التفاعل
1
الجوائز
7
- تاريخ التسجيل
- 3 أوت 2010
- المشاركات
- 193
- آخر نشاط

«عايزة أتجوز».. صرخة من المحيط إلى الخليج
استقطبت مدونة غادة عبد العال التي نشرتها تحت عنوان {عايزة أتجوز} ملايين الزيارات، كما حقق المسلسل الذي يعرض حاليا تحت العنوان ذاته، وتقوم ببطولته هند صبري، نجاحا كبيرا اذ لامس قلوب ملايين الفتيات، بل الشباب في العالم العربي، فهل أصبح الزواج فعلا معضلة في مجتمعاتنا؟
«عايزة أتجوز».. عبارةٌ جهرت بها الصيدلانية غادة عبد العال فلامست شغاف قلوب 15 مليون مصرية ومصري جرت بهم السنون، ولم يجدوا شريك الحياة بعد. عبارةٌ مبتسرة، بسيطةٌ ولها وقعٌ سوقي، ولكنها تحكي أزمة 35% من شابات قطر والبحرين والكويت ممن تجاوزن الـ30 دون زواج*.. ومعضلة فتاة من كل 16 فتاة سعودية تخطت الثلاثين دون زواج**.. «عايزة أتجوز» نطقتها غادة باسمها وباسم عوانس الجزائر، التي تفيد الإحصائيات بان العدد كبير
لا عجب إذن أن مدونة غادة استقطبت ملايين الزيارات، وأن كتابها تصدر على مدى عامين قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في مصر، وأن مسلسلها أغوى 9 قنوات فضائية لشرائه، مما جعله أكثر المسلسلات عرضاً وحضورا بين القنوات هذا العام.
فهل أصبح إيجاد الزوج – فعلاً- معضلة في مجتمع اليوم، لدرجة حولت فتاة شعبية من «المحلة» الى أيقونة لمجرد أنها صرحت بما يخفيه سواها؟!
لا عجب إذن أن مدونة غادة استقطبت ملايين الزيارات، وأن كتابها تصدر على مدى عامين قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في مصر، وأن مسلسلها أغوى 9 قنوات فضائية لشرائه، مما جعله أكثر المسلسلات عرضاً وحضورا بين القنوات هذا العام.
فهل أصبح إيجاد الزوج – فعلاً- معضلة في مجتمع اليوم، لدرجة حولت فتاة شعبية من «المحلة» الى أيقونة لمجرد أنها صرحت بما يخفيه سواها؟!
الأرقام تقول نعم، وتشي بأن لا مبالغة في ما يسرده العمل الميلودرامي عن قسوة رحلة البحث عن زوج مناسب.. ومشكلة العنوسة تلك – للعلم- ثنائية الجنس يعاني منها الرجال كما الإناث تماماً، وعلى المُنكر لذلك أن يتصفح عشرات مواقع الزواج ليرى الأرقام الفلكية للرجال المسجلين فيها، التي تبدأ من 40 ألفاً وتصل الى مليون.. إلا أن المشكلة تبدو أكثر شخوصاً بالنسبة للنساء بالطبع لأنهن يولدن بــ«تاريخ صلاحية» حدده المجتمع «بمزاجه» في الوقت الذي قرر فيه أيضاً أن صلاحية الرجل.. مفتوحة!
في عصر مضى
فماذا جرى يا ترى؟
في عصر مضى.. كان الزواج مهمة ولا أسهل: تخطب الأم لابنها ويزج بالشابين اليافعين لغرفة بعد كثير من التهليل والمشموم والطبول. ويُطلب منهما أن يكونا زوجين! لم يكن احد يشكو حينها قلة «التوافق»، كان الأزواج يرتبطون صغاراً ويشبون على الطوق معاً، وخلافاً لفقدان الزوج بالوفاة المبكرة - نتيجة لبدائية التطبيب- كانوا يشيخون معاً، ولم يكن الطلاق شائعاً أبدا كما هو اليوم (4 الى 6 من كل 10 زيجات في الخليج تنتهي بالطلاق).
فما الذي تغير يا ترى؟
هل أصبحت الأجيال الجديدة متطلبة جدا.. ولا يعجبها العجب ولا صيام رمضان ولا حتى رجب؟
ربما، لكننا نقول إن اليابان والمدارس المجانية هي السبب..!!
بين الأمس واليوم
قبل أن تمطوا شفاهكم معترضين اسمعونا قليلاً.. قديماً، كان الرجل يحتاج للمرأة لتقدم له جملة خدمات (تُنجب، تطبخ، تغسل ثيابه، تنظف المنزل وتعتني بالماشية والطيور المنزلية.. الخ) وكانت متطلبات المرأة اشد بساطة.. رجلٌ يوفر لها سقفا وقوتا وعباءة اجتماعية لا قيمة لها من دونها. كثيرٌ من رجال الأمس – بالمناسبة- كانوا أشد لؤماً وإهمالا من أزواج اليوم: يهينون نساءهم ويضربونهن ويختفون عن ناظرهن بالأشهر ويتزوجون عليهن مراراً وتكراراً.. ولكن الزوجة كانت ترضى لأن هذا الزوج كان مصدر رزقها والظل الذي تحتمي به من شمس الحاجة.
