دب قطبي جزء ثاني

نتشار النوع وجمهراته

الدائرة القطبية الشمالية، الموطن الكامل للدب القطبي.



يتواجد الدب القطبي عبر المحيط المتجمد الشمالي بأكمله، وكذلك في البحار المجاورة، ولا تزال هذه الحيوانات تحتفظ بالأغلبية الساحقة من موطنها أكثر من أي نوع أخر من اللواحم،(21) وذلك عائد إلى بعد موطنها ونأيه لدرجة تمنع البشر من القيام بأي نشاطات فيه. تعتبر الدببة القطبية نادرة شمالي خط العرض 88°، إلا أن هناك دليل على أنها تنتشر عبر القطب الشمالي بكامله، وصولا حتى خليج جايمس في كندا جنوبا، وفي بعض الأحيان يمكنها أن تنجرف لمسافات شاسعة على الجليد البحري المتكسر، وقد وردت بعض المشاهدات القصصيّة التي تفيد برؤية دببة قطبية في منطقة برليفاغ على البر النرويجي، وجزر الكوريل في بحر أوخوتسك. يصعب تقدير عدد الجمهرة العالمية لهذه الحيوانات بما أن معظم موطنها لم يتم دراسته بشكل واضح وكامل، إلا أن علماء الأحياء يقدرون وفقا لبعض الدراسات الأولية أن عدد الجمهرة العالمية يتراوح بين 20,000 و 25,000 دب قطبي. [5]
هناك 19 جمهرة معترف بها من الدب القطبي، [5] [6] وتظهر كل واحدة منها تفضيلا موسميّا لمناطق معينة، إلا أن الدراسات التي أجريت على حمضها النووي أظهرت أنها غير معزولة كليّا عن بعضها البعض، حيث ظهر بأنها تتناسل فيما بينها.(22) يعيش في أميركا الشمالية 13 جمهرة تنتشر من بحر بيوفورت جنوبا حتى خليج هدسون، وشرقا حتى خليج بفن غربي جرينلاند، وتشكّل هذه الجمهرات ما نسبته 70% من جمهرة الدب القطبي العالمية. أما الجمهرة الأوراسية فتعدّ مقسمة ومشتتة عبر شرق جرينلاند، بحر بارنتس، بحر كارا، بحر لابتف، وبحر شوكشي، على الرغم من عدم توافر معطيات كافية حول بنية هذه الجمهرات بسبب ندرة المعلومات التي تم الحصول عليها عن طريق أسلوب "التعليم وأعادة الأسر" وهو أسلوب يتمثل بأسر الحيوانات، تعليمها بشكل معين، ومن ثم أسرها من جديد بعد مدة خلال القيام بالإحصائات، وهكذا يمكن معرفة عددها في المنطقة المحددة عن طريق تمييز كل منها بالعلامة الموضوعة له.
يشمل موطن الدب القطبي الأراضي الخاضعة لسيادة خمسة دول وهي: الدنمارك (جرينلاندالنروج (سفالباردروسيا، الولايات المتحدة (ألاسكا)، وكندا. قامت جميع هذه الدول عام 1973 بالتوقيع على اتفاقية أطلق عليها اسم الاتفاقية الدولية للحفاظ على الدببة القطبية، وهي تهدف إلى التعاون على القيام بالدراسات اللازمة وبذل الجهود الكافية للحفاظ على هذه الحيوانات عبر موطنها بأكمله.

دب قطبي مخدّر، وتبدو المروحية التي أطلق عليه سهم التخدير منها في الخلفية.



