قراءة في تطورات أزمة حركة الراحل نحناح (ح-1)

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

عمار صادق

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 فيفري 2009
المشاركات
2,585
نقاط التفاعل
17
النقاط
77
قراءة في تطورات أزمة حركة الراحل نحناح (ح-1)


thumbnail.php

لأول مرة في تاريخ الحركات الإسلامية يحدث ما حدث في بيت الراحل محفوظ نحناح الذي ترك حركة ملء الأسماع والأقطار
لأول مرة في تاريخ الحركات الإسلامية يحدث ما حدث في بيت الراحل محفوظ نحناح الذي ترك حركة ملء الأسماع والأقطار ظلت تصنع الحدث بشكل متميز من خلال المواقف المختلفة التي صنعتها في شكل أعطي الانطباع للمتابعين لها بأنها تخفي باستمرار وراء غموضها أشياء هي السر في تماسكها وقوتها على المقترحات والتنظيم والتعاطي مع كل متناقضات الساحة السياسية بشكل متوازن جدا أبقى لها حب الجماهير، كما مكن لها الولوج إلى دواليب السلطة وإعطاءها مواقع في الحكومة وهي تحافظ على هامش واضح للمعارضة.
اليوم وحتى في حالة الانقسام التي عرفتها حركة الراحل محفوظ نحناح بعده هي حالة متميزة فيها نوع من الرقي الحضاري الذي لم تعرفه حركات أخرى وفيها سمت ما زال يحافظ على القيم والأخلاق وآداب الخلاف رغم بعض الإشارات التي يمكن اعتبارها سلبية وهي لا ترتقي إلى الخدش في أصل النقاء الذي أسس له نحناح –رحمه الله- خصوصا من طرف رحم الأزمة وهي حركة الدعوة والتغيير...

الدعوة والتغيير ميلاد إسلامي جديد
إسم الدعوة ومصطلح التغيير كلمتان أصيلتان في العمل الإسلامي القديم والجديد والهروب إليها من لفح الأزمة هو عنوان عن توجه إسلامي يريد بيه أصحاب بلمهدي إعلان انتماءهم أو إحياء إسلاميتهم بعد إحساس بأنها بدأت تغيب عن ساحة الناس أو تضمر بفعل الضغط الدنيوي الذي أصاب جسم الحركة الإسلامية فأهلكها ابتداء بالاغترار بالنصر ثم ثانية بتسلط الزعيم ثم ثالثا بالاحتكام إلي العنف ثم رابعا بانفتاح الدنيا والتنافس عليها وهي كلها مهلكات في مسار العمل الإسلامي ترتبط بالأساليب والوسائل وتحتكم إلي الأشياء أكثر مما تحتكم إلى المناهج والمبادئ والأفكار والرؤى التي بنيت عليها هذه الحركات ولذلك آوت حركة بلمهدي ومناصرة ومن معهم من حر هذا الضغط إلى آمان الدعوة والتغيير التي تنسجم مع أصلهم من جهة وتعبر من جهة أخرى عن آمال الجماهير الإسلامية العريضة التي هي حقل الدعوة والدعاة وهي في أمس الحاجة إلى خطاب دعوة يلبي حاجاتها إلى القيم والفضائل ويقودها من خلال الدعوة إلى الله وإحياء الربانية ونشر التعاليم الإسلامية التي ظلت مهوى أفئدة الشباب الذين أصبحوا يملؤون المساجد ويهفون إلى تلك القيادة الدعوية التي تؤمهم كما إمام الصلاة، لا يشكون لحظة أنه يقودهم لغير الله ولذلك يتبعونه بدون تردد بل بحماسة وسرعة كبيرة والتزام تماما كما يحصل هذه الأيام حركة الدعوة والتغيير التي تحدث نحوها هجرة جماعية تعكس إحساسا لدى المهاجرين بالتغيير الحقيقي في ساحة العمل الإسلامي ابتداءا من ذلك التنازل الطوعي عن قيادة العمل من طرف كل الوجوه المعروفة على الساحة الإعلامية لرجل لم تعهده الساحة الإعلامية ولا السياسية ولكن هو واحد من الدعاة الذين أسسوا للعمل الإسلامي في كل مراحله بعيدا عن حب الظهور والحرص على المناصب أو الولوغ في سوءات الخلاف والنزاع.

انحناءة نحناح المثقلة وارت بذور الثرى ثورة على بوجرة
قبل وفاة نحناح كان بإمكانه أن يوصي لتكون مقاليد الحركة لفلان أو علان وبذلك يحسم كل أزمة يمكن أن تحصل بعده ولكن نحناح لم يوصي لأحد من أجل الحفاظ على منهجية الاختيار الحر التي أسس لها ولم يرد أن ينقض غزله من بعد قوة أنكاثا غير أن الروايات المروية عنه تقول بأن أواخر وصاياه كانت بأن جعل أمانة حماية المنهج والحفاظ على خط الحركة في أعناق مجموعة من القيادات لا علي سبيل الوصية بالمنهج والروح وبذلك كان سمت النحناح عاليا جدا في عملية التوريث القيادي وكأنه انحني مثقلا كما السنبلة ليواري رحم الثرى ثورة مقبلة وأمهلت بوجرة عهده كاملة ثم قامت عليه بالخروج من الحزب لأجل الحركة وترك الإطار من أجل اللب وبذلك تشكلت هذه الحركة الجديدة في مضمار العمل الإسلامي الذي أصبح يحتاج بشكل كبير لقيادة دعوية تغييرية يعول عليها في جميع كلمة التيار الإسلامي وقيادته وفي النظرية النحناحية الوسطية التي لا ينكر أحد دورها الإيجابي وإضافتها الكبيرة للعمل الإسلامي العالمي من جهة ومساهمتها في بناء الوطن وحماية الدولة من الانهيار وحماية الإسلام من التشوه وخصوصا بعد الوضع الذي آل إليه حال العمل الإسلامي في الجزائر والانكسارات الكبيرة التي عصفت بأغصان الشجرة الإسلامية في الجزائر خلال عقود الاضطرابات الأخيرة.
أبوجرة عرى أنصاره من غطاء الإخوان وقطع الصلة التي ربطها نحناح
كان من أهم فضائل الشيخ نحناح أن ربط أتباعه بالمنهج الدعوي والحركي الذي وضعه الشهيد حسن البنا وقامت عليه دعوة الإخوان المسلمون رغم أنه جعل لها خصوصيات تنسجم مع طبيعة المهمة التي يقال بأنه كان يقوم بها من خلال الإشراف على العمل الإسلامي في أفريقيا أو بالأحرى غرب شمال إفريقيا حيث وضع أسسا واضحة للعمل الإسلامي وامتد بعمله إلى الجالية الجزائرية في المهجر وخصوصا في فرنسا وبريطانيا وإيطاليا.
واستمرت حالة الارتباط التي أعطت الروح لجسم الحركة الإسلامية من خلال رحابة الفضاء الذي تحركت فيه وسعة المنهج وسلاسة الأسلوب الذي اعتمد الواقعية والتدرج في معالجة مختلف القضايا عبر مرجعية إسلامية لا تشوبها شائبة المصالح أو الطمع حتى أن نحناح رحل إلي ربه وهو طاهر الأكناف ونقي الثوب وبعيدا عن أية شبهة مما لحق بخلفه أو اتهامه به خصومه سواء داخل الحركة أو خارجها.
ولكن الأحداث الأخيرة والتي يحمّل المراقبون أبو جرة المسؤولية الكبرى فيها باعتبار موقعه القيادي أدخلت إرث نحناح في وضعيات مؤلمة ولكن أخطرها على الإطلاق هو أن تتعري الحركة من غطاء الإخوان المسلمين وتقطع أكبر وأقدم الحركات الإسلامية صلتها بها وذلك يعني بشكل واضح أن حركة الراحل نحناح من بعد قد بدلت وغيرت وبالتالي فقدت البوصلة التي تضبطها مع القمر الصناعي الذي يبث منه الإخوان المسلمون وسدت القنوات التي كانت تربطهما معا وتلك هي أكبر خسارة لأنصار نحناح وأكبر خطيئة وقع فيها أبو جرة وتعتبر في الحقيقة أهم الانحرافات عن خط محفوظ نحناح وهي أيضا حالة الأزمة التي أطال أبو جرة عمرها ثم انتهى به المطاف إلى الانفصال عن الإخوان أو فصل الإخوان له بشكل أوضح وعملية فصل الإخوان لفرد أو مجموعة منهم أو بالأحرى قطع الصلة معهم هي في الحقيقة عقوبة من عقوبات هذا التنظيم تترتب علي الإخلال بشرط من شروط التنسيق أو التنظيم أو أي شكل من أشكال العلاقة معهم وأي متابع، لكنهم مواقع الإخوان معهم بقينا أن المنهجية التي تتعامل بها هذه الجماعة أنهت لكتب الإخوان ومواقعهم يعلم يقينا أن المنهجية التي تعاملت بها هذه الجماعة ألغت أبوجرة من حساباته ووضعت أتباع نحناح في امتحان الاختيار بين أبوجرة وبين الإخوان المسلمين حيث أصبح في عدد اليقينيات أن من انتمي إلي حمس أو استمر معها ليس من الإخوان ولا صلة تربطهم به وبالتالي تنافي الانتماء إلى حمس مع الانتماء إلي الإخوان.
وأصبح أمامنا سؤالان واضحان هما هل اختار الباقون مع حمس بكل سهولة الانسلاخ من موروثهم الحركي والدعوي؟
وهل نقل الإخوان صلتهم إلى حركة الدعوة والتغيير أم لا؟
 
كل الحركات الإسلامية تعبد الأفراد والشخصيات .
كان سميت موضوعك : نحنا - حيات
 
أخالف صاحب المقال فالحركات الاسلامية شهدت العديد من الهزات وحركة نحناح بالخصوص سبق وأن شهدت هزات من أهمها انفصال جاب الله في الثمانينات​
 
السلام عليكم ورحمة الله

لن اتحدث عن حركة حماس ولا عن نحناح ولكن سوف اقول ريي في الاحزاب السياسية الاسلامية هكذا مجملة الملاحظ على هذه الاحزاب انها تقول انها تنهج الشريعة الاسلامية ولكن هي لا تستمد من الشريعة الا اسمها فقط ثم هذه الاحزاب مبنية على شخصيات توصف بالاب الروحي لتلك الاحزاب فيصبح كلم واقوال وافعال هذا الشخصية منهج وطريق ووسيلة لتلك الاحزاب لوصول الى مقاصدها في كل موعد انتخابي تطفوا المصالح الشخصية لزعماء هذه الاحزاب ولا تزال تنقسم الى اقسام وجناح مجدد واخر محدث وهكذا يدوروح حول مصالحهم لا غير والخاسر الوحيد ذلك الناخب المحب المعتقد فيهم الصلاح
اللهم ارحمنا من مصالح قاداتنا ومسؤلينا وكل من كان له علينا امر وقول
السلام عليكم​
 
أخالف صاحب المقال فالحركات الاسلامية شهدت العديد من الهزات وحركة نحناح بالخصوص سبق وأن شهدت هزات من أهمها انفصال جاب الله في الثمانينات​
إنفصال جاب الله وعباس المداني في الثمنينات عن الراحل محفوظ نحناح كان بسبب انتشار الفكرة الاسلامية ومحاولة وصول كل جانب من هؤلاء إلى السلطة ولم تكن ان ذاك هيئة معتمدة تمثلهم حتى ينفصلوا عنها بل كان عمل اسلامي مشترك وظهر هذا كذلك في التسعينيات حينما تحالفت الجبهة الاسلامية للانقاذ مع حماس ولم يتم هذا الاتفاق لأنه في الأخير دائما موجود الأختلاف الفكري لتطور الحركة الاسلامية
 
السلام عليكم ورحمة الله​


لن اتحدث عن حركة حماس ولا عن نحناح ولكن سوف اقول ريي في الاحزاب السياسية الاسلامية هكذا مجملة الملاحظ على هذه الاحزاب انها تقول انها تنهج الشريعة الاسلامية ولكن هي لا تستمد من الشريعة الا اسمها فقط ثم هذه الاحزاب مبنية على شخصيات توصف بالاب الروحي لتلك الاحزاب فيصبح كلم واقوال وافعال هذا الشخصية منهج وطريق ووسيلة لتلك الاحزاب لوصول الى مقاصدها في كل موعد انتخابي تطفوا المصالح الشخصية لزعماء هذه الاحزاب ولا تزال تنقسم الى اقسام وجناح مجدد واخر محدث وهكذا يدوروح حول مصالحهم لا غير والخاسر الوحيد ذلك الناخب المحب المعتقد فيهم الصلاح
اللهم ارحمنا من مصالح قاداتنا ومسؤلينا وكل من كان له علينا امر وقول

السلام عليكم
يجب علينا أن لا نكون متشائمين أكثر من اللازم لأن هذه الشخصيات لم تصل الى هته المناصب بطريقة سهلة لو اتطلعت على تاريخهم لعرفت قيمة من تتتحدث عنهم ولولا فضل الله تعالى وعن طريق هته الشخصيات جاءت الحرية الشعبية وتأسست ثلاث حركات اسلامية في وقت واحد واليوم نراها في ازدياد شعبي ومنهجي كبير والملاحظ أن الشعب الجزائري يحب أكثر حماس التي انقسمت مؤخرا ولهذا نحن نعالج هذا الموضوع
 
نبذة تعريفية بفضيلة الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله
مؤسس حركة مجتمع السلم


* ولد الشيخ محفوظ نحناح في 28 جانفي1942 بمدينة البليدة ـ مدينة الورود ـ التي تبعد 50 كلم جنوب الجزائر العاصمة.

* حيث ترعرع ونشأ في أسرة محافظة، تعلم دروسه في المدرسة الإصلاحية التي أنشأتها الحركة الوطنية هذه المدارس التي كانت تمثل رمز المقاومة والدفاع عن الذات العربية الإسلامية للجزائر من الانسلاخ والتغريب.

