التفاعل
306
الجوائز
73
- تاريخ التسجيل
- 2 أفريل 2010
- المشاركات
- 788
- آخر نشاط
- الأوسمة
- 2

بسم الله الرحمن الرحيم
الطريق من هنا .. بل الدَّمُ الدَّمُ، والهَدْمُ الْهَدْمُ... ؟
***
القضية الفلسطينية قبل أن تكون قومية عربية فهي قضية إسلامية عقدية صريحة المفاهيم والابعاد قضية محورالصراع فيها بين الاسلام والجاهلية ، بين الايمان والكفر ، بين عقيدة القرآن وعقيدة التلمود والذين يحاولون عبثا ان يتجاهلو ا هذه المعادلة في هذا الصراع الطويل المرير، نكادنجزم يقينا انهم
لا يفهمون طبيعة اليهود ولم يقرؤا القرآن بعد قراءة صحيحة ، أوبعابرة أوضح ، لم يفهموا القرآن كما فهمه سلفنا الصالح في تلك القرون التي قال عنها خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم :
خير القرون قرني
هذه الخيرية شاملة في كل شيئ ، في واقعنا المادي وواقعنا الروحي ، في حالات السلم والحرب وحالات القوة والاستضعاف
و من العجب في هذا الصراع أن يكون التلمود حاديهم ونلغي نحن كأمة مسلمة صفحات من النور والوحي من تاريخ حافل بالنصر والتمكين ...
وفي تلك الفترة التي تم فيها الغاء شريعة الله بالكلية من تصورات البشر استطاعت قوى الكفر الصليبي اليهودي أن تغرس في أذهان فئة معينة من المثقفين العرب المحسبين على المسلمين بحكم الوراثة والدار ، - ونقصد بالدار هنا ديار الاسلام بالمصطلح الشرعي - ، أن الصراع في جوهره هو من اجل الأرض ولا يعدو أن يكون صراعا سياسيا سلطويا بحكم الغلبة ، ولم يأتي هذا المفهوم الخاطئ لطبيعة الصراع هكذا من دون مقدمات وترتيبات ربما استغرقت سنينا طويلة من التوجيه والايحاء والسيطرة على مراكز القرار الثقافي والسلطوي في العالم الاسلامي والعربي ...
ولا زلت اعتقد انه قبل أن نبحث عن مقومات النصر في صراعنا مع اليهود يجب أن نفهم طبيعته أولا بل ينبغي ان يستقر هذا المفهوم كعقيدة راسخة في أذهان الجيل المسلم الذي يطمح أن يحمل لواء هذا الصراع نحو النصر المنشود في المرحلة القادمة .
لقد أصبحت القضية الفلسطينية ملهاة يتسلى بها كل ناعق يبحث له عن مساحة يتحرك من خلالها للاسترزاق ، باحثا عن الوجاهة والحظوة لدى أصحاب القرار السلطوي ،
بل أصبحت صالونا للتجميل ترتاده تلك الوجوه المعفرة بالوحل والتراب .
فلم يعد مستغربا أن تشد عاهرة وسطها في ملهى ليلي بعلم فلسطيني تهدي رقصاتها الى الشعب الفلسطيني وتضامنا مع القضية ، لتطل علينا بعدها بسويعات أبواق الجهلة والسفلة على صفحات الجرائد الصفراء بعناوين كالبرق :
العاهرة التي هزمت اسرائيل ، والراقصة التي زلزلت عرش اليهود ، المرأة الحديدة ...
وشيئ من هذا كثير ، ثم ترمي تلك الراقصة أو العاهرة بصك على بياض الى تلك الايادي السوداء مقتطع من نفقات أرباب الجاه والسلطان الملقات تحت أقدام حضرة العاهرة
إن الذين يحلمون بالنصر وهم يغيبون شريعة الله في الارض هؤلاء واهمون ، وقبل ان تتعالى الاصوات في المساجد والمنابر والمحابر تضج بالدعاء ، اللهم انصرنا لا بد من أن نتصالح مع الله أولا ثم مع أنفسنا ثانيا
إن القضية الفلسطينية لا تحتاج إلى سياسات تتحكم فيها الأهواء والأمزجة الفارغة تلك التي تبحث في ردهات التاريخ عن وشاح لتستر به انحرافها عن صراط الحق الهادي إلى النصر المبين
ولا تلك العنجهيات العنترية التي لا تبرح جهاز الميكروفون تتوعد وتشجب وتندد ورائحة العفن تفوح بين أعطافها في محاربة الله والمؤمنين ..
القضية الفلسطينية لا تحتاج إلى أن يسقط من بيدهم قرارها أو يُخَيّلُ لهم في لحظة من الزمن أن قراراها بيدهم إلى هوة استعطاف أهل الكفر ومحاباتهم ، وهم يدركون جيدا أن الصف لو يُؤتَى
إلا من تلك الزاوية ..
