بسم الله الرحمن الرحيم
هذا حوار بين عضو يريد الاعتزال و المنتدى
قررت أن أعتزل هذا المنتدى (...........!!!!!!!)
عبارة كثيرا ما نسمعها في منتديات نحسبها خيرة بالعلم النافع نيرة، تعبر عن غضب أو عن إحباط ويأس لدى من يتخذ مثل هذا القرار.سواء أكان لعذر أم خلا منه عذر، فهذا الموقف فيه نظر ويحتاج إلى مراجعة
فلماذا يا أخي الحبيب قررت اعتزال مجلسنا هذا ؟
أبذل جهدا كبيرا في الإعداد لبحث أو موضوع حتى أفرح به إخواني في المنتدى، فأقابل بعدم اكتراث ولا مبالاة ، فلا أحد يهتم بمقالي، بل تكاد لا تبصر تعقيبا بل شكرا حتى!!!
أوافقك الرأي في أن التعقيب ولو بشيء من الثناء يزيد من حماس صاحب الموضوع ويدفعه بالتالي إلى الإنتاج أكثر وبذل جهد أكبر.....
لكن أريد أخي في الله أن أنبهك إلى شيء فانتبه:
اعلم أرشدك الله لما فيه الخير لك ، أن عمل المسلم دائما يقصد به وجه الله تعالى، وإخلاص العمل لله تعالى واجب عليك حتى تظفر بأجر يفوق ما قد يأتيك من ثناء الناس لك، فثناؤهم وإن كان بلغ ما بلغ فهو قاصر محدود، أفأنت تخير لنفسك الدائم الممدود أم الناقص المحدود!!!
فرش سهم عملك بريش إخلاصك في مقصدك تصب هدف الأمل. واعجبا!! قوسك مكسورة بالزلل، ووترك مقطوع بالكسل، فكيف تناول صدر الغرض؟ إذا أردت العلو فارتق درج التقوى، وإن شئت العز فضع جبهة التواضع، وإن آثرت الرياسة فارفع قواعد الإخلاص، فوالله ما تحصل المناصب بالمنى ..... ( ابن الجوزي)
فإن كان قصدك من مقالك أن يرحب الناس بك ويزيد إعجابهم و يكثر ثناؤهم عليك، فخير لك ألا تحتفظ به لنفسك، فما كان لله فهو لله، وما كان لغيره فهو هباء منثور، وصاحبه مذموم مدحور!!!
في الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي ليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى صلى الله عليه وسلم وقومه ................. الحديث.
وانظر الى النبي ولم يؤمن به أحد، فلك أن تتصور أن نبيا وصبره طيل سنين في دعوته وحسن موعظته بل وحجته البالغة القوية لا يتبعه على الحق أحد!!!
فلا تيأسن من عزوف الناس عن الجواب والتعليق لمقالك، فرب كلام تنقله لا يتقبله الناس وهو عند الله كبير، ورب كلام كثر مادحوه وهو عند الله مردود.
ولتقر عينك إن شاء الله أخي أنك إن أخلصت لله فكل كلمة تنقلها أو ترقنها ستصل إلى من قد يستفيد منها، فلا تأبه لقلة القابلين ووفرة الغافلين،ولتضع نصب عينيك رضوان الله تعالى.
لا لا أنا ولله الحمد قد عقدت النية وأخلصت لله في عملي هذا. ولم أضعه لارضاء الناس، أو انتظار الثناء والمدح منهم ....
ـ ـ لكن لم قررت اعتزال مجلسنا هذا؟
تركته، لأن مواضيعي تقابل بالشدة من طرف بعض الإخوة، وكثرة النقد ومرات كثيرة بالإساءة والقسوة في التعامل مع ما وضعت،وهذا يجعلني أوثر الصمت حتى لا ألقى التجريح من الآخرين...
ـ ـ لا تنس أخي الحبيب، أنك في مجلس عام، فوجب عليك أن تيقن من أن موضوعك معرض للنقد ولا شك، فالفهوم تختلف والمذاهب تتعدد، وكل وتفكيره وكل ومنهجه، وبعُد أن يجتمع الناس على مقالة واحدة دونما اختلاف.
هذا وإن تلقينا ما يزعج من رد، فلا يحول ذلك دونما المضي في العمل حتى وإن كان هذا النقد من النوع الهدام الذي لا يبغي صاحبه من ورائه إلا الإخلال بالدعوة القيمة وعرقلة تعليم الناس.
وأنت يا صاحب الموضوع فبين :
ـ أن تلقى تعليقا من النوع الذي تحبه النفس في غالب أوقاتها من قبيل : موضوع في غاية الروعة !!، موضوع لا مثيل له!! وكثيرا للأسف ما تجد أن الذي يثني هذا الثناء لم يطلع على النص بكامله أو على جزء كبير منه.
ـ وإما أن تلقى من يضيف على ثنائه تماما للموضوع، إذا يزيد على شذرك شذرا، ويكمل نصك بفوائد قد أغفلها قلمك، وهذا من التعليق المحمود الممدوح المرغوب فيه.