* شارك في ثورة التحرير المباركة وهو في ريعان شبابه.

* وقد أكمل مراحل التعليم الابتدائية والثانوية والجامعية في الجزائر ثم اشتغل في حقل الدعوة الإسلامية لأكثر من 30 عاما، في مقابل المد الثوري الاشتراكي ونشر الثقافة الفرنسية وكان يعتبر من أشد معارضي التوجه الماركسي والفرانكفيلي، كما عمل على احتياجات الشعب العقدية إلى تخلي عنها من تبقى من رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بما جعله معارضا لأصحاب العقائد الضالة المنتسبة إلى الإسلام من جهة والعقائد الاشتراكية الوافدة من جهة أخرى.

* شغل مدير مركز التعريب بالجامعة المركزية بالجزائر العاصمة.

* وفي سنة 1975 سجن بتهمة تدبير انقلاب ضد نظام الحكم آنذاك ( هواري بومدين) حيث عارض فرض النظام الاشتراكي بالقوة على المجتمع الجزائري باعتباره خيارا لا يتماشى ومقومات الشعب الجزائري العربي المسلم، ودعا إلى توسيع الحريات السياسية والاقتصادية وحكم عليه بـ 15 سنة سجنا كما حكم على مجموعة من إخوانه بأعوام متفاوتة وكان بسبب رفض حركته الإسلامية لمنحى الميثاق المكرس للاشتراكية، وكان السجن فرصة ثمينة للاستزادة من العلم من جهة والمراجعة للطروحات الفكرية والسياسية من جهة ثانية، وقد تحول على يديه خلق كثير من السجناء من الانحرافات السلوكية وأصبحوا نماذج حسنة.

* الشيخ محفوظ نحناح عمل على تأسيس رابطة الدعوة الإسلامية رغبة منه في إيجاد مرجعية دينية للجزائريين تحفظ الشعب والبلد من كل انحراف. ثم أسس جمعية الإرشاد والإصلاح هو ورفيقه الشيخ محمد بوسليماني الذي اغتالته الجماعة المسلحة سنة 1994.

* ثم بعد ذلك أنشأ حزبا سياسيا سمي " حركة المجتمع الإسلامي " وانتخب أول رئيس له في 30 ماي 1991.

* ترشح للانتخابات الرئاسية التي جرت بالجزائر في نوفمبر 1995 وتحصل

* على المرتبة الثانية حيث تحصل على أكثر من ثلاث ملايين صوت حسب النتائج الرسمية المعلنة، وتعتبر هذه الانتخابات أول انتخاب شارك فيه الإسلاميون في العالم الإسلامي بمرشح يحمل هذا التوجه.

* وقد شارك في عدة مؤتمرات وملتقيات دولية في أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا تتعلق بقضايا الإسلام والغرب وحقوق الإنسان والديمقراطية. والتقى أثناء زيارته لهذه الدول زعماء وكبار مسؤولي هذه الدول في كل من فرنسا وإسبانيا، السويد، الولايات المتحدة الأمريكية ، ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، سوريا، الأردن المملكة العربية السعودية، السودان، قطر، الكويت، المغرب، ليبيا وغيرها من الدول.

* شارك بقوة في صيانة الدولة الجزائرية من الإنهيار ودافع عنها في المحافل الدولية وقدم في سبيل حماية واستعادة مؤسساتها الدولة والحفاظ عليها تنازلات كبيرة يعرفها الجميع.

* ومن أهم الطروحات التي يدافع عنها الشيخ محفوظ نحناح :الشورى، الديمقراطية، التطور، التسامح، التعايش، الاحترام المتبادل، احترام حقوق الإنسان، مشاركة المرأة في مجالات الحياة، احترام حقوق الأقليات، حوار الحضارات، توسيع قاعدة الحكم، التداول السلمي على السلطة، احترام الحريات الشخصية والأساسية، الوسطية والاعتدال، تجسير العلاقة بين الحاكم والمحكوم. وقد أدان الشيخ محفوظ نحناح العنف والإرهاب وكل مظاهر الغلو في الدين منذ بداياتها واعتبرها غريبة عن الإسلام والمسلمين وقد كرس مشواره الدعوي منذ أكثر من ثلاثة عقود في الدفاع عن العقيدة الصحيحة وقيم الوسطية والاعتدال وقد دفعت حركته ضريبة غالية أهمها اغتيال أكثر من 500 مناضل ومحب للحركة وعلى رأسها الشيخ الأستاذ محمد بوسليماني، كما أن له مواقف واضحة من الاشتراكية والعلمانية والجهوية والصهيونية وقضية فلسطين وأفغانستان.

* ولقد تمكنت الحركة التي يرأسها الشيخ محفوظ نحناح بقيادته من تحقيق مكاسب سياسية كبيرة حيث احتلت المرتبة الثانية الانتخابات الرئاسية حيث كان أحد المرشحين الأربعة والمرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية بمجموع 70 نائبا سنة، و1997 ، والمرتبة الثالثة في الانتخابات المحلية وشاركت بسبع حقائب وزارية في الحكومة الحالية السابقة وتشارك بثلاث حقائب في الحكومة الحالية الموسعة إلى سبعة أحزاب التحقت بمدرسة المشاركة. وهي الآن تشارك بـ 38 نائب برلماني بعد تشريعيات 2002 و أربعة وزارات وهي الأشغال العمومية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة وكذا الصيد البحري والموارد الصيدية .

* وهو يدعو دائما إلى ضرورة تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية والشخصية كما يدعو إلى التمييز بين ضرورة وجود الدولة وتقويتها ومنافسة ومعارضتها والمطالبة بخلعها وذهابها عند إساءتها.

* ويرى أن المشاركة في قاعدة الحكم أولى من الروح الإنسحابية أو المعارضة الراديكالية وقد بينت الأحداث صدقية هذا الإختبار.

* ولقد ألفت عنه عدة كتابات تعبر عن أفكاره منها: رجل الحوار، خطوة نحو الرئاسة، بالإضافة إلى مساهماته الثقافية في مختلف المجلات والجرائد العربية والملتقيات الوطنية والدولية والحوارات الإسلامية المسيحية في إيطاليا والسويد.

* كما كان موقفه من وقف المسار الانتخابي ويرى أن خطأ الحكومة الكبير لا يعالج بخطأ حمل السلاح وجز الرقاب وثقافة التدمير والحقد، وقد صرح أن الجيش سليل جيش التحرير يجب أن يعود إلى ثكناته بعد استتباب الأمن ولا يعقل أن يبقى الشعب من غير حماية في الشارع والقرية.

* صدر كتابه الأول في هذا الصدد تحت عنوان:

" الجزائر المنشودة" المعادلة المفقودة: الإسلام..الوطنية..الديمقراطية".

من أعلام الحركة الإسلامية

الشيخ محفوظ نحناح



• توطـــئة

يعتبر الشيخ محفوظ نحناح جزءًا من ظاهرة الحركة الإسلامية المعاصرة، أو بالأحرى معلمًا من معالم حركات التغيير المنطلقة من ثوابت الأمة الإسلامية في العصر الحالي.

والمثير في ظاهرة الشيخ محفوظ نحناح، هو ذلك النمط من التعامل من جهة، ومن الوسائل والأساليب التي اتخذها في عملية التغيير ومنهجية المعارضة السياسية، أو بالأحرى منهجية الإصلاح السياسي في وطنه الجزائر، وفي مسار الحركة الإسلامية عمومًا.

فالشيخ محفوظ نحناح، انطلقت حركيته من مصادر فكره، فهو ابن المدرسة الإسلامية الأصيلة والطموحة نحو تطبيق حقيقي لنظرية 'الإسلام صالح لكل زمان ومكان'، وإخراجها من دائرة المجاملات، ومن دائرة النظري المثالي إلى دائرة التطبيق الواقعي.

تأتي هذه الأوراق اليوم لإلقاء الضوء على هذه النمطية المتميزة في إدارة التغيير، وإدارة الإصلاح السياسي، وجمع المفارقات التي ظلت ما يقارب نصف قرن متناثرة في مفاهيم التيار الوطني والإسلامي، العربي، القومي، وكذا التيار النخبوي والشعبي، والتي انتظمت كلها في عقد واحد.

ويضاف إلى ذلك أن الشيخ محفوظ نحناح أصبح مثار جدل ومثار التباس عند الكثير من الباحثين والمفكرين والدعاة بسبب بُعدهم عنه، أو بسبب العجز عن مواكبته، أو بسبب تنازع خفي تدفع إليه الرغبة في بسط السيطرة على العمل الدعوي والسياسي، وما يتطلبان من جهد لتوسعة التنظيم.

فالشيخ محفوظ نحناح مثار جدل في نظرية التغيير بين خصومه وبين مؤيديه، صاحبت هذا الجدل وأضفت عليه نوعًا من التضخيم الأحداث الأخيرة التي شهدها العالم الإسلامي والتي تعلقت بموضوع الإسلام والتغيير السياسي، والعنف الذي ارتبط بالإسلام، والإسلام السياسي، وتجارب الجهاد والنمط الثوري والعصيان المدني الذى ارتبط بموضوع الإسلام، ورد الفعل على الاستعمار الذي اعتدى على الشعوب الإسلامية، أو على الاضطهاد الذي مارسته الأنظمة على الحركات الإسلامية، والقمع الكبير الذي قمعت به هذه الحركات وقمع به الفكر الإسلامي وضيق عليه.

هذه الموجة أضفت حقيقة التضخيم على أعمال الشيخ محفوظ نحناح التي اندرجت دائمًا في سياق جديد غير السياق المعهود في الحركات الإسلامية عبر العالم، كما صاحب هذا الجدل الكم الهائل من الشبهات والإثارات والتفسيرات المتناقضة لمواقف الشيخ محفوظ نحناح، التي عمدت بعض الأطراف الخصمة له- بسبب المنافسة والمزاحمة، أو الخصمة للإسلام وللجزائر- إلى تضخيمها ونشر الإشاعة والأراجيف حولها، وعمدت بعض الأطراف الإسلامية التي رأت في فكر الشيخ محفوظ نحناح المعتدل والمرحلي خطرًا على تطرفاتها وعلى آنيتها وعلى محاولتها في جني الثمار سريعًا، وعلى حساب إدخال البلاد وإدخال الشعب كله في متاهة الفتن، هذه الفتن التي وجدت دائمًا من فيهم القابلية لإذكائها أو الاقتيات منها.


• أسس التكوين الفكري للشيخ محفوظ نحناح

الشيخ محفوظ نحناح نحت نحتًا، وكانت عصاميته أهم وأبرز عوامل التأثير في مساره السياسي، ولكن قوة التأثير التي كانت تتميز بها مرحلة التكوين السياسي للشيخ محفوظ نحناح، قوة التغيير لدى الزعماء الكبار في العالم الإسلامي كانت جد كبيرة وعلى رأس هؤلاء.

1- رجالات الحركة الوطنية الذين عاصر الشيخ محفوظ نحناح بعضهم، وتربى في مدرسة الإرشاد التي هي مدرسة الحركة الوطنية، تلك الحركة التي كانت تتميز بتعددية وثراء كبيرين جدًا في التعامل السياسي وفي الرؤية السياسية، وبالرغم من أن الاستعمار فرض - خلال عدة محاولات- عملية المسخ داخل الأمة إلا أن الحركة الوطنية كانت تتميز بالصلابة، وتتميز بالواقعية التي صنعت جيلاً نستطيع القول أنه جيل الثورة الذي تشرب من الحركة الوطنية مفاهيم الوطنية ومفاهيم الإسلام واستحضر معاني الحرية والتحرر والانعتاق والكرامة الإنسانية والشخصية الوطنية ومفاهيم الثبات، ومفاهيم الاستقلال ومفاهيم الصراع، وبالرغم من اختلاف المدارس الموجودة فقد كانت الحركة الوطنية بكل شرائحها تفرض تغييرًا حقيقيًا وقويًا على السياحة التي استقوت في عملية التعبئة الجماهيرية بالشعار الثلاثي الرادع: 'الإسلام ديننا، العربية لغتنا، والجزائر وطننا'.

2- القسم الثاني الذي كان له تأثير كبير جدًا في شخصية الشيخ محفوظ نحناح هو جمعية العلماء المسلمين، ذلك أن جمعية العلماء المسلمين جزء من الحركة الوطنية، إلا أنها تتميز بالإسلامية التي جعلتها نموذجًا آخر غير النموذج العادي في الحركة الوطنية، من خلال اقترانها بالإسلام واقترانها بالمفاهيم الإسلامية، وبالتربية الإسلامية، هذه التربية التي صاغها رجال كبار لهم تأثيرٌ كبير، وعلى رأس هؤلاء المؤثرين الفاعلين منهم في شخصية الشيخ محفوظ نحناح ثلاث:


• أولاً: الشيخ عبد الحميد بن باديس
الرجل المؤسس لجمعية العلماء المسلمين والزعيم الروحي للجزائر، والمفسر للقرآن والمصلح والداعية النموذج، الذي كان سلفي المنهج، صوفي الحياة، مجاهدًا ضد الاستعمار بكل ما أتاه الله من قوة، عامل وحدة وتجميع لكل علماء الأمة وعلماء الوطن، صاحب فضل على الحركة الإصلاحية في الجزائر بلا منازع.


• ثانيًا: الشيخ البشير الإبراهيمي
الرئيس الأول لجمعية العلماء المسلمين، بعد الشيخ ابن باديس، وأحد مؤسسيها الرئيسيين، والرجل العالم الفذ الذي كان عملاقًا في مناحي الفكر والأدب واللغة والإصلاح، وكان صاحب صولة، ولعله أكثر الناس تأثيرًا في الشيخ محفوظ نحناح، وأقرب الناس إلى شخصيته، هو ذلك الرمز الشيخ البشير الإبراهيمي، الذي نقل حقيقة الثورة الجزائرية وهموم الجزائر إلى كل أنحاء العالم الإسلامي، وبذلك فكّ الحصار عن الجزائر تاريخًا وانتماء وثورة، وفجر برحلاته الوجدان الإسلامي الخامد بفعل الاستعمار.


