تأملات في ألفاظ قرآنية ..

عالي الحمدي

:: عضو مُتميز ::
أحباب اللمة
تأملات في ألفاظ قرآنية ..

إن الاختلاف في النطق .. أو في الحركة الإعرابية يؤدي إلى اختلاف معنى الآية.

لقد أمرنا الله تعالى بالتدبر في كتابه الكريم فقال : (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )). كما أمرنا بترتيل كلامه وإعطاء الحروف حقها ومستحقها ، فقال : (( ورتل القرآن ترتيلا )).[ المزمل/04].
إن القارئ لكتاب الله تعالى يلاحظ جملة من الألفاظ المتشابهة في الكتابة والشكل والنطق .. ومع ذلك يجد بينها اختلاف كبير في المعني .. ويخلط الكثير من المبتدئين في كتابتها ونطقها .. وتترتب على ذلك أحكام فقهية خصوصا إذا تعلق الأمر بتلاوة فاتحة الكتاب مثلا في الصلوات المفروضة

كلفظة .. "الضآلين" من الضلال .. ونطقها "الظالين".. من الظل.

كما لاحظت أن التنبيه لهذه الكلمات والألفاظ عند تعليم الناشئة له وقع خاص .. فيشد الانتباه والتركيز وأكثر نفعا في تعليمهم وإتقانهم للتلاوة .. ومعرفة المعاني .. حيث تستقيم ألسنتهم وهم صغار وتتعود على السلامة من الأخطاء ..

أضع بين أيديكم هذا الموضوع مختصرا بعد أن كتبت الكثير منه منذ أشهر .. عسى أن نستفيد منه في تصحيح نطقنا لكلام الله تعالى .. ونزداد فهما لمعانيه ..




وإليكم بعض عناوين العينات المختارة

" في ضلال "...و... " في ظلال ".
" ناضرة " ...و... " ناظرة ".
"القانتين" ...و..."القانطين".
" محذورا " ...و... " محظورا ".
"صوت" ...و... "سوط".
"مستورا" ...و...مسطورا".
"حسير" ...و... "حصيرا".
" الطلاق " ...و... " التلاق ".
"إيمانهم" ...و... "أيمانهم ".
" القاسطون" ...و... " المقسطون " .
"سورة" ...و..."صورة".

ولا تزال السلسلة مفتوحة .. مع ألفاظ أخرى ..

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ..


تحياتي لكم العافية .. بقلمي : ج/ عالي الحمدي.
 
آخر تعديل:
تأملات في كلمات قرآنية ..((01))


نبتدئ بالمثال الأول :
" في ضلال "... و ... " في ظلال " .
وردة كلمة " ضلال " حوالي عشرين مرة في كتاب الله عز وجل.
فاعلم أيها القارئ الكريم..
أن الكثير من الناس يخلطون في نطقهم بين " الضاء ".. و.. " الظاء " ..
وهذا الخلط هو لحن جلي .. وخطأ فاحش في القراءة .. لكون المعنى يتغير تماما بتغير التلفظ بالحرف .. فتصور بعضهم ينطق لفظة " الضآلين " في فاتحة الكتاب هكذا " الظالين " .. فأصبح معناها"الدائمين "عوضا عن : المنحرفين وهم اليهود والنصارى ومن شابههم ..

وكذلك يخلط البعض في النطق والكتابة بين الحرفين."ض" و "ظ". ومثال ذلك :
* الحظ.. و..الحض : فالأول معناه "النصيب" ، والثاني معناه : الحث والتحريض .
قال تعالى: (( وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاهاإلا ذوحظ عظيم )). [فصلت/35].
وقال تعالى : (( ولا يحض على طعام المسكين )). [الماعون/03.

* الظن .. و.. الضن : فالأول معناه " الشك " ، والثاني معناه : " البخل ".
قال تعالى : (( يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كثيرامن الظن إن بعض الظن إثم )).[الحجرات/12].
وقال تعالى : (( وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ )).[التكوير/24].

