وقفات مع مقولة: "كفر دون كفر"

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

إبن شهيد

:: عضو منتسِب ::
إنضم
1 أكتوبر 2009
المشاركات
2
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول،،،
جاء في مستدرك الحاكم:

3219 أخبرنا أحمد بن سليمان الموصلي حدثنا علي بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن طاوس قال قال بن عباس رضي الله عنهما ثم إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه إنه ليس كفرا ينقل عن الملة ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئكهم الكافرون كفر دون كفر هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
و مناقشتي ستكون على ثلاث مراحل،
المرحلة الأولى : المخرجين،
لم أجد أحداً خرج هذه الرواية إلا الحاكم في مستدركه فقط (و الحاكم معروف بأن له أوهام)
كما أن البخاري و مسلم و أصحاب السنن و الموطأ و الإمام أحمد و جميع العلماء تركوا الرواية.
المرحلة الثانية: السند
فيه هشام بن حجير، قال الشيخ حمود العقلا رحمة الله عليه أنه متكلم فيه جداً.
ذلك من الشواهد الآتية (ذكرت الترجمة كاملة)
ــ هشام بن حجير المكى
ـ
المولد :
الطبقة : 6 : من الذين عاصروا صغارالتابعين
الوفاة :
روى له : خ م س
مرتبته عند ابن حجر : صدوق له أوهام
مرتبته عند الذهبـي : ثقة ، قال أحمد : ليس بالقوى
أقوال العلماء : قال المزى فى "تهذيب الكمال" :
( خ م س ) : هشام بن حجير المكى . اهـ .
و قال المزى :
قال البخارى عن على ابن المدينى : له نحو خمسة عشر حديثا .
و قال أبو الحسن الميمونى عن أحمد بن حنبل ، عن سفيان بن عيينة : قال ابن شبرمة : ليس بمكة مثله .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبى عنه ، فقال : ليس هو بالقوى . قلت : هو ضعيف ؟ قال : ليس هو بذاك .
قال : و سألت يحيى بن معين عنه ، فضعفه جدا .
و قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : صالح .
و قال العجلى : ثقة ، صاحب سنة .
و قال أبو حاتم : يكتب حديثه .
و قال على ابن المدينى : قرأت على يحيى بن سعيد : حدثنا ابن جريج عن هشام بن حجير ،
فقال يحيى بن سعيد : خليق أن أدعه . قلت : أضرب على حديثه ؟ قال : نعم .
و قال أبو عبيد الآجرى : سمعت أبا داود قال : هشام بن حجير ضرب الحد بمكة .
قلت : فى ماذا ؟ قال : فيما يضرب فيه أهل مكة .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " .
روى له البخارى ، و مسلم ، و النسائى . اهـ .
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 11/33 :
و قال ابن سعد : كان ثقة ، و له أحاديث .
و قال الساجى : صدوق .
و قال العقيلى : قال ابن عيينة : لم نأخذ منه إلا ما لا نجد عند غيره . اهـ .
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
‌أبين هنا بعض النقاط،،
تضعيف يحيى بن معين رحمه الله
و قول بن عيينة أن ما أخذ منه فقط إلا ما لم يكن عند غيره،
و قول أحمد أنه ليس بالقوي
و قول بن حجر أنه له أوهام
قلت،
لقد أخرج البخاري و النسائي و مسلم رحمهم الله جميعاً لهذا الراوي،
فماذا خرجوا له؟
لهشام في البخاري رواية واحدة فقط و في مسلم اثنين و في النسائي اثنين
حديث البخاري:
‏حدثنا ‏ ‏علي بن عبد الله ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏‏ هشام بن حجير ‏ ‏عن ‏ ‏طاوس ‏ ‏سمع ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏قال ‏
‏قال ‏ ‏سليمان ‏ ‏لأطوفن ‏ ‏الليلة على تسعين امرأة كل تلد غلاما يقاتل في سبيل الله فقال له صاحبه ‏ ‏قال ‏ ‏سفيان ‏ ‏يعني الملك ‏ ‏قل إن شاء الله فنسي ‏ ‏فطاف ‏ ‏بهن فلم تأت امرأة منهن بولد إلا واحدة بشق غلام ‏ ‏فقال ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏يرويه قال لو قال إن شاء الله لم ‏ ‏يحنث ‏ ‏وكان ‏ ‏دركا ‏ ‏له في حاجته ‏ ‏وقال ‏ ‏مرة قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لو استثنى ‏
وحدثنا ‏ ‏أبو الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏الأعرج ‏ ‏مثل حديث ‏ ‏أبي هريرة ‏
فالرواية لها متابعة لم يغفل البخاري رحمه الله ذكرها و لعله يبرر بها.
و كذلك رواية مسلم هنا:
‏و حدثنا ‏ ‏محمد بن عباد ‏ ‏وابن أبي عمر ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لابن أبي عمر ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏‏ هشام بن حجير ‏ ‏عن ‏ ‏طاوس ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏قال ‏ ‏سليمان بن داود ‏ ‏نبي الله ‏ ‏لأطوفن ‏ ‏الليلة على سبعين امرأة كلهن تأتي بغلام يقاتل في سبيل الله فقال له صاحبه أو الملك قل إن شاء الله فلم يقل ونسي فلم تأت واحدة من نسائه إلا واحدة جاءت ‏ ‏بشق ‏ ‏غلام فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ولو قال إن شاء الله لم ‏ ‏يحنث ‏ ‏وكان ‏ ‏دركا ‏ ‏له في حاجته ‏
‏و حدثنا ‏ ‏ابن أبي عمر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏الأعرج ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏مثله أو نحوه
و مسلم أيضاً ذكر له متابعة
و الرواية الأخيرة في مسلم:
‏حدثنا ‏ ‏عمرو الناقد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان بن عيينة ‏ ‏عن ‏‏ هشام بن حجير ‏ ‏عن ‏ ‏طاوس ‏ ‏قال قال ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال لي ‏ ‏معاوية ‏
‏أعلمت أني ‏ ‏قصرت ‏ ‏من رأس رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عند ‏ ‏المروة ‏ ‏بمشقص ‏ ‏فقلت له لا أعلم هذا إلا حجة عليك ‏

و هذه الرواية تحير النووي في تأويل أي عمرة كان يتحدث عنها ، و على كل حال فلعلها الوحيدة التي تفرد بها
و على كل حال فالرواية مثل باقي رواياته ليست مسألة كفر و إيمان و لا مسألة عقيدة
و قد جاء السندي في شرح سنن النسائي ليبين حال الرجل فقال:
‏قوله ( أني قصرت ) ‏
‏من التقصير وفي رواية أنه قصر لحجته قال ابن حزم في حجة الوداع له وهذا مشكل يتعلق به من يقول أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان متمتعا والصحيح الذي لا يشك فيه والذي نقله الكواف أنه صلى الله تعالى عليه وسلم لم يقصر من شعره شيئا ولا أحل من شيء من إحرامه إلى أن حلق بمنى يوم النحر ولعل معاوية عني بالحجة عمرة الجعرانة لأنه قد أسلم حينئذ ولا يسوغ هذا التأويل في رواية من روى أنه كان في ذي الحجة أو لعله قصر عنه عليه الصلاة والسلام بقية شعر لم يكن استوفاه الحلاق بعد قصره معاوية على المروة يوم النحر وقد قيل إن الحسن بن علي أخطأ في إسناد هذا الحديث فجعله عن معمر وإنما المحفوظ أنه عن هشام وهشام ضعيف قلت لكن كلام أبي داود في سننه يدفع هذا الجواب حيث بين أن الحسن بن علي ليس بمنفرد بهذا الحديث بل معه محمد بن يحيى أيضا والله تعالى أعلم .
أما الرواية الأخيرة له و هي التي بالنسائي فقد قال فيها الألباني: "إسناده صحيح" و لم يصححه علماً بأنه صحح رواية الترمذي و أبي داود و غيرهم.
هذا هو الراوي و هذه هي رواياته التي رواها.
أقول:
لا يجوز أبداً أن نقبل برواية هشام هذا مع حاله الذي بيناه،
خصوصاً مع الكلمة الصريحة التي قيلت من قبل أبي حاتم:
"يكتب حديثه" .. و هي ما ينفي الإحتجاج بروايات هذا الرجل،
و إن كانت رواياته فقط في الشعائر فكيف بها في مسائل الكفر و الإيمان؟
أخيراً المرحلة الثالثة و هي متن الرواية،
المتن يقول:
قال قال بن عباس رضي الله عنهما ثم إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه...
و أنا أتساءل ، ماذا كان السؤال في الأساس؟

و لماذا لم يذكر الحاكم أو الرواة السؤال الذي على أساسه قال بن عباس هذا الكلام؟
هل يعقل أن يقول ذلك بن عباس بدون أنا يسأله أحد عن المناسبة؟
و لو افترضنا الكفر الذي قيل أنه "دون كفر" ،
فما حكم هذا الكافر (سواء كفر أكبر أو كفر أصغر؟)
المعروف أن الكافر لا تؤخذ له شهادة و لا عدل فهل تقبل شهادة الكافر كفراً أصغر؟
مجرد سؤال.


(من بحث قديم لي و لي رجعة لهذه الرواية إن شاء الله)





 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي القارئ اعلم رحمك الله أن للأثر طريقين:

1- طريق طاووس عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) قال: " ليس بالكفر الذي تذهبون إليه ".

وفي رواية: " إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، وإنه ليس كفراً ينقل عن الملة: (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) كفرو دون كفر ".


أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (4/1482/749-تكلمة)، وأحمد في "الإيمان" (4/160/1419) - ومن طريقه ابن بطة في "الإبانة" (2/736/1010)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (2/521/569)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/1143/6434 -طـ الباز)، وابن عبد البار في "التمهيد" (4/237)، والحاكم (2/313) - وعنه البيقهي (8/20) عن سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس به.

قال الحاكم: " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " ووافقه الذهبي.

قال العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة [6/113]: " وحقهما أن يقولا: على شرط الشيخين، فإن إسناده كذلك. ثم رأيت الحافظ بن كثير نقل في تفسيره [6/163] عن الحاكم أنه قال: " صحيح على شرط الشيخين "، فالظاهر أن في نسخة المستدرك المطبوعة سقطاً، وعزاه ابن كثير لابن أبي حاتم أيضاً ببعض اختصار " .

قلت: وهو كذلك، إلا أن هشام بن حجيز راويه عن طاووس فيه كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن.

2- طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس:

وقد توبع طاووس- عليه- عن ابن عباس؛ تابعه علي بن أبي طلحة عن بلفظ: " من جحد ما أنزل الله؛ فقد كفر، ومن أقر به ولم يحكم؛ فهو ظالم فاسق ".

أخرجه الطبري في "جامع البيان" (6/166)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/1142/6426 و 1146/6450) عن المثنى بن إبراهيم الآملي وأبي حاتم الرازي كلاهما عن عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة به.

قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات، وفي معاوية بن صالح وعلي بن أبي طلحه كلام يسير لا ينزل حديثهما عن رتبة الحسن.

وقال العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (6/114) مع إعلاله بالانقطاع قال: " لكنه جيد في الشواهد".

وبالجملة، فمقولة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : " كفر دون كفر " ثابتة - رواية ودراية -؛ وإذا لم تصح؛ فلا يصح شيء!.

نقلاً من كتاب قرة العيون في تصحيح تفسير ابن عباس لقوله تعالى: ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) بتصرف (لأني لم أنقل رد المؤلف على محسن عبد المنان في تضعيفه للاختصار والله اعلم)
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top