connecter08000
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 7 أكتوبر 2024
- المشاركات
- 2
- نقاط التفاعل
- 2
- النقاط
- 3
- الجنس
- ذكر
الحمد لله الَّذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّه ِوَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا.
وأَشْهَدُ أَن لاَّ إلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ـ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم َتسليمًا مَزِيدًا.
اما بعد :يقول بعض السلف: ما أمر الله تعالى بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان: إما إلى تفريط أو تقصير، وإما إلى مجاوزة وغلو، ولا يبالي إبليس بأيهما ظفر
فالشيطان حريص على إغواء بني ادم و هو أحرص في ذلك على المسلمين
فعَنْ سَبْرَةَ بْنِ فَاكِهٍ -رضي الله عنه- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ: تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ، فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: تُهَاجِرُ وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ، وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ، فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ، ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ، فَقَالَ: تُجَاهِدُ فَهُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالْمَالِ، فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ، فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ، وَيُقْسَمُ الْمَالُ، فَعَصَاهُ فَجَاهَد (
-أخرجه النسائي (3134)، أحمد (15958) قال الألباني في صحيح سنن النسائي (3134): صحيح
فكلما أنجاه الله سبحانه من مكيدة الا حرص على أن يكيد له أخرى لكن يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ, لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ.
ومن مكايده التي يكيد الغفلة عن تعظيم شعائر الإسلام وقد ظهرت بين المسلمين ومنهم الملتزمين تداول نكت فيها ذكر شعائر الإسلام بشكل مؤسف و يتناقلونها من باب الضحك ,و هذا النوع من الضحك يميت القلب و بذهب بشاشة الإيمان والاعتزاز بالإسلام
وسنذكر أقسام هذه النكت مع تبيين حكمها ان شاء الله تعالى مع ضرب الأمثلة
1-نكت جائزة :ضابطها أن تكون بصدق و حق وليس فيها التنقص و السخرية من الناس
فقد ذكر ابن الجوزي في كتاب الوفاء بسنده عن أنس أن عجوزا دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فسألته عن شيء فقال لها ومازحها أنه لا تدخل الجنة عجوز ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة فبكت بكاء شديدا حتى رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت عائشة : يا رسول الله إن هذه المرأة تبكي لما قلت لها أنه لا تدخل الجنة عجوز ، فقال أجل لا تدخل الجنة عجوز ، ولكن قال الله تعالى إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا وهن العجائز الرمص
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ : ( أن رجلا أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال يا رسول الله : احملني ، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنا حاملوك على ولد ناقة ، قال : وما أصنع بولد الناقة ؟!، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهل تلد الإبل إلا النوق ) رواه الترمذي
وقال الشيخ ابن باز: التفكه بالكلام والتنكيت إذا كان بحق وصدق فلا بأس به، ولا سيما مع عدم الإكثار من ذلك، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا صلى الله عليه وسلم، أما ما كان بالكذب فلا يجوز، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ثم ويل له ـ أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد. اهـ.