• ثالثًا: الشيخ الفضيل الورتلاني:
الرجل الذي تجاوز حدود الوطن ليصبح مصلحًا عالميًا وداعية من أهم دعاة الأمة الإسلامية، وسفير الإسلام في عدة دول، وأحد الرموز الذين ظل الشيخ محفوظ يعتبرهم من أهم أساطين التأثير في الحركة الإسلامية ومسار الحركة الإسلامية، والشيخ الفضيل الورتلاني، قرين للشيخ البشير الإبراهيمي، وأحد السياسيين المحنكين والعلماء الفطاحل والمصلحين المجددين الذين قاموا بالعمل الإصلاحي والتأثير في مدارس التغيير السياسي، وكان أكثر الناس احتكاكًا بمدارس التغيير في مصر واليمن وسوريا وفي تركيا وفي الجزائر طبعًا.

وهذه الشخصيات الثلاث تعكس تأثير جمعية العلماء المسلمين في شخصية الشيخ محفوظ نحناح، ولكنها أيضًا ذات بعد شخصي أو تأثير شخصي متميز.

• مدرسة الإمام حسن البنا رمزٌ آخر للتأثير الإيجابي القوي
الإمام البنا
إلى جانب ذلك تأثر الشيخ محفوظ نحناح بمدرسة حسن البنا، مجدد القرن العشرين، وزعيم حركة الإخوان المسلمين، وأحد الذين نقلوا فكر الإسلام من النظرية إلى التطبيق، وأحد الذين عملوا على وحدة الأمة الإسلامية وتخليصها من الاستعمار، وعملوا أيضًا على طرح نظرية حقيقية متكاملة للبناء الإسلامي، والنظام الإسلامي في الدولة والمجتمع، بما لم يسبقه إليه غيره من المصلحين، وكان تأثيره بارزًا في حياة الشيخ محفوظ نحناح وفي عمله؛ لأن الإمام حسن البنا -رحمه الله- رغم هيامه بجغرافية مصر ودولتها وتاريخها العظيم، فإنه ليس رجلاً محدود العمل في دولة أو قطر، بل يملك نظرة عالمية، ونظرته في ضرورة الدعوة والإصلاح العالمي كانت ذات تأثير عالمي أيضًا، وكان الاعتدال الذي يتصف به الإمام حسن البنا والوسطية التي يتميز بها، والربط بين المعاصرة والأصالة، وضرورة أن يحمل المصلحون مشاعل الإصلاح من خلال وقود العصر، كان هذا له تأثير في حياة الشيخ محفوظ نحناح وفي فكره وممارسته، ويعتبر الإمام حسن البنا صاحب مدرسة أخرجت رجالاً آخرين مثل سيد قطب والشيخ محمد الغزالي والشيخ القرضاوي ومن شابههم، ولكن تأثير الإمام حسن البنا في الشيخ محفوظ نحناح كان متميزًا.


• ومن الأساتذة الذين تغذى من لبان وطنيتهم أستاذان جليلان:
الأستاذ محمد محفوظي أحد أركان حزب الشعب ورمز من رموز المثقف المزدوج الرافض للاستعمار وسياسة الاندماج والثائر على الظلم والظالمين، وقد كان له تأثير كبير في فكر الشيخ محفوظ نحناح المتعلق بالثقافة والشخصية والمرأة واللغة العربية والوطنية، بحيث نهل على يديه هذه المعارف، فضلاً عن حضوره الدروس والخطب والمحاضرات التي كان يشرف عليها ويلقيها الأستاذ الثائر محمد محفوظي.

وعندما امتد العمر بالشيخ محفوظ نحناح كتب الله له أن يتمتع بالفكر النير الثابت الذي تمثل في فكر الأستاذ المفكر مالك بن نبي، الذي أدى دورًا في تفتيق ذهن النخب الدعوية في ظروف تحولات وطنية عميقة.


الشيخ الشعراوي
وهناك شخصية عالمية أزهرية يمثلها العلامة الإمام محمد متولي الشعراوي الذي كان يلازم دروسه وندواته في العاصمة والبليدة، وكان يتشرب معاني القرآن الكريم ويتذوق ألفاظه على غير سابق من أهل التفسير، وقد كان لهذا العالِم النحرير تأثيرٌ في الساحة الجزائرية وفي نخبها، التي كانت تحضر ندواته وتتملى محاسن اللفظ العربي في القرآن الكريم في مرحلة تاريخية تتسم بتجسيد العودة إلى أصول الشعب الجزائري.

أما الداعية الملهم الشيخ محمد الغزالي، فقد كانت كتبه مرجعًا له في فهم الإسلام منذ أن كان يدرس بعض فصول كتاب 'ظلام من الغرب' في دروس خاصة تحت قبة مسجد ابن سعدون بالبليدة، والذي أكدته المحبة المتبادلة واللقاءات المباشرة، بعد أن تيسر للشيخ الغزالي أن عين أستاذًا بالجامعة الإسلامية بقسطنطينة، فقد كان الشيخ نعم السند لهذا العالم الفذ الذي وجد خصومًا له من العلمانيين الاستئصاليين، وخصومًا آخرين من المنسوبين إلى الأصولية المتطرفة، ولله في خلقه شئون.


• مدرسة الإمام ابن تيمية إشعاع التاريخ والنص
وكان من أبرز من أثر في حياة الشيخ محفوظ نحناح تاريخيًا مؤلفات الإمام ابن تيمية - رحمه الله-، الذي قاد مدرسة للإصلاح والاجتهاد في ظرف تعطل فيه الاجتهاد الفكري، وحصل الجمود السياسي في الأمة، وكانت آثار مدرسة ابن تيمية بادية في فكر الشيخ محفوظ نحناح وفي اجتهاداته وفي تحرره الفقهي من المذهبية ومن الرؤى الضيقة من الحدود المعطلة للتغيير الاجتماعي والتغيير السياسي، والإمام ابن تيمية مدرسة، علاوة على أنها فكرية، ومدرسة سلفية فقهية، فهو مدرسة جهادية إصلاحية تغييرية وتربوية، وكان مصلحًا وصابرًا محتسبًا رغم الأذى الذي لحقه، ويتكرر هذا مع الشيخ محفوظ نحناح.

فالشيخ محفوظ نحناح، كان عالمًا ومفكرًا وسياسيًا صابرًا على ما لحقه في السجن، ولم يتركه ذلك يحقد على ساجنيه، بل كان باستمرار يحمل شعار العفو، مستدلاً دائمًا بالقول المأثور عن سيدنا عيسي عليه السلام 'كلٌّ ينفق مما عنده'.

ونستطيع القول: إن تأثير المدارس الفكرية، والمدارس السياسية لم يكن على الشخصية في حد ذاتها، ولكن كان تأثيرها على مدرسة محفوظ نحناح المتميز الآن بصيغ الحوار والانفتاح وصيغة المشاركة السياسية، وصيغة الاعتدال والسلم التي أصبحت مدرسة تكسر نمطية التعامل التي حلت في الدول الحديثة العربية والإسلامية بعد الاستعمار، نمطية الصراع بين السلطة وشعبها، إلى نمطية جديدة هي التعاون والتواؤم وتجميع الطاقات المختلفة والاتفاق في الحد الأدنى، ووجود مساحات وفضاءات جديدة للتلاقي والتعاون مبنية على أساس الحوار وعلى أساس الصراحة، وعلى أساس التوافق وعلى أساس الاحتكام إلى حريات الشعوب.

• مراحل التكوين والبناء
لقد مرت مراحل تكوين الشيخ محفوظ نحناح الفكري والسياسي بعدة مراحل:

1- كانت مرحلة النشأة الفكرية، وهي مرحلة التفاعل الحضاري الذي فرضه الاستعمار على الأمة الإسلامية، وولد فعلاً جهاديًا فكريًا ثقافيًا، رفض القابلية للاستعمار والخضوع له، وقاد هذا الفكر مجموعة من الفطاحلة، أمثال جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ورشيد رضا، وعبد الحميد ابن باديس، والبشير الإبراهيمي، ومالك بن نبي، وأحمد عرابي، والبارودي، والشيخ المودودي، والشيخ السباعي، وعلماء العراق، وعلماء سوريا، وزعمائها الوطنيين، وكذا أمثال الأمير عبد القادر رحمة الله عليه، والشيخ بوعمامة، فهذه الشخصيات كانت نماذج حقيقة من العديد من النماذج التي أثرت في عملية الرفض للمستعمر وفي التبعية، وهذا أنتج أمثال الشيخ محفوظ نحناح، وكان التفاعل يأخذ أكثر من شكل فكري، وسياسي ونضالي، قتال مسلح، وانتفاضات.

2- كانت المرحلة الثانية، وهي مرحلة مشاركة الشيخ محفوظ نحناح في الثورة الجزائرية، هذه المشاركة التي صنعت منه الشخصية الملتزمة بمسئولية التغيير والقادرة على هذا التغيير، لأن الثورة الجزائرية ضربت أروع الأمثلة في القدرة على التغيير بأبسط الإمكانات، لأنها توفرت على الإرادة التي تضمنت قوة الرغبة في الاختيار، كما توفرت على العقيدة، والتنظيم، وضوح الهدف رغم قوة الخصم والعدو، وكل هذا أثر حقيقة في المنظومة الفكرية للشيخ محفوظ نحناح، وحولها إلى منظومة ديناميكية، لا تعيش الترف الفكري ولكن تعيش التغيير الفكري.

3- كانت المرحلة الثالثة وهي مرحلة الاستقلال مرحلة أعطت فرصًا لإطارات الجزائر عمومًا، منها فرص التعليم الجامعي، هذه الفرص الجامعية التي أُعيد من خلالها تكوين إطارات الجزائر التي حرمها الاستعمار من الالتحاق بالدراسة، عوضوها بعد الاستقلال بالالتحاق بمقاعد الدراسة، حيث أصبحت فضاءات التدريس مركزًا حقيقيًا لتفاعل العلم مع التجربة الثورية، وتفاعل العلم مع التجارب العالمية الموجودة، وقد كان الشيخ محفوظ نحناح طالب أدب، وكان من الذين أسسوا المسجد الجامعي الأول 'مسجد الجامعة المركزية'، وكان أول من يحاضر فيه الأستاذ المفكر مالك بن نبي، الرجل المفكر الذي أثر في شخصية الشيخ محفوظ نحناح المتميزة، فمالك بن نبي صاحب تجربة فكرية رائدة، وكان صاحب علاقة مع بعض الأنظمة العربية، بحيث تمكن من الإطلاع على عمق تجربة ما بعد الاستعمار من ناحية، وتجربة الثورة الجزائرية من ناحية ثانية، وكان يقدم طروحات لتجديد الفكر ولتجديد النظام العربي والنظام الإسلامي، وفق محور (طانجا – جاكرتا)، ووفق نظرية التحالفات التي كان يطرحها كـ(الآفروأسيوية) التي كانت مقهورة أمام تجاذب قطبي الصراع: الاشتراكي والرأسمالي.

كانت الجامعة محل صياغة الشخصية القيادية للشيخ محفوظ نحناح، والشخصية المستفيدة من التجربة العالمية في الحركة الإسلامية من ناحية ثانية.

ثم جاءت مرحلة الثورة الزراعية أو الثورات الثلاث التي قام بها النظام آنذاك، والذي اتجه وجهة شيوعية اشتراكية، فرضت الوقوف في وجهها، فكان أحد الذين وقفوا ضد ظلم تأميم أملاك الناس، وضد التوجه الأيديولوجي للدولة الجزائرية بعيدًا عن ثوابتها، وضد الضغط الشيوعي على مسار الدولة الجزائرية، التي ارتمت في أحضان الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت، بحكم الثورة وبحكم العلاقة مع روسيا والصين وكوبا، كان أحد الواقفين ضد هذا الاتجاه هو الشيخ محفوظ نحناح، والذي زج به في السجن مع مجموعة من خيرة مؤسسي حركته في بداية تأسيسها وفي سنواتها الأولى، 'التأسيس التنظيمي، والتأسيس السياسي' رغم المنع القانوني لهذا الموضوع.

مرحلة ما بعد السجن، التي صيغت فيها شخصية الشيخ صياغة جديدة جمعت تجربة ما قبل الاستقلال وتجربة الاستقلال وتجربة الجامعة، وتجربة السجن والمعارضة التي اتخذت أشكالاً حادة في ذلك الوقت، وتجربة السجن في حد ذاتها كفترة للحرية والتفكير لإعادة الحسابات، وبدأت مرحلة ما بعد السجن تنسجم مع تطور كبير جدًا في الصحوة الإسلامية على مستوى الجامعات، وكان خروج الشيخ محفوظ نحناح من السجن بداية مرحلة جديدة لانتشار تنظيم الحركة التي أسسها وتوسع أفقها، وبداية طروحات فكرية متميزة على رأسها فكرة التنسيق العالمي والعلاقة مع التنظيمات الأخرى في الحركة الإسلامية العالمية، وعلى رأسها أيضًا المعارضة للسلطة، وكيفياتها، والإسلام السياسي وغير ذلك من المواضيع التي كانت ومازالت محل جدل حقيقي داخل الساحة الفكرية والساحة الحركية المتأثرة سلبًا وإيجابًا بما يجري في الساحة الدولية من أحداث جسام تستوجب التحليل وتعميق النظر في تفاعلاتها وانعكاساتها، وقد تنبه مبكرًا إلى ما يمكن أن يحصل من اندفاع أو انزلاق يتسبب في زعزعة الاستقرار بفعل فاعل، يقصد إجهاض الصحوة الإسلامية أو إثارة فتنة أهلية، أو الدفع نحو المجهول، خصوصًا وأن التجربة الأفغانية والإيرانية وزوال دولة الصومال ماثلة للعيان.