أما اليوم فيستطيع الزوج أن يوفر لنفسه عشرات الأدوات العصرية التي تنهض باحتياجاته وله أن يستعين بالمحال الخدمية من مغاسل ومطاعم، ولم يعد بحاجة لمعونة «نسائية» ليعيش!
في المقابل حدّ تعلم المرأة واستقلاليتها المادية من حاجتها لقروش الرجل وسقفه، وأضحت – بعلمها وعملها- قادرةً أن تكون رقماً في الحياة من دون رجل.. بالمفاد تغيرت متطلبات الزواج جذريا، وأصبح البحث عن التوافقات الروحية والنفسية هو المطلب، كما انقلبت مفاهيم الجاذبية والانجذاب أيضاً ولعب الإعلام دوره في رفع سقف التطلعات الشكلية والجوهرية عند الجنسين.. ولم تعد الـ«الشاطرة ست البيت» هي العروس الحلم.. كما أن الرجل «الكسيب» لم يعد كافياً!
.. ولا عزاء «للعايزين»!
في عصر مضى
فماذا جرى يا ترى؟
في عصر مضى.. كان الزواج مهمة ولا أسهل: تخطب الأم لابنها ويزج بالشابين اليافعين لغرفة بعد كثير من التهليل والمشموم والطبول. ويُطلب منهما أن يكونا زوجين! لم يكن احد يشكو حينها قلة «التوافق»، كان الأزواج يرتبطون صغاراً ويشبون على الطوق معاً، وخلافاً لفقدان الزوج بالوفاة المبكرة - نتيجة لبدائية التطبيب- كانوا يشيخون معاً، ولم يكن الطلاق شائعاً أبدا كما هو اليوم (4 الى 6 من كل 10 زيجات في الخليج تنتهي بالطلاق).
فما الذي تغير يا ترى؟
هل أصبحت الأجيال الجديدة متطلبة جدا.. ولا يعجبها العجب ولا صيام رمضان ولا حتى رجب؟
ربما، لكننا نقول إن اليابان والمدارس المجانية هي السبب..!!
بين الأمس واليوم
قبل أن تمطوا شفاهكم معترضين اسمعونا قليلاً.. قديماً، كان الرجل يحتاج للمرأة لتقدم له جملة خدمات (تُنجب، تطبخ، تغسل ثيابه، تنظف المنزل وتعتني بالماشية والطيور المنزلية.. الخ) وكانت متطلبات المرأة اشد بساطة.. رجلٌ يوفر لها سقفا وقوتا وعباءة اجتماعية لا قيمة لها من دونها. كثيرٌ من رجال الأمس – بالمناسبة- كانوا أشد لؤماً وإهمالا من أزواج اليوم: يهينون نساءهم ويضربونهن ويختفون عن ناظرهن بالأشهر ويتزوجون عليهن مراراً وتكراراً.. ولكن الزوجة كانت ترضى لأن هذا الزوج كان مصدر رزقها والظل الذي تحتمي به من شمس الحاجة.
أما اليوم فيستطيع الزوج أن يوفر لنفسه عشرات الأدوات العصرية التي تنهض باحتياجاته وله أن يستعين بالمحال الخدمية من مغاسل ومطاعم، ولم يعد بحاجة لمعونة «نسائية» ليعيش!
في المقابل حدّ تعلم المرأة واستقلاليتها المادية من حاجتها لقروش الرجل وسقفه، وأضحت – بعلمها وعملها- قادرةً أن تكون رقماً في الحياة من دون رجل.. بالمفاد تغيرت متطلبات الزواج جذريا، وأصبح البحث عن التوافقات الروحية والنفسية هو المطلب، كما انقلبت مفاهيم الجاذبية والانجذاب أيضاً ولعب الإعلام دوره في رفع سقف التطلعات الشكلية والجوهرية عند الجنسين.. ولم تعد الـ«الشاطرة ست البيت» هي العروس الحلم.. كما أن الرجل «الكسيب» لم يعد كافياً!
.. ولا عزاء «للعايزين»!
فإن أضفنا الى ذلك حقيقة ارتفاع كُلف الزواج وعجز شريحة عريضة عن تحمله، سنجد أنفسنا أمام السبب الحقيقي لنشوء تنظيم «عايزين نتجوز» المرشح للزيادة كل يوم، ولا عزاء «للعايزين»!
لميس ضيف - جرية القبس الكويتيه