المقالة البيولوجية احتمال طيح ادخلوا

amouna31

:: عضو منتسِب ::
إنضم
30 جانفي 2010
المشاركات
72
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
نص السؤال: هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي في البيولوجيا
المقدمة:
مما لا شك فيه،فإن البيولوجيا هي ذلك العلم الذي يهتم بدراسة الكائن الحي "الإنسان، الحيوان، النبات" ويترتب على هذا أن موضوع البيولوجيا هو المادة الحية التي تتميز بجملة من الخصائص أهمها التغذية, التكاثر, التنفس, النمو, الإطراح.
انطلاقا من هذه الخصائص سعى الباحثون في البحث عن مدى إمكانية إخضاع المادة الحية للتجريب،ولقد نتج عن ذلك ظهور اتجاهين متعارضين، فأما الاتجاه الأول فتمثله النظرية الكلاسيكية وهو اتجاه معارض للتجريب على المادة الحية،وأما الاتجاه الثاني فتمثله النظرية الحديثة وهو اتجاه مؤيد لاستخدام التجريب على المادة الحية.
في حدود هذه الخصومة الفكرية نقوم بطرح الإشكالية التالية:
هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي في البيولوجيا؟ وبعبارة أخرى هل يمكن إخضاع المادة الحية للتجريب مثل إخضاعها في المادة الجامدة؟
الأطروحة: ترى النظرية الكلاسيكية أنه لا يمكن إخضاع المادة الحية للتجريب ذلك لأن تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية يصطدم بعدة صعوبات وعراقيل راجعة إلى طبيعة المادة الحية وخصائصها فالجسم الحي يشكل وحدة منظمة,فكل جزء فيه تابع للكل ولكل الأجزاء الأخرى.فلو نزعنا للجسم الحي عضوا من أعضائه للاحظنا أنه يتصرف و يتألف كوحدة جديدة تختلف عما كان عليه. كما أنه من الصعب دراسة وملاحظة الأعضاء أثناء قيامها بوظائفها كما لا يمكن عزل الأعضاء على الكائن الحي لأن ذلك يسبب موت الكائن الحي أو موت العضو المراد دراسته.
ضف إلى ذلك, أن الكائن الحي المدروس في المخبر لا يكون حتميا هو إلا في محيطه الطبيعي.و تغير هذا المحيط من حالته الطبيعية إلى شروط اصطناعية يخلق في الكائن الحي بعض الاضطراب,إن فهم ظاهرة فيزيولوجية توشك غالبا أن تشوه عندما تدرس في المخبر,فالحيوانات و النباتات المنزلية لها أمراض تجهلها نفس الأنواع الوحشية.
ثم إن التجريب على الكائن الحي يتطلب تشريحه وهذا يتسبب أحيانا في موت الكائن الحي لذلك اعترضت بعض الدوائر والهيئات الدينية الأخلاقية والسياسية على ذلك وهذا رفقا بالكائن الحي وبقداسة جثته ولهذا حرمت الكنيسة في العصور الوسطى تشريح الكائن الحي وبالتالي التجريب عليه.
نقد:لكن ما يأخذ على أنصار هذا الموقف هو أنهم فاتهم أن العلماء صار في أمكانهم التغلب على هذه الصعوبات والعراقيل التي كانت تواجههم بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي فقد ساعد المجهر الإلكتروني على ملاحظة أدق أجزاء الخلية, كما أنه صار من الممكن عزل أحد الأعضاء كالكلية أو الرئتين أو القلب دون أن يؤدي ذلك إلى موت الكائن الحي ودون أن يفقد العضو المنزوع وظيفته, ثم إن العلماء لم يعودوا بحاجة إلى تشريح الكائن الحي قصد التجريب عليه خاصة بعد ظهور التصوير الإشعاعي, ولذلك لم يبق أي مبرر لتحريم التجريب من طرف بعض رجال الدين.
نقيض الأطروحة:إن مثل هذه المؤاخذات هي التي تقودنا إلى التعرف على موقف أخر يرى أنصاره إمكانية إخضاع المادة الحية للتجريب,حيث أكد عالم الأحياء الفرنسي كلود برنار إمكانية تطبيق المنهج التجريبي في البيولوجيا على غرار تطبيقه على المادة الجامدة.
وجاء هذا التأكيد من خلال بعض التجارب التي قام بها على بعض الحيوانات كتجربته على الأرانب والتي توصل من خلالها إلى قانون علمي مؤداه أن الحيوانات إذا فرغت بطونها تغذت على مدخراتها الغذائية, إضافة إلى تجارب أخرى عرضها في كتابه المعروف باسم المدخل إلى الطب التجريبي.
كما أن تجارب مندل على نبات البازلاء أدت إلى ظهور علم الوراثة الذي تطور فيما بعد ليشمل الكائنات الحية الأخرى, كما أن علم الأمراض قطع أشواطا كبيرة في مجال دراسة الكائن الحي دراسة تجريبية معتمدا في ذلك على حققه العلم من تقدم إضافة إلى تطور الأجهزة والوسائل مما مكن العلماء من التجريب على الكائن الحي دون اللجوء إلى تشريحه ودون قتل الكائن الحي.
النقد:ولكن على الرغم من الخطوات الهامة التي قطعتها البيولوجيا فيما يخص دراسة الكائن الحي دراسة تجريبية إلا أنه لا تزال هناك بعض الصعوبات تعترض سبيلهم ذلك مثلا: صعوبة التجريب مباشرة على الإنسان ومن ثمة اللجوء إلى الحيوان ثم يعممون نتائجهم على الإنسان غير أن هذا التعميم قد لا يصلح في كثير من الأحيان نظرا للفروقات الموجودة بين الإنسان والحيوان.
التركيب:وهكذا بعد عرض الموقفين فإنه يتبين لنا أن كليهما مبالغ فيما ذهب إليه ذلك لأن أنصار الموقف الأول قالوا باستحالة تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية,في حين وجدنا أن العلم قد تطور وتطورت معه الوسائل و الأجهزة والتقنيات,وأنصار الموقف الثاني قالوا بإمكانية إخضاع المادة الحية للتجريب مهملين الصعوبات والعراقيل التي تواجه العلماء أثناء أبحاثهم التجريبية على الكائن الحي.
إن النظرة الموضوعية الأقرب إلى الواقعية هي تلك النظرة التي تعترف بإمكانية إخضاع المادة الحية للتجريب هذا من جهة, وبوجود صعوبات وعراقيل تعترض سبيل الباحثين في المادة الحية من جهة أخرى.
حل الإشكالية:ومنه يمكن القول في الأخير أنه بالإمكان إخضاع المادة الحية للتجريب بالرغم من الصعوبات والعراقيل التي تعترض العلماء, وهذه الإمكانية راجعة أساسا إلى ما عرفه العلم من تقدم صار يعرفه الإنسان من يوم لأخر, على أن المؤكد هو أن التجريب على المادة الحية ليس بتلك الدرجة التي يتم فيها التجريب على المادة الجامدة.

 
الف شكر اختي على المقالة الاكثر من رائعة ان شاء الله طيح هدا العام ربي يوفقنا جميع ان شاء الله
 
رد

لا شكر على واجب
ان شاء الله التوفيق للجميع
 

المواضيع المشابهة

لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top