• مرحلة التعددية السياسية في الجزائر
أفرزت التعددية السياسية في الجزائر تحديات جديدة:
أ- التحدي الأول: هو التحدي ضد الإسلام، عندما أصبح الإسلام ممثلاً من عدة أطراف: بعضها متطرفة، وبعضها شعوبية، ووبعضها الآخر يتمثل في احتكار السلطة الجزائرية الإسلام بعيدًا عن ترقيته، مما فرض تحديًا جديدًا على حركة الشيخ وشخصيته، وفي هذه المرحلة نكاد نقول إن شخصية الشيخ ذابت في حركته، وأصبح رمزًا للحركة أكثر منه رمزا للشخصية الخاصة الذاتية المتميز بها.

هذا التحدي على موضوع الإسلام، فرض مسئوليات جديدة: ضرورة حماية الإسلام من التطرف، حماية الإسلام من الغلو، حماية الإسلام من التشويه والانزلاقات التي كان يرى أنها ستعطي مسوغات للأنظمة الجائرة وأزلامها من العلمانيين فرصة الانقضاض على الحصون الإسلامية.

ب- التحدي الثاني هو المحافظة على الدولة الجزائرية، لأن طروحات التقسيم وطروحات اللادولة، وطروحات الفوضى في إدارة الدولة وتسيير الدولة، فرضت فرضًا جديدًا على الجميع، وهو حماية الدولة الجزائرية من الانهيار بعد عملية الانزلاق، مما اقتضى نوعًا من فقه الأولويات، فقه درء المفاسد المقدم على جلب المصالح، وبرز بما يسمى بالمشاركة، والذي يقوم على أساس واضح هو القول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، التعاون مع كل الأطراف سواء كانت في المعارضة أو في السلطة، تعاون على أساس المبادئ الوطنية المشتركة، ولعل هذا الموقع أصبح موقع الاعتدال الذي سيعاديه المتطرفون من كل لون.

لقد أدرك محفوظ نحناح أن للتشدد أسبابًا ذاتية وسياسية وتحريكية داخلية وخارجية، لكن الشيخ يفقه جيدًا وبعمق أن آفة التشدد تعود في تكوينها ونشأتها، إلى أن ظرف التحول الذي عاشته الجزائر بعيد الإعلان عن الاستقلال كان أحد المكونات الأساسية لهذه الآفة، كما أن أجهزة الدولة الناشئة الفتية مرشحة لأن تتهم بأنها لم تقم بدورها في التحصين للذات الوطنية، ما عدا التغافل عن بناء المساجد التي تتطلبه وضعية الخروج من قبضة الاستعمار، كما أنها - أجهزة الدولة - لم تُعد الجرعة الكافية لحماية الأسرة والمجتمع والجامعة والإدارة والشباب، وانفسح المجال أمام الدعوات الهدامة والأفكار المادية المستوردة، بما جعل ذلك خميرة الفتن والأزمات، وبتوفر أجواء التغريب تتهيأ طرق الغلو والتشدد، غير أن ثمة من يذهب مذهبًا وجد له مسارات إعلامية تروج له، وهو أن التشدد مرده الفقر، والبيوت القصديرية، وأحزمة الفقراء حول المدن، وانعدام أسباب الحياة الرغيدة والكريمة، فضلاً عمن يقول إن السبب الأوحد: هو القمع، والبطش، والاقتصاد والتهميش وانتهاك حقوق المواطنة، والمحن واتساع هوة فقدان الثقة بين الحاكم والمحكوم، والشعور باللهفة في كسر الجسور بينهما.
في هذه المرحلة تحول الشيخ من شخصية وطنية أو من شخصية قطرية إلى شخصية عالمية، وأضفى هذا حقيقة إضافات على الشخصية في حد ذاتها وعلى الفكر في حد ذاته، فأصبحت اللقاءات والزايارات الدولية التي قام بها والمشاركة المتعددة في إدارة الفكر العالمي وفي مؤتمرات الفكر العالمي أصبحت ذات تأثير مباشر وواضح في مسار وتشكيل شخصية الشيخ محفوظ نحناح، وفي رؤاه السياسية، وفي مواقفه وفي وخطواته النضالية التي لم تستبعد التأثير الإقليمي والتأثير الدولي والتأثير الوطني، ولا تأثير المواقف المتخذة من طرف شخصيته في هذا المستوي وانعكاساتها على الوطن وعلى الإقليم وعلى الإسلام، وعلى التوجه الذي تسير فيه الحركة التي يترأسها الشيخ محفوظ نحناح، حركة مجتمع السلم.

جـ- التحدي الثالث: تحدي الأزمة التي صاحبت الجزائر، تضاف إلى هذا الموضوع، فالأزمة شكلت في شخصية الشيخ محفوظ نحناح توازنًا آخر، توازن الفتنة، وتوازن الأزمة التي تقتضي رؤىً جديدة، وتقتضي حسابات جديدة، وتأجيل عداوات، وتأجيل خلافات وربما تعاونًا مع الخصوم على أشياء مشتركة أو ضرورات مشتركة مثل ضرورة تمدين النظام السياسي، أو ضرورة التنسيق من أجل المحافظة على الحريات العامة والخاصة، أو ضرورة الإبقاء على الدولة وتقوية مؤسساتها، أو ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية، أو إصلاح شرعية الحكم المعطوبة، وهو الذي يمكن التمثيل له بالتحالفات التي قام بها الشيخ محفوظ نحناح في أكثر من اتجاه، ودعا إليها في أكثر من مناسبة.

د- التحدي الرابع: تحدي رئاسة الجمهورية الذي كان هو النقلة النوعية التي انتقلها الشيخ محفوظ نحناح في مساره، ومسار الحركة الإسلامية، كأول زعيم إسلامي يترشح لرئاسة الجمهورية ويصوت عليه الشعب بأغلبية ساحقة، ويعرف الجميع ذلك، ولكن التزوير الذي حدث ضده من طرف النظام الذي كان حليفًا له، أثر حقيقة في شخصية الشيخ محفوظ نحناح وفي حساباته، وأثر في مسار الحركة تأثيرًا واضحًا، سواء في تعاطيها مع الضغط أو ردود الأفعال المتولدة لدى الشعب الجزائري اتجاه مثل هذه القضية، أو في موضوع الثقة في السلطة القائمة كشريك للمحافظة على هذه الدولة، التي هي دولة جميع الجزائريين، ومما أثر في هذا الأمر أيضًا، أن وزن الشيخ أصبح في الساحة الجزائرية رقمًا رئيسيًا، لا يمكن للحساب أن يكون بدونه، وهو ما اقتضى لدى خصوم الشيخ وعلى رأسهم متنفذون فاعلون في السلطة القائمة أن يطعنوا في شخصية الشيخ التاريخية وماضيه التاريخي، ويطعنوا في وجوده السياسي بمنعه من حق طبيعي دستوري في الترشح للانتخابات الرئاسية التي أصبح الجميع يعرف أنه إذا ترشح سيفوز بها.

غير أن هذا الموضوع الحساس يجب أن يدرج ضمن مسلسل دولي لافت للنظر: فالسماح لأنور إبرهيم في ماليزيا ثم تنحيته وتشويهه، والسماح لنجم الدين أربكان وتنحيته ثم حرمانه من حقوقه السياسية، والدفع بالترابي إلى أن يؤسس شبه دولة ثم تنحيته، والضغط على الإصلاح في اليمن وإبعاده من الساحة، وتيسير الطريق أمام الجبهة الإسلامية وقياداتها ثم استبعادها بكل الوسائل الممكنة وإدخالها في النفق المظلم، وإقصاء راشد الغنوشي ومطاردته ومنعه وحصاره إعلاميًا وتشتيت رجاله، هذا وغيره يفرض نظرة فاحصة وتحليلاً عميقًا تتجلى به كثير من الحقائق التي يعجز ضيقو الأفكار أن يوفوها حقها من البحث والاستنتاج.

هـ- التحدي الخامس تحدي تخريب الإسلام: لقد لاحظ محاولات استبعاد الإسلام من الساحة، ثم محاولات الربط المتعمد بين التسييس والتحزيب، وأدرك أن التحزيب للإسلام ومقدساته يتسبب في مآسٍ على النفس والمجتمع والوطن، وظن التسييس من صلب الإسلام، وما دام ثمة من يدعو إلى فصل الدين عن الدولة أو إفراغ الدولة من التدين أو احتكار الدولة للدين أو احتكار حزب ما للدين فإن الجميع - وشبه للجزائر - سيقع في أخطار الانقسام والتشرذم والتخلف.

و- التحدي السادس تحدي الربط بين ما هو طني وقومي وإسلامي: منذ عقد من الزمن تناثرت فكرة الوطنية والقومية والإسلامية حتى بلغ دعاة هذه التيارات إلى درجة الصدام، وضاعت المصالح المشتركة للأوطان والشعوب، وصار هذا الصراع تحديًا أمام الغيورين من أبناء هذا الوطن الإسلامي الشاسع، وبات الربط بين الوطنية والقومية والإسلامية يشكل (أسمنت) استقرار للوطن العربي والإسلامي، وفضيلة الشيخ محفوظ نحناح كان من دعاة هذا الربط عبر التأسيس لفكرة المؤتمرات لتجسير العلاقة بين القوميين والإسلاميين والوطنيين، لتتوج فيما بعد بمؤسسات وتنظيمات ترعى وتجسد الفكرة، لتحقيق مشروع تكامل بين كل أطياف التيارات السياسية في وطننا العربي والإسلامي بما يحقق التنمية والاستقرار.

• الشخصية المتكاملة

إن اكتمال شخصية محفوظ نحناح في هذا الاتجاه لم يأت اعتباطًا، وإنما جاء من تناغم ثلاثية واضحة، الثلاثة الواضحة هي: أولاً: الاستقرار النفسي، ووضوح في الهوية وفي الماهية

فهو يحرص على تعاطي الخبر والمعلومة، كما يحرص على قراءة وِرْد القرآن، كما يحرص على الاهتمام بشئون حركته، هذا الجانب الشخصي المتميز يطبعه جانب تنظيمي انتشاري واسع مثلته فئات الحركة، وتنوع عطاءاتها الفكرية والثقافية والسياسية والنفسية والرياضية والجمعوية والأدبية التي لم يخل منها موقع من مواقع الجزائر.

ومثلها في المقابل هذا التعاطي مع السلطة الجزائرية، وهو المشاركة بمجموعة وزراء ومجموعة برلمانيين، ومجموعة منتخبين عبر الوطن، كلهم أصبحوا يشكلون أجزاء مهمة في صياغة هذه الشخصية التي تتعاطى مع الحدث، وبنفس محددات الحكمة والهدوء والتوازن ومعرفة الواقع.

وإذ تبدو حقيقة شخصية محفوظ نحناح للمراقب البعيد تحمل كثيرًا من التناقضات، فهي ليست كذلك، وإنما هي شخصية مركبة وذات زعامة تعلو همتها لتتحمل مسئوليتها تحملاً كاملاً في كل الاتجاهات، مما يدفع بخصوم الشيخ محفوظ نحناح- وفي بعض الأحيان حتى محبيه- أن يصرحوا بعدم فهم بعض المفاصل، وليس من اليسير أن يجمع الإنسان بين الحامض والحلو والمر، والحار والبارد في نفس الشيء، إلا إذا كان يحمل قوة مقاومة حقيقية تستطيع أن تؤهله لإدارة هذه المتناقضات، ولذلك كان الزعماء دائمًا يحملون صور الجميع بين مجموعة المتناقضات، هي التي تجعل منهم قياديين وتؤهلهم لإدارة شئون شعوبهم، وتحمل تناقضات هذه الشعوب، وتعمل على التقريب بينها وإيجار التناغم والانسجام بينها بما يستصعبه كثير من الخلق.


وثانيًا: العمل من أجل الجماعة:
الشيخ محفوظ نحناح لا يمثل شخصًا، ولا يمثل فئة ولا يمثل شعبية ولا يمثل مرحلة تاريخية، بقدر ما يمثل الجميع أو يعمل لصالح الجميع من خلال الاهتمام والانشغال بهموم الجميع، على اختلاف تركيبهم وعلى اختلاف تناقضاتهم، ومن هنا يعمل مع الجميع ضمن قواعد التشاور والتنظيم، والائتلاف والتنسيق والتنازل، ضمن وضوح المصلحة العامة وتغليبها على المصلحة الخاصة، وهذا لا يتأتى إلا بالبحث العميق عن نقاط التلاقي مع محاوريه، واجتناب نقاط التنافر، إلا ما كان متعلقًا بالثوابت والدماء وإثارة تطويق دعاويهم، وتعففًا وتنزها عن الخوض مع الخائضين، ولعل هذا من أحسن الرد على من لا يستحقون ردًا، وكأن لسان حاله يقول: 'موتوا بغيظكم' أو: 'فاصفح الصفح الجميل'.


وثالثًا: الإيمان بالاتجاهات المتعددة والأطياف المختلفة:
فالشيخ محفوظ نحناح لا يؤمن بأسود وأبيض، ولا يؤمن بـ: 'إذا لم تكن معي فأنت ضدي'، ولا يؤمن بنظرية التطرف، بل يؤمن بنظرية التشارك والتمازج بين الأطياف والأشياء، وتولد عملية التزاوج بين الأطياف ألوانًا جديدة إبداعية رائعة، تستطيع أن تقوم في المجمع وتؤدي أدوارًا أكثر إيجابية.

