بالنسبة لي لم يكن الأمر محبطا وفقط، بل كان أكثر من ذلك بكثير، مشاهدة كل هؤلاء المغفلين يقفون ضمن صفوف ومجموعات ويؤدون أغاني غاية في الرداءة !! ورغم ذلك ليست هذه هي المشكلة، فما الضرر أن يكون لدينا بضع مئات أو بضع آلاف أو بضع ملايين من المطربين والمغنيين ومحيي السهرات والحفلات، ولما لا نحقق شعار الرفاهية كالولايات المتحدة التي رفعت قبل سنوات في فترة السبعينات، شعار سيارة لكل مواطن، ونرفع اليوم الشعار ذاته ولكن مع فارق طفيف، مطرب لكل مواطن !!!، وبذلك وبعد فترة زمنية ليست بالطويلة، سوف نضطر لاستيراد حاويات من المصفقين على فنانينا ونضيف فاتورتها على فواتير البطاطا والحليب والقمح وكماليات حياتنا الأخرى، وحصة مثل ألحان وشباب تقدم لكل هذا الشباب العاطل عن العمل فرصة للكسب المشروع، وتخفض نسبة البطالة، وترفع التنمية الاقتصادية بسبب حركة السوق التي سوف تسببها بيع وشراء كاسيتات المطربين، وأيضا كل المهرجانات التي يحيونها، وستتحرك الأموال وينتعش الاقتصاد ويتقلص التضخم وينسى المواطن الكادح المغلوب على أمره هموم دنياه ومتاعب صراعه للبقاء على قيد الحياة حين يستمع إلى كل هذه الأصوات الشابة المغردة، فليس اللبنانيون أحسن منا ببرنامجهم السوبر معلاباليش واش !! وشعارنا كان دائما : عاند وماتحسدش! لذا ليس عجيبا أن نرى كل شرائح المجتمع تهب للغناء والمشاركة في فرصة العمر الأسطورية، وليس غريبا أن نرى دموع الرجال تنحدر مثل الفتيات الصغيرات على فرصة العمر الضائعة : الشهرة والمال والوجه الحسن !! ولو كنت في لجنة التحكيم لجعلت كل المترشحين يفوزون، ولما لا ؟ ربما تبدو فكرتي غبية بعض الشيء، ولكن والحق يقال أنها ذات طابع إنساني محض، وطابع اجتماعي أيضا واقتصادي ... ربما هي الحلم الذي تنتظره الجزائر لتخرج من الحفرة العميقة التي ترقد فيها ... ولجنة التحكيم - أعزها الله – لا تتفانى في هذا الصدد بل هي لا تحتمل فكرة أن تحبط أحدا من المشاركين، والدليل ؟ الدليل أنهم جميعا يتلقون التشجيع صالحهم وطالحهم، والجميع يحظى بفرصة للغناء، البعض حتى تبح أصواتهم وهم يعلكون ويعفسون ويُهرسون – عفوا على التعبير العامي – ولكن شيئا لم يرفع لي الضغط والسكر والغاز والبترول أيضا بقدر ذاك الذي يجلس في المنتصف .. في لجنة التسليم ... بووووه .. لجنة التحكيم عفوا !!... لا أعرف من يكون على كل حال، ولكن هزه لرأسه إعجابا لكل من يفتح فمه، وتمايله على أصوات بلابلنا– يا لطيف منها – وتكلفه في الحديث والتعليق يشعرني أنه واحد من أولئك الذين يقفزون بالواسطة، ففرصة مثل هذه لا تصح لأي كان، وربما يخطئ في حق أحدهم فيدفع الثمن منصبه الجديد هذا، وقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق، ولذا كان الأجدى بالنسبة إليه أن يكون (البابا نُوال) محقق الأحلام في أعياد رأس السنة !!! وإن لم نكن في رأس السنة ، ويدلل جميع شباب الجزائر ولنعش كلنا سعداء، الحاصول ؟ الحاصول هنا أنني سأضرب عن مشاهدة القناة الجزائرية بعد أن كنت قد أضربت عن مشاهدة مباريات المنتخب الوطني ونشرة الثامنة، على الأقل سأضمن أن لا أصاب بنوبة هستيريا فأحطم التلفاز أو أحطم رأسي من القهر، وأعود إلى سريري وأنام قرير العين مطمئن البال مرتاح الضمير، أن هذا البلد يسير بالمعجزات ودعوات الأولياء الصالحين فلا داعي للخوف عليه ....وهنيئا للجزائر ولشباب الجزائر بهذا النصر وهذا الانجاز وربي يسمعنا الأخبار الطبية !!! ( نسيت أن أتساءل ... ماذا ستفعل المحجبات المشرحات بحجابهن بعد الفوز ....؟؟؟؟ رد زميل لي ساخرا ... هذي حيراتك؟ ربي يهديك !!! ):biggrin:
-
| | [ طبخ ]: ماذا ستطبخين انستي سيدتي | [ إهداءات ]: راديو اللمة ألووو ألووو | [ نقاش ]: عزوف كبير عن المنتديات ما السبب؟ | [ دورة تعليمية ]: إتقان الاستخارة
مجرد رأي !!
- كاتب الموضوع أكرم
- تاريخ النشر