إن التقنيات الحديثة المستخدمة لتقفي أثر الدببة القطبية في البرية لم تُطبق إلا منذ أواسط ثمانيناتالقرن العشرين، وهي تعتبر غالية جدا كي يُصار إلى تطبيقها باستمرار على مجال شاسع من الأراضي. [23] يعتمد معظم العلماء حاليا على الطيران بمروحيّة إلى أن يعثروا على ضالتهم حيث يقومون بتخدير الحيوان ومن ثم تزويده بعلامة معينة أو بطوق إرسال، وتعتبر هذه الطريقة أكثر الطرق المؤمنة لأكثر الأحصائيات دقة. [23] أفاد بعض الإنويت في نونافوت أن الدببة القطبية أصبحت أكثر شيوعا حول المستوطنات البشرية في السنوات القليلة الماضية، مما أدّى للإعتقاد بأن جمهرتها في تلك المنطقة تزداد، إلا أن العلماء قاموا بالرد على هذا القول بأن الدببة قد يدفعها جوعها إلى التجمع حول المستوطنات البشرية بأعداد كبيرة كي تقتات على القمامة وما يتركه الناس خارج منازلهم من أسماك وأطعمة أخرى، وهذا يجعل البشر يتوهمون أن أعداد الدببة في تزايد.(23) يقول الأفراد المتخصصون في مجموعة الدب القطبي بالإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة أن "تقدير أعداد الأفراد في جمهرات الدب القطبي لا يجب أن يتم بشكل منفرد، أو على أساس المعرفة التقليدية بالبيئة المحلية، دون أن يكون هناك دراسات علمية تدعمه".(24) من بين الجمهرات التسعة عشر المعترف بها للدب القطبي، فإن 5 منها تعتبر في طور التراجع، 5 حالتها مستقرة، 2 تتزايد أعدادها، و 7 لا تتوافر بشانها معطيات كافية. [5] [6]

تعتبر الدببة القطبية ثدييات بحرية غالبا، وذلك لأنها تمضي عدّة أشهر من السنة في عرض البحر. [25] يعتبر الجليد البحري السنوي الذي يغطي المياه فوق الصفيحة القارية، وأرخبيل الجزر القطبية، المسكن المفضل لهذه الحيوانات. تعرف هذه المناطق "بحلقة الحياة القطبية" وهي أكثر غنى بالكائنات الحية بالمقارنة مع المياه العميقة لأقصى القطب الشمالي. [21] [26] يميل الدب القطبي إلى زيارة المناطق التي يلتقي بها الجليد بالبحر باستمرار، مثل المجمعات المائية المؤقتة التي تنشأ إثر ذوبان الجليد، وذلك كي يصطاد الفقمات التي تشكل أغلبية حميته، [27] وبالتالي فإن هذه الحيوانات يمكن العثور عليها على محيط الصفائح الجليدية القطبية، عوضا عن الحوض القطبي بالقرب من القطب الشمالي حيث تقل كثافة الفقمات. [28]
يحوي الجليد السنوي كميات كبيرة من المياه تذوب وتتبخر ثم تعود للتجمد وفقا لتغير الفصول، وتهاجر الفقمات استجابة لهذه التغيرات، فيكون على الدببة القطبية بالتالي أن تلاحقها. [26] وفي خليجيّ هدسون وجايمس وبعض المناطق الأخرى، يذوب الجليد كليّا خلال الصيف (وهو حدث يُطلق عليه "تفكك الكتل الجليدية الطافية"، بالإنكليزية: ice-floe breakup)، مما يدفع الدببة إلى دخول البر الرئيسي والانتظار إلى أن يتجمد البحر من جديد. [26] وفي بحار شوكوشي وبيوفورت، تتجه الدببة القطبية شمالا كل صيف نحو الصفائح الجليدية التي تبقى على حالها طيلة أيام السنة.

السلوك والخواص الأحيائيةالصفات الجسدية

الدب القطبي هو أكبر اللواحم التي تعيش على اليابسة حاليّا، حيث يبلغ حجمه ضعف حجم الببر السيبيري،(29) ويشارك الدب القطبي هذا اللقب دب كودياك، وهو إحدى سلالات الدب البني القارت والتي تتواجد في ألاسكا. [1] يتراوح وزن الذكر القطبي البالغ بين 352 و 680 كيلوغرام (780–1,500 رطل) ويصل في طوله لما بين 2.4 و 3 أمتار (7.9–9.8 أقدام)،(2) أما الإناث البالغة فيصل حجمها لنصف حجم الذكر حيث تزن عادةً بين 150 و 249 كيلوغراما (330–550 رطلا) ويصل طولها لما بين 1.8 و 2.4 أمتار (5.9–7.9 أقدام)، إلا أن وزنها يمكن أن يصل إلى 499 كجم (1,100 رطل) عندما تكون حاملا.(2) يعتبر الدب القطبي أحد أكثر الثدييات التي تظهر تفاوتا جنسيّا بارزا للعيان، حيث لا يفوقه بذلك سوى الفقمات الأذناء (أسود البحر وفقمات الفراء). [30] وصل وزن أكبر دب قطبي تمّ التبليغ عنه إلى 1,002 كجم (2,210 أرطال) كما يُزعم، وكان هذا الدب ذكرا قُتل في مضيق كوتزيبو بشمال غرب ألاسكا عام 1960.(31)
.