الشيخ محفوظ نحناح لا يؤمن بحدية الأشياء، وإنما يؤمن بنسبيتها، فليس هنالك صواب مطلق أو خطأ مطلق، وإنما هناك صواب نسبي وخطأ نسبي، حرص نسبي، هنالك أشياء نسبية، وتمسك بهذه النسبية حديث النبي 'صلي الله عليه وسلم': 'إن المنبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى' 'أخرجه الإمام أحمد والبيقي، ولذلك تعالج أمور شخصيتنا بهذه النظرة، وقد تبدو أحيانًا تحمل بعض التناقضات، ولكنها تحمل حقيقة الانسجام بين المتضادات، والجمع بين هذه المتضادات في نظرية تستفيد من كل ذلك، دون أن تسمح بالتصادم بين جزئياتها.

وهو لا يرى الحق في جهة من الجهات، ولا بالمقابل الخطأ المطلق لجهة من الجهات، ويعتبر الحوار مجالاً مفتوحًا حتى للشيطان، والشيطان هو أكبر ممثل للشر، كان الحوار موجودًا بين أكبر ممثل للشر - وهو الشيطان- وبين الله سبحانه وتعالى، فمن باب أولى أن تكون هنالك مساحات لهذا التعاطي النسبي مع جميع الأشياء



مناقب محفوظ وكتلته الجمالية بقلم/ الشيخ محمد أحمد الراشد



بسم الله الرحمن الرحيم
مناقب محفوظ وكتلته الجمالية
مضى واثقاً ، بعد أن ضرب مثلاً للقيادة الناجحة التي تستوعب جيداً موازين الفقه الدعوي التي تحكم المواقف المشتبهة.
هذا هو موجز وصف شخصية أخي في الله ، الفقيد الغالي ، الهُمام الثابت على الدرب المستقيم ، الأستاذ محفوظ النحناح رحمه الله .
رسخ .... يوم هبّت العواصف .
وفصُح .... حين تلعثم المترددون .
وجَسَر وأقدم .... لما هاب الواجفون .
وصرخ بالحق .... حين تخافَتَ بها الهامسون .
وفاصَلَ على بينة من الأمر يوم جنح الغَبشُ بأهله نحول الحلول الضبابية .
وقد راقبت صدورَ الدعوة على مدى نصف قرن، وصعدت عواطفي ونزلت مع سِيَر أجيال من القادة والزعماء ورجال الفكر الإسلامي ، فأقنعتني مراقبتي الدقيقة أن وتيرة من الفقه الشرعي الموزون الممتزج بدروس تجريبية مقتـَـبسة:

كانت تـُحرك النحناح، حتى استوى في النهاية منتصباً شامخاً ضِمن الرموز الكبرى التي نُباهي بها ونفخر ونجعلها عناوين للدعوة الإسلامية الحديثة والمعاصرة ، التي بها نقتدي ، وإلى أفعالها نحتكم ، وبحبها نرجو أن نلقى الله .

إنه مؤسس دعوة ، وسابق ، وصاحب إبداع ، وليقل فيه القائل ما يشاء من عمق التجرد ، وكثرة البذل ، مع التواضع ، و السكينة ، إلاّ أن جميع ذلك يجعله مجرد شريك في هذه المناقب ، وفي غيره من أهل الجزائر بركة ، وقد نالوا من هذه الخيرات مثل ما نال ، ولكن ميزة محفوظ الكبرى تكمن في إيمانه الشديد الذي أبداه بوجوب الحفاظ على الشروط الدعوية المتكاملة وعلى الطبيعة التدريجية التربوية للعمل الإسلامي حين أهدرها عن عمدٍ أو نسيان مَن استحوذ على إعجابهم الصعود المفاجئ للصوت الإسلامي في الشارع الجزائري خلال مرسم واحد ، لمّا حدث الفراغ السياسي فملأته الخدمات الإسلامية.

كان المفترض في الدعاة أن يلوذوا بحقائق فقه الدعوة ، وأن يميزوا أن كل توسع يتجاوز إتمام عملية تربية وتطوير الجيل الدعوي التأسيسي الأول : سيكون توسعاً خطراً يحمل في ثناياه احتمالات الاستعجال ، بل والانحراف والإرهاق وإعنات الناس لو أرادوا الريث ، وإحراج الحكومة إذا نوتَ توبة ، وقد كان هذا المعنى واضحاً لدى محفوظ ، فاستمسك به ، وأفتى إخوانه باللبث مع مفاد الوعي وأنْ لا تستفزهم المكاسب الأولية السريعة ، فإنها ربما تأتي سهلة ، ولكن يكون من بعدها دفع ضريبة كبيرة ، ولات حين استئناف تربية واستدراك على قفص المراحل ، وقد أبديتُ له تأييداً في ذلك ، وصوّبت منحاه ، وثنّيتُ على اختياره ، وعضدتُه ، في قلائل آخرين ، ولكن الكثير من الدعاة غرّتهم الصورة الظاهرة ، فذهلوا عن " الشروط المتكاملة " الضامنة لاعتدال السياسة الدعوية ، فطفقوا مع الحلم الوردي باختصار الزمن ، ولم يدركوا المجازفة الكامنة في دخول مرحلة العمل المتقدمة من دون تربية كافية وبناء تنظيم مكافئ لها ، وحاولوا تحريك قدم محفوظ عن موضعها الثابت ، فكان كالطود الثقيل ، وأبدى عناداً واعيا ، واستمسك بالذي انتهت إليه الموازنات العقلية والمذاهب التجريبية ، غير آبه بهتاف العواطف ، ثم انتظر حتى صدّقته الأيام والحوادث ، وأخذت قصته مكانها المميز في التاريخ الإسلامي ، وشهد له الفقه ، وأذعن له الناشز ، ويوم زرته في المستشفى بالعاصمة الفرنسية قبل موته بأسبوعين ، بعد غيبة عنه طالت سنوات : قال لمن حوله مِن أعوانه وأركان جماعته : هذا الأخ الراشد أول من فهم موقفنا وأيدنا وشد أزرنا ولمح الخفي الذي غاب عن غيره .

وما كانت غير سنة واحدة بعد ذلك الموقف واللبث مع الثوابت الدعوية : حتى أظهرت الأقدار الميزة الكبرى الثانية لمحفوظ ، يوم حصل الاختلاط ، وصيحت صيحات الثأر والهدم والدم ، وأصاب الناسَ الرعبُ ، فأبى محفوظ التورط ، ولاذ بالعفاف والبراءة من الدم ، والتمس أسباب السكينة والطمأنينة ليشيعها بين جماعته وعموم الناس ، وآمن بالحوار ، و السلام ، وثبت عند الرؤية الحضارية ، ونَبَذَ العنف ، وأدرك أن تراكم مفردات العمل الحضاري المنطلق من المعايير الإيمانية هو الكفيل بإنقاذ الجزائر من وهدتها ، في خطة طويلة الأمد ، لكنها مأمونة العواقب ، وجازفت عناصر الغوغاء بذبح بو سليماني رحمه الله ، مستفزة له محاصرة له في الزاوية الضيقة ، لينفجر ويكون شريكاً في الخطأ ، فكان رحيماً بالدعوة وبالجزائر وبمنافسيه الذين أبقوا الخنجر محمولاً في كفوفهم يقطر منه الدم ، وأنزل الله تعالى السكينة على قلبه ، وتحالم ، وكبت ، ولعن الشيطان ، واعتصم بالرحمن ، وعارض بكفه العاصفة ، فتكسرت ريحها العاتية ، وبقيتَ تتناقص حدتها ، وحافظ على جماعته أن يبددها جهل وردود فعل انتقامية ، وكَتَب التاريخ الإسلامي قصة ثانية من قصص محفوظ يلقى به ربه واثقاً معتدا .


ثم يأتي متبطر ظالم لنفسه وللناس ليقول : أخطأ محفوظ في خطبته يوم كذا ، وصرح بما لا نرضاه في الصحيفة الفلانية ، وصدق المعترض ، وأنا على ذلك من الشاهدين ، ورصدتُ لمحفوظ زلات لسان وتعابير مفضولة وكلمات مرجوحة ، ولكن أين هذه الصغائر من تلك " الكبائر الخيرية الإيمانية الواعية " التي وُفق لها وألهمها الله إياها إلهاما ؟ .

لقد كان محفوظاً بحفظ الرحمن ، وبشريته التي وقف عندها الناقدون تجاوزتها ملائكيته التي حلّق بها في الأسماء .

هذا ، مع روح بدوية أصيلة فطرية يلتذ بها المتعامل معه حين يقترب منه فينفتح ، وكرم وعزة نفس وشمم ، وفهم عربي أصيل رصين لمعاني الشرع المبين ، مكّنه منه تخصصه في اللغة العربية ، أضاف جمالا إلى مناقبه الحسنى ، رحمه الله رحمة واسعة ، والأمل أن يلحظ أعوانه وخلفاؤه تلك الكتلة الجمالية لرجلٍ من المؤمنين سُمي في الناس بمحفوظ النحناح ، فيراعوها ولا يخدشوها ، بأن يلتزموا وحدة الكلمة من بعده ، وتقديم حق الجماعة على حقوقهم الفردية ، فإن الجمال قد ندر.

****
رحمك الله يا شيخنا وأسكنك في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
ونم قرير العين فأبناؤك من خلفك حملوا المشعل وإنهم على الأثر سائرون وعلى النهج باقون.
 
وسط أفراح شعبية و ارتياح رسمي أفرجت السلطات الجزائرية عن رئيس جبهة الانقاذ الاسلامية المحظورة الشيخ عبـاسي مدني ونائبـه الشــيخ علي بن حاج بعد انقضاء فترة عقوبة السـجن 12 عاماً، أصـدرتها في حقهما محكمة عسكرية العام 1992 بتهمة المس بأمن الدولة.

وفي حين بقي مدني في مسكنه بعدما رفعت وزارة الداخلية الإقامة الجبرية عنه، اثر توقيعه على محضر شروط الإفراج عنه، قام بن حاج بسلسلة من الزيارات رافضا الشروط التي أرادتها السلطات الجزائرية بتجميد تحركاته. وبادر الرجل الثاني في "الانقاذ" الى زيارة مبنى التلفزيون الجزائري حيث اعتقل في 29 حزيران (يونيو) 1991. وأكد، أمام العاملين في التلفزيون انه اعتقل ظلما و قال :" لقد سجنت لمدة 12 عاماً عدواناً، لكنني لا أزال أطالب واحتفظ بحقي في الرد". وزار بعدها مكان اقامة مدني في حي بلكور الشعبي حيث تحادث لأكثر من ساعتين معه، قبل ان يخرجا معاً تحت حراسة مكثفة لقوات الأمن والحرس الخـاص أمـام حشــد من الأنصـار والصــحافيـين. وبدا مدني، في أول ظهور له منذ 1997 عندما فرضت عليه الإقامة الجبرية، وقد غزا الشيب رأسه ولحيته، فيما حافظ بن حاج على هيئته، وظل محافظاً على خفة حركته بجسمه النحيف.

وتجمهر عدد من أنصار الجبهة أمام المبنى الذي يسكنه مدني وراحوا يهتفون: "يا علي، يا عباس، الجبهة راهي لا باس". وأطلقت النسوة في عمارات قريبة الزغاريد والهتاف. وقد وجد موكب السيارات الذي رافق بن حاج وغالبيته من قوات الأمن، صعوبات كبيرة في مغادرة المكان بسبب التفاف الأنصار حوله لمصافحته وهو كان يرد عليهم: "سنلتقي قريباً أيها الأحبة". ولدى صوله الى مكان اقامته في المدرسة الاساسية "البدر" كان عشرات الشباب في انتظاره. وألقى بن حاج كلمة امام المتجمهرين من شرفة اقامته في الطابق الثالث، قال فيها انه سجن "ظلماً وعدواناً". ووعد بأن يلتقي بأنصاره قريباً، وهو أدى الصلاة في مسجد القبة، أما مدني فقد حافظ على هدوئه وهو يستقبل في مقر اقامته العشرات من الانقاذيين.

وقال الشيخ عبدالقادر بوخمخم، وهو من قيادات الحزب المحظور المفرج عنهم العام 1994 لـصحيفة "الحياة" انه لا يستبعد ان تعلن قريباً مبادرة لتهدئة الوضع في الجزائر، لكنه طلب بعض الوقت حتى تستكمل قيادة الجبهة جمع المعلومات عن الوضع.

أما الشيخ علي جدي، وهو ايضاً من المفرجين عنهم العام 1994، فقد قال ان الحكومة "منحت قادة الانقاذ حق استخدام وسائل الاعلام ان كان هناك ما سيخدم الوضع العام في البلاد". وأبدى تفاؤلاً بإمكان تحقيق مبادرة لحقن الدماء. ولم تعلق الاحزاب السياسية على قرار الافراج عن قادة الانقاذ.


من هو عباس مدني؟ من هو علي بلحاج؟


ميدل إيست / اصبح زعيم الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة عباسي مدني (72 سنة) الاربعاء حرا في اليوم نفسه الذي اطلق فيه سراح مساعده علي بلحاج من السجن العسكري، وذلك بعد ان كان قيد الاقامة الجبرية في منزله في العاصمة الجزائرية منذ تشرين الاول/اكتوبر 1997.

ومنذ ذلك التاريخ منع عباسي مدني من ممارسة اي نشاط سياسي بعد ان وجه رسالة الى الامم المتحدة اعلن فيها انه مستعد لاصدار نداء لوقف اطلاق النار في الجزائر.

واعتقل عباسي مدني في 29 حزيران/يونيو 1991 في العاصمة بعد خمسة اسابيع من المسيرات والتظاهرات ضد السلطة للمطالبة باجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مسبقة.

وفي السادس عشر من تموز/يوليو 1992 حكمت عليه المحكمة العسكرية في البليدة (جنوب العاصمة) بالسجن 12 سنة بعد ادانته بـ"المس بامن الدولة".

