وقد خضعت السيدتان لوكاسفيتش وكوكس لتجربة علاج ناجحة في اثنين من المستشفيات المناطقية في ميلوووكي من خلال تجربة عقار إنزيم فييبرينيكس المستخلص من سموم تلك الافعى، لكن الأمر قد يستغرق عاما ونصف العام قبل ان يتأكد العلماء والاطباء من فائدة هذا الدواء الجديد وفاعليته.
ممرضة اختصاصية تساعد المريضة دل لوكاسيفيتش بعد اصابتها بجلطة دماغية في مايو ايار الماضي، وتشارك لوكاسيفيتش مع مرضى آخرين حاليا في تجربة معملية جماعية على عقار “فيبرينيكس” المستخلص “من سم افعى الملايو”
قد اثار هذا الدواء ضجة كبيرة على مستوى الولايات المتحدة لأنه يسهم الى حدّ بعيد في توفير احد الخيارات المهمة والتي تشتد اليها الحاجة لعلاج عدد كبير من مرضى وضحايا الجلطات الدماغية، وخاصة ذوي الحالات المتفاقمة والمتقدمة والذين يستغرق علاجهم التقليدي في المستشفيات وقتا طويلا، إذ يجب الاسراع في العلاج لتفجير وتحطيم الجلطة أو - التخثر- خلال مدة لا تزيد على ثلاث ساعات منذ معرفة وتشخيص بدايات الأعراض الأولى، ويمكن اعطاء انزيم “فيبرينيكس” للمريض خلال مدة لا تزيد على ست ساعات بعد ظهور اعراض الجلطة.
ويقول غاري ابرامز بروفيسور طب الاعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو “ ان امتداد فترة استخدام العقار ومفعوله من ثلاث الى ست ساعات يتيح الفرصة لعلاج عدد كبير من الناس وذلك تقدم كبير في حد ذاته”.
لكن ابرامز أضاف “ان الامر الوحيد الذي يبعث على القلق بالنسبة لعقار فيبرينيكس هو احتمال حدوث نزيف في الدماغ، ولذلك لا بد من العمل على جعل فوائده أكثر وافضل من مخاطره”.
ويقلل هذا الانزيم مستويات ومعدلات بروتين - مولد اللفين - أو فبرينوغين اللزج والمتخثر وهو البروتين الرئيسي المشارك في عملية التجلط أو التخثر.
ومعروف ان سم افعى الملايو ذات الانياب الطويلة يسبب نزيفا دمويا كثيفا.
ويعتقد الباحثون بأن عقار فيبرينيكس يعمل على تحسين وتعزيز تدفق الدم الى الدماغ في اتجاهات مختلفة، فهو يقلل معدلات ومستويات بروتين فبرينوغين مما يمنع نمو وتضخم الجلطة ويخفف كثافة الدم ويسمح بزيادة جريانه وانسيابه الى مناطق محرومة في الدماغ علاوة على انه ينشط مقدرة الجسم الطبيعية على حل وتفكيك الجلطات ونقاط التخثر مما يحافظ على استمرارية تدفق الدم وجريانه.
ويقول وارن فاسينسكي اختصاصي الاعصاب ورئيس القسم الطبي في شركة “نيوروبيولوجيكال تكنولوجيز” في كاليفورنيا التي تسهم في تمويل التجارب المعملية والعيادية لدواء فيبرينيكس ان هذا الدواء له اهميته وفائدته الكبيرة، وفي الواقع فإن هذا العقار قد يكون فعالا وقويا الى حد يؤدي معه الى نزيف في الدماغ.
وقدمت الشركة المذكورة مؤخرا بحثا امام مؤتمر عقد في فرنسا حول الجلطة الدماغية تدعو فيه الى اعادة النظر في منظومة جرعات هذا الدواء بما يزيد من فاعليته ويقلل معدلات حدوث النزيف في الدماغ.
ويتم استخدام العقار المذكور حاليا بمعدل جرعة يستمر مفعولها ثلاث ساعات على الاقل كل مدة تتراوح بين 5- 7 ايام.