عند مقارنة الدب القطبي مع أقرب حيوان له، الدب البني، يظهر بأنه يمتلك بنية جسدية أطول، بالإضافة لجمجمة ورأس أكثر طولا، [18] كما يمتلك قوائم قصيرة وأكثر امتلاءً بالإضافة لأذنين وذيل صغيرة، كما توضح قاعدة ألن بالنسبة للحيوانات الشمالية. [18] وعلى الرغم من قصر قوائم الدب القطبي إلا أنها ضخمة جدا وذلك كي يتوزع ثقل الحيوان عليها أثناء سيره على الثلج أو الجليد الرقيق، ولمساعدته على التجذيف عند السباحة؛ وقد يبلغ عرض القائمة 36 سنتيمتر (12 إنش) عند الفرد البالغ. [32] إن باطن القدم عند هذه الحيوانات مغطى بحليمات صغيرة ناعمة تؤمن لها الثبات على الجليد. [18] تعتبر مخالب الدب القطبي قصيرة مكتنزة بالمقارنة مع مخالب الدب البني، ولعلّ السبب في ذلك يعود إلى أن الأول يحتاج إلى التمسك بالجليد وبفرائس أضخم من تلك التي يقتات عليها قريبه، [18] وتأخذ المخالب شكل المغرفة على قسمها السفلي، وذلك كي تساعد الحيوان على الحفر في الجليد والثلج القاسي. تنتشر شائعة على الإنترنت مفادها أن جميع الدببة القطبية عسراويّة، [33] [34] إلا أنه ليس هناك من أي دليل علمي يؤكد هذا الكلام. [35] يندر أن يفوق وزن الدببة القطبية معدله الطبيعي في حدائق الحيوانات، على العكس من الدببة البنية، ويرجع ذلك على الأرجح إلى درجات الحرارة المرتفعة في معظم الحدائق. يمتلك الدب القطبي 42 سنا تعكس عاداته في الإقتيات على اللحم، [18] وتكون أضراس هذه الحيوانات أكثر صغرا وتثليما من أضراس الدب البني، كما تكون الأنياب أكبر وأكثر حدّة. [18]




تعتبر الدببة القطبية معزولة عن حرارة بيئتها الباردة بواسطة طبقة الشحم التي تمتلكها وتبلغ سماكتها 10 سنتيمترات (3.9 إنشات)، [32] بالإضافة لجلدها وفرائها؛ وبالتالي فإن هذه الحيوانات يمكن أن ترتفع درجة حرارة جسدها بحال فاقت الحرارة الخارجية 10 °سيلزيوس (50 °فهرنهايت)، كما تكون خفيّة تقريبا عند تصويرها بالأشعة تحت الحمراء. [36] يتألف فراء الدب القطبي من طبقة من الفراء التحتي الكثيف وطبقة خارجيّة من الشعر الأولي الذي يظهر لونه بأنه يتراوح بين الأبيض والأسمر، إلا أنه شفاف في الواقع، [32] ويتراوح طول الشعر الأولي بين 5 و 15 سنتيمتر (2.0–5.9 إنشات) على معظم أنحاء الجسد. [37] تطرح الدببة القطبية كسوتها الشتوية تدريجيا خلال الفترة الممتدة من شهر مايو حتى أغسطس، [38] إلا أنها على العكس من الثدييات القطبية الأخرى لا تستبدل معطفها الشتوي الناصع البياض بمعطف صيفي داكن ليساعدها على التمويه خلال فصل الصيف. كان يُعتقد أن الشعيرات الأوليّة المجوفة لكسوة الدب القطبي تلعب دور أوعية ليفيّة بصريّة توصل الضوء إلى الجلد الأسود للدب حيث يمتصه؛ إلا أن هذه النظرية ترفضها اليوم الدراسات الحديثة. [39]





.