2-نكت كفر صريح: وضابطها أن التنقص و السخرية يعود الى احد الثلاثة المذكورين في الاية الكريمة. الله عز وجل او اياته أو رسوله صلى الله عليه و سلم
قال عز وجل:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة:65 - 66]
وقال شيخ الإسلام رحمه الله في هذه الآية : وهذا نص في أن الاستهزاء بالله وآياته وبرسوله كفر.وقال أيضاً: وقد دلت هذه الآية على أن كل من تَنَقَّصَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم جاداً أو هازلاً فقد كفر.وقال رحمه الله: فهؤلاء لما تَنَقَّصُوا النبي صلى الله عليه وسلم، حيث عابوه والعلماء من أصحابه قالوا: ما رأينا مثل قرائنا، والقراء هم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، واستهانوا بخبره، أخبر الله أنهم كفروا بذلك وإن قالوه استهزاءً، فكيف بما هو أغلظ من ذلك، وإنما لم يُقِمِ الحد عليهم لكون جهاد المنافقين لم يكن قد أُمِر به إذ ذاك، بل كان مأموراً بأن يدع أذاهم؛ ولأنه كان له أن يعفو عمن تَنَقَّصَه وآذاه.وعلى ما سبق فإن أي استخفاف أو ازدراء بالدين، أو استهزاء بأي شعيرة من الدين؛ بالله، أو آياته، أو رسوله، أو أركان الإيمان؛ أو الجنة، أو النار، أو الملائكة، أو الأنبياء، مَن استهزأ بشيء من ذلك فقد كفر، والكفر الذي يكفر به كفر أكبر مخرج عن الملة.قال العلامة السعدي رحمه الله: إن الاستهزاء بالله ورسوله كفر يخرج عن الدين؛ لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله، وتعظيم دينه ورسوله، والاستهزاء بشيء من ذلك منافٍ لهذا الأصل ومناقض له أشد المناقضة.
وقال النووي رحمه الله: ولو قال وهو يتعاطى قدح الخمر، أو يقدم على الزنا: باسم الله، استخفافاً باسم الله تعالى كفر.أي: لو أن واحداً أخذ كأس خمر وقال: باسم الله تعالى، ويقصد بذلك الاستهزاء فإنه يكفر بذلك
* وحكى ابن خلكان قال: بلغنا أن رجلاً يدعى أبا سلامة من ناحية بصرى، كان فيه مجون واستهتار، فذُكر عنده السواك وما فيه من الفضيلة فقال: والله لا أستاك إلا في المخرج (يعني دبره)، فأخذ سواكًا ووضعه في مخرجه ثم أخرجه، فمكث بعد تسعة أشهر وهو يشكو من ألم البطن والمخرج، فوضع ولدًا على صفة الجرذان، له أربعة قوائم، ورأسه كرأس السمكة، وله أربعة أنياب بارزة، وذنب طويل، وأربعة أصابع، وله دبر كدبر الأرنب، ولما وضعه صاح ذلك الحيوان ثلاث صيحات، فقامت ابنة ذلك الرجل فرضخت رأس الحيوان الغريب، وعاش ذلك الرجل بعد وضعه له يومين ومات في الثالث، وكان يقول: هذا الحيوان قتلني وقطع أمعائي.
وقال ابن كثير: «وقد شاهد ذلك جماعةٌ من أهل تلك الناحية وخطباء ذلك المكان، ومنهم من رأى ذلك الحيوان حيًا، ومنهم من رآه بعد موته»(البداية والنهاية)
وقال ابن نجيم الحنفي رحمه الله :
" يكفر بعيبه ملكا من الملائكة أو الاستخفاف به " انتهى .
"البحر الرائق" (5/131) .
بل ذكر بعض العلماء أنه يكفر مَن تكلم بما فيه مجرد إشعار بالاستهزاء والسخرية
3-مزاح محرم وتنكيت محرم لكن هو أهون اذ هو من جنس المعاصي و ليس من جنس الكفر:
وضابطها أنه فعل محرم لكن التنقص و السخرية لا تعود الى احد الثلاثة المذكورين في الاية
كالضحك والسخرية من خلقة لحية مسلم حيث تكون لحيته متفرقة أو غير متساوية اذ السخرية هنا لا تعود الى سنة النبي صلى الله عليه وسلم بل إلى شكل هذا المسلم بعينه أو فعله , لكن فاعله مرتكب لذنب عظيم
قال اللهُ تعالى: ﴿ياأَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِن قَوْمٍ عَسى أنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنهُمْ ولا نِساءٌ مِن نِساءٍ عَسى أنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنهُنَّ ولا تَلْمِزُوا أنْفُسَكُمْ ولا تَنابَزُوا بِالأَلْقابِ بِئْسَ الإسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإيمانِ ومَن لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ ﴾ (الحجرات:11)
4-نكت و مزاح إن لم يكن كفرا فأهونه أن يكون غير جائز: والضابط فيها أن يكون الكلام أو الفعل ليس فيه تنقص صريح لله عزوجل أو اياته أو رسوله صلى الله عليه وسلم لكن فيه نقص أدب :
يروى أنّ شيخاً كان يخطب في مسجد، وكان أغلب الحاضرين شيبان، واستشهد الشيخ في خطبته بحديث فيه:
سأله الثاني: من جحر الضب؟؟!!