وقال فاسينسكي: “وجدنا ان تغيير الجرعة من حيث المدة والتوقيت والكمية غير مفيد وقد ينعكس بالضرر”.
اما البروفيسور رالف ساكو رئيس قسم الاعصاب في كلية الطب في جامعة ميامي فيقول “انه تم أخذ مسألة التسبب في النزيف وتفاقمه في الاعتبار بشأن تحديد الجرعة من حيث المدة والتوقيت والكمية”.
ويوضح قائلا “كنا في الماضي نتوقف عن التجارب والابحاث بشأن اي دواء أو عقار ونعتمده بمجرد ظهور اي بصيص من الامل أو بارقة من الرجاء”.
وإضافة الى المريضتين لوكاسيفيتش وكوكس هناك 1300 من المرضى الامريكيين الذين يتلقون العلاج من اصابات الجلطات الدماغية في مختلف المستشفيات الامريكية سيشاركون في تجربة معملية جماعية على عقار فيبرينيكس.
وتشير لوكاسيفيتش (71 عاما) الى أنها واثقة من انها حصلت على علاج حقيقي.
وتتذكر أنها في اول ابريل/ نيسان الماضي كانت في منزلها حينما شعرت بالغثيان والاضطراب فجلست على الكرسي في غرفة المعيش وكانت عن الحركة أو النطق.
وطلب الدكتور ارفند أهوجا طبيب الاعصاب في مركز سانت لوك من زوجها الاختيار بين عدم القيام بأي شيء أو إدخال آلة أو جهاز صغير للغاية عبر الشرايين الى الدماغ لتفتيت وتحطيم الجلطة أو اشراك زوجته في الدراسة والتجارب المعملية على العقار فيبرينيكس.
وقال ان فرص الوفاة أو النجاة للمرضى في مثل حالة لوكاسفيتش هي 50% لكل احتمال خلال الايام الثلاثين الأولى. وقالت لوكاسفيتش انها مع استمرارها في العلاج تأمل في ان تتمكن من السير قريبا على عكاز أو عصا. ويقول د. اهوجا إن الاطباء والمرضى على السواء ليسوا على ثقة بشأن ما اذا كانت التجربة ستفضي الى نتائج قاطعة وحاسمة، ولكن ليس لديه اي سبب لدفع لوكاسيفيتش الى التشكك في التجربة.
واما كوكس (75 عاما) فقالت انها اصيبت بجلطة في الدماغ في مارس/ آذار 2007 وترتب على ذلك عجزها جزئيا عن الحركة وشلل في نصفها الايسر، ولكن بعد ثلاثة ايام من تلقيها العلاج بالعقار الجديد استردت حركتها كاملة وذلك اثناء وجودها في مستشفى فرويدتيرت.
وقال البروفيسور ميتشل توربي استاذ الاعصاب وجراحتها في كلية الطب في ويسكونسن والذي يقوم بتدريبات وتطبيقات عملية في المستشفى المذكورة انه لم تسجل فيها اي حالة نزيف في الدماغ “وكان لدينا عدد من المرضى الذين قاموا بأداء جيد وشهدت حالاتهم تحسنا ملحوظا وعددا آخر من المرضى بقيت حالاتهم على حالها من غير تحسن.
ما هو فيبرينيكس؟
هو انزيم تم الحصول عليه واستخلاصه من سموم افعى الملايو الخطيرة ذات الانياب الطويلة والتي تسبب نزيفا حادا وكثيفا.
وتعتقد الاوساط الطبية بأن هذا الدواء الجديد قد يساعد على تعزيز وتحسين تدفق الدم على الدماغ وجريانه اليه.
2- سم الأفاعي لعلاج السرطان
رغم أن الأفاعي والسجائر يمكن أن تقود إلى الهلاك فإنها قد شكلت بالفعل أهم الموارد اللازمة للباحثين في جامعة كاليفورنيا الجنوبية الذين توصلوا إلى عزل نوع من الزلاليات من سم أفعى يختبر حالياً لمعرفة فاعليته في منع انتشار الخلايا السرطانية داخل جسم الإنسان.
