التفاعل
306
الجوائز
73
- تاريخ التسجيل
- 2 أفريل 2010
- المشاركات
- 788
- آخر نشاط
- الأوسمة
- 6
سقوط القلعة
لقد كان الإعلان عن تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ، رد فعل واضح على نكبة سنة 1948
ويعتبر الأستاذ احمد الشقيري المؤسس والقائد الأول لها والذي خط بيده ميثاق المنظمة
قبل تعديله من قبل حركة فتح والمنظمات الفدائية في عام 1969
كما أسهم بشكل واضح في وضع النظام الأساسي واللوائح الداخلية و تمكن من جمع المجندين الفلسطينيين في …الجيوش العربية وإنشاء أولى كتائب جيش التحرير الفلسطيني
بعد حرب النكسة سنة 1967 استقال الشقيري وتولت المنظمة قيادات فلسطينية لم تكن في مستوى التمثيل الثوري الذي يضمن لها الاستمرار في ترتيب البيت الفلسطيني ، ثم كانت معركة
الكرامة في مارس سنة 1968 وبعدها بقليل انتخب أبو عمار كرئيس للمنظمة وكان ذلك في الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني ،وقد شهدت في عهده منظمة التحرير اعز انتصاراتها، وكابدت أمر هزائمها وفي عهده أيضا استطاع أبو عمار أن يحول الفلسطينيين من مجرد لاجئين إلى مناضلين واستطاع أن يجعل منها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني برغم معارضة كثير من القيادات الثورية آنذاك ..
وأصبحت منظمة التحرير الفلسطيني قلعة كان يمكن ان تحمل النصر لشعب مقهور عبر فوهة بندقية لا على جناح حمامة او اوراق زيتون ..
إن تاريخ سبتمبر 1993 سيبقى في ذاكرة الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية..، ذلك التاريخ
الذي كان بداية إعلان سقوط القلعة بموجب تلك الرسائل المتبادلة بين ياسر عرفات وإسحاق رابيين
تمهيدا لاتفاقية أسلو المشؤومة ، أو كامب ديفيد الفلسطينية الجديدة
انه التاريخ الذي جعل رجلا مثلا إيبا إيبان أن يتساءل في دهشة وفرح
هل كان يتصور احد أن تسقط القلعة من الداخل
وجاءت اتفاقية غزة وأريحا أولا ثم اشتهرت باتفاقية أسلو وتحولت منظمة التحرير إلى منظمة لتبرير مسلسل التنازلات والهزائم الوطنية الفلسطينية
وكانت رصاصة الرحمة كما يصفها الأستاذ شفيق الحوت عندما أمر التحالف الصهيوني الأمريكي
بتعديل الميثاق وانصاعت القيادات الفلسطينية وأقدمت على تعليقه وسط مهرجان مهين عقد في غزة بحضور كلينتون
ويقف ياسر عرفات شاحب الوجه في ذلك اليوم الذي انتخب فيه كأول رئيس للسلطة الفلسطينية
لتأدية القسم الوطني بالشكل التالي :
اقسم بالله العظيم ، أن أكون مخلصا للوطن وأن أحافظ على الدستور والقانون وأحافظ على مصالح الشعب الفلسطيني وسلامة أراضيه وتحقيق أمانيه وآماله الوطنية
قسم بشكل هلامي لا معنى له
فعن أي وطن يتحدث القسم ، هل يقصد الوطن التاريخي ، أم الوطن المحدد بقرار 181 .. ؟
آم الوطن الذي أشار إليه إعلان الدولة عام 1988 .. ؟
هل يقصد الوطن في غزة ..؟
آم الوطن في الضفة .. ؟
لقد جاء في المادة الثالثة من الميثاق المعلق بموجب اتفاقية أوسلو ،
المادة الثالثة تقول : الشعب العربي الفلسطيني هو صاحب الحق الشرعي في وطنه ..
وتبقى كلمة وطن مرة أخرى ليست أكثر من حلم يتأرجح على مراجيح الاتفاقيات والقرارات المعدومة مسبقا هذا الحق وهذا الوطن الذي يتحدث عنه رئيس منظمة التحرير ، أو رئيس سلطة التبرير
أعدمه أصحاب القرار في المنظمة نفسها بجرة قلم يوم وقع أبو عمار على اتفاقية أسلو
التي لا تعترف للفلسطينيين بأي حق شرعي على أي جزء من الوطن
رحم الله الوطن
إن هذا يذكرنا مرة أخرى بسذاجة العرب أو الأعراب ، في اتخاذ القرارات ويذكرنا مرة أخرى بالحل الشرعي الذي يفرض نفسه
يذكرنا باتفاقية كامب ديفيد والضحك على الذقون وتحرير سينا التي لا يملك الجيش المصري بموجبها الانتشار فيها إلا بما تسمح به إستخبارات العصابات الصهيونية ،مما جعل في الآونة الأخيرة رجلا كمبارك يستجدي وزير الدفاع الصهيوني أن يسمح له بانتشار قوات الأمن المصرية على ترابا سيناء لغرض محاربة القاعدة ،والجماعات الإرهابية ، أو ربما في تصوري لغرض تأمين الحدود الإسرائيلية من أي اختراق قد يضر بأمنها القومي
وفي تصوري أن السلطة الفلسطينية اليوم تلعب دورا لا يختلف عن دور مصر في تأمين أمن إسرائيل من الداخل ... بعد أن أصبح ظهور حركات جهادية وثورية على غرار حماس والجهاد وغيرها من حركات التحرر سواء ذات التوجه الإسلامي أو الثوري على حد سواء .يشكل خطرا بارزا على أمن العصابات الصهيونية
قلت مرة إن كثيرا من حركات التحرر في العالم تحتاج إلى قراءة متأنية للثورة الجزائرية ، فالبرغم أن كثيرا
من قادة الثورة لم يكونوا على مستوى عال من الثقافية إلا أنهم كانوا يعرفون جيدا أن الأمر في قضايا التحرر
لا بد وأن يمر عبر فوهة بندقية لا على جناح اتفاقية
ولقد أعجبني حوار آجرته قناة الجزيرة مع زعيم الجيش الإسلامي في العراق الدكتور إبراهيم ألشمري
عندما سأله الصحفي عن التجارب الثورية التي استفادوا منها
قال بالحرف الواحد لقد تعلمنا الكثير من الثورة الجزائرية
واستفدنا كثيرا من حرب العصابات التي كان يقودها بعض الجزائريين مثل علي لبوانت
فهل يعيد الفلسطينيين بما فيهم حماس والجهاد وحركة فتح ترتيب البيت الثوري الفلسطيني من جديد والاستفادة من تجربة ثورة التحرير الجزائرية
فلئن سقطت القلعة فلن يسقط الوطن