يتحول لون كسوة الدب القطبي البيضاء إلى الإصفرار عند تقدم الحيوان بالسن، وعندما يٌحتفظ بهذه الدببة في ظروف دافئة ورطبة، فإن فرائها قد يتحول لونه إلى الأخضر الباهت بسبب نمو الأشنيات بداخل الشعيرات الأولية. [40] تمتلك الذكور شعيرات أكثر طولا على قوائمها الأمامية من الإناث، وهي تزداد في طولها حتى يبلغ الدب 14 عاما. يُعتقد بأن الشعر الزخرفي للقوائم الأمامية للذكر يجتذب الإناث، وهو بهذا يؤدي نفس وظيفة اللبدة عند الأسد الذكر. [30]
يمتلك الدب القطبي حاسة شم متطورة للغاية، فهو قادر على تحديد موقع فقمة على بعد 1.6 كيلومتر (ميل واحد) وهي مدفونة تحت 3 أقدام من الثلج (0.91 أمتار)، [41] أما حاسة سمعه فتماثل دقة سمع الانسان ، وتعتبر حاسة نظره جيدة بالنسبة للمسافات البعيدة. [41]
يعتبر الدب القطبي سبّاح ماهر، فقد شوهدت أفراد منه في المياه القطبية المفتوحة على بعد 320 كيلومتر (200 ميل) من اليابسة. تسبح هذه الدببة باستخدام أسلوب "تجذيف الكلاب" (أي الاستلقاء على بطنها واستخدام يديها وقوائمها بداخل الماء دون أن تخرجها)، حيث يؤمن لها شحمها العوم وتدفع نفسها بالماء بواسطة أكفها الكبيرة الأمامية. [42] تستطيع الدببة القطبية أن تسبح بسرعة ستة أميال في الساعة، وعندما تخطو هذه الحيوانات على البر فهي تميل لأن تمشي بتثاقل وتحافظ على سرعة يبلغ متوسطها حوالي 5.5 كيلومترات بالساعة (3.5 أميال بالساعة).




 
بارك الله فيك
وجزيل الشكر على ما انتقيتي لنا يا حنين
موضوعك طيب ومعلوماتك قيمة
لا تحرمينا من جديدك المفيد
 
تتمة جد رائعة كلها جديد مفيد
مشكورة كل الشكر أختي الكريمة حنين
بارك الله في ما تختاريه لنا من فوائد جمة و معلومات قيمة.
بانتظار كل جديد منك فيه التجديد.
حفظك العلي الحكيم و زادك من خيره العميم.
 
بارك الله فيك

وجزيل الشكر على ما انتقيتي لنا يا حنين
موضوعك طيب ومعلوماتك قيمة
لا تحرمينا من جديدك المفيد


وفيك البركة
يا أخي سامي والله عم يعجز لساني عن التعبير
وجودك بصفحتي زاد من روعت كلام الموضوع
 
تتمة جد رائعة كلها جديد مفيد

مشكورة كل الشكر أختي الكريمة حنين
بارك الله في ما تختاريه لنا من فوائد جمة و معلومات قيمة.
بانتظار كل جديد منك فيه التجديد.

حفظك العلي الحكيم و زادك من خيره العميم.


مرورك الاروع والاجمل
ربي يسترك وحققلك كل أمنياتك
 
كل يوم نلقى الجديد عند الاخت حنين
تستحقين المتاااابعه
 
موضوع في قمة الافادة
شكرا لك اختي
 
له له له
ونتي شااانك غالي عندي
بيكفيني لما بمر على موضيعك بتزكر القمر


بعرف كلشي فيه القمر لازم تنزكر حتى في مواضيعي ما حلت عني
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top