ولد عباسي مدني في 1931 في سيدي عقبة (الجنوب الشرقي الجزائري) وتخرج استاذا في علم النفس والتربية من جامعة الجزائر، وترأس التيار الاسلامي السياسي في الجزائر اثر اضطرابات تشرين الاول/اكتوبر 1988 الدامية ثم لدى الاعتراف الرسمي بالجبهة الاسلامية للانقاذ في ايلول/سبتمبر 1989.

وقد بدأ عباسي مدني ممارسة العمل السياسي منذ 1940 في الحركة الوطنية الجزائرية في عهد الاستعمار واعتقلته الشرطة الفرنسية في 1954 عندما اقدم على تنفيذ عملية فدائية ضد اذاعة الجزائر.

وبقي في السجن السنوات السبع (1954-1962) التي استغرقتها حرب التحرير.

ومنذ 1982 اصبح ناشطا من اجل قيام دولة اسلامية. وقد اعلن في تشرين الاول/اكتوبر 1988 تأسيس الجبهة الاسلامية.

وفي حزيران/يونيو 1990 قاد حزبه الى اول نجاح انتخابي حيث فازت الجبهة الاسلامية بالاغلبية في مجالس البلديات والولايات في اول اقتراع تعددي تشهده الجزائر منذ استقلالها في 1962.

وعلى الرغم من اعتقال زعيميها فازت الجبهة الاسلامية للانقاذ بالجولة الاولى من الانتخابات التشريعية التي جرت في 21 كانون الاول/ديسمبر 1991.

ولكن الغاء هذه الانتخابات من جانب الجيش فجر العنف في الجزائر.

وقد سقط اكثر من مئة الف قتيل حسب حصيلة رسمية ونحو 150 الف حسب تقديرات الصحافة في اعمال العنف هذه .

من هو علي بلحاج؟

علي بلحاج (47 عاما) الرجل الثاني في الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة الذي افرج عنه الاربعاء بعد ان امضى عقوبة بالسجن 12 عاما بتهمة "المس بامن الدولة"، من ابرز الشخصيات الاسلامية المتشددة في الجزائر.

واعتقل علي بلحاج وهو احد مؤسسي الجبهة في شباط/فبراير 1989، في حزيران/يونيو 1991 واصدرت في حقه المحكمة العسكرية في البليدة (50 كلم جنوب العاصمة) في 15 تموز/يوليو 1992 حكما بالسجن 12 سنة بتهمة التآمر المسلح ضد الدولة.

وتتلمذ بلحاج على الشيخ عبد اللطيف سلطاني الذي كان يعتبر من اول الاسلاميين الجزائريين (توفي في 1984)، وبدأ يبرز خلال 1980 في شخصية داعية متشدد يرفض كل التنازلات في دعوته الى قيام دولة اسلامية متشددة تقوم على الشريعة.

وبدأ بلحاج الذي اعتقل منذ 1981 يخطب في مساجد العاصمة الجزائرية حيث انبثق التيار الاسلامي المسلح مع مصطفى بويعلي الذي قتل في 1987، ثم ينظم الحركات المسلحة منذ 1982 فاعتقل مجددا في 1983 وتعرض الى التعذيب قبل ان يوضع قيد الاقامة الجبرية في ورقلة بالصحراء الجزائرية.

وافرج عنه بعد خمس سنوات فعاد الى القاء الخطب في جامعي "السنة" في حي باب الواد و"بن باديس" في حي القبة الشعبيين في العاصمة الجزائرية.

وتبلورت شخصية بلحاج في الواجهة السياسية خلال اضطرابات الخامس من تشرين الاول/اكتوبر 1988 عندما دعا، بعد عودة الهدوء الى العاصمة التي تعرضت الى اعمال نهب، الى تظاهرة في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر تحولت الى مجزرة سقط فيها عشرات القتلى اثر اطلاق الجيش النار على المتظاهرين.

ولكن خلال حرب الخليج (1991) استقبل الرئيس الشاذلي بن جديد ثم وزير الدفاع اللواء خالد نزار بلحاج خلال تظاهرة ارتدى فيها الزي العسكري ودعا فيها الى التعبئة العامة للتضامن مع العراق.

وادى تشدد علي بلحاج خلال الاتصالات التي اقيمت مع الجيش في 1994 الى فشل المفاوضات مما دفع السلطات الى نشر رسالة كان ارسلها لمجموعات اسلامية مسلحة للتعبير عن دعمه لها.

ولكن يبدو انه وافق على الهدنة الاحادية الجانب التي اعلنها الجيش الاسلامي للانقاذ (الجناح المسلح للجبهة) في تشرين الاول/اكتوبر 1997.
 
الشيخ مصطفى بلمهدي حفظه الله.

- هو ثالث ثلاثة من مواليد 1943 بالبليدة.
- زاول دراسته الابتدائية بمدرسة الإرشاد.
- شارك مع إخوانه في الثورة التحريرية المباركة.
- بعد الاستقلال التحق بسلك التعليم الابتدائي من 1963 إلى 1976.
- حكم عليه بالسجن في قضية الميثاق الوطني سنة 1976.
- سنة 1979 خرج من السجن رفقة الشهيد محمد بوسليماني رحمه الله.
- دخل الجامعة سنة 1964 وبين 1969 و 1976 عمل كمدير مدرسة ابتدائية.
- بعد خروجه من السجن حاول أن يعود إلى التعليم فمنع من ذلك فلجأ إلى ممارسة التجارة.
- عضو مكتب وطني في عهد السرية وعضو هيئة المؤسسين في عهد الانفتاح وبين 1998 و 2001 عين بمجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي.

المختار: شاركتم مع الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله في تأسيس الحركة هلا حدثتمونا عن هذه اللحظة التاريخية من حيث الظرف والجهود والفكرة والأهداف والأبعاد وغيرها؟
الشيخ بلمهدي: الحركة مرت بمراحل للوصول إلى الهيكلة والمؤسسات منذ تاريخ توقيف القتال عام 62 الساحة كانت مهيأة للانطلاق في الدعوة العامة تميزت بتعطش الشعب الجزائري إلى الإسلام الذي رفع رايته للتحرير شعار الله اكبر والجزائر مسلمة في مواجهة الجزائر فرنسية والمشاركة في حركة بناء المساجد وفتح المصليات وتحويل الكنائس وكانت هذه المرحلة مرحلة نشر الإسلام الصحيح الذي كان يتزعم دعوته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قبل الثورة فكانت حاجة الشعب الجزائري بعد الاستقلال استئناف هذا الواجب.

المختار: كيف كان العمل آنذاك في التعريف والتكوين وبناء الحركة وما هي الأسس التي اعتمدتموها في ذلك؟
الشيخ بلمهدي: الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله وجماعته من الجيل الذي نقل الجزائر من الاستعمار إلى الاستقلال ومن فرنسته إلى التعريب ومن الإسلام التقليدي إلى الإسلام الحركي عبر تأطير الصحوة وتوجيهها في ميدان التعليم والدعوة على المستوى الشعبي والنخبوي العمل الشعبي في بيوت الملتزمين وهم قلة في الستينات ثم توسعت إلى بيوت المحبين استثمارا للمناسبات العائلية وعبر المسرح الإسلامي الوطني استثمارا للمناسبات الدينية والوطنية وعبر السياحة استثمارا للعلاقات من هذه اللقاءات تكونت أول أسرة تربوية شبه خاصة ظهرت بوادر التغيير ما بالأنفس والالتزام بالإسلام وتعاليمه عبرت عن حقيقته مظاهر في الرجال بانتشار سنة اللحى والإقلاع عن التدخين وفي النساء انتشار الحجاب الإسلامي وأسلمة المناسبات.

المختار: الحركة قبل أن تكون هياكل ومؤسسات ولوائح هي فكرة ومبادئ وقيم ومشروع هل من تفصيل أكثر وكيف نجسد ذلك؟
الشيخ بلمهدي: في أواخر الستينات تبلورت الفكرة وتحددت معالم المشروع الإسلامي الشامل وأهداف الوصول بالأمة إلى المطالبة بتطبيقه عن طريق إعادة صياغة المجتمع الإسلامي إلى رجل الإسلام وأسرة الإسلام ومجتمع الإسلام بمعنى الالتزام والتكوين والتنفيذ من قبل ثلثي المجتمع لإحداث التغيير المنشود والانتقال من الناس على دين ملوكهم إلى كما تكونوا يولى عليكم.

المختار: أنتجت الحركة رجال وقيادات وقدمت تضحيات وشهداء من أجل الفكرة والمنهج وعلى رأسهم الشهيد محمد بوسليماني ماذا يمكن أن نقول عن هذا الرجل الرمز وماذا يمكن أن نقول عن هذه التضحيات وكيف نستحضرها؟
الشيخ بلمهدي: كل حركة جادة يلتف بها رجال مخلصون إذا ظهرت قيادة لها صفة من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:((العلماء ورثة الأنبياء)) لها قدرة على التأثير والتجميع فكان الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله صاحب هذه المهمة وبحكم نشأته وتعليمه وتكوينه وتأثيره استطاع أن يجمع حوله بمساعدة ذراعه الأيمن الشيخ محمد بوسليماني شهيد الكلمة رحمه الله وثلة من المخلصين رفاق التأسيس المؤمنين بالفكرة عن طريق الثقة والدعوة الفردية أنذروا مراهقتهم الراشدة وشبابهم الواعي ورجولتهم المبكرة الحافلة بالمواقف المشرفة للإسلام والوطن بصدق التوجه والتجرد من حظوظ الدنيا والإقبال على الآخرة بالتضحية فكانت الدعوة بالقدوة فتلقفها الشعب وكان منه الذين آووا ونصروا.

المختار: عرفت وتعرف الحركة مواقع سياسية متقدمة لم تأت من فراغ بل دونها جهود وتضحيات في تصوركم كيف يمكن أن نطور التجربة ونحافظ على أصالتها وتميزها؟
الشيخ بلمهدي: من هذه الرموز الشيخ بوسليماني الشهيد الذبيح الذي لا يمكن أن نوفيه حقه وننصفه،اجتمعت في شخصيته عدة صفات قيادية لا تجتمع إلا في الربانيين فبدايته ونهايته في الدعوة والنضال برهان ساطع.
هذا الرجل رفعه الله بين الناس وحببه إليهم بتواضعه ألا محدود عاش شجاعا لا يهاب الخطوب في انتمائه إلى الثورة المباركة وفي ميدان كلمة الحق بقولها مهما كانت الأحوال في المنشط والمكره لا يخاف في الله لومة لائم دفاعا عن الجزائر وعن الإسلام في أيام الفتنة وأمام جلاديه ومغتاليه فهو رجل الحوار يملك أفقا واسعا وصدرا أوسع عاطفته الجياشة طارت به إلى البوسنة لمسح دموع اليتامى والأيامى في الداخل والخارج عاش بسيطا ومات بسيطا لم تغره مغانم الاستقلال وبيته الذي نشأ فيه وخطف منه خير شاهد على بساطة عيشه كان قلبه متعلقا بالفردوس الأعلى لا تخلو دروسه ومواعظه من ذلك كثير الترديد لقول النبي صلى الله عليه وآله ((سيد الشهداء حمزة ورجل قال كلمة حق أمام سلطان جائر فقتله)) فكان ذلك الرجل فهو قدوة لمن اقتدى.

المختار: تتميز الحركة بكونها حركة جماهيرية تغييرية نبعت من عمق الشعب وتسعى من اجل خدمة الصالح العام, كيف يمكن استثمار هذه الهوية وهذا التميز لاسيما في المحطات السياسية الهامة؟
الشيخ بلمهدي: وما وصلت إليه الحركة بأمثال هؤلاء الرجال المخلصين من السابقين واللاحقين من مواقع دعوية وسياسية كانت نتيجة جهود مضنية ومسيرة طويلة من المعاناة كلفت الحركة تضحيات جسيمة في مرحلة السرية والعلنية عبر الدعوة والنضال للانتقال من الأحادية إلى التعددية إلى الحوار المسؤول وربط الجسور بين الوطنية والإسلام وصولا إلى التعايش والمشاركة لبناء الجدار الوطني لحماية المكتسبات فهذه التجربة ناجحة حققت بعض الأهداف التي كانت حلما في السابق والمحافظة عليها وتطويرها يتم عبر الثبات على خط الحركة الأصيل والالتزام بالمنهج الذي حددته أركان البيعة والأصول.

المختار: في كل محطة من المحطات بل في كل خطوة نخطوها ضمن هذا المسار نتذكر الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله في تصوركم كيف يكون الوفاء لهذا الرجل وللمنهج؟
الشيخ بلمهدي: ولدت الحركة من رحم المجتمع التف حولها في مرحلة التأسيس شرائح المجتمع دعاة، معلمون، مربون، عمال، موظفون، أغنياء وفقراء المعرب والمتفرنس جمعتهم الأخوة في الله والوطنية الصادقة والإسلام الصحيح. لم يتم هذا اللقاء من فراغ بل جاء امتدادا للحركة الوطنية والإصلاح الديني فكان الشعب مهيأ وأرضا خصبة لتقبل بذرة الفكرة ونمت وأثمرت وامتدت ظلال شجرتها من الوطن المحدود إلى الوطن الممدود فكانت القضية الفلسطينية قضيتها الأساسية واعتبار تحريرها تتويجا لتحرير الجزائر فالحركة تأسست من عمق الشعب لخدمة الشعب وثوابت هويته لجعلها إطارا للعمل السياسي.