ـ وإما أن يكون الرد لتصحيح لما في النص من زلات وهفوات وجب عدم إغفالها، بل أحيانا يجب التحذير منها خاصة إن تعلق الأمر بمسألة شرعية مهمة،وهذا لا يضر إن شاء الله تعالى.
ـ وإما أن تجد ردا فيه قساوة وجلافة وشدة وغلظة،فإن كان يضم مع شدة الجواب علما غزيرا وتصحيحا مهما، فمن عدلك وتسامحك أن تركز في التصحيح وأن تغض الطرف عن الإساءة ولتجد لصاحبها العذر فإن كان لا عذر له ولمست منه بعض التعالي والتعالم كلت أمره إلى الله تعالى، واحتسبت أجر الصواب إن عدمت فيك الرغبة إلى أن تغفر له زلته وتطاوله.
ومن باب الإنصاف وحتى لا نصب العتاب كله على من يرد بقسوة بادية، فهناك من يعتمد حساسية مفرطة تجاه الردود،فما إن تبين له شيئا إلا امتعض وانتفخت أوداجه وعوض أن ينتبه لجسامة الخطأ الذي ارتكبه في نصه تجده يحول النقاش إلى هولوكوست ويفخم ويضخم المسألة، وهذا سبيل بعيد عن الصواب غير ناجع.
وأنبه بل وأنصح الإخوة الذين يدفعهم الحرص على إرشاد الناس للحق إلى اعتماد القسوة في ردهم أن يبتعدوا عن أسلوب الشدة فهو لا يصيب فلاحا في غالب أحيانه.
وأكرر لأخي في الله أن ما دمت مخلصا لله تعالى في قولك وفعلك فلن يؤثر فيك مقالة قائل ولا جور جائر
وكما قال ابن ذي النون المصري : ثلاث من علامات الاخلاص استواء المدح والذم من العامة ونسيان رؤية الأعمال في الأعمال واقتضاء ثواب العمل في الآخرة.
فإن استفدت من رد أخيك فبها ونعمت وإلا فكفى به أن همه حالك وأشغله مقالك
وإذا طلبت إلى كريم حاجة *** فلقاؤه يغنيك والتسليم
أخيرا أخي الحبيب هل أنت بعد هذا البيان مصمم على قرارك باعتزال منتدانا!!!
اعلم أن بقاءك بيننا يفيدنا ويؤنسنا ولو لم تشارك، وتركك لنا لن يضرنا :
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة *** وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا !!!!!
موضوع قرأته فأعجبني
فنقلته لكم
دمتم في حفظ الرحمن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم مهديmido
هذا حوار بين عضو يريد الاعتزال و المنتدى
قررت أن أعتزل هذا المنتدى (...........!!!!!!!)
عبارة كثيرا ما نسمعها في منتديات نحسبها خيرة بالعلم النافع نيرة، تعبر عن غضب أو عن إحباط ويأس لدى من يتخذ مثل هذا القرار.سواء أكان لعذر أم خلا منه عذر، فهذا الموقف فيه نظر ويحتاج إلى مراجعة
فلماذا يا أخي الحبيب قررت اعتزال مجلسنا هذا ؟
أبذل جهدا كبيرا في الإعداد لبحث أو موضوع حتى أفرح به إخواني في المنتدى، فأقابل بعدم اكتراث ولا مبالاة ، فلا أحد يهتم بمقالي، بل تكاد لا تبصر تعقيبا بل شكرا حتى!!!
أوافقك الرأي في أن التعقيب ولو بشيء من الثناء يزيد من حماس صاحب الموضوع ويدفعه بالتالي إلى الإنتاج أكثر وبذل جهد أكبر.....
لكن أريد أخي في الله أن أنبهك إلى شيء فانتبه:
اعلم أرشدك الله لما فيه الخير لك ، أن عمل المسلم دائما يقصد به وجه الله تعالى، وإخلاص العمل لله تعالى واجب عليك حتى تظفر بأجر يفوق ما قد يأتيك من ثناء الناس لك، فثناؤهم وإن كان بلغ ما بلغ فهو قاصر محدود، أفأنت تخير لنفسك الدائم الممدود أم الناقص المحدود!!!
فرش سهم عملك بريش إخلاصك في مقصدك تصب هدف الأمل. واعجبا!! قوسك مكسورة بالزلل، ووترك مقطوع بالكسل، فكيف تناول صدر الغرض؟ إذا أردت العلو فارتق درج التقوى، وإن شئت العز فضع جبهة التواضع، وإن آثرت الرياسة فارفع قواعد الإخلاص، فوالله ما تحصل المناصب بالمنى ..... ( ابن الجوزي)
فإن كان قصدك من مقالك أن يرحب الناس بك ويزيد إعجابهم و يكثر ثناؤهم عليك، فخير لك ألا تحتفظ به لنفسك، فما كان لله فهو لله، وما كان لغيره فهو هباء منثور، وصاحبه مذموم مدحور!!!
في الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي ليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى صلى الله عليه وسلم وقومه ................. الحديث.
