[font="]ولكنهم قوم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها[/font]
[font="]قد يبتعد الإنسان عن المعاصي والذنوب إذا كان يحضره الناس، وعلى مشهد منهم، لكنه[/font][font="]إذا خلا بنفسه، وغاب عن أعين الناس، أطلق لنفسه العنان، فاقترف السيئات، وارتكب [/font][font="]المنكرات،[/font][font="]وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً[/font][font="]الإسراء:17[/font][font="]] [/font][font="]وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ[/font][font="] ا[/font][font="]لبقرة: 74[/font][font="]. [/font]
[font="]بل إن الإنسان ليقع في ذنب، لو كان بحضرته طفل لامتنع من الوقوع فيه، فصار حياؤه[/font][font="] من هذا الطفل أشد من حيائه من الله جل وعلا، أتراه - في هذه الحالة - مستحضراً قول [/font][font="]الله تعالى[/font][font="]: [/font][font="]أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا[/font][font="] يُعْلِنُونَ [/font][font="]البقرة[/font]
[font="]:[/font][font="]77[/font][font="]أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ [/font][font="]يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ [/font][font="]التوبة: 78[/font][font="]. [/font]
[font="]ويحك يا هذا، إن كانت جراءتك على معصية الله لاعتقاد أن الله لا يراك، فما أعظم [/font][font="]كفرك، وإن كان علمك باطلاعه عليك، فما أشد وقاحتك، وأقل حياءك[/font][font="]!! [/font][font="]يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ[/font][font="] يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ [/font][font="]مُحِيطاً [/font][font="]النساء:108[/font]
[font="]من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم تعصيه، وتعلم قدر غضبه ثم تعرض له، وتعرف شدة[/font][font="]عقابه ثم لا تطلب السلامة منه، وتذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تهرب منها ولا[/font][font="]تطلب الأنس بطاعته[/font][font="]. [/font]
[font="]قال قتادة: [/font][font="]ابن آدم، والله إن عليك لشهوداً غير متهمة في بدنك، فراقبهم، واتق [/font][font="]الله في سرك وعلانيتك، فإنه لا يخفى عليه خافية، الظلمة عنده ضوء، والسر عنده [/font][font="]علانية، فمن استطاع أن يموت وهو بالله حسن الظن فليفعل، ولا قوة إلا بالله[/font][font="]. [/font]
[font="]وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ [/font][font="]وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا[/font][font="]يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم [/font][font="]بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ [/font][font="]فصلت:23،22[/font][font="]. [/font]
[font="]قال ابن الأعرابي: [/font][font="]آخر الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله، وبارز بالقبيح من[/font][font="]هو أقرب إليه من حبل الوريد[/font][font="]. [/font]
[font="]وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ[/font][font="] نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [/font][font="]ق:16[/font][font="]. [/font]
[font="]إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل[/font][font="]*** [/font][font="]خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ[/font]
[font="]ولا تحسبنّ الله يغفل ساعةً [/font][font="]***[/font][font="] ولا أن ما نخفيه عنه يغيبُ[/font]
[font="]إن تقوى الله في الغيب، وخشيته في السر، دليل كمال الإيمان، وسبب حصول الغفران،[/font][font="]ودخول الجنان، بها ينال العبد كريم الأجر وكبيره [/font][font="]إِنَّمَا [/font][font="]تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ [/font][font="]بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ[/font][font="][[/font][font="]يس:11[/font][font="]] [/font][font="]إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ[/font][font="] رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ[/font][font="][[/font][font="]الملك:12[/font][font="]] [/font][font="]وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ [/font][font="]لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ [/font][font="]مُّنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا[/font][font="]يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [/font][font="][[/font][font="]ق:31-35[/font][font="]. [/font]