* الفظ .. و .. الفض : فالأول معناه " الغليظ الخشن ، والثاني معناه : " التفرق " .
قال تعالى : (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )).[آل عمران/159].
وقولهم : (( لا فضَّ فوك )) أي لا نثرت أسنانك ، ولا كسرت.

فأبسط فرق بين الحرفين .. أن " الضاء " حين يتم نطقه يجب عدم إخراج لسانك مطلقا بين أسنانك .. وليكن طرف لسانك مضغوطا على الثنايا العليا .. بخلاف " الظاء " أخرج طرف لسانك حتى يبدو للناظرين إليك ..

وإليك مخرج الحرفين بدقة :
" فالضاء" تخرج من إحدى حافتي اللسان مع أطراف الثنايا العليا وخروجها مع الجهة اليسرى أسهل وأكثر استعمالاً ، ومن اليمنى أصعب وأقل استعمالاً ، ومن الجانبين معاً أعز وأعسر ، فهو أصعب الحروف وأشدُّها على اللسان ، ولا يوجد في لغة غير العربية ، ولذلك تَسمى لغة الضاد.

أما الظاء : فتخرج من ظهر طرف اللسان ، مع أصول الثنايا العليا.


أما اختلاف المعنى بين " الضلال " .. و.. " ظلال " فبعيد وشتان بينهما ..

" فالضلال " : له معان في اللغة ترجع كلها إلى معنى واحد وهوالغياب ، فإن الخارج عن الطريق المستقيم اختفى وغاب عنه ، فيحتاج إلى الهداية ، أي إلى أن يظهر على الطريق ، والضالة : هي البهيمة الضائعة وهي المختفية والغائبة .
فالضلال هو الانحراف ، يقال ضل الطريق .. أي جانبه وانحرف عنه وضيعه .. ومن كفر بدين الله فهو في ضلال مبين ..

وأما " ظلال " : وتنطق بكسر " الظاء " ومفردها " ظل " وهو الستر ، وظل الشمس ما سترته الشخوص من مسقطها ، فالظل يكون غدوة وعشية ، ومن أول النهار إلى آخره .
ومنه قولهم : ظل الليل سواده ، لأنه يستر كل شيء.

وجاءت كلمة " ظلال " في كتاب الله تعالى بمختلف مشتقاتها في حوالي أربعة عشر"14"موضعا .. نحو " الظل " .. "ظلالهم " .. " ظلاله " .. " ظلالها " .. " ظلالا " .. "ظلل ".
قال تعالى : (( إن المتقين في ظلال وعيون )). [المرسلات /41]
وقوله تعالى : (( ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا )).[الإنسان/14]


فاحرص على سلامة نطق " الضاء " .. حتى تكون من الذين يتلون كتاب الله حق تلاوته ..
أسأل الله تعالى أن يعصمنا من الضلالة .. ويهدينا الصراط المستقيم .. ويدخلنا في ظله يوم القيامة حيث لا ظل إلا ظله ..

تحياتي لكم بالعافية .. والى لقاء قريب متجدد بإذن الله ..

بقلم : ج/عالي الحمدي
 
آخر تعديل:
تأملات في كلمات قرآنية ..العدد..((02))

بسم الله .. والحمد لله.. والصلاة والسلام على رسول الله

..


أيها السادة الأفاضل إليكم العينة الثانية :

" ناضرة " ..و.. " ناظرة "


سبق وأن بينت ضرورة التفريق بين حرفي " الضاء " .. و.. " الظاء " في النطق .. والكتابة من خلال العينة الأولى .." في ضلال " .. و.. " في ظلال "
وحلقة اليوم هي كذلك في نفس السياق السابق ..
فقد وردت الكلمتين" ناضرة " و.. "ناظرة" في سورة القيامة .
قال تعالى :
(( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربه ناظرة )). [القيامة/22-23].
قال الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية :


"
وجوه يومئذ ناضرة من النضارة أي حسنة بهية مشرقة مسرورة، إلى ربها ناظرة ، أي تراه عياناً كما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه : إنكم سترون ربكم عياناً ، وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله عز وجل في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح من طرق متواترة عند أئمة الحديث لا يمكن دفعها ولا منعها لحديث أبي سعيد وأبي هريرة ، وهما في الصحيحين أن ناساً قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال : هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهما سحاب ؟ قالوا : لا ، قال: فإنكم ترون ربكم كذلك ".