فقال سادس: لماذا تريد أن تخطب، وأنت قلت لنا: إنك متزوج يا شيخ!!!!
قال القاضي أبو الفضل عياض رحمه الله تعالى:
حدثنا الحسين بن محمد الحافظ ، حدثنا أبو الفضل بن خيرون ، حدثنا أبو بكر البرقاني و غيره ، حدثنا أبو الحسن الدار قطني ، حدثنا علي بن مبشر ، حدثنا أحمد ابن سنان القطان ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا المسعودي ، عن مسلم البطين ، عن عمرو بن ميمون ، قال : اختلفت إلى ابن مسعود سنةً ، فما سمعته يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ، إلا أنه حدث يوماً فجرى على لسانه : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم علاه كرب ، حتى رأيت العرق يتحدر عن جبهته ، ثم قال : هكذا إن شاء الله ، أو فوق ذا ، أو ما دون ذا ، أو ما هو قريب من ذا .
و في رواية : فتربد وجهه .
و في رواية : و قد تغرغرت عيناه ، و انتفخت أوداجه .
و قال إبراهيم بن عبد الله بن قريم الأنصاري قاضي المدينة : مر مالك بن أنس على أبي حازم ، و هو يحدث ، فجازه ، و قال : إني لم أجد موضعاً أجلس فيه ، فكرهت أن آخذ حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنا قائم .
و قال مالك : جاء رجل إلى ابن المسيب ، فسأله عن حديث و هو مضطجع ، فجلس و حدثه ، فقال له الرجل : و ددت [ 155 ] أنك لم تتعن ، فقال : إني كرهت أن أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنا مضطجع .
[ و روي عن محمد بن سيرين أنه قد يكون يضحك ، فإذا ذكر عنده حديث النبي صلى الله عليه و سلم خشع ] .
وقال عبد الله بن مبارك : كنت عند مالك ، و هو يحدثنا ، فلدغته عقرب ست عشرة مرةً ، و هو يتغير لونه و يصفر و لا يقطع حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم .
فلما فرغ من المجلس ، و تفرق الناس عنه قلت له : يا أبا عبد الله ، لقد رأيت اليوم منك عجباً . قال: نعم ، لدغتني عقرب ست عشرة مرة ، و أنا صابر في جميع ذلك ، و إنما صبرت إجلالاً لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم .
-ب منها:أن يستخدم أجزاء من آيات أو أحاديث في مكان هزل و لهو
أمثلة:
1-قال أحد المدعوين إلى وليمة مالي لا أرى الخبز أم كان من الغائبين،قال صاحب الدعوة ساتيك به قبل أن تقوم مقامك.
2-يقول بعضهم ان لكم في العدس أسوة حسنة فيضحكون من قوله
3-أن يقول بعضهم النووي مذكور في القران تقول له كيف، يقول (لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد)
السؤال: هناك أدعية يتناقلها بعض الطلاب فيما بينهم على سبيل الطرفة والضحك بحيث يخصصون لمدرس كل مادة دعاء خاصاً، فما حكم هذا العمل؟ ومن الأمثلة: دعاء مدرس اللغة العربية: "اللهم اجعلني فاعلاً للخير ومرفوعاً عن الشر"، ودعاء مدرس الرياضيات: "اللهم اجعلني مستقيماً في حياتي، ولا تجعل الدنيا حادة عليَّ"، دعاء مدرس الجيولوجيا: "اللهم أبعدني عن العوامل المؤثرة في النفوس، واجعلني في حبك بركاناً، ولكملتك زلزالاً، واجعلني من معدن صلب وصخر قوي، واجعل لي صلابة عالية".