[font="]وكان من دعاء النبي[/font][font="] : [/font][font="]أسألك خشيتك في الغيب والشهادة[/font][font="]والمعنى أن العبد يخشى الله سراً وعلانية، ظاهراً وباطناً، فإن[/font][font="] أكثر الناس قد يخشى الله في العلانية وفي الشهادة، ولكن الشأن خشية الله في الغيب[/font][font="] إذا غاب عن أعين الناس فقد مدح الله من خافه بالغيب[/font][font="]. [/font]
[font="]وكان بكر المزني يدعو لإخوانه[/font][font="]: [/font][font="]زهّدنا الله وإياكم في الحرام، زهادة من أمكنه[/font][font="] الحرام والذنب في الخلوة فعلم أن الله يراه فتركه[/font][font="]. [/font]
[font="]وقال بعضهم: ( [/font][font="]ليس الخائف من بكى فعصر عينيه، إنما الخائف من ترك ما اشتهى من[/font][font="] الحرام إذا قدر عليه[/font][font="]. [/font]
[font="]إذا السر والإعلان في المؤمن استوى[/font][font="]***[/font][font="]فقد عزّ في الدارين واستوجب[/font][font="] الثنا[/font]
[font="]فإن خالف الإعلان سراً فما له [/font][font="]***[/font][font="] على سعيه فضل سوى الكدّ والعنا[/font]
[font="]الأمور الموجبة لخشية الله عز وجل[/font]
[font="]1 - [/font][font="]قوة الإيمان بوعده ووعيده على المعاصي[/font][font="]. [/font]
[font="]2 - [/font][font="]النظر في شدة بطشه وانتقامه وسطوته وقهره، وذلك يوجب للعبد ترك التعرض [/font][font="]لمخالفته، كما قال الحسن: ( ابن آدم، هل لك طاقة بمحاربة الله، فإن من عصاه فقد[/font][font="]حاربه[/font][font="] ). [/font]
[font="]وقال بعضهم: عجبت من ضعيف يعص قوياً[/font][font="]. [/font]
[font="]3 -[/font][font="]قوة المراقبة لله، والعلم بأنه شاهد رقيب على قلوب عباده وأعمالهم، وأنه مع[/font][font="]عباده حيث كانوا فإن من علم أن الله يراه حيث كان، وأنه مطلع على باطنه وظاهره وسره [/font][font="]وعلانيته، واستحضر ذلك في خلواته، أوجب له ذلك ترك الماصي في السر[/font][font="]. [/font]
[font="]قال وهب بن الورد: ( [/font][font="]خف الله على قدر قدرته عليك، واستحي منه قدر قربه منك[/font][font="]. [/font][font="]وقال: [/font][font="]اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك[/font][font="]. [/font]
[font="]4 - [/font][font="]استحضار معاني صفات الله تعالى، ومن صفاته [/font][font="]( السمع، والبصر، والعلم )[/font][font="]، [/font][font="]فكيف[/font][font="] تعصي من يسمعك، ويبصرك ويعلم حالك؟[/font][font="]!..[/font][font="]فإذا استحضر العبد معاني هذه الصفات، قوي[/font][font="]عنده الحياء، فيستحي من ربه أن يسمع منه ما يكره، أو يراه على ما يكره، أو يخفي في[/font][font="] سريرته ما يمقته عليه، قتبقى أقواله وحركاته وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة [/font][font="]ولا مرسلة تحت حكم الطبيعة والهوى[/font][font="]. [/font]
[font="]قال ابن رجب: [/font][font="]فتقوى الله في السر، هي علامة كمال الإيمان، ولها تأثير عظيم في[/font][font="] إلقاء الله لصاحبها الثناء في قلوب المؤمنين[/font]
[font="]قال أبو الدرداء: [/font][font="]( ليتق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر، يخلو بمعاصي[/font][font="] الله، فيلقي الله له البغض في قلوب المؤمنين[/font][font="]. [/font]
[font="]وقال سليمان التيمي: ( [/font][font="]إن الرجل ليصيب الذنب في السر، فيصبح وعليه مذلته[/font]
[font="]وقال غيره: ( [/font][font="]إن العبد ليذنب الذنب فيما بينه وبين الله ثم يجيء إلى إخوانه[/font][font="] فيرون أثر ذلك الذنب عليه[/font][font="]. [/font]
