النار....
إهداء إلى برمثيوس زمانه إلى كل أحرار العالم
يا ملهب النار في جسم مكتوي بنار جلاد بالظلم كاويها
تبت يدا كل من ظلم فالحرية بلسم جراح كل حر تداويها
قبل بضع أيام كان ......؟ يمتلك كل شيء ملك الساكن والمتحرك ... ملك المال والعقار ملك القصور والديار ... استعبد الناس وعاث في الأرض فسادا كمم الأفواه وكان يبدو كالراعي للشياه ... لكن هيهات هيهات ودارت الأيام ......؟؟! ويخرج من تحت الركام ...من تحت الرماد ...من تحت الأنقاض ... ويبعث طائر العنقاء من جديد بعث رغم الحصار بعث رغم الجدار ...جدار شيد من زبر الحديد وأفرغ عليه القطر لكن طائرنا هذه المرة عرف كيف الخلاص فالفضاء رحب والسماء حرة رفرف الطائر بجناحيه وغاص هناك بعيد بعيدا في كبد السماء حطم الأغلال والسلاسل ومضى باندفاع غير آبه بالذي سيحدث لم يكن حال عنقائنا كحال يمامة أحمد شوقي كنا صغارا وحكى لنا المعلم حينها أن يمامة كانت تعيش في أمن وآمان في أعلى الشجرة فأتى صيادا الى الغابة لعله يكون له الحظ ويفوز بشيء من الصيد الوفير فلم يجد ضالته وتملك نفسه الملل وهام بالرحيل لكن اليمامة الحمقاء تبرز من عشها وبلغة الحمقى تكلم جلادها تكلم قاتلها وتناديه يا أيها الصياد عما تبحث ولم يمهلها الصياد برهة من الزمن والتفت نحو الصوت وصوبه سدد سهم الموت إلا أن اليمامة الحمقاء تابت من حمقها وكتبت حكمة بأحرف من ذهب سوف تبقى الأجيال ترويها قالتها وهي تهوي من عشها إلى الأرض قالتها لأنها أصبحت حرة ماذا ستخسر وقد جادت بروحها وقدمتها قربانا من أجل حكمة خالدة "ملكت نفسي لو ملكت منطقي"
ويمضي طائر العنقاء وقد ملك المنطق وآثر بنفسه ليتحول الى شهاب رصدا يحرس السماء ويرمي شظاياه ويزرعها في الأرض كطير الأبابيل وتشتعل الأرض لتحرق كل شيء ناديته أرجوك لا تضرم النار ... قال أترضى بهذا العار ... قلت:أترحل عن الأهل والديار وتودع الصاحب والجار ... عد وارسم قبلة على خد أمك أو أحد الصغار .... استجديته وراودته وراوغته وحننت قلبه لعله يرجع لعله يعود لكن هيهات هيهات وأنا أرسل أمنياتي ودعائي إلى رب السماء كانت روحه تصاعد إلى بارئها بعد أن زفت الجسد في أبهى الأزياء والحلل كانت النار تعزف سنفونية النهاية على أوتار هذا الجسد الذي أنهكته الأيام لكنه بقى صامدا ولم يلفظ ببنت شفة بقى شامخا منتصب القامة مرفوعة الهامة وهو ينادي الحرية الحرية وما هي إلا لحظات حتى صار رمادا تذروه الرياح هنيهة وتعود تجمعه بعد شتات انتهى الجسد لكن الروح المتأججة حماسا وحرية لم تنته ولن تموت عادت إلى الأديم ومنه جمعت رماد النار وطارت به عاليا عاليا ومن فوق السحاب نثرته وزرعته في الأرض وسقته بزخات العبرات لعل الورود تنبت من جديد .
خاطرة أو هي خربشة من خربشاتي الشخصية