المختار: أيام قليلة وتكون الحركة على موعد مع المؤتمر الرابع وما يمثله من محطة سياسية هامة, في تصوركم ماذا يمثل المؤتمر في الأدبيات الفكرية والسياسية والتربوية للحركة وما هي وصاياكم وتوجيهاتكم لإنجاحه؟
الشيخ بلمهدي: والمؤتمر محطة هامة في حياة الحركة لتصحيح المسيرة تقييما وتقويما محطة تربوية للتخطيط ووضع الاستراتيجيات محطة تربوية للتعارف وتبادل الرأي عبر الحوار الجاد فيما يخدم المصلحة الخاصة للحركة والمصلحة العامة للأمة.
محطة لتجديد العهد والوفاء للرجال الذين مضوا على الطريق وعلى رأسهم المؤسس الشيخ محفوظ رحمه الله والتزود مما تركوه من تراث فكري والمواقف كانت لها الأثر في تميز الحركة الذي لا يمكن المحافظة عليه إلا بصدق التبني والقدوة المعبرة.
المؤتمر وسيلة وفرصة ثمينة يعود فيها الجميع إلى الجندية والتجرد من الرتب لترتيب البيت الداخلي وتغيير المواقع في قافلة الدعوة وضبط قبلتها نحو رضوان الله.
ولا يتم ذلك إلا بالصدق مع الله والتجرد من الحظوظ النفسية والاستشعار بعظم المسؤولية وثقل الأمانة في معالجة القضايا تعبدا لله فالتجرد والإخلاص هما مفتاح النجاح ونزول غيث التوفيق في إطار الأخوة الصادقة التي لا تتأثر سلبا بالاختلافات والتكن الأسوة للمؤتمرين في الذين تنافسوا على المغارم ولم يفكروا في المغانم فليكن المؤتمر تجارة مع الله.

المختار: قامت الحركة على قيم ومعاني الفهم والتجرد والأخوة والثبات وربت مناضليها وإطاراتها على ذلك , كيف يمكن تكريس وتفعيل هذه المعاني في أوساط الحركة؟
الشيخ بلمهدي: لما كانت الحركة تعتبر التربية الشاملة هي الأساس لتغيير ما بالأنفس وفرضت على المنتمين إليها عهدا مبني على قيم واجبة التنفيذ ووسيلة للالتقاء والانتقاء والارتقاء، التربية محل تنافس في درجات التقوى تجعل المنتمي بالتذكير والتصحيح والمتابعة قرآنا يسعى على ارض الواقع وبذلك يتحقق التميز بالسلوك الإسلامي الذي يبشر ولا ينفر ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها.

 
اخي الكريم انا من محبي الشيخ محفوض نحناح ..
وكنت من مؤيدي نهجهه ..بغض النظر ان اتى نهجه أكله
أم لا ..الرجل أدل بدلوه ونواياه كانت صادقة وكان يسعى للم شمل كل الجزائريين ..وكانت كلمته المشهورة *الجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع * ..
لكنني لست من مؤيدي ابو جرة سلطاني ..رغم انني أحييه
على كتابه **بروتوكولات خبثاء صهيون **..الا انني أعيب
عليه ان حركة حماس في عهده تخلت عن بناء القاعدة مثلما كان يعمل به في عهد الشيخ محفوض نحناح ...وركزت فقط على العمل السياسي وأصبحت القاعدة الشعبية تستعمل فقط في الحملات الانتخابية والمناسبات الخاصة ..
اما عبد المجيد مناصرة وحركته الجديدة ..لا استطيع الحكم عليهم في الوقت الحاضر حتى نرى لهم نتائج على الأرض ..


وعلى العموم حركة الاخوان تتبنى خيار التغيير الهادئ والسلمي بصفة عامة..لكن ما الذي حققته لحد الآن ..خاصة في مصر ..؟؟
 
أرجو أن تطلعي على ما حققته حركة الاخوان في مصر من خلال هذا الرابط

 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
أخي الكريم ..لم أجد في الرابط ما أبحث عنه
اذا كان دورهم فقط فيما يخص القضية الفلسطينية هو جمع التبرعات ..فاعلم اخي ان الكثير غيرهم يتبرع لفلسطين
حتى في الغرب يتبرعون لفلسطين والقوافل الاوربية التي تزور غزة اكبر دليل ..
لكن ما الذي قدموه للشعب المصري طيلة 70سنة او 80سنةمن وقت ظهورهم الى اليوم غير الشعارات ..والشعب المصري من سئ الى أسوء ..وهم فقط يعطون الغطاء لهذا النظام الفاسد للاستمرار ..
ما دورهم بالنسبة للقضية الفلسطينية ..لماذا لم يشكلو قوة ضاغطة على هذا النظام الجائر في مصر حتى يرفع يده عن المقاومة ويخفف عنها الضغط والحصار ..

لماذا جماعة الاخوان تداهن النظام المصري رغم عدائه للمقاومة ..ويقفون في وجه النظام السوري مع وقوفه بجانب المقاومة ..أليست مفارقة عجيبة ..؟؟
 
شكرا اخي الفاضل :
على الموضوع
وعلى المعلومات التاريخية القيمة
حول بعض شخصيات الاخوان
ما يهمنى اكثر ليس تلك الشخصيات
وانما ذلك المنهج الواضح والجلي والدقيق
والذي فعلا يقترب من روح الاسلام
في ابعاده الاخلاقية والروحية والتربوية
اضافة لكل هذا تدرك معنى الشمول في تلك الدعوة
عكس كل التيارات الاخرى التي تتبنى فقط بجزء من رسالة الاسلام
وهذا نوع من القصور في الفهم لرسالة الاسلام
جماعة تركز على الفقه فقط
واخرى جل همها السياسة
وثالثة لا تخرج من دائرة العبادات
وجماعات اخرى للجهاد فقط
اللهم ارزقنا الحكمة في القول والعمل
السلام عليكم
 
شكرا اخي الفاضل :
على الموضوع
وعلى المعلومات التاريخية القيمة
حول بعض شخصيات الاخوان
ما يهمنى اكثر ليس تلك الشخصيات
وانما ذلك المنهج الواضح والجلي والدقيق
والذي فعلا يقترب من روح الاسلام
في ابعاده الاخلاقية والروحية والتربوية
اضافة لكل هذا تدرك معنى الشمول في تلك الدعوة
عكس كل التيارات الاخرى التي تتبنى فقط بجزء من رسالة الاسلام
وهذا نوع من القصور في الفهم لرسالة الاسلام
جماعة تركز على الفقه فقط
واخرى جل همها السياسة
وثالثة لا تخرج من دائرة العبادات
وجماعات اخرى للجهاد فقط
اللهم ارزقنا الحكمة في القول والعمل
السلام عليكم
إن رابع وسيلة للإسلام حسب ما وضعه الشيخ محمد أحمد الراشد هي التنسيق والشمول حيث أكد على وجوب الدعوة الى على انها فرض كفاية وشمولها على جميع طبقات المجتمعبطريقة منظمة مثلما تقوم به الحركات الاسلامية على نهج حركة الاخوان
 
رئيس حركة الدعوة والتغيير مصطفى بلمهدي لـ «الـعـرب»: حـركـتـنـا جـاءت مـن أجـل التـأسـيـس

رئيس حركة الدعوة والتغيير مصطفى بلمهدي لـ «الـعـرب»: حـركـتـنـا جـاءت مـن أجـل التـأسـيـس لـعـمـل دعـوي مـتكامل ولا تـهـمـنـا الـمـنـاصـب

شدد بلمهدي التأكيد على أن «الدعوة والتغيير»، لم تولد البارحة، وأن منهاجها يمتد في عمق فكر الوسطية والاعتدال الذي مثله رائد ومنشر الفكر الإخواني بالجزائر محفوظ نحناح، الذي قال إن منهجه مبني على مشروعية المبادئ قبل مشروعية الهياكل. نافيا أن تكون المناصب غاية مؤسسي «الدعوة والتغيير» أو الذين التحقوا بها.




شدد بلمهدي التأكيد على أن «الدعوة والتغيير»، لم تولد البارحة، وأن منهاجها يمتد في عمق فكر الوسطية والاعتدال الذي مثله رائد ومنشر الفكر الإخواني بالجزائر محفوظ نحناح، الذي قال إن منهجه مبني على مشروعية المبادئ قبل مشروعية الهياكل. نافيا أن تكون المناصب غاية مؤسسي «الدعوة والتغيير» أو الذين التحقوا بها.

وقال بلمهدي الذي يعد من المؤسسين الثلاثة الأوائل لحزب إخوان الجزائر، إلى جانب الراحلين نحناح ومحمد بوسليماني، إن الهدف من إنشاء «الدعوة والتغيير»، هو وصول أغلبية تيار التغيير في «حمس» إلى ضرورة تأسيس عمل دعوي متكامل وقيادة المشروع الإسلامي في الجزائر.



¶ لم يمض على ميلاد «الدعوة والتغيير» إلا بضعة أشهر، ومع ذلك فلها حضور إعلامي مكثف، ألا ترون أنه من الأفضل التركيز على العمل الميداني بدل الدعاية الإعلامية؟

أولا نود أن نصحح هذا المفهوم الخاطئ حول ميلاد الدعوة والتغيير حيث إن حركة الدعوة والتغيير تمتد في التاريخ منذ سنوات قليلة بعد استقلال الجزائر، وهي امتداد حقيقي لميراث الشيخ محفوظ نحناح، وكل المؤسسين للحركة في بداية السبعينات هم موجودون في حركة الدعوة والتغيير، وبذلك فإن هذه الحركة من حيث الرجال لم تولد البارحة، ومن حيث المنهج والأفكار هي أيضا تمتد في عمق فكر الوسطية والاعتدال الذي مثله الشيخ محفوظ نحناح في الجزائر، والجديد في الموضوع هو تشكيلنا لحركة جديدة من حيث الشكل، وليس من حيث المضمون، لأننا قمنا بهذا العمل من أجل المحافظة على الموروث التاريخي للدعوة بعد سلسلة الانحرافات التي لاحظناها في سقوط حركة الأمس، وأما ما يتعلق بكثافة الحضور الإعلامي فهو ظاهرة صحية عندما يصاحبها العمل، وتصبح سلبية عندما تفتقر إلى العمل وتتحول إلى دعاية، ونحن نحضر إعلاميا من خلال سلسلة أعمالنا وبرامجنا التي تغطيها الصحافة الوطنية والدولية، كما نحضر إعلاميا بقوة من خلال موجات الالتحاق بالحركة والهجرة الكبيرة نحو حركة الدعوة والتغيير وسلسلة بيانات التأييد والانخراط الجماعي، وهذه كلها مظاهر إيجابية في موضوع الحضور الإعلامي.

¶ جاء في البيان التأسيسي للدعوة والتغيير، أن خلافكم مع أبوجرة منهجي بالدرجة الأولى ثم سياسي، ولكن المطالب التي قدمت أثناء حوارات الصلح كانت أغلبها حول توزيع المناصب، ولم ترد مطالب منهجية أو سياسية واضحة، فلم؟

حركة الدعوة والتغيير لا تهمها المناصب في شيء على الإطلاق، وهذا لا يعني أننا ملائكة، ولكن يعني أننا نقدم مصلحة الدعوة على مصلحة الأفراد، ومكاسب الدعوة على المكاسب الشخصية، ولو أراد أفرادنا، سواء في مواقع قيادية أو قاعدية، البحث عن المناصب لبقوا في حركة الأمس، حيث إن القادمين إلينا بمختلف أشكالهم يعلمون جيدا. أما هذه الحركة أحرص ما تكون على الابتعاد عن المطالبة بأي منصب أو جعل المنصب مقياسا للولاء، ولذلك كنا دائما حريصين على أن قيادة العمل تكون أكثر تورعا وابتعادا عن المناصب والتركيز والاهتمام بتربية الأفراد ورعاية شؤون الدعوة ودعم القائمين على شؤونها وتكوين جيل من القياديين وعدم احتكار المسؤولية الدعوية والتربوية بأي شكل من الأشكال، لأن ذلك يبدأ كأنانية سياسية ثم يتحول إلى انحراف يجعل معه المسؤول نفسه محور الدعوة. والأصل أننا خدام للدعوة وليست الدعوة خادمة لنا، وأما ما يتعلق بعملية الصلح فإننا اعتقدنا من بداية الطريق بأن المسألة لم تكن موضوعة على أسسها، وبذلك لم نتشجع لها، وأثبتت الأيام صدق توقعاتنا، ولعل المخلصين يدركون جيدا ما آلت إليه العملية بأكملها، ويعرفون أن الطرف الذي كان صادقا في كل المراحل هو حركة الدعوة والتغيير.

فما جاء من حوارات الصلح هي قرارات لجنة العلماء الحكماء لإصلاح ذات البين الذين شخصوا المرض ووصفوا الدواء الشافي كعلاج جذري رأوه من أجل إعادة الاعتبار للمؤتمر الرابع الذي كان مختل التوازن بسبب الممارسات اللاأخلاقية واللاشرعية المنافية للوائح التنظيمية، ولم تكن المناصب من مطالب المعارضة لا من قبل مؤسسي حركة الدعوة والتغيير، ولا من قبل الذين التحقوا بها، ولو كانت المناصب هي غايتهم لبقوا متشبثين بحركة حمس، فالانفصال محص الصف، وميز بين من لهم أطماع في المناصب، ومن كان هدفهم خدمة الدعوة والمنهج.

¶ تحدثتم كما تحدث جل قيادات «الدعوة والتغيير» عن منهجية سياسية جديدة تبعد الحركة عن عباءة السلطة، ولكن أول مواقف كتلتكم البرلمانية كان تأييد العهدة الثالثة للرئيس بوتفليقة، فما الفرق بينكم وبين أبوجرة، إذن؟

نحن سياستنا تقوم على أساس أن نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، وموقفنا اتجاه العهدة الثالثة هو موقف مبني على رؤية واضحة، وعلى مبادئ واضحة، ساندنا من أجلها رئيس الجمهورية الذي نعتبره قد حقق إنجازات كبيرة في موضوع المصالحة الوطنية والتنمية في البلاد، ولا يعني ذلك أبداً أننا لتأييدنا للعهدة الثالثة قد فقدنا خصوصياتنا السياسية التي تقدم المجتمع على السلطة وتحرص على التميز باستمرار. وقد نلتقي في بعض المواقف مع حركة الأمس. كما نلتقي مع غيرها من الحركات، فمواقفنا تحكمها المبادئ، وليست ردود أفعال تخالف غيرنا من أجل المخالفة.

