التفاعل
165
الجوائز
621
- تاريخ التسجيل
- 30 أفريل 2009
- المشاركات
- 2,233
- آخر نشاط


أسير... لا أدري الى أين...
لا أعرف أين أنا؟
كيف أسير؟
من يسيرني؟ ما هي هذه الطريق؟
لا أدري ... فالظلام يلفني من كل جانب
أعي أني أسير الى الأمام، حافز داخلي يحثني على التقدم...
و كأن وعيي الباطني يدرك أين يسيرني ...
و لكن أنا ! أنا نفسي اجهل الى أين، و كيف أسير؟
الدرب الذي أسير عليه مظلم، لا أتبين فيه موطىء قدمي، و هو ضيق ايضا، فأتقدم عليه باستقامة، حتى لا تزل قدمي
غامض هو التقدم دون معرفة الاتجاه... و عسير هو السير قدما دون رؤية الطريق أو ادراك للهدف.
غريب هو هذا الدرب، و غريب هو وعيي الباطني الذي يحثني على المسير، و يأبى عليّ الاستراحة أو التوقف، أو التباطؤ، أو العدول عن دربي.
أشعر في أعماق ذاتي أنه يتوجب عليّ المضي و أن النهاية ستجلب لي السعادة
لا أدري مصير هذا الشعور؟ لذلك استسلم لرغبة ذاتي الداخلية و ارادة حواسي و أتابع المشي
شعور بالراحة بدأ يعم كياني، فقد بت اهوى التقدم ، بل أدمن عليه
بدأت الطريق تتضح شيئا فشيئا و النور يتسلل الى أرجائها
تابعت المسير الى أن وصلت الى حيث لا طريق ...
لقد كان أشبه بنفق خافت النور، بدا و كأنه أوان الفجر أو تباشير اطلالة الضياء و بان كل شيء رمادي اللون!
تلفتت الى الوراء، فكان مظلما حالكا... و الى الأمام فظهرت نهاية النفق مستنيرة مشعة!
تابعت المسير و كلي شوق لبلوغ النهاية... لكن التساؤل لم يكف عن الضجيج و ظل يتردد صداه في حناياي
أين أنا؟ ما هذا الطريق؟
و سمعت جوابا يتردد على جدران ذاتي يصدح في أعماقي: هو نفق العبور الى الذات و الحقيقة ... هو الزمن الذي يصل المادة بالروح ...
بدا الزمن أبديا، و الأيام تتوالى دون انتهاء و النهاية لا تصل؟!!
تابعت المسير الى أن اقتربت من نهاية النفق ... فكان النور مشعا، يلقي بخيوطه الذهبية في كل مكان، و في كل زاوية فبدا كل شيء واضحا
رأيت النفق ينتهي في عالم شاسع مترامي الأطراف، عالم يحتوي
المعلومات في مخطوطات
و المعارف في همسات
و المحبة في نبضات
يضم الفكر في اكتشافات
و الصفاء في أمنيات
و الحكمة في عطاء من الذات
و وجدت نفسي تقبع وسط هذه الأشياء تنتظر عبوري اليها
لا تسألوني ان كان هذا حلما ، أم يقضة، أم واقعا ملموسا؟
لا أدري أين تراه هذا النفق؟
و يجيبني الصدى مرة أخرى: في نفس البشرية ... هو صلة الوصول بين النفس و الذات الحقيقية، في ذلك الجزء الذي يبدأ من الانسان و يصل الى السماء.
استراح خاطري و هدأت نفسي من اضطراباتها و بقي الصدى يصدح و يجيبني على كل تساؤلاتي كلما تقدمت في ذلك النفق
.............................. ...............
............................