[font="]وهذا أعظم الأدلة على وجود الإله الحق، المجازي بذرات الأعمال في الدنيا قبل [/font][font="]الآخرة، ولا يضيع عنده عمل عامل، ولا ينفع من قدرته حجاب ولا استتار[/font][font="]. [/font]
[font="]فالسعيد من أصلح ما بينه وبين الله، فإنه من أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله[/font][font="]ما بينه وبين الخلق، ومن التمس محامد الناس بسخط الله عاد حامده من الناس ذاماً له[/font][font="]. [/font]
[font="]ومن أعجب ما روي في هذا، ما روي عن أبي جعفر السائح قال: ( كان حبيب أبو محمد[/font][font="] تاجراً يكري الدراهم، فمر ذات يوم بصبيان فإذا هم يلعبون، فقال بعضهم لبعض: قد جاء[/font][font="]آكل الربا. فنكس رأسه، وقال: يا رب، أفشيت سري إلى الصبيان[/font][font="]. [/font][font="]فرجع فجمع ماله كله،[/font][font="]وقال: يا رب، إني أسير، وإني قد اشتريت نفسي منك بهذا المال فاعتقني، فلما أصبح[/font][font="]ت صدق بالمال كله، وأخذ في العبادة، ثم مرّ ذات يوم بأولئك الصبيان، فلما رأوه قال [/font][font="]بعضهم لبعض: اسكتوا فقد جاء حبيب العابد. فبكى، وقال: يا رب، أنت تذم مرة وتحمد [/font][font="]مرة، وكله من عندك[/font][font="]. [/font]
[font="]قال سفيان الثوري: ( [/font][font="]إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من[/font][font="] الله شيئاً[/font][font="] ). وودّع ابن عون رجلاً فقال: ( [/font][font="]عليك بتقوى الله، فإن المتقي ليست عليه[/font][font="]وحشة[/font][font="]. [/font]
[font="]قال زيد بن أسلم: [/font][font="]كان يقال: من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا[/font][font="]. [/font]
[font="]نسأل الله عز وجل أن يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة، وفي السر والعلانية[/font]
[font="]في الحديث[/font][font="]: [/font][font="]قال النبي صلى الله عليه وسلم[/font][font="] :[/font][font="]لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة [/font][font="]بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباءً منثوراً[/font][font="]، قيل[/font][font="]: [/font][font="]يا رسول الله صفهم لنا، جلّهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم؟ قال[/font][font="]: [/font][font="]أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون [/font][font="]ولكنهم قوم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها[/font][font="]. [/font]
رواه ابن ماجة وصححه الألباني
رواه ابن ماجة وصححه الألباني
[font="]قد يبتعد الإنسان عن المعاصي والذنوب إذا كان يحضره الناس، وعلى مشهد منهم، لكنه[/font][font="]إذا خلا بنفسه، وغاب عن أعين الناس، أطلق لنفسه العنان، فاقترف السيئات، وارتكب [/font][font="]المنكرات،[/font][font="]وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً[/font][font="]الإسراء:17[/font][font="]] [/font][font="]وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ[/font][font="] ا[/font][font="]لبقرة: 74[/font][font="]. [/font]
[font="]بل إن الإنسان ليقع في ذنب، لو كان بحضرته طفل لامتنع من الوقوع فيه، فصار حياؤه[/font][font="] من هذا الطفل أشد من حيائه من الله جل وعلا، أتراه - في هذه الحالة - مستحضراً قول [/font][font="]الله تعالى[/font][font="]: [/font][font="]أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا[/font][font="] يُعْلِنُونَ [/font][font="]البقرة[/font]
[font="]:[/font][font="]77[/font][font="]أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ [/font][font="]يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ [/font][font="]التوبة: 78[/font][font="]. [/font]
[font="]ويحك يا هذا، إن كانت جراءتك على معصية الله لاعتقاد أن الله لا يراك، فما أعظم [/font][font="]كفرك، وإن كان علمك باطلاعه عليك، فما أشد وقاحتك، وأقل حياءك[/font][font="]!! [/font][font="]يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ[/font][font="] يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ [/font][font="]مُحِيطاً [/font][font="]النساء:108[/font]