وقد أثبتت الاختبارات نجاحات مؤكدة في علاج فئران تجارب زرعت فيها أورام سرطان الثدي الذي يصيب النساء، حيث لعب الزلال دوراً حاسماً في درء نمو الأورام السرطانية وانتشارها وقال فرانسيس ماركلاند أحد الباحثين في الجامعة أن آلية عمل الزلال لا تزال غامضة إلاّ أنه ساهم في منع تفاعل الخلايا السرطانية مع الخلايا السليمة إضافة إلى منعه لإمدادات المواد الغذائية للخلايا السرطانية.
ورغم أن الأبحاث على سم الأفاعي تجري في العديد من المؤسسات العلمية إلاّ أن باحثي جامعة كاليفورنيا الجنوبية تمكنوا من عزل وتنقية واحدة من آلاف الزلاليات التي يشكل مزيجها داخل الأفعى سماً قاتلاً، أطلق عليه اسم (كونتور تروستاتين) نسبة إلى سم الأفعى.
3- سم الأفعى لعلاج النوبات القلبية
سم الأفعى قد يلعب دورا أكبر في علاج الجلطات القلبية بسبب احتواءه على مواد توقف تخثر الدم.
ميدل ايست اونلاين
لندن - يُجري العلماء في ثلاث جامعات بريطانية عددا من الاختبارات لدراسة أنواع مختلفة من سموم الثعابين التي تحتوي على مواد كيميائية قوية والبحث في فعاليتها في الوقاية من الأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
ويعكف الباحثون في جامعات أكسفورد وبيرمنغهام وليفربول في بحوث تمولها مؤسسة القلب البريطانية, على تطوير أدوية وعلاجات جديدة لأمراض القلب من سموم الأفاعي.
وأوضح الأطباء أن الأزمات القلبية والسكتات تتسبب بشكل رئيس عن انسداد الشرايين بمواد دهنية مما يؤدي إلى تمزق جدران الأوعية الدموية الضعيفة وتشكيل الخثرات التي تلتصق في الأوعية وتقطع تدفق الدم إلى القلب أو الدماغ مسببة جلطة قلبية أو سكتة دماغية.
ومن المعروف أن سموم الأفاعي تحتوي على أنواع مختلفة من السموم التي تحفز العملية المذكورة أو تعطلها, لذلك يقوم العلماء بدراسة هذه السموم وتعريف أنواع جديدة منها والتركيز على تلك القادرة على وقف عملية التخثر, آملين أن يتم تعديل السموم الجديدة بحيث يمكن استخدامها لمعالجة المرضى المصابين بأمراض القلب والسكتات.
وأشار الخبراء إلى أن فوائد البحث في أنواع سموم الأفاعي لمرضى القلب معروفة وقد ساعدت في تطوير العقاقير الدوائية المعيقة لـ ACE, منوهين إلى أن سم الأفعى قد يلعب دورا أكبر في علاج الجلطات القلبية التي يعاني منها أكثر من 270 ألف شخص في بريطانيا سنويا, وتكون 46 في المائة منها مميتة, والسكتات الدماغية التي تسبب أكثر من 60 ألف وفاة كل عام.
وأوضح العلماء أن سم الأفعى يتألف من خليط معقد من المواد الكيميائية التي تعرف بالإنزيمات, وتنقسم إلى نوعين, سم عصبي الذي يهاجم الجهاز العصبي، وسم دموي الذي يستهدف الجهاز الدوري، مشيرين إلى أن الأفاعي التي تفرز سموما عصبية تشمل الكوبرا, والمامبا, وهي أفعى أفريقية, وثعابين البحر والمرجان, والكُرَيْت, وهي أفعى من أفاعي آسيا الشرقية, أما الأفاعي التي تطلق سموما دموية فتضم الأفعى نحاسية الرأس الأمريكية, والأفعى المجلجلة, وكوتوماوث, كما قد تفرز بعض أنواع الثعابين سموما عصبية ودموية معا