فناضرة : من النضارة ، وهي الحسن والبهاء والبهجة .
كما قال تعالى : (( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا )). [الإنسان/11]. وكذلك قوله : (( تعرف في وجوههم نضرة النعيم )).[المطففين/24].

وجاء في الحديث الشريف ، عن ابن مسعودرضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( نضّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها )). [رواه الترمذي].
في هذا الحديث دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن سمع حديثه فوعاه ثم لم يغيّره ولم يبدّله ، وسعى في تبليغه بنضارة الوجه .. أي بحسن وجهه يوم القيامة ..و بالسلامة من الكآبة التي تحصل من أهوال يوم القيامة.

وناظرة : من النظر ، وهو الرؤية .
كقوله تعالى : (( ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين )). الحجر/16].
وكقوله تعالى : (( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال انه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين )). .[البقرة/69].

فلنحرص على النطق السليم لكلمة " ناضرة " إذا قرأنا سورة القيامة ..
أسأل الله تعالى أن يبيض وجوهنا يوم تسود الوجوه .. وأن يكرمنا بالنظر إلى وجهه الكريم .

تحياتي لكم بالعافية .. إلى غاية لقاء جديد بإذن الله تعالى.
 
آخر تعديل:
جازاك الله خيرا موضوع يستحق التقييم شكرااااااااااااا لك على الانتقاء
دمت طيباااااااااااااا
 
ما أجمل التدبر والتأمل في رحاب كلمات القرآن ومعانيه
أشكرك اخي الفاضل على موضوعك الرائع
وجزاك الله عنه الفردوس الأعلى
دمت بخير
 
جازاك الله خيرا موضوع يستحق التقييم شكرااااااااااااا لك على الانتقاء
دمت طيباااااااااااااا

جزيت خيرا ..وبورك فيه على الحضور الكريم ..

ومشكورة على تقييم الموضوع .. ونفعني الله واياك بالقران العظيم ..

تحياتي لك بالعافية ..
 
ما أجمل التدبر والتأمل في رحاب كلمات القرآن ومعانيه

أشكرك اخي الفاضل على موضوعك الرائع
وجزاك الله عنه الفردوس الأعلى

دمت بخير

جزيت خيرا اخي الكريم .. وبورك فيك على المرور الكريم ..

وجعلني الله واياك من اهل القران .. ومن المتدبرين لاياته ..

تحياتي لك بالعافية ..
 
بــــــــــــــــــــــ الله ـــــــــــــــارك فيك
وجزاك خير الجزاء
 
جزاك الله كل الخير وجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
تسلم الأيادي وبارك الله فيك
دمتـ بحفظ الرحمن
 
بــــــــــــــــــــــ الله ـــــــــــــــارك فيك
وجزاك خير الجزاء

وفيك بورك ... وجزيت خيرا على المرور الطيب ..

تحياتي لك ..
 
جزاك الله كل الخير وجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
تسلم الأيادي وبارك الله فيك
دمتـ بحفظ الرحمن

وجزيت خيرا .. وبورك فيك .. ودام ظلك ..

تحياتي لك بالعافية ..
 
تأملات في كلمات القرآن .. اختلاف الشكل والنطق ..((03)).


إليكم أيها السادة الكرام .. الإفادة التالية : مع حرف "التاء" و"الطاء" .
إن مخرج حرف "التاء" و"الطاء" متقارب جدا ..

فحرف "التاء" : يخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا ، ويصاحب ذلك استفال وانفتاح ، وكذلك حرف "الطاء" يخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا ، ويصاحب ذلك استعلاء وإطباق مع التفخيم.