وانظر الى النبي ولم يؤمن به أحد، فلك أن تتصور أن نبيا وصبره طيل سنين في دعوته وحسن موعظته بل وحجته البالغة القوية لا يتبعه على الحق أحد!!!
فلا تيأسن من عزوف الناس عن الجواب والتعليق لمقالك، فرب كلام تنقله لا يتقبله الناس وهو عند الله كبير، ورب كلام كثر مادحوه وهو عند الله مردود.
ولتقر عينك إن شاء الله أخي أنك إن أخلصت لله فكل كلمة تنقلها أو ترقنها ستصل إلى من قد يستفيد منها، فلا تأبه لقلة القابلين ووفرة الغافلين،ولتضع نصب عينيك رضوان الله تعالى.
لا لا أنا ولله الحمد قد عقدت النية وأخلصت لله في عملي هذا. ولم أضعه لارضاء الناس، أو انتظار الثناء والمدح منهم ....
ـ ـ لكن لم قررت اعتزال مجلسنا هذا؟
تركته، لأن مواضيعي تقابل بالشدة من طرف بعض الإخوة، وكثرة النقد ومرات كثيرة بالإساءة والقسوة في التعامل مع ما وضعت،وهذا يجعلني أوثر الصمت حتى لا ألقى التجريح من الآخرين...
ـ ـ لا تنس أخي الحبيب، أنك في مجلس عام، فوجب عليك أن تيقن من أن موضوعك معرض للنقد ولا شك، فالفهوم تختلف والمذاهب تتعدد، وكل وتفكيره وكل ومنهجه، وبعُد أن يجتمع الناس على مقالة واحدة دونما اختلاف.
هذا وإن تلقينا ما يزعج من رد، فلا يحول ذلك دونما المضي في العمل حتى وإن كان هذا النقد من النوع الهدام الذي لا يبغي صاحبه من ورائه إلا الإخلال بالدعوة القيمة وعرقلة تعليم الناس.
وأنت يا صاحب الموضوع فبين :
ـ أن تلقى تعليقا من النوع الذي تحبه النفس في غالب أوقاتها من قبيل : موضوع في غاية الروعة !!، موضوع لا مثيل له!! وكثيرا للأسف ما تجد أن الذي يثني هذا الثناء لم يطلع على النص بكامله أو على جزء كبير منه.
ـ وإما أن تلقى من يضيف على ثنائه تماما للموضوع، إذا يزيد على شذرك شذرا، ويكمل نصك بفوائد قد أغفلها قلمك، وهذا من التعليق المحمود الممدوح المرغوب فيه.
ـ وإما أن يكون الرد لتصحيح لما في النص من زلات وهفوات وجب عدم إغفالها، بل أحيانا يجب التحذير منها خاصة إن تعلق الأمر بمسألة شرعية مهمة،وهذا لا يضر إن شاء الله تعالى.
ـ وإما أن تجد ردا فيه قساوة وجلافة وشدة وغلظة،فإن كان يضم مع شدة الجواب علما غزيرا وتصحيحا مهما، فمن عدلك وتسامحك أن تركز في التصحيح وأن تغض الطرف عن الإساءة ولتجد لصاحبها العذر فإن كان لا عذر له ولمست منه بعض التعالي والتعالم كلت أمره إلى الله تعالى، واحتسبت أجر الصواب إن عدمت فيك الرغبة إلى أن تغفر له زلته وتطاوله.
ومن باب الإنصاف وحتى لا نصب العتاب كله على من يرد بقسوة بادية، فهناك من يعتمد حساسية مفرطة تجاه الردود،فما إن تبين له شيئا إلا امتعض وانتفخت أوداجه وعوض أن ينتبه لجسامة الخطأ الذي ارتكبه في نصه تجده يحول النقاش إلى هولوكوست ويفخم ويضخم المسألة، وهذا سبيل بعيد عن الصواب غير ناجع.
وأنبه بل وأنصح الإخوة الذين يدفعهم الحرص على إرشاد الناس للحق إلى اعتماد القسوة في ردهم أن يبتعدوا عن أسلوب الشدة فهو لا يصيب فلاحا في غالب أحيانه.
وأكرر لأخي في الله أن ما دمت مخلصا لله تعالى في قولك وفعلك فلن يؤثر فيك مقالة قائل ولا جور جائر
وكما قال ابن ذي النون المصري : ثلاث من علامات الاخلاص استواء المدح والذم من العامة ونسيان رؤية الأعمال في الأعمال واقتضاء ثواب العمل في الآخرة.
فإن استفدت من رد أخيك فبها ونعمت وإلا فكفى به أن همه حالك وأشغله مقالك
وإذا طلبت إلى كريم حاجة *** فلقاؤه يغنيك والتسليم
أخيرا أخي الحبيب هل أنت بعد هذا البيان مصمم على قرارك باعتزال منتدانا!!!
اعلم أن بقاءك بيننا يفيدنا ويؤنسنا ولو لم تشارك، وتركك لنا لن يضرنا :
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة *** وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا !!!!!
موضوع قرأته فأعجبني
فنقلته لكم
دمتم في حفظ الرحمن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم مهديmido