[font="]من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم تعصيه، وتعلم قدر غضبه ثم تعرض له، وتعرف شدة[/font][font="]عقابه ثم لا تطلب السلامة منه، وتذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تهرب منها ولا[/font][font="]تطلب الأنس بطاعته[/font][font="]. [/font]
[font="]قال قتادة: [/font][font="]ابن آدم، والله إن عليك لشهوداً غير متهمة في بدنك، فراقبهم، واتق [/font][font="]الله في سرك وعلانيتك، فإنه لا يخفى عليه خافية، الظلمة عنده ضوء، والسر عنده [/font][font="]علانية، فمن استطاع أن يموت وهو بالله حسن الظن فليفعل، ولا قوة إلا بالله[/font][font="]. [/font]
[font="]وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ [/font][font="]وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا[/font][font="]يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم [/font][font="]بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ [/font][font="]فصلت:23،22[/font][font="]. [/font]
[font="]قال ابن الأعرابي: [/font][font="]آخر الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله، وبارز بالقبيح من[/font][font="]هو أقرب إليه من حبل الوريد[/font][font="]. [/font]
[font="]وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ[/font][font="] نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [/font][font="]ق:16[/font][font="]. [/font]
[font="]إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل[/font][font="]*** [/font][font="]خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ[/font]
[font="]ولا تحسبنّ الله يغفل ساعةً [/font][font="]***[/font][font="] ولا أن ما نخفيه عنه يغيبُ[/font]
[font="]إن تقوى الله في الغيب، وخشيته في السر، دليل كمال الإيمان، وسبب حصول الغفران،[/font][font="]ودخول الجنان، بها ينال العبد كريم الأجر وكبيره [/font][font="]إِنَّمَا [/font][font="]تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ [/font][font="]بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ[/font][font="][[/font][font="]يس:11[/font][font="]] [/font][font="]إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ[/font][font="] رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ[/font][font="][[/font][font="]الملك:12[/font][font="]] [/font][font="]وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ [/font][font="]لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ [/font][font="]مُّنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا[/font][font="]يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [/font][font="][[/font][font="]ق:31-35[/font][font="]. [/font]
[font="]وكان من دعاء النبي[/font][font="] : [/font][font="]أسألك خشيتك في الغيب والشهادة[/font][font="]والمعنى أن العبد يخشى الله سراً وعلانية، ظاهراً وباطناً، فإن[/font][font="] أكثر الناس قد يخشى الله في العلانية وفي الشهادة، ولكن الشأن خشية الله في الغيب[/font][font="] إذا غاب عن أعين الناس فقد مدح الله من خافه بالغيب[/font][font="]. [/font]
[font="]وكان بكر المزني يدعو لإخوانه[/font][font="]: [/font][font="]زهّدنا الله وإياكم في الحرام، زهادة من أمكنه[/font][font="] الحرام والذنب في الخلوة فعلم أن الله يراه فتركه[/font][font="]. [/font]
[font="]وقال بعضهم: ( [/font][font="]ليس الخائف من بكى فعصر عينيه، إنما الخائف من ترك ما اشتهى من[/font][font="] الحرام إذا قدر عليه[/font][font="]. [/font]
[font="]إذا السر والإعلان في المؤمن استوى[/font][font="]***[/font][font="]فقد عزّ في الدارين واستوجب[/font][font="] الثنا[/font]
[font="]فإن خالف الإعلان سراً فما له [/font][font="]***[/font][font="] على سعيه فضل سوى الكدّ والعنا[/font]
[font="]الأمور الموجبة لخشية الله عز وجل[/font]
[font="]1 - [/font][font="]قوة الإيمان بوعده ووعيده على المعاصي[/font][font="]. [/font]
