب "شمس الدين" الناصح للمسلمين مقالة طارت كل مطار! أن انظروا ما يفعل السلفيون واشمتوا بهم واضحكوا عليهم، وفعلا رأيت الشماتة في السلفيين على صفحات العديد من المواقع ...منها موقع رافضي!
ولعلك تتساءل ما وجه الشماتة في هذا الحادثة-إن صحت!-،فمسألة "رضاع الكبير" مسألة فقهية شهيرة بين الفقهاء الأربعة وأهل الظاهر يعرفها كل من شم رائحة الفقه[6]، "حشويا" كان أو "شمسيا" (نسبة إلى مولانا "شمس الدين" لا إلى الشمس التي جعلها الله سراجا) ، فما وجه الإنكار وما سبب الانبهار؟.ثم انكشف لي ببركة قراءتي لبعض مقالات "شمس الدين" وخبرتي المتواضعة بتفكيره "المنحرف"، أن حرف المسألة في لفظ "الإرضاع"، فإن "شمس الدين" تخيل أن السلفي المزعوم أجبر زوجته على "إرضاع" صديقه كما ترضع الأم وليدها، وخفي على "شمس الدين" المالكي النحرير –كما يريد أن يظهر نفسه- مذهبُ مالك أن كل ما يصل إلى الحلق من اللبن يحرم! فيحرم الوجور واللدود[7]، ولا أشك أن كل من قال بسريان التحريم في رضاع الكبير إنما يقصد هذا المعنى إذا كان الراضع أجنبيا، ولا تفرض صورة الرضاع حرفيا (التقام الثدي) إلا في تحريم الرجل على زوجته إذا رضع من ثديها (وذلك له حلال كالماء الزلال!)، وانظر قصة ابن مسعود وأبي موسى -رضي الله عنهما- في الرجل الذي مص ثدي امرأته في الموطأ يا مالكي![8]
والحاصل أنه لم يخطر على بال مولانا "شمس الدين" إلا الصيغة "الخليعة" من الشكوى التي قدمتها له تلك "المخلوقة"،وبناء على ذلك أنكر علينا –نحن السلفيين- بما لم يقله "حشوي" ولا "جوهري" (و"جوهري" اصطلاح من اختراعي لمقابلة الحشوي)،وكل إناء بما فيه ينضح!
فتأمل كيف جمع لنا هذا المثال جوانب من شخصية مولانا "شمس الدين" منها:
- إما جهله بالمسائل الفقهية الشهيرة وتصويرها (حتى تلك الواردة في موطأ مالك رحمه الله ) وإما تمويهه على القراء بمقاله ذاك حتى يؤلبهم على السلفيين، وهذان أمران أحلاهما مر: جهل أو خيانة.
- تشنيعه على السلفيين بحادثة واحدة ألزمها جمهورهم بل ألزمها المنهج السلفي، مع أننا نشك في وقوع هذه الحادثة أصلا ،وإن وقعت نشك أن يكون المسترضع زوجته سلفيا أصلا، وإن كان سلفيا فنحمله على ما ذكرنا من الوجر واللد، وهو في ذلك متبع لطائفة من العلماء ، وإن كان منسوبا إلى السلفية وفكره "منحرف" مثل فكر "سيدي شمس الدين" في مسألة الرضاع انقلب السلفي المزعوم "شمسيا" في الفكر (نسبة إلى مولانا شمس الدين لا إلى الشمس إلي جعلها الله تعالى ضياء) لا سلفيا..وانقلب السحر على الساحر.
لقد كان "شمس الدين" في عافية مع شويهاته وعوانسه،أما الآن فقد ارتقى روعي الغنم مرتقى صعبا، وخاض في ضحضاح المجون حتى الركب، ولو مضيت في تماجني في هذا المقال لأرشدت "شمس الدين" إلى مخرج يضمن له الشهرة مع ما رزئ به داء، وهو أن تستحدث مسابقة في العالم الإسلامي عظيمة تسمى "المخابثة"، بحيث يخرج كل أهل بلد أخبثهم لسانا وأذقعهم هجوا وأكثرهم وقيعة في العلماء الربانيين والأئمة السلفيين، فيتخابثون، فيفوز أشدهم عتيا ، وأنا أضمن لمولانا "شمس الدين" إحدى الميداليات!
وإن اطَّرحت الهزل وسلكت مسلك الجد، نصحت "شمس الدين بوروبي" أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره فإنه تعالى غفور رحيم يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وسعت رحمته كل شيء، وأن يتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل :"من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب.." فلعل هؤلاء العلماء الربانيين الذين تبهتهم وتقذفهم في مقالاتك من أولياء الله تعالى، فأشفق على نفسك، وكفر عن خطيئتك بنشر محاسنهم ،واستحل من حيهم، ثم اكسر أقلامك (أو لوحة مفاتيحك) التي تكتب بها مقالاتك فلا تكتب بعد توبتك حرفا فقد آذيت وأفسدت!
وفي الختام،نسأل الله تعالى أن يشفي قلبك-يا شمس الدين- بالهداية أو يشفي صدورنا بأخذك!
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
منقول .
[1]حي شعبي في العاصمة الجزائرية
[2]لباس تقليدي جزائري
[3]البخاري كتاب الإجارة باب رعي الغنم على القراريط.
[4]هو المركز الصحي المختص بتقديم اللقاح والمصل ومقره بحي العناصر.
[5]الحشوية نبز ينبز به أهل البدع وأتباعهم أئمة السنة وأتباعهم.
[6]انظر بداية المجتهد-دار ابن حزم-ص 422
[7]انظر بداية المجتهد-دار ابن حزم-ص 423
[8]الموطأ كتاب الرضاع باب ما جاء في الرضاعة بعد الكبر