حلم فتاة ...قصة ماساة

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

امين الاغواطي

:: عضو منتسِب ::
إنضم
21 سبتمبر 2007
المشاركات
23
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
[][هدى
فتاة تجاوزت الخامسة والعشرين من عمرها عادية قمحية اللون عفيفة النفس مهتمة بدراستها وأعمالها
كل أملها في الدنيا أن تجد وظيفة بعد التخرج تقتات منها وتساعد أسرتها
المغمورة .
وفي غمرة الحياة تصادفت بشاب وسيم
ابتسم لها بثها مشاعره هشت لها الدنيا وزقزق الأمل الضاحك بين حناياها .
غازلها واهتم بها فاعتبرته ملكا متوجا ورأت نفسها معه الأميرة ديانا ...
بدأت تهتم بوسامتها وتكثر من الاعتناء بمظهرها .وأناقتها
وكبرت الأحلام داخل شغاف قلبها البكر الصغير
مرت الأيام مسرعة متلاحقة تزاحم بعضها البعض وهذا الحب يترعرع كجنين في بطن أمه وهي تتحسسه سعيدة بنموه وترعرعه ....
وانساقت تحلم بعش دافئ وخير وفير ونبع حب عامر لا ينضب ولا ينتهي...
كان هذا الحب ينكشف في كلماتها وابتساماتها التي لا تفارق الشفاه ...نبتت في قلبها شجرة الحب... ضاربة بجذورها في أعمق الأعماق...
كانت تسقيها كل يوم وكل لحظة من عذب كلامه ..... ترويها بشرايينها المتدفقة بدمها الصافي الكريم ....

وعدها بالزواج والعيش الرغيد تحت سقف واحد، وجاء اليوم الذي أخبرها فيه أنه سيسافر ليخبر عائلته ويستعد لخطوبتها ليتوجها ملكة بيته وأم عياله ووردة جورية تعبق أيامه ....وحاملة لقبه ....

وطلب منها أن تخبر أهلها وتمهد لهم الأمر في انتظاره ....

سيسافر إلى مدينته ليخبر العائلة .... كان يبدو مسرورا فرحا مغتبطا ،، أما هي فكانت عكسه تماما ،،،
فقد بدا عليها الحزن والأسى وكانت تتضور من ألم خفي يعتصر قلبها ويفتته كما يفتت موج البحر أعتى الصخور ....
كانت تسمع صدي قلبها يتكسر من الداخل يصرخ يئن يذرف بدل الدموع دما ... لكنها تمالكت نفسها وتشجعت وأقنعتها بأن الغد لها حيث سيكون الحبيب إلى جانبها ستخدمه وترعاه ولن تضيع فرصة للإحساس بالسعادة معه ...
وقبل أن تغادر المحطة حيث كانت تودعه سلمها ظرفا وطلب منها أن تبقيه مغلقا إلى أن يقترب موعد أوبته.......
سارت في طريقها عائدة إلى البيت وهي تحس أن جزء منها انشطر وغادرها إلى غير رجعة ....

دقات قلبها تتزايد وأنفاسها تكاد تتقطع ، ركبها الاضطراب وعصفت بها رياح الخوف......
واستبد بها الشوق وتملكتها رغبة جامحة في البكاء ...
لم تستطع الانتظار لفتح الرسالة ووجدت نفسها تفتحها وهي في منتصف الطريق وكان الأمل الوردي مازال يداعبها في حياة رغدة إلى جانب من تعلق قلبها به .....
فتحت الرسالة ....وبدأت تلتهم السطور بحثا عن شيء لم تجده ولا يبدو أنها ستعثر عليه.....
بدت كمن يبحث عن إبرة وسط كومة من التبن ....
وصلت إلى قوله حبيبة عمري لا أستطيع أن أخدعك أكثر وأتمادى في الكذب عليك فأنت زهرة بريئة وأنا كان غرضي التسلية لهذا قررت أن أضع حدا لعلاقتنا التي لن تسفر عن شيء ......
فأنا راحل لأتزوج ابنة عمي التي تنتظرني منذ سنين. .......
ضرستها الحيرة وطحنتها أنياب الألم وأحست ببرودة الموت تلسع جسدها النحيف...وتسري في عروقها ....وبضباب أبيض كثيف يغطي السطور ....
سقط القناع وانكشفت لها الحقيقة البشعة مكشرة عن أنياب المكر والتجبر والطغيان .....
يا لهول المفاجأة ...... أصبحت ترتعش كورقة بائسة أمام زمهرير شديد..تنتفض كعصفور بائس فقد أمه ...وتاه عن عشه ....
لهو وتسلية ....ألم يفكر في مشاعري ؟
ألم يضع اعتبارا لشيء ؟
أين كلماته ؟؟؟؟؟؟أين همساته ؟ أين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
غشيها الموت لم تعد تعي ما تقرأ بين السطور ..... إنها بالكاد تجر رجليها جرا إنها أكبر طعنة أصابتها في حياتها .... حتى موت والدها لم يشعرها بمثل هذا الانهزام.... أحست بضيق ينهش صدرها وبيد ضخمة قاسية تمتد لعنقها لتطبق عليه .
صرخت ....عوت ....صهلت ....
نعم صرخت صرخة وقعت بعدها مغشيا عليها وخطاب حبيب العمر في يدها .....
اجتمع حولها الناس وقد دفعهم الفضول لقراءته ....
لم تستفق إلا وهي في المستشفى فاقدة للعون والسند والأمل .
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top