[font="]2 - [/font][font="]النظر في شدة بطشه وانتقامه وسطوته وقهره، وذلك يوجب للعبد ترك التعرض [/font][font="]لمخالفته، كما قال الحسن: ( ابن آدم، هل لك طاقة بمحاربة الله، فإن من عصاه فقد[/font][font="]حاربه[/font][font="] ). [/font]
[font="]وقال بعضهم: عجبت من ضعيف يعص قوياً[/font][font="]. [/font]
[font="]3 -[/font][font="]قوة المراقبة لله، والعلم بأنه شاهد رقيب على قلوب عباده وأعمالهم، وأنه مع[/font][font="]عباده حيث كانوا فإن من علم أن الله يراه حيث كان، وأنه مطلع على باطنه وظاهره وسره [/font][font="]وعلانيته، واستحضر ذلك في خلواته، أوجب له ذلك ترك الماصي في السر[/font][font="]. [/font]
[font="]قال وهب بن الورد: ( [/font][font="]خف الله على قدر قدرته عليك، واستحي منه قدر قربه منك[/font][font="]. [/font][font="]وقال: [/font][font="]اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك[/font][font="]. [/font]
[font="]4 - [/font][font="]استحضار معاني صفات الله تعالى، ومن صفاته [/font][font="]( السمع، والبصر، والعلم )[/font][font="]، [/font][font="]فكيف[/font][font="] تعصي من يسمعك، ويبصرك ويعلم حالك؟[/font][font="]!..[/font][font="]فإذا استحضر العبد معاني هذه الصفات، قوي[/font][font="]عنده الحياء، فيستحي من ربه أن يسمع منه ما يكره، أو يراه على ما يكره، أو يخفي في[/font][font="] سريرته ما يمقته عليه، قتبقى أقواله وحركاته وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة [/font][font="]ولا مرسلة تحت حكم الطبيعة والهوى[/font][font="]. [/font]
[font="]قال ابن رجب: [/font][font="]فتقوى الله في السر، هي علامة كمال الإيمان، ولها تأثير عظيم في[/font][font="] إلقاء الله لصاحبها الثناء في قلوب المؤمنين[/font]
[font="]قال أبو الدرداء: [/font][font="]( ليتق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر، يخلو بمعاصي[/font][font="] الله، فيلقي الله له البغض في قلوب المؤمنين[/font][font="]. [/font]
[font="]وقال سليمان التيمي: ( [/font][font="]إن الرجل ليصيب الذنب في السر، فيصبح وعليه مذلته[/font]
[font="]وقال غيره: ( [/font][font="]إن العبد ليذنب الذنب فيما بينه وبين الله ثم يجيء إلى إخوانه[/font][font="] فيرون أثر ذلك الذنب عليه[/font][font="]. [/font]
[font="]وهذا أعظم الأدلة على وجود الإله الحق، المجازي بذرات الأعمال في الدنيا قبل [/font][font="]الآخرة، ولا يضيع عنده عمل عامل، ولا ينفع من قدرته حجاب ولا استتار[/font][font="]. [/font]
[font="]فالسعيد من أصلح ما بينه وبين الله، فإنه من أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله[/font][font="]ما بينه وبين الخلق، ومن التمس محامد الناس بسخط الله عاد حامده من الناس ذاماً له[/font][font="]. [/font]
[font="]ومن أعجب ما روي في هذا، ما روي عن أبي جعفر السائح قال: ( كان حبيب أبو محمد[/font][font="] تاجراً يكري الدراهم، فمر ذات يوم بصبيان فإذا هم يلعبون، فقال بعضهم لبعض: قد جاء[/font][font="]آكل الربا. فنكس رأسه، وقال: يا رب، أفشيت سري إلى الصبيان[/font][font="]. [/font][font="]فرجع فجمع ماله كله،[/font][font="]وقال: يا رب، إني أسير، وإني قد اشتريت نفسي منك بهذا المال فاعتقني، فلما أصبح[/font][font="]ت صدق بالمال كله، وأخذ في العبادة، ثم مرّ ذات يوم بأولئك الصبيان، فلما رأوه قال [/font][font="]بعضهم لبعض: اسكتوا فقد جاء حبيب العابد. فبكى، وقال: يا رب، أنت تذم مرة وتحمد [/font][font="]مرة، وكله من عندك[/font][font="]. [/font]
[font="]قال سفيان الثوري: ( [/font][font="]إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من[/font][font="] الله شيئاً[/font][font="] ). وودّع ابن عون رجلاً فقال: ( [/font][font="]عليك بتقوى الله، فإن المتقي ليست عليه[/font][font="]وحشة[/font][font="]. [/font]
[font="]قال زيد بن أسلم: [/font][font="]كان يقال: من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا[/font][font="]. [/font]
[font="]نسأل الله عز وجل أن يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة، وفي السر والعلانية[/font]