القضية الفلسطينية تحتاج اليوم إلى سياسة سَطّرها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
سياسة الدم الدم والهدم الهدم
فقد روى الإمام أحمد عن جابر مفصلا . قال جابر : قلنا : يا رسول الله، علام نبايعك ؟ قال :
على السمع والطاعة في النشاط والكسل .
وعلى النفقة في العسر واليسر .
وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وعلى أن تقوموا في الله، لا تأخذكم في الله لومة لائم .
وعلى أن تنصرونى إذا قدمت إليكم، وتمنعونى مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة .
وفي رواية كعب ـ التي رواها ابن إسحاق: قال كعب: فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فتلا القرآن،
ودعا إلى الله،
ورغب في الإسلام،
ثم قال : أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نسائكم وأبناءكم ...
فأخذ البراء ابن مَعْرُور بيده ثم قال : نعم، والذي بعثك بالحق نبيًا، لنمنعنك مما نمنع أُزُرَنا منه، فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحرب وأهل الْحَلْقَة، ورثناها كابرًا عن كابر .
فاعترض القول ـ والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أبو الهيثم بن التَّيَّهَان، فقال : يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حبالا، وإنا قاطعوها ـ يعنى اليهود ـ فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا ؟
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال :
بل الدَّمُ الدَّمُ، والهَدْمُ الْهَدْمُ،
أنا منكم وأنتم منى، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم .
قال العباس بن عبادة بن نضلة هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم. قال: إنكم تبايعونه على
حرب الأحمر والأسود من الناس , فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة, وأشرافكم قتلاً
أسلمتموه فمن الآن , فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة, وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه , فهو والله خير الدنيا والآخرة, قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف , فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا بذلك؟ قال:
- الجنة - قالوا: ابسط يدك, فبسط يده فبايعوه".
هذا هو الدرس في تصوري الذي لم يقدر أن يستوعبه المسلمون في حربهم مع اليهود والصليبيين
فلا بد من سياسة الدم الدم والهدم الهدم
فلا مجال للمداهنة والمحاباة ولا يتأكد هذا في نفوس أبناء هذا الجيل حتى يعقد بيعة لله وحده، فعندها فقط نستطيع أن نتيقن بان نصر الله آت ...
بل الدَّمُ الدَّمُ، والهَدْمُ الْهَدْمُ
وباب مفتوح على مصراعيه لا يُبقي ولا يذر في
استئصال شرخ اليهود صغيرهم وكبيرهم
بلا استثناء في الداخل والخارج، وفي الديار القريبة والبعيدة وكل من يدور في فلكهم سواء بالنصرة المادية أو المعنوية، أو بالمولاة والتعاطف في خلق تلك المواثيق التي لا تمت إلى شرع الله بصلة ..
وقد يقول قائل إن هذا قد يفتح على المسلمين شرا لا قبل لهم برده ، فنقول إن الشر الواقع اليوم بتمكين هؤلاء الكفار واليهود والصليبيين وأعوانهم ، وأشايعهم في تحييد شريعة الله في الأرض أولا وفي التمكين لهاته الزمرة من الأنجاس اليهود لهو الشر فعلا وما سواه يهون دونه .
ولكن الفخ والشَرك الذي نصبه هؤلاء الشراذم في استدراج المجاهدين والحاملين لواء الحرب إلى طاولات الحوار وإقناعهم بان لهم سلطة فوق شبر من الأرض يتحركون من خلالها حولتهم إلى أشبه
بأيتام على موائد اللئام..،
فسكت صوت البندقية ليطوف اليتيم اللطيم يستجدي
بطون الكفر والإلحاد والزندقة رغيف خبز يابس من كف عاهرة ....
بل الدَّمُ الدَّمُ، والهَدْمُ الْهَدْمُ،
ولا بد من وقفة أخيرة مع كلام العباس بن عبادة بن نضلة لأهميته
وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه
وقوله : إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس
وكان الجواب صريحا واضح المعالم من النبي صلى الله عليه وسلم
فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا بذلك؟
قال: الجنة
الجنة .. الجنة ... الجنة ..
قالوا: ابسط يدك, فبسط يده فبايعوه".
بل الدَّمُ الدَّمُ، والهَدْمُ الْهَدْمُ،
ويسدل الستار ليبقى السؤال مطروحا وتبقى يد القضية الفلسطينية مبسوطة للبيعة فمن يبايعها على هذا الشرط
بل الدَّمُ الدَّمُ، والهَدْمُ الْهَدْمُ،
ونهكة الأموال وقتل الأشراف وحرب الأحمر والأسود من الناس ...؟
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
كتبه / سراي علي / الجلفة