فحرف "الطاء" : يخرج بكيفية الصوت الشديد المجهور فيبدأ النطق به بتصادم طرفي مخرجه بقوة اعتماد كافية لغلق المخرج والحبلين الصوتيين غلقا تاما محكما وقويا فيحتبس الصوت والنفس معا ولا يمكن إكمال ولادة الطاء إلا بدفعة قوية يضطرب معها المخرج والحبلان معا " القلقلة".

ولهذا التقارب يخلط الكثير من القارئين لكتاب الله تعالى بينهما في النطق .. فبدلا من المتقين ، يقال : المطقين . / وبدلا من المترفين ، يقال : المطرفين . / وبدلا من فطور ، يقال : فتور . / وبدلا من أترابا ، يقال : أطرابا . وبدلا من صوت ، يقال : سوط ... الخ

ومن الأمثلة التي نفصلها ما يلي :
- " القانتين " .. و.. "القانطين"
- "التلاق " .. و.. "الطلاق "
- "مستورا " ..و.. "مسطورا "


أولا : وردت كلمة "القانتين" و" القانطين" في كتاب الله تعالى ، وبينهما تفاوت واختلاف كلي في المعنى ..
فالقانتين : من القنوت ، وهو الخضوع والطاعة الدائمة التامة لله .
وجاءت مشتقاتها في القرآن نحو : قانتا – واقنتي – قانتات .
قال تعالى : (( وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين )).[التحريم/12].

والقانطين : من القنوط ، وهو اليأس ، كما قال تعالى : ((انه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )).[يوسف/87].
قال تعالى : (( قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين )).[الحجر/55].
وجاءت مشتقات هذه اللفظة في كتاب الله ، نحو : يقنط – يقنطون .
ففي سورة الحجر (( قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون )).

............................................................................


ثانيا : مع لفظة "التلاق " .. و.. "الطلاق "
أما لفظة "التلاق " فقد وردت مرة واحدة في كتاب الله تعالى بهذه الصيغة .. ومشتقاتها : لقاء – ملاقوا – بلقاء .
أما "الطلاق " ومشتقاتها فوردت في مواضع عدة ، نحو طلقتم – طلقوهن – طلقكن – وللمطلقات ...
قال تعالى : (( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق )).[غافر/15].
التلاق : من اللقاء ، فيوم التلاق هو يوم القيامة ، يوم لقاء الله تعالى ، وقيل لقاء الأعمال ، وقيل التقاء الخلائق ، وقيل التقاء الظالم بالمظلوم .
كقول الله تعالى : (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه )).

أما "الطلاق" فهو السراح ، وهو حل الرابطة الزوجية بصيغ متعددة صريحة وكناية .
قال تعالى : (( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان )).[البقرة/222].

...............................................................

ثالثا : مع لفظة "مستورا " ..و.. "مسطورا "
أما كلمة "مستورا" فقد وردت في قوله تعالى : (( وإذا قرأت القران جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا )).[الإسراء/45]. مستورا أي سترا

وكما قال تعالى في سورة الكهف : (( حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا )).
وكلمة " مسطورا " وردت في موضعين في قوله تعالى : (( وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا )).[الإسراء /58]. وفي سورة الأحزاب الآية رقم ستة (06).
ومسطورا : أي مكتوبا في اللوح المحفوظ .
كما قال تعالى : (( ن والقلم وما يسطرون )).[سورة القلم /01]. أي وما يكتبون .

تحياتي لكم .. بالعافية والسلامة .. ويتجدد اللقاء بإذن الله .


بقلمي : ج/عالي الحمدي
 
آخر تعديل:
تأملات في كلمات القرآن .. اختلاف الشكل والنطق .. ((04)).

أيها السادة نحن اليوم مع لفظة : "محذورا"..و.."محظورا". كما وعدتكم ..

فكما تعلمون أن مخرج حرف "الذال" متقارب جدا مع مخرج حرف "الظاء " . وقد مر بنا مخرجه ..