الإجابة: دعاء الله تعالى عبادة يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل، لقوله تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}، ولا يحل للمسلم أن يتخذ دعاء الله تعالى هزءاً يتندر به ويتنطع به فإن هذا خطر عظيم وخطأ جسيم. والواجب على العبد إن كان صادقاً في دعاء ربه أن يدعو الله عز وجل بأدب وصدق افتقار إليه، وأن يدعو الله بما يحتاجه من أمور دينه ودنياه على الوجه الذي جاءت به السنة. أما هذه الصيغ التي ذكرها السائل ففيها عدة محاذير: الأول: أنها تقال على سبيل التندر والتنطع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هلك المتنطعون" قالها ثلاثاً. الثاني: أنها لا تنم عن داعٍ يعتبر نفسه مفتقراً إلى الله تعالى يدعوه دعاء خائف راجٍ. الثالث: أن بعضها يحمل معاني فاسدة أو معاني أشبه ما تكون باللغو كما في دعاء مدرس الجيولوجيا. ونصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله ويخافوا مقامه، وأن لا يتخذوا آيات الله هزواً، وأن يعلموا أن مقام الرب عظيم لا يخاطب جل وعلا بمثل هذه الكلمات السخيفة المتكلفة، نسأل الله لنا ولهم الهداية.
" مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الاول - باب العبادة."
فالواجب على المسلم الحذر من شر لسانه فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب» (متفق عليه.
و روى الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترمذي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم.
و لابأس بالمزاح إذا كان بصدق و لم يكن فيه إثم بل هو مرغوب فيه تأسيا بفعله صلى الله عليه وسلم لكن يجب دائما مراقبة النفس و محاسبتها .
وإذا أبتلي المسلم بسماع مثل هذا المنكر في مجلس أو في مواقع الإنترنت فالواجب عليه أن ينكره و أن لا يسكت.
فعن حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
هذا و الله سبحانه أعلم،والحمد لله رب العامين.
وأَشْهَدُ أَن لاَّ إلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ـ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم َتسليمًا مَزِيدًا.
اما بعد :يقول بعض السلف: ما أمر الله تعالى بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان: إما إلى تفريط أو تقصير، وإما إلى مجاوزة وغلو، ولا يبالي إبليس بأيهما ظفر
فالشيطان حريص على إغواء بني ادم و هو أحرص في ذلك على المسلمين
فعَنْ سَبْرَةَ بْنِ فَاكِهٍ -رضي الله عنه- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ: تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ، فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: تُهَاجِرُ وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ، وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ، فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ، ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ، فَقَالَ: تُجَاهِدُ فَهُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالْمَالِ، فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ، فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ، وَيُقْسَمُ الْمَالُ، فَعَصَاهُ فَجَاهَد (
-أخرجه النسائي (3134)، أحمد (15958) قال الألباني في صحيح سنن النسائي (3134): صحيح
فكلما أنجاه الله سبحانه من مكيدة الا حرص على أن يكيد له أخرى لكن يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ, لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ.