¶ هل لنا أن نعرف، السبب الحقيقي لانفصالكم عن حركة مجتمع السلم، لأن شعار الانحراف الذي رفعتموه لتبرير الانشقاق، هي حجة قديمة تحجج بها البعض للاستقالة والانسحاب، حتى في عهد مؤسس الحركة الراحل محفوظ نحناح؟

هناك أسباب كثيرة تراكمت فوق بعضها البعض حتى اتسع الخرق على الراقع، ولعل أهم الأسباب هو الانحرافات عن المنهج الذي كان يتعامل به الشيخ محفوظ نحناح والخروج عن المشروعية التي هي مشروعية المبادئ قبل مشروعية الهياكل، فنحن ننتمي إلى حركة هدفها الأساسي هو الدعوة التي يجب أن نخدمها بكل الوسائل والإمكانيات، وليس أن نسخرها في خدمة الأشخاص مهما كان وضعهم. وبالتالي فالذين خرجوا عن القيم هم الذين يمثلون الانشقاق.

¶ تم الحديث كثيرا عن مبادرة الصلح، التي قادها عدد من القيادات البارزة في حركة «حمس»، وفي مقدمتهم رئيس لجنة المؤسسين عبدالحميد مداود، فهل لنا أن نعرف تفاصيلها، وأسباب إعراضكم عنها؟

مبادرة الصلح التي تتحدث عنها جاءت خارج الوقت وبعد أن رفض الطرف الثاني وساطات علماء ومرجعيات إسلامية وطنية ودولية، ونحن لا نريد أن نبقى نراوغ في مكاننا، وقد عبرت حركت حمس الأيام الأخيرة عن عدم استقلالية هذه اللجنة حين قالت بأنها تعتبرها واحدة من فروعها، وهي التي تقرر حلها أو استمرارها.

فخيوط تحريكها بيد ممثل المكتب الوطني الذي ثبت أنه كان يقودها من وراء الستار، ودليل ذلك سحب الثقة منه من قبل المكتب الوطني ومجلس شورى حركة حمس أخيرا.

¶ قال أبوجرة، بمناسبة إطلاق تنظيم شباني جديد سمي «شباب مجتمع السلم»، قبل أسابيع، إنه مستعد لترك منصب الرئاسة في «حمس» والتخلي عنه خلال المؤتمر القادم، إذا ما كان ذلك سيخدم الحركة ومستقبلها السياسي. كما وعد بمنحكم مناصب قيادية إذا ما عدتم من أجل وحدة الحزب، وأنه موافق على 13 شرطا التي عرضت عليه من طرف لجنة الوساطة والصلح، فما موقفكم من هذه التنازلات؟

نحن لا نريد الحديث عن المناصب من أي طرف كان، ولا نحتاج هذا الوعد بالمناصب من أي إنسان، لأننا متعلقون بالله سبحانه وتعالى، وهو الذي يعطي ويمنع، وأما الحديث عن قبول الشروط فأعتقد أنه يمكنكم التوجه بهذا السؤال إلى الذين يتحدثون عنه، وستجدون عندهم أجوبة مغايرة تماما لهذا الحديث.

ونحن لا تهمنا المغادرة أو البقاء فلا مانع عندنا إذا كان البقاء يخدم الحركة ومستقبلها فقيادة «حمس» أعلم بنفسها، ومجلس شوراها له السيادة في التقدير، أما حركة الدعوة والتغيير فلا دخل لها في الموضوع. أما الحديث عن المناصب والموافقة على 13 شرطا، فقد أعلنا من اليوم الأول أننا لسنا طلاب مناصب، وإنما تلك الشروط الـ 13 من قرارات لجنة الوساطة والصلح كعلاج لما أصاب المؤتمر من انحرافات، ورفضت في حينها من قبل قيادات حمس.

ثم أن هذه الدعوة لا تتفق وتصريحات قيادة حمس أن حركة الدعوة والتغيير لا تمثل إلا %3 أو أقل، كما جاء في تصريح قيادة مجلس الشورى الوطني فهذه النسبة المؤوية الضئيلة –في نظرهم- لا تؤثر على وحدة حركة حمس إذا كان ذلك صحيحا، وبالتالي لا داعي للتخوف وإثارة هذه الضجة.

¶ بعد أن وجد أبوجرة، رفضا من قبلكم لكل تنازلاته، عاد الأسبوع الماضي، وصرح بأن مرحلة الصلح الجماعي قد انتهت، ولم يبق سوى الاتصال الفردي والحوار المنفرد مع أصحاب النوايا الحسنة. كما اتهمكم ببلوغ مرحلة متقدمة من الإفلاس في تقديم الحجج، فما ردكم عليه؟

نحن ليس لدينا الوقت لندخل في الردود، وأخلاقنا تمنعنا من كثرة المراء والجدال، ونعتقد أن من واجبنا أن نتوجه إلى المئات والآلاف من الأفراد القادمين إلى الحركة من أجل العمل على تكوينهم وتربيتهم والمساهمة من خلالهم في الأدوار الاجتماعية التي يحتاجها المجتمع. فمن أسس لجنة المصالحة له الحق في إنهاء عملها ومهامها، وقد أعلن ذلك في مجلس الشورى الوطني لحمس أخيرا.

وحوارات الصلح الحقيقية دامت عاما كاملا ووصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض قيادات حمس لكل مساعي لجنة الوساطة الخارجية المستقلة والداخلية قبل احتوائها، ونحن في حركة الدعوة والتغيير لم نطلب أية تنازلات من أحد، وليست لنا رغبة فيها، وإن كنا بلغنا –كما يدعى- مرحلة متقدمة من الإفلاس فلينتظر من كان يهمه إفلاسنا، فالبعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير.

¶ هناك تضارب في الأرقام بخصوص عدد مناضلي «حمس» الذين التحقوا بكم، ففي وقت يؤكد أبوجرة أنها لم تتجاوز نسبة %3، صرح نائبكم عبدالمجيد مناصرة الأسبوع الماضي، أنها وصلت إلى %60، فأين هي الحقيقة بين هذا البون الشاسع في النسبتين؟

في الحقيقة أن الصحافة
تلقت عشرات البيانات بقوائم الإطارات التي التحقت بالحركة، وهي جواب واضح لكل من أراد التشكيك في حقيقة هذه الأرقام، وإذا كان صحيحا هذا الرقم المعبر عنه بالمئات، فهل يعقل أن يتنازل رئيس حزب لـ %3 كل هذه التنازلات التي كنتم تتكلمون عنها، وأنا أطمئنكم بأن الحركة تعد بالآلاف وعشرات الآلاف.

¶ قال أبوجرة في حوار لـ «العرب» قبل شهرين، إن قيادة الإخوان العالمية، أحسنت صنعا لما رفعت الغطاء عن الطرفين، لأنها بذلك قطعت الطريق عنكم للتحدث باسمها، فما تعليقك؟

الإخوان قبل أن يكونوا تنظيما هم أخلاق ومبادئ وقيم وسلوكات تمثل الوسطية والاعتدال والحرص على الأمة والتكفل بقضاياها الكبرى، كقضية فلسطين. ونحن نعتز بالتعاون مع هذه الحركة العظيمة ولا نعتبر أبداً أنه من حسن العمل أن يقطع العلماء والصالحون الصلة مع أحد، لأن ذلك دليل على عدم أهلية وصلاح هذه الجهة التي قطعت معها الصلة.

¶ العديد من القيادات في «الدعوة والتغيير»، لا يترددون في التأكيد على أن هدف الحركة، هو قيادة المشروع الإسلامي في الجزائر، ألا ترون أن هذا هدف كبير لحركة لم تحسم لحد الآن في طبيعتها إما جمعية أو حزب أو هما معا؟

المشروع الإسلامي هو مشروع أفكار، وليس مشروع أشياء، وهو مشروع مبادئ ودعاة، وليس مشروع هياكل وتنظيمات. ونحن نعتبر أن المشروع الإسلامي في الجزائر صمام أمان لاستقرار البلاد، وأحد الأسس الرئيسية في التعبير عن التطلعات في الشارع الجزائري، ويشرفنا أن نطمح لقيادة المشروع الإسلامي في الجزائر، لأن ذلك معناه التعاون مع جميع الأطراف، والتنسيق مع جميع الأطراف، والتشاور مع جميع الأطراف، وتطبيق سياسة الإيثار مع جميع الأطراف، وليس أبداً التفرد بالرأي أو التفرد بالزعامة.

وحركة الدعوة والتغيير هي امتداد لحركة الشيخ محفوظ نحناح، رحمه الله أسسها بعد الاستقلال، ومرت بأسماء مختلفة، فلا تغيير في المشروع والطموح والآمال.

كيف تبررون، أن عدة قيادات قد نأت بنفسها عن حركتكم، رغم أنها كانت تنشد التغيير إلى جانبكم منذ المؤتمر الثالث لـ «حمس»، ألا يعتبر هذا دليلا على أنكم تبحثون عن الانفصال وتغلقون كل أبواب الصلح؟

لا يوجد عدة قيادات كما جاء في سؤالكم، هناك أفراد معدودون كانوا في المؤتمر الرابع معنا يناشدون التغيير من داخل الحركة، فلما استحال التغيير من الداخل، وتوقفت مساعي الصلح الحميدة من أجل بقاء الوحدة بسبب تعنت الطرف الرافض لتطبيق قرارات هذه المساعي، ورأت أغلبية تيار التغيير بضرورة تأسيس عمل دعوي متكامل تشبث هؤلاء الأفراد برأيهم، ورفعوا لواء عملية المصالحة من جديد، وقد أعلن عن فشلها مؤخرا بإنهاء مهامها من قبل قيادة حركة حمس ومجلس شوراها الوطني، وهم ما زالوا مع التغيير، ولم ينضموا إلى حركة الدعوة والتغيير، لأنهم لم يشاركوا في تأسيسها وموقعهم الحقيقي والصواب والمنسجم مع رغبتهم في التغيير هو حركة الدعوة والتغيير، وإن لم يعلنوا ذلك ونحن في انتظارهم.

تردد مؤخرا، عن استعداد لجنة عقلاء حركة «حمس» لتقديم تقرير مفصل عن تحركات وعلاقات قيادات حركة «الدعوة والتغيير» بجهات في السلطة، فما ردكم على هذه الاتهامات؟

نحن نستغرب مثل هذه التصرفات من جهة، لأنها تعبر عن أخلاق دنيئة جدا، ومن جهة أخرى نحن لا نخفي علاقاتنا بالسلطة الجزائرية، ولا نعتبر العلاقة بالسلطة الجزائرية تهمة كما يراها الذين يتحدث عنهم السؤال، بل نحن نتعاون مع جميع الأطراف والمكونات للمنظومة الوطنية من أجل مصلحة العباد والبلاد.
 
أخي العزيز لم يكن هناك تحالف بوما بين حمس والفيس بل كان هناك تنافر واتهام من الفيس لحمس بالتواطئ مع السلطة والعمالة لها ووصل إلى حد محاولة النيل من عرض المرحوم نحناح
 
أخي العزيز لم يكن هناك تحالف بوما بين حمس والفيس بل كان هناك تنافر واتهام من الفيس لحمس بالتواطئ مع السلطة والعمالة لها ووصل إلى حد محاولة النيل من عرض المرحوم نحناح
شكرا اخي السوفي حمه
على التوضيح
الفيس كان يعتقد انه الفيل
والاخرين فئران
حتى ان الشيخ عباس مدني
ضرب يوما هذا المثال
لما طلب منه التحالف مع
حركة المجتمع الاسلامي
وقال الشيخ على بن الحاج يومها
لا حلف في الاسلام .....
ولم يكمل نص الحديث
بل اتهم الاخوان فيث ذلك الزمن بالمداهنة للسلطة
او العمالة لها
وكان اي شخص يعارض قيادة الجبهة يتهم بالعمالة للنظام
كسبق دراماتيكي عجيب
ولعبة نفسية استباقية خطيرة من قبل الفيس
وكان حديث الاخوان ساعتها عن الفقه
اضحوكة عند المجتمع
.........السلام عليكم ........
 
سلام
لا اريد ان ادخل في التفاصيل التي دخلتم اليها لكن لا ارى ابدا ان للسياسة دخل في الشريعة بل هي مظهر خارجي يتخذه السياسيون للوصول الى مبتغاهم رغم انني متعاطفة جدا مع الفيس رغم انني لم احظر تلك الفترة لكن ما سمعته وما قرأته عنها اجد انها فترة لا ولن تتكرر في تاريخ السياسة
 
حركة حمس مظلومة لكثرة ما ظلمت نفسها
فالإحتكاك بنظام متعفن لا يأتي منه سوى العفن أكرمكم الله
المسوؤلية فيما ألت إليه الأوضاع يتحمل وزرها رئيسها الحالي السيد أبو جرة سلطاني
لقد كانت الحركة في حياة الراحل محفوظ نحناح تستمد قوتها من العمل الجواري وأصبحت الأن حركة الصالونات

 
حركة حمس مظلومة لكثرة ما ظلمت نفسها
فالإحتكاك بنظام متعفن لا يأتي منه سوى العفن أكرمكم الله
المسوؤلية فيما ألت إليه الأوضاع يتحمل وزرها رئيسها الحالي السيد أبو جرة سلطاني
لقد كانت الحركة في حياة الراحل محفوظ نحناح تستمد قوتها من العمل الجواري وأصبحت الأن حركة الصالونات
وهذا ما يدعيه الشيخ مصطفى بلمهدي والأستاذ عبد المجيد مناصرة فنتمنى لهم الثبات على ما قالوه
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top