أما حرف "الذال" فيخرج من رأس طرف اللسان أي نهايته مع ما يحاذيه من أطراف الثنيتين العلويتين ويصاحب الذال استفال وانفتاح .
فالذال حرف مستفل منفتح مستحقة الترقيق على كل حال ، وتدغم الذال الساكنة في الظاء إذا جاءت بعدها نحو" إذ ظلموا"
فإن استفل القارىء بأقصى اللسان عند النطق بالظاء كانت ذالا. فإن استعلى بأقصى اللسان مع التفخيم كانت "ظاء" .
جاء في سورة الإسراء قوله تعالى : (( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا )).الآية/57.

محذورا : من الحذر ، والمعنى : اخذ الحيطة والاحتراز.
ومشتقات هذه اللفظة كثيرة في كتاب الله تعالى من ذلك : يحذرون – حاذرون – فاحذرهم – فليحذر – واحذروا- ... الخ.
قال تعالى في سورة البقرة : (( واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم )).الآية/235. أي خافوه .

..................................................................

وأما لفظة : "محظورا" فقد جاءت في سورة الإسراء
قال تعالى : (( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا )). الآية /20 .
ومعنى ذلك أن عطاء الله غير ممنوع عن أحد.
محظورا : من الحظر وهو المنع ، فمحظورا بمعنى ممنوعا .

فلنحرص على عدم الخلط في النطق بين الكلمتين : محذورا ... و ... محظورا ..

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده الخاشعين .. تحياتي لكم بالعافية ..

في انتظار بقية الكلمات

مع "سورة" .. و .."صورة" ...
و " سوط ".. و .." صوت " .


بقلم / عالي الحمدي .​
 
تأملات في كلمات القرآن .. اختلاف الشكل والنطق ..((05)).

بسم الله .. لا زلنا أيها الكرام مع ألفاظ القرآن الكريم ، وأضع بين أيديكم العينة الخامسة ، والمتمثلة في :
التفريق بين حرفي " السين " ..و.. " الصاد " .

وهما حرفان متقاربان في المخرج ، أي النطق .. ويقع الخلط بينهما في النطق والكتابة ..
فبدل رسول يقال رصول.
وبدل السوق يقال : الصوق .
وبدل سور يقال: صور .
وبدل سوط يقال: صوت .
وبدل إصرهم يقال: إسرهم .
وبدل المرسلين يقال : المرصلين
.. وهكذا

نأتي إلى تفصيل ذلك فنتناول الأمثلة الآتية :
"سورة" ..و.."صورة" .
"سوط" ..و.."صوت".
" حسير " .. و .. " حصيرا ".


فمخرج الصاد والسين :
واحد وهو أن يحاذي رأس طرف اللسان الصفحة الداخلية للثنيتين السفليتين مع مشاركة أطراف
الثنيتين العلويتين .. غير أن "الصاد" يصاحبه استعلاء أقصى اللسان فهو حرف مستعل مطبق مفخم ،
أما "السين" فيصاحبه استفال أقصى اللسان فهو حرف مستفل منفتح رخو .

..................................................................

أولا : مع لفظة " سورة " .. و .. " صورة " .
وردت لفظة "سورة" في القرآن الكريم في مواضع عدة ، كما جاءت على صيغة الجمع "سور"
قال تعالى : (( سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون )).[النور/01]. أي سورة من القرآن .
وقال تعالى : (( أم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين )).[هود/13].
وقريب منها لفظة : "سور" التي جاءت في قوله تعالى : (( فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب )).[الحديد/13]. والسور هو الحاجز والمانع ..

أما "صورة" فوردت مرة واحدة ، ومشتقاتها : صورناكم – يصوركم ..
قال تعالى : (( في أي صورة ما شاء ركبك )).[الانفطار/08].
قال تعالى : (( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا اله إلا هو العزيز الحكيم )).[آل عمران/06].
وقريب منها لفظة " الصور" وهو البوق المعد للنفخ ، في قوله تعالى : (( فإذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون )).[المؤمنون/101].

..........................................................................


ثانيا : مع لفظة "سوط" ..و.."صوت".
وردت لفظة "سوط" مرة واحدة في قوله تعالى : (( فصب عليهم ربك سوط عذاب ))الفجر/13 ، أي : نوع من العذاب الشديد .
ومعنى السوط : ما يضرب به من جلد سواء أكان مضفورا أم لم يكن. وجمعه أسواط ، وسياط .
وجاء في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها )). وقوله أيضا (( صنفان من أهل النار لم أرهما : رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس )).رواه مسلم.


