:cursing:الاستخفاف بالعقول
شاهدتُ قبل أيام برْنامجًا استُضيفَ فيه أحدُ المُمَثِّلين، فكان مما قاله عن شهر رمضان: إنه " شهر جميل، وفيه بركة، وإنَّ الله قد وفَّقَه وبارك له كلِّ الأفلام التي عملها فيه، مع أنَّ صاحبنا من أشهر مُمَثِّلي أفلام الحب والغرام وما يتبعها.
هذا الأُسلوب في التفكير لا يختص بهذا المُمَثِّل وحدَه، بل هو ظاهرة مشاهَدة، فإحدى الراقصات مثلاً تقول: إنها تدعو الله قبل صُعُودها المسرح أن يوفقها في الرقص.
وإحدى المذيعات تعطينا دروسًا في كيفيَّة تكوين علاقة سامية مع الله على طريقتها، ثم تقول: " أنا لا أؤمن بأنَّ قطعة قماش توضَع على الرأس يُمكن أن تدخلَني الجنة".
ومُمَثِّل آخر يُفتي بجواز تبرُّج المرأة، ويستدل على ذلك بأن مَن يرى المرأة المتبَرِّجة، يقول: الله!
استهبال يُحاكي منطق ذلك اللِّص الذي سأله رفاقُه عن سرِّ كثرة المال في يده فقال: كنتُ أسرق في اليوم منْزلاً واحدًا، فبارك الله لي، فصرْتُ أسرق ثلاثة.
هذه الصوَر المضحكة والمستَفزَّة تُطالعنا بها وسائل الإعلام كل يوم، دون مراعاة لحجْم التغابي الذي تحمله، وكأنما تخاطِب أطفالاً.
ولَم يَعُد غريبًا أن تنشرَ مجلة في صفحتها الدِّينية فتوى العلماء بتحريم التبَرُّج، ثم تملأ بقية الصفحات بصور النساء المتبَرِّجات.
ولا تَتَعَجَّب حين ترى مَن يكتب على طريقة: " حاربوا التطَرُّف بالفن، و" من كان يحب مايكل، فإن مايكل قد مات"، فالأمور قد اختلطتْ، وأصبح المجنونُ عاقلاً، والعاقل مجنونًا، وصارت الوقاية (عند هؤلاء) هي سببَ المرض، بدلاً من أن تكون مانعًا منه.
كانوا يلعبون سابقًا بورقة الخلاف بين العلماء، أما اليوم فصاروا يفتون بأنفسهم، فالرقاصة تفتي، والممَثِّل يفتي، والمُغَنِّي يفتي، وكلٌّ يخوض على طريقته، وبعض الكتَّاب "يستهبل" معهم، وينظِّرُ لهم.
وإذا انتقدهم أحدٌ رُمي بتلك التُّهَم الجاهزة: مُتَشَدِّد، مُتَزَمِّت، ظلامي... إلى آخر قاموس الشتائم المغلَّفة التي يتقنونها.
الأمثلة كثيرة، وَمَن يستعرضها يشعر أنه قد دخل مستشفى للأمراض العقلية، حيث يصبح الأسود أبيض، والأبيض أسودَ.
الفرْق الوحيد: أنَّ الطبيب في المستشفى هو مَن يعالج المرضى، أما هنا فالمرضى هم مَن يكشف، ويشخص، ويصف الدواء، وما علينا إلاَّ أن نقف في الصفِّ بهُدُوء؛ حتى نأخذَ نصيبنا في العلاج
شاهدتُ قبل أيام برْنامجًا استُضيفَ فيه أحدُ المُمَثِّلين، فكان مما قاله عن شهر رمضان: إنه " شهر جميل، وفيه بركة، وإنَّ الله قد وفَّقَه وبارك له كلِّ الأفلام التي عملها فيه، مع أنَّ صاحبنا من أشهر مُمَثِّلي أفلام الحب والغرام وما يتبعها.
هذا الأُسلوب في التفكير لا يختص بهذا المُمَثِّل وحدَه، بل هو ظاهرة مشاهَدة، فإحدى الراقصات مثلاً تقول: إنها تدعو الله قبل صُعُودها المسرح أن يوفقها في الرقص.
وإحدى المذيعات تعطينا دروسًا في كيفيَّة تكوين علاقة سامية مع الله على طريقتها، ثم تقول: " أنا لا أؤمن بأنَّ قطعة قماش توضَع على الرأس يُمكن أن تدخلَني الجنة".
ومُمَثِّل آخر يُفتي بجواز تبرُّج المرأة، ويستدل على ذلك بأن مَن يرى المرأة المتبَرِّجة، يقول: الله!
استهبال يُحاكي منطق ذلك اللِّص الذي سأله رفاقُه عن سرِّ كثرة المال في يده فقال: كنتُ أسرق في اليوم منْزلاً واحدًا، فبارك الله لي، فصرْتُ أسرق ثلاثة.
هذه الصوَر المضحكة والمستَفزَّة تُطالعنا بها وسائل الإعلام كل يوم، دون مراعاة لحجْم التغابي الذي تحمله، وكأنما تخاطِب أطفالاً.
ولَم يَعُد غريبًا أن تنشرَ مجلة في صفحتها الدِّينية فتوى العلماء بتحريم التبَرُّج، ثم تملأ بقية الصفحات بصور النساء المتبَرِّجات.
ولا تَتَعَجَّب حين ترى مَن يكتب على طريقة: " حاربوا التطَرُّف بالفن، و" من كان يحب مايكل، فإن مايكل قد مات"، فالأمور قد اختلطتْ، وأصبح المجنونُ عاقلاً، والعاقل مجنونًا، وصارت الوقاية (عند هؤلاء) هي سببَ المرض، بدلاً من أن تكون مانعًا منه.
كانوا يلعبون سابقًا بورقة الخلاف بين العلماء، أما اليوم فصاروا يفتون بأنفسهم، فالرقاصة تفتي، والممَثِّل يفتي، والمُغَنِّي يفتي، وكلٌّ يخوض على طريقته، وبعض الكتَّاب "يستهبل" معهم، وينظِّرُ لهم.
وإذا انتقدهم أحدٌ رُمي بتلك التُّهَم الجاهزة: مُتَشَدِّد، مُتَزَمِّت، ظلامي... إلى آخر قاموس الشتائم المغلَّفة التي يتقنونها.
الأمثلة كثيرة، وَمَن يستعرضها يشعر أنه قد دخل مستشفى للأمراض العقلية، حيث يصبح الأسود أبيض، والأبيض أسودَ.
الفرْق الوحيد: أنَّ الطبيب في المستشفى هو مَن يعالج المرضى، أما هنا فالمرضى هم مَن يكشف، ويشخص، ويصف الدواء، وما علينا إلاَّ أن نقف في الصفِّ بهُدُوء؛ حتى نأخذَ نصيبنا في العلاج