ومن مكايده التي يكيد الغفلة عن تعظيم شعائر الإسلام وقد ظهرت بين المسلمين ومنهم الملتزمين تداول نكت فيها ذكر شعائر الإسلام بشكل مؤسف و يتناقلونها من باب الضحك ,و هذا النوع من الضحك يميت القلب و بذهب بشاشة الإيمان والاعتزاز بالإسلام
وسنذكر أقسام هذه النكت مع تبيين حكمها ان شاء الله تعالى مع ضرب الأمثلة
1-نكت جائزة :ضابطها أن تكون بصدق و حق وليس فيها التنقص و السخرية من الناس
فقد ذكر ابن الجوزي في كتاب الوفاء بسنده عن أنس أن عجوزا دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فسألته عن شيء فقال لها ومازحها أنه لا تدخل الجنة عجوز ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة فبكت بكاء شديدا حتى رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت عائشة : يا رسول الله إن هذه المرأة تبكي لما قلت لها أنه لا تدخل الجنة عجوز ، فقال أجل لا تدخل الجنة عجوز ، ولكن قال الله تعالى إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا وهن العجائز الرمص
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ : ( أن رجلا أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال يا رسول الله : احملني ، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنا حاملوك على ولد ناقة ، قال : وما أصنع بولد الناقة ؟!، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهل تلد الإبل إلا النوق ) رواه الترمذي
وقال الشيخ ابن باز: التفكه بالكلام والتنكيت إذا كان بحق وصدق فلا بأس به، ولا سيما مع عدم الإكثار من ذلك، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا صلى الله عليه وسلم، أما ما كان بالكذب فلا يجوز، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ثم ويل له ـ أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد. اهـ.
2-نكت كفر صريح: وضابطها أن التنقص و السخرية يعود الى احد الثلاثة المذكورين في الاية الكريمة. الله عز وجل او اياته أو رسوله صلى الله عليه و سلم
قال عز وجل:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة:65 - 66]
وقال شيخ الإسلام رحمه الله في هذه الآية : وهذا نص في أن الاستهزاء بالله وآياته وبرسوله كفر.وقال أيضاً: وقد دلت هذه الآية على أن كل من تَنَقَّصَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم جاداً أو هازلاً فقد كفر.وقال رحمه الله: فهؤلاء لما تَنَقَّصُوا النبي صلى الله عليه وسلم، حيث عابوه والعلماء من أصحابه قالوا: ما رأينا مثل قرائنا، والقراء هم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، واستهانوا بخبره، أخبر الله أنهم كفروا بذلك وإن قالوه استهزاءً، فكيف بما هو أغلظ من ذلك، وإنما لم يُقِمِ الحد عليهم لكون جهاد المنافقين لم يكن قد أُمِر به إذ ذاك، بل كان مأموراً بأن يدع أذاهم؛ ولأنه كان له أن يعفو عمن تَنَقَّصَه وآذاه.وعلى ما سبق فإن أي استخفاف أو ازدراء بالدين، أو استهزاء بأي شعيرة من الدين؛ بالله، أو آياته، أو رسوله، أو أركان الإيمان؛ أو الجنة، أو النار، أو الملائكة، أو الأنبياء، مَن استهزأ بشيء من ذلك فقد كفر، والكفر الذي يكفر به كفر أكبر مخرج عن الملة.قال العلامة السعدي رحمه الله: إن الاستهزاء بالله ورسوله كفر يخرج عن الدين؛ لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله، وتعظيم دينه ورسوله، والاستهزاء بشيء من ذلك منافٍ لهذا الأصل ومناقض له أشد المناقضة.
وقال النووي رحمه الله: ولو قال وهو يتعاطى قدح الخمر، أو يقدم على الزنا: باسم الله، استخفافاً باسم الله تعالى كفر.أي: لو أن واحداً أخذ كأس خمر وقال: باسم الله تعالى، ويقصد بذلك الاستهزاء فإنه يكفر بذلك
* وحكى ابن خلكان قال: بلغنا أن رجلاً يدعى أبا سلامة من ناحية بصرى، كان فيه مجون واستهتار، فذُكر عنده السواك وما فيه من الفضيلة فقال: والله لا أستاك إلا في المخرج (يعني دبره)، فأخذ سواكًا ووضعه في مخرجه ثم أخرجه، فمكث بعد تسعة أشهر وهو يشكو من ألم البطن والمخرج، فوضع ولدًا على صفة الجرذان، له أربعة قوائم، ورأسه كرأس السمكة، وله أربعة أنياب بارزة، وذنب طويل، وأربعة أصابع، وله دبر كدبر الأرنب، ولما وضعه صاح ذلك الحيوان ثلاث صيحات، فقامت ابنة ذلك الرجل فرضخت رأس الحيوان الغريب، وعاش ذلك الرجل بعد وضعه له يومين ومات في الثالث، وكان يقول: هذا الحيوان قتلني وقطع أمعائي.
وقال ابن كثير: «وقد شاهد ذلك جماعةٌ من أهل تلك الناحية وخطباء ذلك المكان، ومنهم من رأى ذلك الحيوان حيًا، ومنهم من رآه بعد موته»(البداية والنهاية)
وقال ابن نجيم الحنفي رحمه الله :
" يكفر بعيبه ملكا من الملائكة أو الاستخفاف به " انتهى .
"البحر الرائق" (5/131) .
بل ذكر بعض العلماء أنه يكفر مَن تكلم بما فيه مجرد إشعار بالاستهزاء والسخرية
3-مزاح محرم وتنكيت محرم لكن هو أهون اذ هو من جنس المعاصي و ليس من جنس الكفر:
وضابطها أنه فعل محرم لكن التنقص و السخرية لا تعود الى احد الثلاثة المذكورين في الاية
كالضحك والسخرية من خلقة لحية مسلم حيث تكون لحيته متفرقة أو غير متساوية اذ السخرية هنا لا تعود الى سنة النبي صلى الله عليه وسلم بل إلى شكل هذا المسلم بعينه أو فعله , لكن فاعله مرتكب لذنب عظيم
قال اللهُ تعالى: ﴿ياأَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِن قَوْمٍ عَسى أنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنهُمْ ولا نِساءٌ مِن نِساءٍ عَسى أنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنهُنَّ ولا تَلْمِزُوا أنْفُسَكُمْ ولا تَنابَزُوا بِالأَلْقابِ بِئْسَ الإسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإيمانِ ومَن لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ ﴾ (الحجرات:11)
4-نكت و مزاح إن لم يكن كفرا فأهونه أن يكون غير جائز: والضابط فيها أن يكون الكلام أو الفعل ليس فيه تنقص صريح لله عزوجل أو اياته أو رسوله صلى الله عليه وسلم لكن فيه نقص أدب :
وهذا النوع هو الذي كثر به البلاء حيث يخفى حكمه على كثير من المتدينين فضلا عن عوام المسلمين وهذا النوع له عدة صور نذكر بعضها:
أ-منها أن يروي نكتا يعلم بالاضطرار أنها لم تقع أو أنها وقعت على غير هذه الصفة المروية و يكون في النكتة ذكر للقران أو السنة.
مثال1:
قال قائل:
يروى أنّ شيخاً كان يخطب في مسجد، وكان أغلب الحاضرين شيبان، واستشهد الشيخ في خطبته بحديث فيه:
"...حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه...وقال: أخرجه الطبراني).
فسأله واحد من الحاضرين: الطبراني أخرج الضب؟!
قال الشيخ: لا .... أخرج الحديث.
سأله الثاني: من جحر الضب؟؟!!
قال الشيخ: لا يا ابن الحلال ..... أخرجه ... يعني رواه...
سأله الثالث: والضب ويش ماذا حدث له؟؟!!
قال الشيخ: الضب استعارةفقط، يا جماعة الخير.
فسأله رابع: يعني الضب ليس للطبراني؟؟!!
قال الشيخ: لا يا أخي، الطبراني ما عنده ضب...
سأله خامس: طيب الطبراني مِمّن استعار الضب ؟؟
قال الشيخ: الله يأخذني، إذا خطبت فيكم مرة ثانية!!
فقال سادس: لماذا تريد أن تخطب، وأنت قلت لنا: إنك متزوج يا شيخ!!!!
قام الشيخ، وخرج تاركاً المسجد ثمّ حلق لحيته، وهجر القرية كلها، وراح يشتغل في محل فول وطعمية في القرية المجاورة
بعد فتره مر به واحد من القرية الأولى وقال له: أتعرف، لو تربي لحيتك، لكنت شبيه واحد كان خطيباً عندنا في المسجد؟
سأله الشيخ : وما اسمه؟
فرد الرجل عليه قائلاً: والله لا أتذكّر اسمه، لكنني أذكر إنه كان يربّي عنده ضب، وأعاره للطبراني!!!
المثال 2: هذه النكتة التي قد سمعتها من أخ ملتزم وهي ما دفعني للبحث في هذه المسألة و نصها:تزوج رجل بخيل بامرأة و كان لا يطعمها إلا العدس فاشتكت إلى إخوتها فأعطوها حبوب منومة لتضعها له في العدس و عندما نام أتوه و أدخلوه غرفة مظلمة و كفنوه و عندما استيقظ قاما و سألاه من ربك ما دينك...... الحديث ’ثم قالا له انك كنت تطعم أهلك إلا العدس وعقوبة ذلك في القبر أن تضرب بالنعل حتى يوم القيامة و ضرباه حتى أغمي عليه ثم أعاداه إلى مكانه وذهبا, ثم استيقظ مذعورا فقال لزوجته ماذا حدث لي وأين كنت قالت له أنت لم تتحرك من مكانك وسألته أن تقدم له العدس فقال :لا... لا... العدس عقابه أليم.
فانظر إلى هذه النكت البغيضة التي لا يشك عاقل أنها مختلقة ولا شك ان أهون حال راويها أن يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له ويل له، أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي
مع ما فيها من الاستهتار و الحط بأهل العلم و أهل الحديث و الأعظم عدم الأدب مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
واسمع بعضا من سيرة السلف في تعظيم رواية حديث الرسول و سننهقال القاضي أبو الفضل عياض رحمه الله تعالى:
حدثنا الحسين بن محمد الحافظ ، حدثنا أبو الفضل بن خيرون ، حدثنا أبو بكر البرقاني و غيره ، حدثنا أبو الحسن الدار قطني ، حدثنا علي بن مبشر ، حدثنا أحمد ابن سنان القطان ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا المسعودي ، عن مسلم البطين ، عن عمرو بن ميمون ، قال : اختلفت إلى ابن مسعود سنةً ، فما سمعته يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ، إلا أنه حدث يوماً فجرى على لسانه : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم علاه كرب ، حتى رأيت العرق يتحدر عن جبهته ، ثم قال : هكذا إن شاء الله ، أو فوق ذا ، أو ما دون ذا ، أو ما هو قريب من ذا .
و في رواية : فتربد وجهه .
و في رواية : و قد تغرغرت عيناه ، و انتفخت أوداجه .
و قال إبراهيم بن عبد الله بن قريم الأنصاري قاضي المدينة : مر مالك بن أنس على أبي حازم ، و هو يحدث ، فجازه ، و قال : إني لم أجد موضعاً أجلس فيه ، فكرهت أن آخذ حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنا قائم .
و قال مالك : جاء رجل إلى ابن المسيب ، فسأله عن حديث و هو مضطجع ، فجلس و حدثه ، فقال له الرجل : و ددت [ 155 ] أنك لم تتعن ، فقال : إني كرهت أن أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنا مضطجع .
[ و روي عن محمد بن سيرين أنه قد يكون يضحك ، فإذا ذكر عنده حديث النبي صلى الله عليه و سلم خشع ] .
وقال عبد الله بن مبارك : كنت عند مالك ، و هو يحدثنا ، فلدغته عقرب ست عشرة مرةً ، و هو يتغير لونه و يصفر و لا يقطع حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم .
فلما فرغ من المجلس ، و تفرق الناس عنه قلت له : يا أبا عبد الله ، لقد رأيت اليوم منك عجباً . قال: نعم ، لدغتني عقرب ست عشرة مرة ، و أنا صابر في جميع ذلك ، و إنما صبرت إجلالاً لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم .
-ب منها:أن يستخدم أجزاء من آيات أو أحاديث في مكان هزل و لهو
أمثلة:
1-قال أحد المدعوين إلى وليمة مالي لا أرى الخبز أم كان من الغائبين،قال صاحب الدعوة ساتيك به قبل أن تقوم مقامك.
2-يقول بعضهم ان لكم في العدس أسوة حسنة فيضحكون من قوله
3-أن يقول بعضهم النووي مذكور في القران تقول له كيف، يقول (لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد)
-فنسأل الله العافية من الخذلان فمن يتعاطى هذه الامور يصبح قلبه قاسي لا ينتفع بكلام الله عزوجل حيث اذا سمع شيئا من ذلك ذهب فكره الى معنى مضحك
ج- ومنها أن يجعل دعاء الله عزوجل محلا للهو و اللعب
وسئل الشيخ بن عثيمين عن ذلك:السؤال: هناك أدعية يتناقلها بعض الطلاب فيما بينهم على سبيل الطرفة والضحك بحيث يخصصون لمدرس كل مادة دعاء خاصاً، فما حكم هذا العمل؟ ومن الأمثلة: دعاء مدرس اللغة العربية: "اللهم اجعلني فاعلاً للخير ومرفوعاً عن الشر"، ودعاء مدرس الرياضيات: "اللهم اجعلني مستقيماً في حياتي، ولا تجعل الدنيا حادة عليَّ"، دعاء مدرس الجيولوجيا: "اللهم أبعدني عن العوامل المؤثرة في النفوس، واجعلني في حبك بركاناً، ولكملتك زلزالاً، واجعلني من معدن صلب وصخر قوي، واجعل لي صلابة عالية".
الإجابة: دعاء الله تعالى عبادة يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل، لقوله تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}، ولا يحل للمسلم أن يتخذ دعاء الله تعالى هزءاً يتندر به ويتنطع به فإن هذا خطر عظيم وخطأ جسيم. والواجب على العبد إن كان صادقاً في دعاء ربه أن يدعو الله عز وجل بأدب وصدق افتقار إليه، وأن يدعو الله بما يحتاجه من أمور دينه ودنياه على الوجه الذي جاءت به السنة. أما هذه الصيغ التي ذكرها السائل ففيها عدة محاذير: الأول: أنها تقال على سبيل التندر والتنطع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هلك المتنطعون" قالها ثلاثاً. الثاني: أنها لا تنم عن داعٍ يعتبر نفسه مفتقراً إلى الله تعالى يدعوه دعاء خائف راجٍ. الثالث: أن بعضها يحمل معاني فاسدة أو معاني أشبه ما تكون باللغو كما في دعاء مدرس الجيولوجيا. ونصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله ويخافوا مقامه، وأن لا يتخذوا آيات الله هزواً، وأن يعلموا أن مقام الرب عظيم لا يخاطب جل وعلا بمثل هذه الكلمات السخيفة المتكلفة، نسأل الله لنا ولهم الهداية.
" مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الاول - باب العبادة."
فالواجب على المسلم الحذر من شر لسانه فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب» (متفق عليه.
و روى الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترمذي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم.
و لابأس بالمزاح إذا كان بصدق و لم يكن فيه إثم بل هو مرغوب فيه تأسيا بفعله صلى الله عليه وسلم لكن يجب دائما مراقبة النفس و محاسبتها .
وإذا أبتلي المسلم بسماع مثل هذا المنكر في مجلس أو في مواقع الإنترنت فالواجب عليه أن ينكره و أن لا يسكت.
فعن حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
هذا و الله سبحانه أعلم،والحمد لله رب العامين.