أما لفظة "صوت" فوردت في قوله تعالى: (( يا أيها الذين امنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي )).[ الحجرات/02].
وقال تعالى : (( واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير))[لقمان/19] ، وفي مواضع أخرى ..

.....................................................................

ثالثا : مع لفظة "حسير" ..و.. "حصيرا".
وردت لفظة "حسير" في القرآن مرة واحدة في قوله تعالى : (( ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير )).[الملك /04] . ومعنى الحسير : المنقطع عن رؤية الخلل .
ومنه قوله تعالى : ((ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا )). أي منقطعا لا شئ عندك .
وقوله تعالى : ((وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون )). والحسرة : الندامة ، والتألم على ما فات .


أما "حصيرا" فوردت في قوله تعالى : ((عسى ربكم أن يرحمكم وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا )).[الإسراء/08].
ومعنى الحصير :أي محبسا وسجنا ، فهو المكان المغلق فلا خروج منه .

وقريبا منها لفظة "حصورا" الواردة في قوله تعالى : ((إن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين )).[آل عمران/39].
ومعنى الحصور : الذي لا يأتي النساء ، ممنوعا منهن .

تحياتي لكم بالعافية .. ويتجدد اللقاء بإذن الله تعالى .

بقلم / عالي الحمدي .​
 
بــــــــــــــارك الله فيك

وفيك بارك اخي الكريم ..

وجزيت خيرا على التشجيع ..

ووفقك الله للانتفاع بكتابه الكريم ..
 
تأملات في كلمات القرآن .. اختلاف الشكل والنطق ..((06)).


بسم الله .. لا زلنا مع ألفاظ القرآن الكريم ، وأضع بين أيديكم العينة السادسة ، والمتمثلة في :

ثالثا : مع "صــــدق" : التي لها ثلاث صيغ :

- "صــــدق" : بفتح الصاد ، وفتـح الدال.
- "صــــدق" : بفتح الصاد ، وتشديد الدال .
- "صــــدق" : بكسر الصاد ، وسكون الدال .

أولا : "صــــدق" : بفتح الصاد ، وفتح الدال.
قال تعالى : (( قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين )).[آل عمران/95 ].
جاء في تفسير ابن كثير : " أي قل يا محمد صدق الله فيما أخبر به وفيما شرعه في القرآن ".


ثانيا : "صــــدق" : بفتح الصاد ، وتشديد الدال .
قال تعالى (( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين )).[سبأ/20 ].
قال مجاهد : " ظن ظنا فكان كما ظن فصدق ظنه."

وقال تعالى : (( فلا صدق و لا صلى )).[القيامة/31].
جاء في التفسير : " فلا صدق الإنسان ولا صلى : أي لم يصدق ولم يصل ".
وعند القرطبي : " أي لم يصدق أبو جهل ولم يصل . وقيل : يرجع هذا إلى الإنسان في أول السورة ، وهو اسم جنس . والأول قول ابن عباس . أي لم يصدق بالرسالة ولا صلى ودعا لربه ، وصلى على رسوله .

وقال قتادة : فلا صدق بكتاب الله ، ولا صلى لله . وقيل : ولا صدق بمال له ، ذخرا له عند الله ، ولا صلى الصلوات التي أمره الله بها . وقيل : فلا آمن بقلبه ولا عمل ببدنه .



ثالثا : " صدق " بكسر الصاد ، وسكون الدال .
قال تعالى : (( وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا )).[الإسراء/80 ].
جاء في التفسير : " ( وقل رب أدخلني) المدينة (مدخل صدق) إدخالا مرضيا لا أرى فيه ما أكره (وأخرجني) من مكة (مخرج صدق) إخراجا لا ألتفت بقلبي إليها ".

تحياتي لكم بالعافية .. ويتجدد اللقاء باذن الله تعالى .
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom